أخبار اليوم - يطالب آلاف من خريجي السياحة والآثار في محافظة جرش، بضرورة استئناف العمل في أعمال التنقيب في العديد من المواقع الأثرية المهمة، التي تحتاج إلى فرق وعمالة من خريجي السياحة والآثار، مثل موقع الحمامات الشرقية، الذي توقفت أعمال التنقيب فيه منذ نحو 6 أعوام، رغم أهمية الموقع والاكتشافات الأثرية التي عثر عليها فيه العام 2018، فيما لم يجب مسؤول الإعلام بوزارة السياحة وكذلك مدير آثار جرش على اتصالات 'الغد' للحصول على ردود أو توضيحات.
وأكد عدد من الخريجين، أنهم منذ سنوات درسوا تخصصات السياحة والآثار بمختلف فروعها، نظرا للأهمية السياحية والأثرية في مدينة جرش والميزات السياحية للمحافظة وعدد الزوار السنوي لمواقعها الأثرية وأعمال التنقيب التي تقام فيها على مدار العام، إلا أن أعمال التنقيب متوقفة منذ سنوات، خصوصا في موقع الحمامات الشرقية، فيما بقية المواقع داخل المدينة الأثرية، أعمال التنقيب والترميم فيها محدودة ولا تحتاج إلى عدد كبير من العمال والفنيين.
كما تطرقوا إلى الانتكاسات التي يتعرض لها قطاع السياحة في كل فترة، مثل جائحة كورونا، ومن ثم الأحداث التي يمر بها الإقليم، مؤكدين في الوقت ذاته، أن عدد فرص العمل المتوفرة لا يتجاوز 50 فرصة سنويا من مخصصات مجلس المحافظة، وأغلبها لأعمال التنظيف وتعشيب الموقع الأثري فقط، ومدة كل عقد لا تتجاوز 6 أشهر في أحسن الظروف، وهي فرص مؤقتة ولا تغطي 15 % من نسبة الخريجين في السياحة.
غياب فرص العمل
بدورها، قالت خريجة السياحة والآثار منال بني مصطفى إنها تخرجت منذ 17 عاما بتخصص السياحة والآثار، ولغاية الآن لم تحصل على فرصة عمل في مجال السياحة، حالها كحال آلاف من الخريجين، نظرا لعدم توفر فرص عمل في مجال السياحة والآثار في جرش، وتعرض القطاع لانتكاسات عدة وتوقف أعمال التنقيب والترميم والصيانة.
وأكدت بني مصطفى 'أن آلافا من أبناء جرش درسوا تخصصات السياحة والآثار للاستفادة من الميزات السياحية والأثرية للمحافظة، ولكن دون جدوى، فلا يوجد أي فرص عمل في مجال السياحة إلا تشغيل بعض العمالة في المطاعم السياحية التي تعمل بشكل جزئي وبأقل طاقة إنتاجية'.
بدوره، قال الدليل السياحي حسن عتمة 'إن عدد العاملين في مجال السياحة من أبناء محافظة جرش لا يتجاوز 100 عامل، منهم تجار السوق الحرفي وأدلاء سياحيون وبعض العمال في المطاعم السياحية، رغم وجود آلاف الخريجين في مجال السياحة والآثار في جرش، القادرين على العمل في مجال التنقيب مع البعثات الدولية وأعمال الصيانة والترميم وخدمة الزوار في الموقع'.
وأضاف عتمة 'أن العديد من المواقع السياحية في جرش تحتاج إلى تنقيب وترميم وتأهيل، منها موقع الحمامات الشرقية وباقي المواقع الأثرية داخل وخارج المدينة الأثرية التي ما تزال بحاجة إلى تنقيب وترميم وصيانة وتأهيل'.
وفي المقابل، تسعى بلدية جرش الكبرى، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، إلى ضم موقع الحمامات الشرقية الأثرية وسط مدينة جرش إلى قائمة التراث العالمي 'اليونسكو'، ليكون ثامن موقع أردني يدخل القائمة بعد أم الجمال والبترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط.
وشهد موقع الحمامات الشرقية، خلال العقد الماضي، تطورا كبيرا من حيث الالتفات إلى المكان والاهتمام به، حيث زارته بعثات أجنبية للتنقيب، وتم استخراج المئات من القطع الأثرية والتماثيل القديمة نادرة الوجود على مستوى العالم، ما زاد الأمل بأن يكون جديرا بدخول قائمة التراث العالمي مثل العديد من المواقع الأثرية في الأردن.
أهمية موقع الحمامات الشرقية
ووفق رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم 'كان تم شمول موقع الحمامات الشرقية، الذي تعود ملكيته للبلدية ووزارة الأوقاف، في مشروع تطوير جرش السياحي، حيث تم تبليط أرضياته وساحاته الممتدة من الجسر الروماني إلى حيث شارع بور سعيد. وأقيم على طرفه الغربي المطل على مجرى نهر الذهب مسرح يطل على تلك الفضاءات الرحبة الجميلة، وعلى خاصرته تم ترميم واجهات المسجد الهاشمي الذي أمر ببنائه وتم تشييده في عهد الراحل الملك عبد الله المؤسس'.
ويعد موقع الحمامات الشرقية وسط مدينة جرش السكنية، من المواقع الأثرية المهمة التي كانت ضمن مدينة الديكابوليس، وبقي هذا الموقع، الذي يفصله مجرى نهر الذهب عن المدينة الأثرية، بعيدا عن أعمال الصيانة والترميم التي شهدتها المدينة الأثرية عبر العقود الثلاثة الماضية، باستثناء إجراء الحفريات العرضية في الموقع.
وتتكون الحمامات من ثلاث قاعات رئيسية مسقوفة بأقبية، أكبرها يقع في الجهة الغربية ويمتد باتجاه شمال-جنوب، بالإضافة إلى بركة ماء كشف عنها خلال أعمال التنقيب العامين 2017-2018، وتقع البركة في الجهة الشمالية من الحمام وتمتد إلى داخل الصالة الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية. وتحيط بالبركة أروقة محمولة على أعمدة من الطراز الكورنثي، إذ عثر على أعمدة وتيجان وعناصر أفقية 'الطبان'، وتماثيل.
وتعد هذه الحمامات من أكبر المعالم في المدينة القديمة، كما أنها المبنى الرئيسي الوحيد من الفترة الرومانية الذي أقيم على الضفة الشرقية من الوادي، بين منفذي الجسرين القديمين اللذين يقطعان نهر الذهب. وبنيت هذه الحمامات بالقرب من عين القيروان المهمة.
وكما هو معروف، تعد مدينة جرش من أهم المدن الأثرية في العالم، ويعود تاريخها إلى زمن تأسيسها في عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد. وتنعمت هذه المدينة بالهدوء والاستقرار والسلام، وتأثرت كثيرا بالحضارة الرومانية، وأصبحت من المدن العشر (الديكابوليس)، حيث ما تزال المدينة القديمة محافظة على معالمها من شوارع أعمدة ومسارح وكنائس وهياكل وحمامات وأسوار تعود لمختلف العصور.
وسبق أن أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف تماثيل جديدة في موقع الحمامات الشرقية بمدينة جرش، في موقع حفرية البعثة الفرنسية في الحمامات الشرقية العام 2018، وأوضحت حينها أن البعثة سجلت خلال هذا الموسم اكتشاف ثلاثة تماثيل هي آلهة المسارح، وتمثال يمثل آلهة النبيذ (ديونسوس)، وآنية برونزية تستخدم لحفظ العطور، وأجزاء مختلفة لتماثيل مجهولة الهوية، مؤكدة أن هذه الاكتشافات في موقع أثري، مثل الحمامات الشرقية، تعد ذات أهمية كبيرة جدا ليس فقط في الأردن ولكن على مستوى العالم.
