أخبار اليوم - كان ينصب أوتاد خيمته على أنقاض منزله في مخيم جباليا والذي حوّله الاحتلال إلى 'أكوام من الحجارة' خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت أكثر من مائة يوم، فلا يُمكن له أن يرحل عن تلك المنطقة التي ترعرع بها منذ طفولته.
لم يأبه المواطن محمد سعدة (57 عاماً) الذي تنحدر أصوله من مخيم جباليا شمالي القطاع، لأشعة الشمس الذهبية، حيث يسابق الزمن في نصب تلك الخيمة لجعلها مأوى له ولعائلته المكونة من سبعة أفراد، في مشهد يعكس مدى تجذره بمنزله والمخيم بشكل عام رغم الدمار الكبير الذي حلّ به.
بعد انسحاب الاحتلال من مناطق شمالي القطاع عقب عملية عسكرية استمرت أكثر من مائة يوم، في أعقاب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أسبوع، كان 'سعدة' يسير بخطوات متسارعة، أملاً في إيجاد منزله، لكن سرعان ما تلاشى ذلك الأمل، حينما وجده أكوام حجارة متراصة فوق بعضها البعض.
يحكي سعدة والغصة تملأ قلبه وبالكاد يخرج صوته: 'تدمير البيت المكون من ثلاثة طوابق، كاملاً، كان مشهداً صادماً وعنيفاً، فقد دمر الاحتلال كل مخيم جباليا، بما فيه منزلي، الذي تم بناءه بمشقة وعناء، وخلال أيام معدودة دمّره وجعله غير صالح للسكن'.
يتحامل على نفسه ثم يقول لصحيفة 'فلسطين': 'رغم هذه الجراح والمأساة والظروف الصعبة التي نمر بها، سنبقي في المخيم ولن نتخلى عنه مهما كلفنا الثمن'، لافتاً إلى هذا المنزل كان يأوي أربع عائلات.
ويضيف 'سأعيش في خيمة على أنقاض منزلي مع عائلتي ولن اتركه، رغام عدم توفر أدنى مقومات الحياة الكريمة سواء مياه الشرب أو مياه الاستخدام الآدمي'.
وشن الاحتلال في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عملية عسكرية على شمال قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها وبيت حانون، نفذ خلالها عمليات نسف كبيرة لمربعات سكنية واسعة بواسطة 'روبوتات آلية' و'مكعبات بلاستيكية' متفجرة، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 5 آلاف شهيد ومفقود، وإصابة 9500 آخرين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ذاق 'سعدة' شتى صنوف المعاناة، إذ كانت تنهال القذائف في منطقة سكنه وأخرى على بيوت ملاصقة له، كما اضطر للنزوح من جباليا 4 مرّات كان آخرها في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة في شهر أكتوبر 2024 تزامناً مع العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، وفق قوله.
'سعدة' ذاق مرارة الفقد أيضاً، فقد ارتقى نجله 'عبد الفتاح' الذي يبلغ من العمر (27 عاماً) في الـ 18/ يناير 2024، بعدما أطلقت عليه دبابة إسرائيلية قذيفة في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة، فأردته شهيداً على الفور.
يروي 'سعدة': 'ذهب عبد الفتاح رفقة أبناء عمه للبحث عن شقيقهم الذي اختفت آثاره في ذلك التاريخ، وعند وصولهم لمنطقة التوام، أطلقت الدبابة الإسرائيلية المتمركزة غربي مدينة غزة آنذاك، قذيفة أزهقت روحه'.
اجتمع على سعدة 'الفقد وتدمير المنزل'، فرغم كل القهر الذي انتابه إلا أنه بدا متماسكاً وأكثر قوة، فيقول بصوت يمتزج بالألم والقهر: 'لا نقول إلا ما يرضي الله حسبنا الله ونعم الوكيل، والله يرحمه عبد الفتاح'.
ودخل اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة في التاسع عشر من يناير الجاري، ليطوي معه 471 يوماً من حرب الإبادة الجماعية، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم يفرق خلالها بين البشر والحجر والشجر.
