عبدالهادي راجي
بجانب منزلي تم نصب (معرش بطيخ), مع أن الموسم لم يأت بعد والأسعار عالية إلا أن الحدث ساعدني كثيرا... فمنذ بداية رمضان، وأنا أذهب إليهم قبل موعد الإفطار بساعة, ثم ابدأ بالطبطبة على البطيخ.. وهذا يقودني إلى أسئلة غاية في الأهمية منها مثلا: (الأرض لمين؟ قديش مستأجرينها؟)... وأحيانا اقدم اقتراحات منها مثلا: (ليش ما اتجيبوا شمام؟ أو.. أنا لو اني منك بنزل خضرة مع البطيخ!).. واخر اقتراح كان البارحة وتضمن.. طلبي من صاحب (المعرش) أن يقوم بتزفيت المكان...
القصة هي أني اريد أن يمر الوقت, والوقت لايمر أبدا.. صرت أقوم بدعوة الأصدقاء (للمعرش).. ونجتمع عنده, ونطبطب جميعنا على البطيخ... والغريب أن الأصدقاء صاروا يقدمون له ذات الإقتراحات التي أقدمها..
جاءت سيدة أمس وقالت للبائع: (عن سعر البطيخ)... السيدات لا يقمن بالطبطة مثلنا على البطيخ, يقمن بالنظر وذات الأسئلة تتكرر معهن وهي: حمرا أكيد؟ متأكد إنها حمرا؟.. والسيدة كررت ذات الاسئلة, ثم نظرت لي وأنا للأسف كنت ارتدي (الحفاية).. مع دشداشة زرقاء بها ثقوب من أثر جمرات السجائر... ثم قالت لي بعد التمعن: (لو سمحت ممكن اتحط البطيخه على الأرض بالكرسي الخلفي).. استجبت بالطبع لها, أنا أصلا لا ألومها فمنظري كان يوحي بأني من العمال الوافدين الذين انتهى تصريح عملهم منذ زمن, أو كان يوحي بأني حارس عمارة يعاني من تأخر ا?سكان في دفع الأجرة له.. لكني في النهاية وضعت (البطيخه)...
في رمضان تحولت وظيفتي من الكتابة إلى (الطبطبة), وإلى وضع (البطيخ) في الكرسي الخلفي... ولكني اكتشفت من هذه التجربة أن عملية (الطبطبة) هي سلوك غير مفهوم الدوافع أبدا, فهو لا يعطيك نتيجة عن طعم البطيخة أو لونها... مجرد سلوك عبثي مرتبط بشراء البطيخ... أيضا تحولت وظيفتي إلى حمل البطيخ للسيدات اللواتي يردن الذهاب إلى منازل الأهل.. صرت أعرفهن...تأتي مع الأولاد ويصادفها (المعرش) فتقرر شراء (بطيخه) للأهل, السيدات لا يفضلن دخول منازل الأهل بيد فارغة... والغريب أن نظرتهن لي هي ذات النظرة لا تتغير... والغريب أنهن يبتس?ن لي – وأنا تذبحني الإبتسامات – ثم يطلبن مني برقة وضع (البطيخة) في الكرسي الخلفي...
في رمضان.. الجوع لايهم, والعطش لايهم...أنا طبعي مثل الجمل الصبر لدي من الأمور التي تجري معي في الوريد.. لكن الذي جعلني اتألم هو كلمة (البطيخ)... كلما سألت سيدة جاري صاحب معرش البطيخ: (كم وزن هاي البطيخه كيلو)..كنت أشعر بشدة القصف الروسي على (زاباروجيا)...
اه من (البتيخ).
Abdelhadi18@yahoo.com
(الرأي)
عبدالهادي راجي
بجانب منزلي تم نصب (معرش بطيخ), مع أن الموسم لم يأت بعد والأسعار عالية إلا أن الحدث ساعدني كثيرا... فمنذ بداية رمضان، وأنا أذهب إليهم قبل موعد الإفطار بساعة, ثم ابدأ بالطبطبة على البطيخ.. وهذا يقودني إلى أسئلة غاية في الأهمية منها مثلا: (الأرض لمين؟ قديش مستأجرينها؟)... وأحيانا اقدم اقتراحات منها مثلا: (ليش ما اتجيبوا شمام؟ أو.. أنا لو اني منك بنزل خضرة مع البطيخ!).. واخر اقتراح كان البارحة وتضمن.. طلبي من صاحب (المعرش) أن يقوم بتزفيت المكان...
القصة هي أني اريد أن يمر الوقت, والوقت لايمر أبدا.. صرت أقوم بدعوة الأصدقاء (للمعرش).. ونجتمع عنده, ونطبطب جميعنا على البطيخ... والغريب أن الأصدقاء صاروا يقدمون له ذات الإقتراحات التي أقدمها..
جاءت سيدة أمس وقالت للبائع: (عن سعر البطيخ)... السيدات لا يقمن بالطبطة مثلنا على البطيخ, يقمن بالنظر وذات الأسئلة تتكرر معهن وهي: حمرا أكيد؟ متأكد إنها حمرا؟.. والسيدة كررت ذات الاسئلة, ثم نظرت لي وأنا للأسف كنت ارتدي (الحفاية).. مع دشداشة زرقاء بها ثقوب من أثر جمرات السجائر... ثم قالت لي بعد التمعن: (لو سمحت ممكن اتحط البطيخه على الأرض بالكرسي الخلفي).. استجبت بالطبع لها, أنا أصلا لا ألومها فمنظري كان يوحي بأني من العمال الوافدين الذين انتهى تصريح عملهم منذ زمن, أو كان يوحي بأني حارس عمارة يعاني من تأخر ا?سكان في دفع الأجرة له.. لكني في النهاية وضعت (البطيخه)...
في رمضان تحولت وظيفتي من الكتابة إلى (الطبطبة), وإلى وضع (البطيخ) في الكرسي الخلفي... ولكني اكتشفت من هذه التجربة أن عملية (الطبطبة) هي سلوك غير مفهوم الدوافع أبدا, فهو لا يعطيك نتيجة عن طعم البطيخة أو لونها... مجرد سلوك عبثي مرتبط بشراء البطيخ... أيضا تحولت وظيفتي إلى حمل البطيخ للسيدات اللواتي يردن الذهاب إلى منازل الأهل.. صرت أعرفهن...تأتي مع الأولاد ويصادفها (المعرش) فتقرر شراء (بطيخه) للأهل, السيدات لا يفضلن دخول منازل الأهل بيد فارغة... والغريب أن نظرتهن لي هي ذات النظرة لا تتغير... والغريب أنهن يبتس?ن لي – وأنا تذبحني الإبتسامات – ثم يطلبن مني برقة وضع (البطيخة) في الكرسي الخلفي...
في رمضان.. الجوع لايهم, والعطش لايهم...أنا طبعي مثل الجمل الصبر لدي من الأمور التي تجري معي في الوريد.. لكن الذي جعلني اتألم هو كلمة (البطيخ)... كلما سألت سيدة جاري صاحب معرش البطيخ: (كم وزن هاي البطيخه كيلو)..كنت أشعر بشدة القصف الروسي على (زاباروجيا)...
اه من (البتيخ).
Abdelhadi18@yahoo.com
(الرأي)
عبدالهادي راجي
بجانب منزلي تم نصب (معرش بطيخ), مع أن الموسم لم يأت بعد والأسعار عالية إلا أن الحدث ساعدني كثيرا... فمنذ بداية رمضان، وأنا أذهب إليهم قبل موعد الإفطار بساعة, ثم ابدأ بالطبطبة على البطيخ.. وهذا يقودني إلى أسئلة غاية في الأهمية منها مثلا: (الأرض لمين؟ قديش مستأجرينها؟)... وأحيانا اقدم اقتراحات منها مثلا: (ليش ما اتجيبوا شمام؟ أو.. أنا لو اني منك بنزل خضرة مع البطيخ!).. واخر اقتراح كان البارحة وتضمن.. طلبي من صاحب (المعرش) أن يقوم بتزفيت المكان...
القصة هي أني اريد أن يمر الوقت, والوقت لايمر أبدا.. صرت أقوم بدعوة الأصدقاء (للمعرش).. ونجتمع عنده, ونطبطب جميعنا على البطيخ... والغريب أن الأصدقاء صاروا يقدمون له ذات الإقتراحات التي أقدمها..
جاءت سيدة أمس وقالت للبائع: (عن سعر البطيخ)... السيدات لا يقمن بالطبطة مثلنا على البطيخ, يقمن بالنظر وذات الأسئلة تتكرر معهن وهي: حمرا أكيد؟ متأكد إنها حمرا؟.. والسيدة كررت ذات الاسئلة, ثم نظرت لي وأنا للأسف كنت ارتدي (الحفاية).. مع دشداشة زرقاء بها ثقوب من أثر جمرات السجائر... ثم قالت لي بعد التمعن: (لو سمحت ممكن اتحط البطيخه على الأرض بالكرسي الخلفي).. استجبت بالطبع لها, أنا أصلا لا ألومها فمنظري كان يوحي بأني من العمال الوافدين الذين انتهى تصريح عملهم منذ زمن, أو كان يوحي بأني حارس عمارة يعاني من تأخر ا?سكان في دفع الأجرة له.. لكني في النهاية وضعت (البطيخه)...
في رمضان تحولت وظيفتي من الكتابة إلى (الطبطبة), وإلى وضع (البطيخ) في الكرسي الخلفي... ولكني اكتشفت من هذه التجربة أن عملية (الطبطبة) هي سلوك غير مفهوم الدوافع أبدا, فهو لا يعطيك نتيجة عن طعم البطيخة أو لونها... مجرد سلوك عبثي مرتبط بشراء البطيخ... أيضا تحولت وظيفتي إلى حمل البطيخ للسيدات اللواتي يردن الذهاب إلى منازل الأهل.. صرت أعرفهن...تأتي مع الأولاد ويصادفها (المعرش) فتقرر شراء (بطيخه) للأهل, السيدات لا يفضلن دخول منازل الأهل بيد فارغة... والغريب أن نظرتهن لي هي ذات النظرة لا تتغير... والغريب أنهن يبتس?ن لي – وأنا تذبحني الإبتسامات – ثم يطلبن مني برقة وضع (البطيخة) في الكرسي الخلفي...
في رمضان.. الجوع لايهم, والعطش لايهم...أنا طبعي مثل الجمل الصبر لدي من الأمور التي تجري معي في الوريد.. لكن الذي جعلني اتألم هو كلمة (البطيخ)... كلما سألت سيدة جاري صاحب معرش البطيخ: (كم وزن هاي البطيخه كيلو)..كنت أشعر بشدة القصف الروسي على (زاباروجيا)...
اه من (البتيخ).
Abdelhadi18@yahoo.com
(الرأي)
التعليقات