حملات تنظيف وصيانة
ومن الجدير بالذكر أن مديرية آثار جرش تنفذ، باستمرار، حملات تنظيف وصيانة واسعة لموقع الحمامات الشرقية، بهدف الحفاظ على نظافة الموقع الذي يقع في الوسط التجاري والحد من العبث فيه بمختلف الأشكال.
والبلدية والأوقاف هما من تملكان الموقع، وتقع عليهما مسؤولية تنظيفه وحمايته ومنع أي عبث فيه بمختلف الطرق وبالتعاون مع الجهات المعنية، في حين تقدم مديرية الآثار المساعدات المطلوبة كافة لأي جهة في سبيل الحفاظ على الآثار والمواقع الموجودة فيها.
كما تقدم البلدية كل التسهيلات والدعم اللازم لنجاح الموقع وباقي المواقع الأثرية التي تمتلكها، خصوصا مشروع التنقيب الذي تقدمه الحكومة الفرنسية من خلال منظماتها المختلفة، لا سيما أنه مع وجود مشاريع عدة تم وضع الفكرة الأساسية لها، مثل تطوير السوق التراثي القديم ومنطقة امتداد الوادي، وتوأمة بلدية جرش الكبرى مع مدينة نيس الفرنسية كاقتراح تم التوافق عليه سابقا مع السفير الفرنسي.
إلى ذلك، أكد مصدر مطلع في آثار جرش أن البعثات الأجنبية عملت على التنقيب في موقع الحمامات الشرقية عبر أعوام طويلة وكان آخرها العام 2018، وقد تم العثور على قطع أثرية وتماثيل مهمة جدا، وهي معروضة في مركز الزوار ومتحف آثار جرش.
ولفت إلى أن البعثة الفرنسية كانت اكتشفت قبل بضعة أعوام تمثالا باسم 'أفروديت' من زمن الرومان، ويبلغ ارتفاع الجزء المكتشف منه نحو 164 سم، والتمثال موجود حاليا في متحف جرش، في حين توقع الخبراء الفرنسيون آنذاك أن الجزء الآخر الذي يمثل شقه العلوي تم التنقيب عنه بالموقع نفسه لاحقا، حيث يبلغ طوله نحو متر ونصف المتر، بينما أظهرت الكتابات التي اكتشفتها البعثة على قاعدة التمثال أنه يمثل آلهة الحب عند الرومان، حيث يعد هذا التمثال أكبر تمثال لآلهة الحب 'العشق والجمال' تم اكتشافه حتى الآن، بينما تم كشف نسخة أصغر حجما منه بمنطقة بيسان في فلسطين.
الغد
أخبار اليوم - يطالب آلاف من خريجي السياحة والآثار في محافظة جرش، بضرورة استئناف العمل في أعمال التنقيب في العديد من المواقع الأثرية المهمة، التي تحتاج إلى فرق وعمالة من خريجي السياحة والآثار، مثل موقع الحمامات الشرقية، الذي توقفت أعمال التنقيب فيه منذ نحو 6 أعوام، رغم أهمية الموقع والاكتشافات الأثرية التي عثر عليها فيه العام 2018، فيما لم يجب مسؤول الإعلام بوزارة السياحة وكذلك مدير آثار جرش على اتصالات 'الغد' للحصول على ردود أو توضيحات.
وأكد عدد من الخريجين، أنهم منذ سنوات درسوا تخصصات السياحة والآثار بمختلف فروعها، نظرا للأهمية السياحية والأثرية في مدينة جرش والميزات السياحية للمحافظة وعدد الزوار السنوي لمواقعها الأثرية وأعمال التنقيب التي تقام فيها على مدار العام، إلا أن أعمال التنقيب متوقفة منذ سنوات، خصوصا في موقع الحمامات الشرقية، فيما بقية المواقع داخل المدينة الأثرية، أعمال التنقيب والترميم فيها محدودة ولا تحتاج إلى عدد كبير من العمال والفنيين.
كما تطرقوا إلى الانتكاسات التي يتعرض لها قطاع السياحة في كل فترة، مثل جائحة كورونا، ومن ثم الأحداث التي يمر بها الإقليم، مؤكدين في الوقت ذاته، أن عدد فرص العمل المتوفرة لا يتجاوز 50 فرصة سنويا من مخصصات مجلس المحافظة، وأغلبها لأعمال التنظيف وتعشيب الموقع الأثري فقط، ومدة كل عقد لا تتجاوز 6 أشهر في أحسن الظروف، وهي فرص مؤقتة ولا تغطي 15 % من نسبة الخريجين في السياحة.
غياب فرص العمل
بدورها، قالت خريجة السياحة والآثار منال بني مصطفى إنها تخرجت منذ 17 عاما بتخصص السياحة والآثار، ولغاية الآن لم تحصل على فرصة عمل في مجال السياحة، حالها كحال آلاف من الخريجين، نظرا لعدم توفر فرص عمل في مجال السياحة والآثار في جرش، وتعرض القطاع لانتكاسات عدة وتوقف أعمال التنقيب والترميم والصيانة.
وأكدت بني مصطفى 'أن آلافا من أبناء جرش درسوا تخصصات السياحة والآثار للاستفادة من الميزات السياحية والأثرية للمحافظة، ولكن دون جدوى، فلا يوجد أي فرص عمل في مجال السياحة إلا تشغيل بعض العمالة في المطاعم السياحية التي تعمل بشكل جزئي وبأقل طاقة إنتاجية'.
بدوره، قال الدليل السياحي حسن عتمة 'إن عدد العاملين في مجال السياحة من أبناء محافظة جرش لا يتجاوز 100 عامل، منهم تجار السوق الحرفي وأدلاء سياحيون وبعض العمال في المطاعم السياحية، رغم وجود آلاف الخريجين في مجال السياحة والآثار في جرش، القادرين على العمل في مجال التنقيب مع البعثات الدولية وأعمال الصيانة والترميم وخدمة الزوار في الموقع'.
وأضاف عتمة 'أن العديد من المواقع السياحية في جرش تحتاج إلى تنقيب وترميم وتأهيل، منها موقع الحمامات الشرقية وباقي المواقع الأثرية داخل وخارج المدينة الأثرية التي ما تزال بحاجة إلى تنقيب وترميم وصيانة وتأهيل'.
وفي المقابل، تسعى بلدية جرش الكبرى، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، إلى ضم موقع الحمامات الشرقية الأثرية وسط مدينة جرش إلى قائمة التراث العالمي 'اليونسكو'، ليكون ثامن موقع أردني يدخل القائمة بعد أم الجمال والبترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط.
وشهد موقع الحمامات الشرقية، خلال العقد الماضي، تطورا كبيرا من حيث الالتفات إلى المكان والاهتمام به، حيث زارته بعثات أجنبية للتنقيب، وتم استخراج المئات من القطع الأثرية والتماثيل القديمة نادرة الوجود على مستوى العالم، ما زاد الأمل بأن يكون جديرا بدخول قائمة التراث العالمي مثل العديد من المواقع الأثرية في الأردن.
أهمية موقع الحمامات الشرقية
ووفق رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم 'كان تم شمول موقع الحمامات الشرقية، الذي تعود ملكيته للبلدية ووزارة الأوقاف، في مشروع تطوير جرش السياحي، حيث تم تبليط أرضياته وساحاته الممتدة من الجسر الروماني إلى حيث شارع بور سعيد. وأقيم على طرفه الغربي المطل على مجرى نهر الذهب مسرح يطل على تلك الفضاءات الرحبة الجميلة، وعلى خاصرته تم ترميم واجهات المسجد الهاشمي الذي أمر ببنائه وتم تشييده في عهد الراحل الملك عبد الله المؤسس'.
ويعد موقع الحمامات الشرقية وسط مدينة جرش السكنية، من المواقع الأثرية المهمة التي كانت ضمن مدينة الديكابوليس، وبقي هذا الموقع، الذي يفصله مجرى نهر الذهب عن المدينة الأثرية، بعيدا عن أعمال الصيانة والترميم التي شهدتها المدينة الأثرية عبر العقود الثلاثة الماضية، باستثناء إجراء الحفريات العرضية في الموقع.
وتتكون الحمامات من ثلاث قاعات رئيسية مسقوفة بأقبية، أكبرها يقع في الجهة الغربية ويمتد باتجاه شمال-جنوب، بالإضافة إلى بركة ماء كشف عنها خلال أعمال التنقيب العامين 2017-2018، وتقع البركة في الجهة الشمالية من الحمام وتمتد إلى داخل الصالة الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية. وتحيط بالبركة أروقة محمولة على أعمدة من الطراز الكورنثي، إذ عثر على أعمدة وتيجان وعناصر أفقية 'الطبان'، وتماثيل.
وتعد هذه الحمامات من أكبر المعالم في المدينة القديمة، كما أنها المبنى الرئيسي الوحيد من الفترة الرومانية الذي أقيم على الضفة الشرقية من الوادي، بين منفذي الجسرين القديمين اللذين يقطعان نهر الذهب. وبنيت هذه الحمامات بالقرب من عين القيروان المهمة.
وكما هو معروف، تعد مدينة جرش من أهم المدن الأثرية في العالم، ويعود تاريخها إلى زمن تأسيسها في عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد. وتنعمت هذه المدينة بالهدوء والاستقرار والسلام، وتأثرت كثيرا بالحضارة الرومانية، وأصبحت من المدن العشر (الديكابوليس)، حيث ما تزال المدينة القديمة محافظة على معالمها من شوارع أعمدة ومسارح وكنائس وهياكل وحمامات وأسوار تعود لمختلف العصور.
وسبق أن أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف تماثيل جديدة في موقع الحمامات الشرقية بمدينة جرش، في موقع حفرية البعثة الفرنسية في الحمامات الشرقية العام 2018، وأوضحت حينها أن البعثة سجلت خلال هذا الموسم اكتشاف ثلاثة تماثيل هي آلهة المسارح، وتمثال يمثل آلهة النبيذ (ديونسوس)، وآنية برونزية تستخدم لحفظ العطور، وأجزاء مختلفة لتماثيل مجهولة الهوية، مؤكدة أن هذه الاكتشافات في موقع أثري، مثل الحمامات الشرقية، تعد ذات أهمية كبيرة جدا ليس فقط في الأردن ولكن على مستوى العالم.
حملات تنظيف وصيانة
ومن الجدير بالذكر أن مديرية آثار جرش تنفذ، باستمرار، حملات تنظيف وصيانة واسعة لموقع الحمامات الشرقية، بهدف الحفاظ على نظافة الموقع الذي يقع في الوسط التجاري والحد من العبث فيه بمختلف الأشكال.
والبلدية والأوقاف هما من تملكان الموقع، وتقع عليهما مسؤولية تنظيفه وحمايته ومنع أي عبث فيه بمختلف الطرق وبالتعاون مع الجهات المعنية، في حين تقدم مديرية الآثار المساعدات المطلوبة كافة لأي جهة في سبيل الحفاظ على الآثار والمواقع الموجودة فيها.
كما تقدم البلدية كل التسهيلات والدعم اللازم لنجاح الموقع وباقي المواقع الأثرية التي تمتلكها، خصوصا مشروع التنقيب الذي تقدمه الحكومة الفرنسية من خلال منظماتها المختلفة، لا سيما أنه مع وجود مشاريع عدة تم وضع الفكرة الأساسية لها، مثل تطوير السوق التراثي القديم ومنطقة امتداد الوادي، وتوأمة بلدية جرش الكبرى مع مدينة نيس الفرنسية كاقتراح تم التوافق عليه سابقا مع السفير الفرنسي.
إلى ذلك، أكد مصدر مطلع في آثار جرش أن البعثات الأجنبية عملت على التنقيب في موقع الحمامات الشرقية عبر أعوام طويلة وكان آخرها العام 2018، وقد تم العثور على قطع أثرية وتماثيل مهمة جدا، وهي معروضة في مركز الزوار ومتحف آثار جرش.
ولفت إلى أن البعثة الفرنسية كانت اكتشفت قبل بضعة أعوام تمثالا باسم 'أفروديت' من زمن الرومان، ويبلغ ارتفاع الجزء المكتشف منه نحو 164 سم، والتمثال موجود حاليا في متحف جرش، في حين توقع الخبراء الفرنسيون آنذاك أن الجزء الآخر الذي يمثل شقه العلوي تم التنقيب عنه بالموقع نفسه لاحقا، حيث يبلغ طوله نحو متر ونصف المتر، بينما أظهرت الكتابات التي اكتشفتها البعثة على قاعدة التمثال أنه يمثل آلهة الحب عند الرومان، حيث يعد هذا التمثال أكبر تمثال لآلهة الحب 'العشق والجمال' تم اكتشافه حتى الآن، بينما تم كشف نسخة أصغر حجما منه بمنطقة بيسان في فلسطين.
الغد
أخبار اليوم - يطالب آلاف من خريجي السياحة والآثار في محافظة جرش، بضرورة استئناف العمل في أعمال التنقيب في العديد من المواقع الأثرية المهمة، التي تحتاج إلى فرق وعمالة من خريجي السياحة والآثار، مثل موقع الحمامات الشرقية، الذي توقفت أعمال التنقيب فيه منذ نحو 6 أعوام، رغم أهمية الموقع والاكتشافات الأثرية التي عثر عليها فيه العام 2018، فيما لم يجب مسؤول الإعلام بوزارة السياحة وكذلك مدير آثار جرش على اتصالات 'الغد' للحصول على ردود أو توضيحات.
وأكد عدد من الخريجين، أنهم منذ سنوات درسوا تخصصات السياحة والآثار بمختلف فروعها، نظرا للأهمية السياحية والأثرية في مدينة جرش والميزات السياحية للمحافظة وعدد الزوار السنوي لمواقعها الأثرية وأعمال التنقيب التي تقام فيها على مدار العام، إلا أن أعمال التنقيب متوقفة منذ سنوات، خصوصا في موقع الحمامات الشرقية، فيما بقية المواقع داخل المدينة الأثرية، أعمال التنقيب والترميم فيها محدودة ولا تحتاج إلى عدد كبير من العمال والفنيين.
كما تطرقوا إلى الانتكاسات التي يتعرض لها قطاع السياحة في كل فترة، مثل جائحة كورونا، ومن ثم الأحداث التي يمر بها الإقليم، مؤكدين في الوقت ذاته، أن عدد فرص العمل المتوفرة لا يتجاوز 50 فرصة سنويا من مخصصات مجلس المحافظة، وأغلبها لأعمال التنظيف وتعشيب الموقع الأثري فقط، ومدة كل عقد لا تتجاوز 6 أشهر في أحسن الظروف، وهي فرص مؤقتة ولا تغطي 15 % من نسبة الخريجين في السياحة.
غياب فرص العمل
بدورها، قالت خريجة السياحة والآثار منال بني مصطفى إنها تخرجت منذ 17 عاما بتخصص السياحة والآثار، ولغاية الآن لم تحصل على فرصة عمل في مجال السياحة، حالها كحال آلاف من الخريجين، نظرا لعدم توفر فرص عمل في مجال السياحة والآثار في جرش، وتعرض القطاع لانتكاسات عدة وتوقف أعمال التنقيب والترميم والصيانة.
وأكدت بني مصطفى 'أن آلافا من أبناء جرش درسوا تخصصات السياحة والآثار للاستفادة من الميزات السياحية والأثرية للمحافظة، ولكن دون جدوى، فلا يوجد أي فرص عمل في مجال السياحة إلا تشغيل بعض العمالة في المطاعم السياحية التي تعمل بشكل جزئي وبأقل طاقة إنتاجية'.
بدوره، قال الدليل السياحي حسن عتمة 'إن عدد العاملين في مجال السياحة من أبناء محافظة جرش لا يتجاوز 100 عامل، منهم تجار السوق الحرفي وأدلاء سياحيون وبعض العمال في المطاعم السياحية، رغم وجود آلاف الخريجين في مجال السياحة والآثار في جرش، القادرين على العمل في مجال التنقيب مع البعثات الدولية وأعمال الصيانة والترميم وخدمة الزوار في الموقع'.
وأضاف عتمة 'أن العديد من المواقع السياحية في جرش تحتاج إلى تنقيب وترميم وتأهيل، منها موقع الحمامات الشرقية وباقي المواقع الأثرية داخل وخارج المدينة الأثرية التي ما تزال بحاجة إلى تنقيب وترميم وصيانة وتأهيل'.
وفي المقابل، تسعى بلدية جرش الكبرى، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، إلى ضم موقع الحمامات الشرقية الأثرية وسط مدينة جرش إلى قائمة التراث العالمي 'اليونسكو'، ليكون ثامن موقع أردني يدخل القائمة بعد أم الجمال والبترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط.
وشهد موقع الحمامات الشرقية، خلال العقد الماضي، تطورا كبيرا من حيث الالتفات إلى المكان والاهتمام به، حيث زارته بعثات أجنبية للتنقيب، وتم استخراج المئات من القطع الأثرية والتماثيل القديمة نادرة الوجود على مستوى العالم، ما زاد الأمل بأن يكون جديرا بدخول قائمة التراث العالمي مثل العديد من المواقع الأثرية في الأردن.
أهمية موقع الحمامات الشرقية
ووفق رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم 'كان تم شمول موقع الحمامات الشرقية، الذي تعود ملكيته للبلدية ووزارة الأوقاف، في مشروع تطوير جرش السياحي، حيث تم تبليط أرضياته وساحاته الممتدة من الجسر الروماني إلى حيث شارع بور سعيد. وأقيم على طرفه الغربي المطل على مجرى نهر الذهب مسرح يطل على تلك الفضاءات الرحبة الجميلة، وعلى خاصرته تم ترميم واجهات المسجد الهاشمي الذي أمر ببنائه وتم تشييده في عهد الراحل الملك عبد الله المؤسس'.
ويعد موقع الحمامات الشرقية وسط مدينة جرش السكنية، من المواقع الأثرية المهمة التي كانت ضمن مدينة الديكابوليس، وبقي هذا الموقع، الذي يفصله مجرى نهر الذهب عن المدينة الأثرية، بعيدا عن أعمال الصيانة والترميم التي شهدتها المدينة الأثرية عبر العقود الثلاثة الماضية، باستثناء إجراء الحفريات العرضية في الموقع.
وتتكون الحمامات من ثلاث قاعات رئيسية مسقوفة بأقبية، أكبرها يقع في الجهة الغربية ويمتد باتجاه شمال-جنوب، بالإضافة إلى بركة ماء كشف عنها خلال أعمال التنقيب العامين 2017-2018، وتقع البركة في الجهة الشمالية من الحمام وتمتد إلى داخل الصالة الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية. وتحيط بالبركة أروقة محمولة على أعمدة من الطراز الكورنثي، إذ عثر على أعمدة وتيجان وعناصر أفقية 'الطبان'، وتماثيل.
وتعد هذه الحمامات من أكبر المعالم في المدينة القديمة، كما أنها المبنى الرئيسي الوحيد من الفترة الرومانية الذي أقيم على الضفة الشرقية من الوادي، بين منفذي الجسرين القديمين اللذين يقطعان نهر الذهب. وبنيت هذه الحمامات بالقرب من عين القيروان المهمة.
وكما هو معروف، تعد مدينة جرش من أهم المدن الأثرية في العالم، ويعود تاريخها إلى زمن تأسيسها في عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد. وتنعمت هذه المدينة بالهدوء والاستقرار والسلام، وتأثرت كثيرا بالحضارة الرومانية، وأصبحت من المدن العشر (الديكابوليس)، حيث ما تزال المدينة القديمة محافظة على معالمها من شوارع أعمدة ومسارح وكنائس وهياكل وحمامات وأسوار تعود لمختلف العصور.
وسبق أن أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف تماثيل جديدة في موقع الحمامات الشرقية بمدينة جرش، في موقع حفرية البعثة الفرنسية في الحمامات الشرقية العام 2018، وأوضحت حينها أن البعثة سجلت خلال هذا الموسم اكتشاف ثلاثة تماثيل هي آلهة المسارح، وتمثال يمثل آلهة النبيذ (ديونسوس)، وآنية برونزية تستخدم لحفظ العطور، وأجزاء مختلفة لتماثيل مجهولة الهوية، مؤكدة أن هذه الاكتشافات في موقع أثري، مثل الحمامات الشرقية، تعد ذات أهمية كبيرة جدا ليس فقط في الأردن ولكن على مستوى العالم.
حملات تنظيف وصيانة
ومن الجدير بالذكر أن مديرية آثار جرش تنفذ، باستمرار، حملات تنظيف وصيانة واسعة لموقع الحمامات الشرقية، بهدف الحفاظ على نظافة الموقع الذي يقع في الوسط التجاري والحد من العبث فيه بمختلف الأشكال.
والبلدية والأوقاف هما من تملكان الموقع، وتقع عليهما مسؤولية تنظيفه وحمايته ومنع أي عبث فيه بمختلف الطرق وبالتعاون مع الجهات المعنية، في حين تقدم مديرية الآثار المساعدات المطلوبة كافة لأي جهة في سبيل الحفاظ على الآثار والمواقع الموجودة فيها.
كما تقدم البلدية كل التسهيلات والدعم اللازم لنجاح الموقع وباقي المواقع الأثرية التي تمتلكها، خصوصا مشروع التنقيب الذي تقدمه الحكومة الفرنسية من خلال منظماتها المختلفة، لا سيما أنه مع وجود مشاريع عدة تم وضع الفكرة الأساسية لها، مثل تطوير السوق التراثي القديم ومنطقة امتداد الوادي، وتوأمة بلدية جرش الكبرى مع مدينة نيس الفرنسية كاقتراح تم التوافق عليه سابقا مع السفير الفرنسي.
إلى ذلك، أكد مصدر مطلع في آثار جرش أن البعثات الأجنبية عملت على التنقيب في موقع الحمامات الشرقية عبر أعوام طويلة وكان آخرها العام 2018، وقد تم العثور على قطع أثرية وتماثيل مهمة جدا، وهي معروضة في مركز الزوار ومتحف آثار جرش.
ولفت إلى أن البعثة الفرنسية كانت اكتشفت قبل بضعة أعوام تمثالا باسم 'أفروديت' من زمن الرومان، ويبلغ ارتفاع الجزء المكتشف منه نحو 164 سم، والتمثال موجود حاليا في متحف جرش، في حين توقع الخبراء الفرنسيون آنذاك أن الجزء الآخر الذي يمثل شقه العلوي تم التنقيب عنه بالموقع نفسه لاحقا، حيث يبلغ طوله نحو متر ونصف المتر، بينما أظهرت الكتابات التي اكتشفتها البعثة على قاعدة التمثال أنه يمثل آلهة الحب عند الرومان، حيث يعد هذا التمثال أكبر تمثال لآلهة الحب 'العشق والجمال' تم اكتشافه حتى الآن، بينما تم كشف نسخة أصغر حجما منه بمنطقة بيسان في فلسطين.
الغد
التعليقات