وشن الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، خلّف أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي طال كل القطاعات الحيوية
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - كان ينصب أوتاد خيمته على أنقاض منزله في مخيم جباليا والذي حوّله الاحتلال إلى 'أكوام من الحجارة' خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت أكثر من مائة يوم، فلا يُمكن له أن يرحل عن تلك المنطقة التي ترعرع بها منذ طفولته.
لم يأبه المواطن محمد سعدة (57 عاماً) الذي تنحدر أصوله من مخيم جباليا شمالي القطاع، لأشعة الشمس الذهبية، حيث يسابق الزمن في نصب تلك الخيمة لجعلها مأوى له ولعائلته المكونة من سبعة أفراد، في مشهد يعكس مدى تجذره بمنزله والمخيم بشكل عام رغم الدمار الكبير الذي حلّ به.
بعد انسحاب الاحتلال من مناطق شمالي القطاع عقب عملية عسكرية استمرت أكثر من مائة يوم، في أعقاب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أسبوع، كان 'سعدة' يسير بخطوات متسارعة، أملاً في إيجاد منزله، لكن سرعان ما تلاشى ذلك الأمل، حينما وجده أكوام حجارة متراصة فوق بعضها البعض.
يحكي سعدة والغصة تملأ قلبه وبالكاد يخرج صوته: 'تدمير البيت المكون من ثلاثة طوابق، كاملاً، كان مشهداً صادماً وعنيفاً، فقد دمر الاحتلال كل مخيم جباليا، بما فيه منزلي، الذي تم بناءه بمشقة وعناء، وخلال أيام معدودة دمّره وجعله غير صالح للسكن'.
يتحامل على نفسه ثم يقول لصحيفة 'فلسطين': 'رغم هذه الجراح والمأساة والظروف الصعبة التي نمر بها، سنبقي في المخيم ولن نتخلى عنه مهما كلفنا الثمن'، لافتاً إلى هذا المنزل كان يأوي أربع عائلات.
ويضيف 'سأعيش في خيمة على أنقاض منزلي مع عائلتي ولن اتركه، رغام عدم توفر أدنى مقومات الحياة الكريمة سواء مياه الشرب أو مياه الاستخدام الآدمي'.
وشن الاحتلال في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عملية عسكرية على شمال قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها وبيت حانون، نفذ خلالها عمليات نسف كبيرة لمربعات سكنية واسعة بواسطة 'روبوتات آلية' و'مكعبات بلاستيكية' متفجرة، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 5 آلاف شهيد ومفقود، وإصابة 9500 آخرين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ذاق 'سعدة' شتى صنوف المعاناة، إذ كانت تنهال القذائف في منطقة سكنه وأخرى على بيوت ملاصقة له، كما اضطر للنزوح من جباليا 4 مرّات كان آخرها في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة في شهر أكتوبر 2024 تزامناً مع العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، وفق قوله.
'سعدة' ذاق مرارة الفقد أيضاً، فقد ارتقى نجله 'عبد الفتاح' الذي يبلغ من العمر (27 عاماً) في الـ 18/ يناير 2024، بعدما أطلقت عليه دبابة إسرائيلية قذيفة في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة، فأردته شهيداً على الفور.
يروي 'سعدة': 'ذهب عبد الفتاح رفقة أبناء عمه للبحث عن شقيقهم الذي اختفت آثاره في ذلك التاريخ، وعند وصولهم لمنطقة التوام، أطلقت الدبابة الإسرائيلية المتمركزة غربي مدينة غزة آنذاك، قذيفة أزهقت روحه'.
اجتمع على سعدة 'الفقد وتدمير المنزل'، فرغم كل القهر الذي انتابه إلا أنه بدا متماسكاً وأكثر قوة، فيقول بصوت يمتزج بالألم والقهر: 'لا نقول إلا ما يرضي الله حسبنا الله ونعم الوكيل، والله يرحمه عبد الفتاح'.
ودخل اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة في التاسع عشر من يناير الجاري، ليطوي معه 471 يوماً من حرب الإبادة الجماعية، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم يفرق خلالها بين البشر والحجر والشجر.
وشن الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، خلّف أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي طال كل القطاعات الحيوية
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - كان ينصب أوتاد خيمته على أنقاض منزله في مخيم جباليا والذي حوّله الاحتلال إلى 'أكوام من الحجارة' خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت أكثر من مائة يوم، فلا يُمكن له أن يرحل عن تلك المنطقة التي ترعرع بها منذ طفولته.
لم يأبه المواطن محمد سعدة (57 عاماً) الذي تنحدر أصوله من مخيم جباليا شمالي القطاع، لأشعة الشمس الذهبية، حيث يسابق الزمن في نصب تلك الخيمة لجعلها مأوى له ولعائلته المكونة من سبعة أفراد، في مشهد يعكس مدى تجذره بمنزله والمخيم بشكل عام رغم الدمار الكبير الذي حلّ به.
بعد انسحاب الاحتلال من مناطق شمالي القطاع عقب عملية عسكرية استمرت أكثر من مائة يوم، في أعقاب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أسبوع، كان 'سعدة' يسير بخطوات متسارعة، أملاً في إيجاد منزله، لكن سرعان ما تلاشى ذلك الأمل، حينما وجده أكوام حجارة متراصة فوق بعضها البعض.
يحكي سعدة والغصة تملأ قلبه وبالكاد يخرج صوته: 'تدمير البيت المكون من ثلاثة طوابق، كاملاً، كان مشهداً صادماً وعنيفاً، فقد دمر الاحتلال كل مخيم جباليا، بما فيه منزلي، الذي تم بناءه بمشقة وعناء، وخلال أيام معدودة دمّره وجعله غير صالح للسكن'.
يتحامل على نفسه ثم يقول لصحيفة 'فلسطين': 'رغم هذه الجراح والمأساة والظروف الصعبة التي نمر بها، سنبقي في المخيم ولن نتخلى عنه مهما كلفنا الثمن'، لافتاً إلى هذا المنزل كان يأوي أربع عائلات.
ويضيف 'سأعيش في خيمة على أنقاض منزلي مع عائلتي ولن اتركه، رغام عدم توفر أدنى مقومات الحياة الكريمة سواء مياه الشرب أو مياه الاستخدام الآدمي'.
وشن الاحتلال في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عملية عسكرية على شمال قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها وبيت حانون، نفذ خلالها عمليات نسف كبيرة لمربعات سكنية واسعة بواسطة 'روبوتات آلية' و'مكعبات بلاستيكية' متفجرة، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 5 آلاف شهيد ومفقود، وإصابة 9500 آخرين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ذاق 'سعدة' شتى صنوف المعاناة، إذ كانت تنهال القذائف في منطقة سكنه وأخرى على بيوت ملاصقة له، كما اضطر للنزوح من جباليا 4 مرّات كان آخرها في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة في شهر أكتوبر 2024 تزامناً مع العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، وفق قوله.
'سعدة' ذاق مرارة الفقد أيضاً، فقد ارتقى نجله 'عبد الفتاح' الذي يبلغ من العمر (27 عاماً) في الـ 18/ يناير 2024، بعدما أطلقت عليه دبابة إسرائيلية قذيفة في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة، فأردته شهيداً على الفور.
يروي 'سعدة': 'ذهب عبد الفتاح رفقة أبناء عمه للبحث عن شقيقهم الذي اختفت آثاره في ذلك التاريخ، وعند وصولهم لمنطقة التوام، أطلقت الدبابة الإسرائيلية المتمركزة غربي مدينة غزة آنذاك، قذيفة أزهقت روحه'.
اجتمع على سعدة 'الفقد وتدمير المنزل'، فرغم كل القهر الذي انتابه إلا أنه بدا متماسكاً وأكثر قوة، فيقول بصوت يمتزج بالألم والقهر: 'لا نقول إلا ما يرضي الله حسبنا الله ونعم الوكيل، والله يرحمه عبد الفتاح'.
ودخل اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة في التاسع عشر من يناير الجاري، ليطوي معه 471 يوماً من حرب الإبادة الجماعية، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم يفرق خلالها بين البشر والحجر والشجر.
وشن الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، خلّف أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي طال كل القطاعات الحيوية
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات