حسين الرواشدة
ماذا يحدث في جامعة اليرموك ؟ الملف الذي وصلني من عدة أساتذة يعملون في الجامعة ، اثق بصدقيتهم، ويحمل عنوان ' انقذوا اليرموك '، يستدعي النقاش والتدقيق والتحقيق أيضا ، لا يسمح لي المجال -هنا- أن أسرد الملاحظات والمعلومات التي وردت فيه حول أداء الادارة وهواجس الأساتذة والعاملين ومطالبهم، أترك هذه المهمة للجهات المعنية التي أعتقد أن الرسالة وصلت إليها، وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي ، وأنا على ثقة بأنهم سيتعاملون معها بما يلزم من إجراءات.
ما يحدث في بعض جامعاتنا الرسمية يحتاج من إدارات الدولة إلى وقفة 'وطنية '، قلت : 'وطنية' لأنني أعتقد أن المسألة تتجاوز المجاملات والمعالجات السريعة ، وأن ملف التعليم العالي لا يرتبط فقط بالتحصيل العلمي والحريات الأكاديمية والقبول في الجامعات والبحث العلمي ، على أهمية ذلك ، وما تتطلبه كل هذه العناصر وغيرها من إصلاح وتطوير ، وإنما يتجاوز ذلك إلى عصب بناء الإنسان الأردني المنتمي واليقظ والكفؤ، مهمة الجامعة تبدأ هنا أولا ، فهي الخزان الاستراتيجي لتزويد الدولة بالخبرات والكفاءات، وهي (الجامع ) الوطني الذي يغذي المجتمع بالحيوية ، ويعزز منعته و تماسكه، ويفرز منه أفضل ما فيه.
لدي سؤال واحد اختصر فيه كل ما سمعته عن واقع العديد من الجامعات ، أقصد بالواقع المديونيات المتصاعدة ، والسباق لانتزاع رقم في جدول التصنيفات العالمية ، والتجاوزات التي تحصل هنا وهناك، وفوضى التعيينات، ومستويات الأداء الأكاديمي ، وغيرها الكثير من القضايا التي تشغل المهتمين في هذا القطاع (هل تشغلهم حقا ؟).
السؤال هو : كيف تُدار الجامعات ، وعلى أي أساس يتم اختيار مجالس أمنائها ورؤسائها ، وكيف يتم تقييم أدائهم ومحاسبتهم إذا لازم الأمر ؟ الإجابات -للأسف -صادمة أحيانا؟ ولدي من القصص ما ' يغثّ الخاطر '، ولهذا لا يجوز أن تفاجئنا النتائج والمخرجات ، فما نزرعه في تربة الجامعات نحصده في بيادر المجتمع ، ومع ذلك لدينا فرص ثمينة لتجاوز الأخطاء وتصحيح المسارات ، ما أنجزته الجامعة الأردنية ،مثلا ، على مدى عامين ، فقط ، بفضل إدارة تمتلك الكفاءة والحوكمة والإرادة، والأهم الأمانة ، يمنحنا الأمل بجدوى التغيير والإصلاح ، ويقدم النموذج المطلوب بأقل ما يمكن من كُلفة، وأكبر ما نتصور من مردود إيجابي.
عزيزة عليّ جامعة اليرموك ، فقد درست فيها بداية الثمانينيات ، وإلى جانب ما أحمله من ذكريات جميلة فيها وعنها، احمل أمنيات اكبر بأن تكون دائما الأفضل ، ولا يراودني أي شك أن اليرموك التي جعلت من اربد ، المدينة، مزاراً يتدفق بالحيوية ، قادرةٌ اليوم -إذا تجاوزت أزماتها - على استقطاب الكثيرين من الطلبة والزوار ، من داخل الأردن وخارجه، واستعادة دورها في سباق التصنيفات الحقيقية للجامعات العريقة ، واستعادة ألقها واحترامها في وجدان الأردنيين أيضا.
بقي لدي ملاحظة أخيرة ، إعادة الجامعة ، أي جامعة، الى مكانتها المعتبرة يتطلب اختيار ادارات جامعية كفؤة وذات خبرة ( ليتها تكون منتخبة ) تستطيع ان تبني جامعات على اساس 'القيمة 'الحقيقية للعلم لا للشهادة، وللحرم «الاخلاقي» الجامعي، لا للأسوار العالية التي تحجب الهواء النظيف، وللنظام العام القائم على الاحترام والعدالة والانضباط العلمي، لا على التعيينات المنزوعة من معايير الكفاءة، او التعليم بمنطق التلقين والجباية، او الإنجازات الوهمية التي سرعان ما تنكشف، او على اساس « اضرب واهرب» للحصول على امتيازات ورواتب ومسمى ' رئيس ' مجرد اسم، بلا أي إنجازات.
حسين الرواشدة
ماذا يحدث في جامعة اليرموك ؟ الملف الذي وصلني من عدة أساتذة يعملون في الجامعة ، اثق بصدقيتهم، ويحمل عنوان ' انقذوا اليرموك '، يستدعي النقاش والتدقيق والتحقيق أيضا ، لا يسمح لي المجال -هنا- أن أسرد الملاحظات والمعلومات التي وردت فيه حول أداء الادارة وهواجس الأساتذة والعاملين ومطالبهم، أترك هذه المهمة للجهات المعنية التي أعتقد أن الرسالة وصلت إليها، وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي ، وأنا على ثقة بأنهم سيتعاملون معها بما يلزم من إجراءات.
ما يحدث في بعض جامعاتنا الرسمية يحتاج من إدارات الدولة إلى وقفة 'وطنية '، قلت : 'وطنية' لأنني أعتقد أن المسألة تتجاوز المجاملات والمعالجات السريعة ، وأن ملف التعليم العالي لا يرتبط فقط بالتحصيل العلمي والحريات الأكاديمية والقبول في الجامعات والبحث العلمي ، على أهمية ذلك ، وما تتطلبه كل هذه العناصر وغيرها من إصلاح وتطوير ، وإنما يتجاوز ذلك إلى عصب بناء الإنسان الأردني المنتمي واليقظ والكفؤ، مهمة الجامعة تبدأ هنا أولا ، فهي الخزان الاستراتيجي لتزويد الدولة بالخبرات والكفاءات، وهي (الجامع ) الوطني الذي يغذي المجتمع بالحيوية ، ويعزز منعته و تماسكه، ويفرز منه أفضل ما فيه.
لدي سؤال واحد اختصر فيه كل ما سمعته عن واقع العديد من الجامعات ، أقصد بالواقع المديونيات المتصاعدة ، والسباق لانتزاع رقم في جدول التصنيفات العالمية ، والتجاوزات التي تحصل هنا وهناك، وفوضى التعيينات، ومستويات الأداء الأكاديمي ، وغيرها الكثير من القضايا التي تشغل المهتمين في هذا القطاع (هل تشغلهم حقا ؟).
السؤال هو : كيف تُدار الجامعات ، وعلى أي أساس يتم اختيار مجالس أمنائها ورؤسائها ، وكيف يتم تقييم أدائهم ومحاسبتهم إذا لازم الأمر ؟ الإجابات -للأسف -صادمة أحيانا؟ ولدي من القصص ما ' يغثّ الخاطر '، ولهذا لا يجوز أن تفاجئنا النتائج والمخرجات ، فما نزرعه في تربة الجامعات نحصده في بيادر المجتمع ، ومع ذلك لدينا فرص ثمينة لتجاوز الأخطاء وتصحيح المسارات ، ما أنجزته الجامعة الأردنية ،مثلا ، على مدى عامين ، فقط ، بفضل إدارة تمتلك الكفاءة والحوكمة والإرادة، والأهم الأمانة ، يمنحنا الأمل بجدوى التغيير والإصلاح ، ويقدم النموذج المطلوب بأقل ما يمكن من كُلفة، وأكبر ما نتصور من مردود إيجابي.
عزيزة عليّ جامعة اليرموك ، فقد درست فيها بداية الثمانينيات ، وإلى جانب ما أحمله من ذكريات جميلة فيها وعنها، احمل أمنيات اكبر بأن تكون دائما الأفضل ، ولا يراودني أي شك أن اليرموك التي جعلت من اربد ، المدينة، مزاراً يتدفق بالحيوية ، قادرةٌ اليوم -إذا تجاوزت أزماتها - على استقطاب الكثيرين من الطلبة والزوار ، من داخل الأردن وخارجه، واستعادة دورها في سباق التصنيفات الحقيقية للجامعات العريقة ، واستعادة ألقها واحترامها في وجدان الأردنيين أيضا.
بقي لدي ملاحظة أخيرة ، إعادة الجامعة ، أي جامعة، الى مكانتها المعتبرة يتطلب اختيار ادارات جامعية كفؤة وذات خبرة ( ليتها تكون منتخبة ) تستطيع ان تبني جامعات على اساس 'القيمة 'الحقيقية للعلم لا للشهادة، وللحرم «الاخلاقي» الجامعي، لا للأسوار العالية التي تحجب الهواء النظيف، وللنظام العام القائم على الاحترام والعدالة والانضباط العلمي، لا على التعيينات المنزوعة من معايير الكفاءة، او التعليم بمنطق التلقين والجباية، او الإنجازات الوهمية التي سرعان ما تنكشف، او على اساس « اضرب واهرب» للحصول على امتيازات ورواتب ومسمى ' رئيس ' مجرد اسم، بلا أي إنجازات.
حسين الرواشدة
ماذا يحدث في جامعة اليرموك ؟ الملف الذي وصلني من عدة أساتذة يعملون في الجامعة ، اثق بصدقيتهم، ويحمل عنوان ' انقذوا اليرموك '، يستدعي النقاش والتدقيق والتحقيق أيضا ، لا يسمح لي المجال -هنا- أن أسرد الملاحظات والمعلومات التي وردت فيه حول أداء الادارة وهواجس الأساتذة والعاملين ومطالبهم، أترك هذه المهمة للجهات المعنية التي أعتقد أن الرسالة وصلت إليها، وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي ، وأنا على ثقة بأنهم سيتعاملون معها بما يلزم من إجراءات.
ما يحدث في بعض جامعاتنا الرسمية يحتاج من إدارات الدولة إلى وقفة 'وطنية '، قلت : 'وطنية' لأنني أعتقد أن المسألة تتجاوز المجاملات والمعالجات السريعة ، وأن ملف التعليم العالي لا يرتبط فقط بالتحصيل العلمي والحريات الأكاديمية والقبول في الجامعات والبحث العلمي ، على أهمية ذلك ، وما تتطلبه كل هذه العناصر وغيرها من إصلاح وتطوير ، وإنما يتجاوز ذلك إلى عصب بناء الإنسان الأردني المنتمي واليقظ والكفؤ، مهمة الجامعة تبدأ هنا أولا ، فهي الخزان الاستراتيجي لتزويد الدولة بالخبرات والكفاءات، وهي (الجامع ) الوطني الذي يغذي المجتمع بالحيوية ، ويعزز منعته و تماسكه، ويفرز منه أفضل ما فيه.
لدي سؤال واحد اختصر فيه كل ما سمعته عن واقع العديد من الجامعات ، أقصد بالواقع المديونيات المتصاعدة ، والسباق لانتزاع رقم في جدول التصنيفات العالمية ، والتجاوزات التي تحصل هنا وهناك، وفوضى التعيينات، ومستويات الأداء الأكاديمي ، وغيرها الكثير من القضايا التي تشغل المهتمين في هذا القطاع (هل تشغلهم حقا ؟).
السؤال هو : كيف تُدار الجامعات ، وعلى أي أساس يتم اختيار مجالس أمنائها ورؤسائها ، وكيف يتم تقييم أدائهم ومحاسبتهم إذا لازم الأمر ؟ الإجابات -للأسف -صادمة أحيانا؟ ولدي من القصص ما ' يغثّ الخاطر '، ولهذا لا يجوز أن تفاجئنا النتائج والمخرجات ، فما نزرعه في تربة الجامعات نحصده في بيادر المجتمع ، ومع ذلك لدينا فرص ثمينة لتجاوز الأخطاء وتصحيح المسارات ، ما أنجزته الجامعة الأردنية ،مثلا ، على مدى عامين ، فقط ، بفضل إدارة تمتلك الكفاءة والحوكمة والإرادة، والأهم الأمانة ، يمنحنا الأمل بجدوى التغيير والإصلاح ، ويقدم النموذج المطلوب بأقل ما يمكن من كُلفة، وأكبر ما نتصور من مردود إيجابي.
عزيزة عليّ جامعة اليرموك ، فقد درست فيها بداية الثمانينيات ، وإلى جانب ما أحمله من ذكريات جميلة فيها وعنها، احمل أمنيات اكبر بأن تكون دائما الأفضل ، ولا يراودني أي شك أن اليرموك التي جعلت من اربد ، المدينة، مزاراً يتدفق بالحيوية ، قادرةٌ اليوم -إذا تجاوزت أزماتها - على استقطاب الكثيرين من الطلبة والزوار ، من داخل الأردن وخارجه، واستعادة دورها في سباق التصنيفات الحقيقية للجامعات العريقة ، واستعادة ألقها واحترامها في وجدان الأردنيين أيضا.
بقي لدي ملاحظة أخيرة ، إعادة الجامعة ، أي جامعة، الى مكانتها المعتبرة يتطلب اختيار ادارات جامعية كفؤة وذات خبرة ( ليتها تكون منتخبة ) تستطيع ان تبني جامعات على اساس 'القيمة 'الحقيقية للعلم لا للشهادة، وللحرم «الاخلاقي» الجامعي، لا للأسوار العالية التي تحجب الهواء النظيف، وللنظام العام القائم على الاحترام والعدالة والانضباط العلمي، لا على التعيينات المنزوعة من معايير الكفاءة، او التعليم بمنطق التلقين والجباية، او الإنجازات الوهمية التي سرعان ما تنكشف، او على اساس « اضرب واهرب» للحصول على امتيازات ورواتب ومسمى ' رئيس ' مجرد اسم، بلا أي إنجازات.
التعليقات