أخبار اليوم - في مشهد إنساني مؤثر، اكتظ شارع الرشيد الساحلي في قطاع غزة بجموع العائدين من الجنوب، الذين حملوا على أكتافهم ذكرياتهم وأحلامهم رغم ثقل المسافات وصعوبة الطريق.
العودة إلى الديار المدمرة لم تكن مجرد رحلة عودة إلى البيوت، بل كانت استعادة للروح والانتماء. بين الدموع والابتسامات، وبين خطوات المسنين الصامدين وأهازيج الأطفال، كتب العائدون فصلاً جديداً في صمود غزة وأهلها، مؤكدين أن الأرض التي تشبثوا بها لن تكون إلا لهم.
وحزم نضال هاشم أمتعته برفقة طفله وزوجته، وقطعوا نحو تسع ساعات سيرًا على الأقدام على الطريق الساحلي، انطلاقًا من دير البلح وسط القطاع، حتى وصلوا أنقاض بيتهم في حي الصبرة شرق مدينة غزة.
وفي الظروف العادية، كان من المستحيل أن يقطع هاشم (30 عامًا) وزوجته هذه المسافة الطويلة، خاصة مع طفلهما الذي لم يتجاوز العامين، واللذين تناوبا على حمله كلما تعب أحدهما، بالإضافة إلى حقائب ظهريهما.
رغم مشقة الطريق، كانت فرحة العودة إلى مدينتهم برغم دمارها واضحة في أعينهم، مما خفف عنهم تعب الرحلة الطويلة.
غزة ترحب بعودتكم
حين وصلت دانية خط النهاية بالنسبة لها، وتحديدًا عندما وقعت عيناها على لافتة كُتب عليها: 'غزة ترحب بعودتكم من جديد'، انهمرت دموعها بغزارة.
تقول دانية لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنت أسير بلهفة المشتاق لوطنه، رغم علمي بأن بيتي تحول إلى ركام. لن أتخلى عنه مهما حصل، وسأنصب خيمة فوق أنقاضه ولن أتركه مرة أخرى'.
وأضافت بصوت مختنق: 'حينما شممت هواء غزة شعرت بأن روحي ردّت إليّ. كنت أخشى ألا نعود إلى الشمال مجددًا. لم يتوقف بكائي يومًا من شدة حنيني إلى غزة'.
العائدون.. من كل الأعمار
على طول شارع الرشيد الساحلي، لم يكن الطوفان البشري مقتصرًا على الشباب الذين يستطيعون السير لمسافات طويلة، بل ضم المسنين الذين اتكأوا على العكازات، والأطفال الذين ما زالوا يتعلمون المشي. الكل كان يسير نحو الشمال، نحو قبلتهم الأحب.
كانت وسام عبد العال (50 عامًا) تبكي حينما وطأت قدماها تراب غزة. تذكرت سلفتها التي استشهدت قبل شهر، وهي التي وعدتها بأن تكون أول من يستقبلها عند العودة.
تقول عبد العال لـ 'فلسطين أون لاين': 'لأول مرة منذ ولادتي أعيش خارج غزة. اليوم أشعر وكأنني طفل عاد إلى حضن أمه بعد طول غياب'.
اشتقت لتراب غزة
الطفلة عبير حمد (10 أعوام)، القادمة من بيت لاهيا شمال القطاع، كانت تحمل على كتفيها أختها الصغيرة ذات العامين والنصف، ولم تفارق الابتسامة وجهها.
قالت بعفوية: 'جاية أبوس تراب بيت لاهيا.. اشتقت لها'.
أما سيدة أخرى كانت تسير وسط جموع العائدين، ترفع علامة النصر وتزغرد فرحًا، فأجابت عندما سألها أحدهم عن شعورها: 'العوض بالله، البيوت سنعيد بناءها، ومن رحلوا نسأل الله أن يجمعنا بهم في الجنة'.
وسط الجموع، كان طفلان يحملان دفوفًا، يقرعان عليها بحماس وينشدان: 'أرض المجد وأرض العزة.. بلدي الغالية الحلوة غزة'.
وبينما كانت سيدة تلهث تعبًا من الساعات الطويلة التي قضتها مشيًا، إلا أن عينيها كانتا تلمعان بالفرح. قالت بعبارات بسيطة ولكنها عميقة: 'ما حدا بحبها قدنا، ولا حدا بيقدر يعيش فيها غيرنا'.
رغم أن الاحتلال خطط طويلاً لتهجير أهالي الشمال والاستيطان فوق أنقاضه، فإن مشهد العائدين إلى غزة أعاد رسم ملامح الانتصار، مؤكدين أن غزة لن تكون إلا لهم، أرضًا وبيتًا وحياة.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في مشهد إنساني مؤثر، اكتظ شارع الرشيد الساحلي في قطاع غزة بجموع العائدين من الجنوب، الذين حملوا على أكتافهم ذكرياتهم وأحلامهم رغم ثقل المسافات وصعوبة الطريق.
العودة إلى الديار المدمرة لم تكن مجرد رحلة عودة إلى البيوت، بل كانت استعادة للروح والانتماء. بين الدموع والابتسامات، وبين خطوات المسنين الصامدين وأهازيج الأطفال، كتب العائدون فصلاً جديداً في صمود غزة وأهلها، مؤكدين أن الأرض التي تشبثوا بها لن تكون إلا لهم.
وحزم نضال هاشم أمتعته برفقة طفله وزوجته، وقطعوا نحو تسع ساعات سيرًا على الأقدام على الطريق الساحلي، انطلاقًا من دير البلح وسط القطاع، حتى وصلوا أنقاض بيتهم في حي الصبرة شرق مدينة غزة.
وفي الظروف العادية، كان من المستحيل أن يقطع هاشم (30 عامًا) وزوجته هذه المسافة الطويلة، خاصة مع طفلهما الذي لم يتجاوز العامين، واللذين تناوبا على حمله كلما تعب أحدهما، بالإضافة إلى حقائب ظهريهما.
رغم مشقة الطريق، كانت فرحة العودة إلى مدينتهم برغم دمارها واضحة في أعينهم، مما خفف عنهم تعب الرحلة الطويلة.
غزة ترحب بعودتكم
حين وصلت دانية خط النهاية بالنسبة لها، وتحديدًا عندما وقعت عيناها على لافتة كُتب عليها: 'غزة ترحب بعودتكم من جديد'، انهمرت دموعها بغزارة.
تقول دانية لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنت أسير بلهفة المشتاق لوطنه، رغم علمي بأن بيتي تحول إلى ركام. لن أتخلى عنه مهما حصل، وسأنصب خيمة فوق أنقاضه ولن أتركه مرة أخرى'.
وأضافت بصوت مختنق: 'حينما شممت هواء غزة شعرت بأن روحي ردّت إليّ. كنت أخشى ألا نعود إلى الشمال مجددًا. لم يتوقف بكائي يومًا من شدة حنيني إلى غزة'.
العائدون.. من كل الأعمار
على طول شارع الرشيد الساحلي، لم يكن الطوفان البشري مقتصرًا على الشباب الذين يستطيعون السير لمسافات طويلة، بل ضم المسنين الذين اتكأوا على العكازات، والأطفال الذين ما زالوا يتعلمون المشي. الكل كان يسير نحو الشمال، نحو قبلتهم الأحب.
كانت وسام عبد العال (50 عامًا) تبكي حينما وطأت قدماها تراب غزة. تذكرت سلفتها التي استشهدت قبل شهر، وهي التي وعدتها بأن تكون أول من يستقبلها عند العودة.
تقول عبد العال لـ 'فلسطين أون لاين': 'لأول مرة منذ ولادتي أعيش خارج غزة. اليوم أشعر وكأنني طفل عاد إلى حضن أمه بعد طول غياب'.
اشتقت لتراب غزة
الطفلة عبير حمد (10 أعوام)، القادمة من بيت لاهيا شمال القطاع، كانت تحمل على كتفيها أختها الصغيرة ذات العامين والنصف، ولم تفارق الابتسامة وجهها.
قالت بعفوية: 'جاية أبوس تراب بيت لاهيا.. اشتقت لها'.
أما سيدة أخرى كانت تسير وسط جموع العائدين، ترفع علامة النصر وتزغرد فرحًا، فأجابت عندما سألها أحدهم عن شعورها: 'العوض بالله، البيوت سنعيد بناءها، ومن رحلوا نسأل الله أن يجمعنا بهم في الجنة'.
وسط الجموع، كان طفلان يحملان دفوفًا، يقرعان عليها بحماس وينشدان: 'أرض المجد وأرض العزة.. بلدي الغالية الحلوة غزة'.
وبينما كانت سيدة تلهث تعبًا من الساعات الطويلة التي قضتها مشيًا، إلا أن عينيها كانتا تلمعان بالفرح. قالت بعبارات بسيطة ولكنها عميقة: 'ما حدا بحبها قدنا، ولا حدا بيقدر يعيش فيها غيرنا'.
رغم أن الاحتلال خطط طويلاً لتهجير أهالي الشمال والاستيطان فوق أنقاضه، فإن مشهد العائدين إلى غزة أعاد رسم ملامح الانتصار، مؤكدين أن غزة لن تكون إلا لهم، أرضًا وبيتًا وحياة.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في مشهد إنساني مؤثر، اكتظ شارع الرشيد الساحلي في قطاع غزة بجموع العائدين من الجنوب، الذين حملوا على أكتافهم ذكرياتهم وأحلامهم رغم ثقل المسافات وصعوبة الطريق.
العودة إلى الديار المدمرة لم تكن مجرد رحلة عودة إلى البيوت، بل كانت استعادة للروح والانتماء. بين الدموع والابتسامات، وبين خطوات المسنين الصامدين وأهازيج الأطفال، كتب العائدون فصلاً جديداً في صمود غزة وأهلها، مؤكدين أن الأرض التي تشبثوا بها لن تكون إلا لهم.
وحزم نضال هاشم أمتعته برفقة طفله وزوجته، وقطعوا نحو تسع ساعات سيرًا على الأقدام على الطريق الساحلي، انطلاقًا من دير البلح وسط القطاع، حتى وصلوا أنقاض بيتهم في حي الصبرة شرق مدينة غزة.
وفي الظروف العادية، كان من المستحيل أن يقطع هاشم (30 عامًا) وزوجته هذه المسافة الطويلة، خاصة مع طفلهما الذي لم يتجاوز العامين، واللذين تناوبا على حمله كلما تعب أحدهما، بالإضافة إلى حقائب ظهريهما.
رغم مشقة الطريق، كانت فرحة العودة إلى مدينتهم برغم دمارها واضحة في أعينهم، مما خفف عنهم تعب الرحلة الطويلة.
غزة ترحب بعودتكم
حين وصلت دانية خط النهاية بالنسبة لها، وتحديدًا عندما وقعت عيناها على لافتة كُتب عليها: 'غزة ترحب بعودتكم من جديد'، انهمرت دموعها بغزارة.
تقول دانية لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنت أسير بلهفة المشتاق لوطنه، رغم علمي بأن بيتي تحول إلى ركام. لن أتخلى عنه مهما حصل، وسأنصب خيمة فوق أنقاضه ولن أتركه مرة أخرى'.
وأضافت بصوت مختنق: 'حينما شممت هواء غزة شعرت بأن روحي ردّت إليّ. كنت أخشى ألا نعود إلى الشمال مجددًا. لم يتوقف بكائي يومًا من شدة حنيني إلى غزة'.
العائدون.. من كل الأعمار
على طول شارع الرشيد الساحلي، لم يكن الطوفان البشري مقتصرًا على الشباب الذين يستطيعون السير لمسافات طويلة، بل ضم المسنين الذين اتكأوا على العكازات، والأطفال الذين ما زالوا يتعلمون المشي. الكل كان يسير نحو الشمال، نحو قبلتهم الأحب.
كانت وسام عبد العال (50 عامًا) تبكي حينما وطأت قدماها تراب غزة. تذكرت سلفتها التي استشهدت قبل شهر، وهي التي وعدتها بأن تكون أول من يستقبلها عند العودة.
تقول عبد العال لـ 'فلسطين أون لاين': 'لأول مرة منذ ولادتي أعيش خارج غزة. اليوم أشعر وكأنني طفل عاد إلى حضن أمه بعد طول غياب'.
اشتقت لتراب غزة
الطفلة عبير حمد (10 أعوام)، القادمة من بيت لاهيا شمال القطاع، كانت تحمل على كتفيها أختها الصغيرة ذات العامين والنصف، ولم تفارق الابتسامة وجهها.
قالت بعفوية: 'جاية أبوس تراب بيت لاهيا.. اشتقت لها'.
أما سيدة أخرى كانت تسير وسط جموع العائدين، ترفع علامة النصر وتزغرد فرحًا، فأجابت عندما سألها أحدهم عن شعورها: 'العوض بالله، البيوت سنعيد بناءها، ومن رحلوا نسأل الله أن يجمعنا بهم في الجنة'.
وسط الجموع، كان طفلان يحملان دفوفًا، يقرعان عليها بحماس وينشدان: 'أرض المجد وأرض العزة.. بلدي الغالية الحلوة غزة'.
وبينما كانت سيدة تلهث تعبًا من الساعات الطويلة التي قضتها مشيًا، إلا أن عينيها كانتا تلمعان بالفرح. قالت بعبارات بسيطة ولكنها عميقة: 'ما حدا بحبها قدنا، ولا حدا بيقدر يعيش فيها غيرنا'.
رغم أن الاحتلال خطط طويلاً لتهجير أهالي الشمال والاستيطان فوق أنقاضه، فإن مشهد العائدين إلى غزة أعاد رسم ملامح الانتصار، مؤكدين أن غزة لن تكون إلا لهم، أرضًا وبيتًا وحياة.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات