سهم محمد العبادي
أقسم بالله، كلما سمعت عن 'استطلاع رضا' جديد، أشعر وكأنني غريب عن هذا البلد، أو كأنني أعيش في مكان آخر.
من هؤلاء الذين يشاركون في هذه الاستطلاعات؟ أين وجدوا هؤلاء الراضين عن الأداء الحكومي في وقت أصبح فيه المواطن يلهث خلف لقمة العيش؟! يبدو أن هناك أحياء سرية مليئة بالرضا والرفاهية لا نعرف عنها شيئًا، أو ربما هؤلاء يعيشون في بُعدٍ موازٍ لا يعاني فيه الناس من البطالة والفقر وارتفاع الأسعار.
يا جماعة الخير، الاستطلاع الحقيقي لا يحتاج إلى مراكز ولا شركات أبحاث، اذهبوا إلى سوق الجمعة، اسألوا البائع الذي يبيع خضارًا بائتة ليطعم أطفاله، أو العامل الذي ينتظر يومين على باب محل ليحصل على شغل ليوم واحد.
اسألوا المواطن في الطابور الطويل على أبواب المستشفيات الحكومية، أو الطالب الذي ترك جامعته؛ لأنه لم يعد يستطيع دفع الرسوم. هذا هو الاستطلاع، وهذه هي الحقيقة التي تعيشها غالبية الناس.
أما هذه النسب التي يتحدثون عنها، فهي تبدو وكأنها مصممة لتجميل الواقع أكثر من أن تعكسه، رضا 60%؟ تحسن 70%؟ عن أي أرقام تتحدثون؟! نحن بحاجة إلى استطلاعات تسأل: هل انخفضت نسبة البطالة؟ هل وجد الشباب وظائف تليق بهم؟ هل تحسنت الخدمات الصحية والتعليمية؟ هل يشعر المواطن بالأمان الاقتصادي والاجتماعي؟
الواقع أن هذه الاستطلاعات تشبه إلى حد كبير إعلان نتائج التوجيهي، حيث تُغرقنا الأرقام والإحصائيات، لكننا نعلم جميعًا أن النتيجة النهائية لا تعكس واقع التعليم.
ببساطة، لا نحتاج إلى استطلاعات تسعى لإيهامنا بأننا نعيش في الجنة، بل نحتاج إلى أفعال حقيقية تنعكس على حياتنا اليومية، وإلى مسؤولين يواجهون الواقع بدلاً من رسم لوحة وردية زائفة.
إلى أن يحدث ذلك، ستبقى هذه الاستطلاعات مجرد كلام في الهواء، لا يعبر عن الشارع، ولا يعكس نبض المواطن الذي يعرف الحقيقة جيدًا، لأنه يعيشها كل يوم.
سهم محمد العبادي
أقسم بالله، كلما سمعت عن 'استطلاع رضا' جديد، أشعر وكأنني غريب عن هذا البلد، أو كأنني أعيش في مكان آخر.
من هؤلاء الذين يشاركون في هذه الاستطلاعات؟ أين وجدوا هؤلاء الراضين عن الأداء الحكومي في وقت أصبح فيه المواطن يلهث خلف لقمة العيش؟! يبدو أن هناك أحياء سرية مليئة بالرضا والرفاهية لا نعرف عنها شيئًا، أو ربما هؤلاء يعيشون في بُعدٍ موازٍ لا يعاني فيه الناس من البطالة والفقر وارتفاع الأسعار.
يا جماعة الخير، الاستطلاع الحقيقي لا يحتاج إلى مراكز ولا شركات أبحاث، اذهبوا إلى سوق الجمعة، اسألوا البائع الذي يبيع خضارًا بائتة ليطعم أطفاله، أو العامل الذي ينتظر يومين على باب محل ليحصل على شغل ليوم واحد.
اسألوا المواطن في الطابور الطويل على أبواب المستشفيات الحكومية، أو الطالب الذي ترك جامعته؛ لأنه لم يعد يستطيع دفع الرسوم. هذا هو الاستطلاع، وهذه هي الحقيقة التي تعيشها غالبية الناس.
أما هذه النسب التي يتحدثون عنها، فهي تبدو وكأنها مصممة لتجميل الواقع أكثر من أن تعكسه، رضا 60%؟ تحسن 70%؟ عن أي أرقام تتحدثون؟! نحن بحاجة إلى استطلاعات تسأل: هل انخفضت نسبة البطالة؟ هل وجد الشباب وظائف تليق بهم؟ هل تحسنت الخدمات الصحية والتعليمية؟ هل يشعر المواطن بالأمان الاقتصادي والاجتماعي؟
الواقع أن هذه الاستطلاعات تشبه إلى حد كبير إعلان نتائج التوجيهي، حيث تُغرقنا الأرقام والإحصائيات، لكننا نعلم جميعًا أن النتيجة النهائية لا تعكس واقع التعليم.
ببساطة، لا نحتاج إلى استطلاعات تسعى لإيهامنا بأننا نعيش في الجنة، بل نحتاج إلى أفعال حقيقية تنعكس على حياتنا اليومية، وإلى مسؤولين يواجهون الواقع بدلاً من رسم لوحة وردية زائفة.
إلى أن يحدث ذلك، ستبقى هذه الاستطلاعات مجرد كلام في الهواء، لا يعبر عن الشارع، ولا يعكس نبض المواطن الذي يعرف الحقيقة جيدًا، لأنه يعيشها كل يوم.
سهم محمد العبادي
أقسم بالله، كلما سمعت عن 'استطلاع رضا' جديد، أشعر وكأنني غريب عن هذا البلد، أو كأنني أعيش في مكان آخر.
من هؤلاء الذين يشاركون في هذه الاستطلاعات؟ أين وجدوا هؤلاء الراضين عن الأداء الحكومي في وقت أصبح فيه المواطن يلهث خلف لقمة العيش؟! يبدو أن هناك أحياء سرية مليئة بالرضا والرفاهية لا نعرف عنها شيئًا، أو ربما هؤلاء يعيشون في بُعدٍ موازٍ لا يعاني فيه الناس من البطالة والفقر وارتفاع الأسعار.
يا جماعة الخير، الاستطلاع الحقيقي لا يحتاج إلى مراكز ولا شركات أبحاث، اذهبوا إلى سوق الجمعة، اسألوا البائع الذي يبيع خضارًا بائتة ليطعم أطفاله، أو العامل الذي ينتظر يومين على باب محل ليحصل على شغل ليوم واحد.
اسألوا المواطن في الطابور الطويل على أبواب المستشفيات الحكومية، أو الطالب الذي ترك جامعته؛ لأنه لم يعد يستطيع دفع الرسوم. هذا هو الاستطلاع، وهذه هي الحقيقة التي تعيشها غالبية الناس.
أما هذه النسب التي يتحدثون عنها، فهي تبدو وكأنها مصممة لتجميل الواقع أكثر من أن تعكسه، رضا 60%؟ تحسن 70%؟ عن أي أرقام تتحدثون؟! نحن بحاجة إلى استطلاعات تسأل: هل انخفضت نسبة البطالة؟ هل وجد الشباب وظائف تليق بهم؟ هل تحسنت الخدمات الصحية والتعليمية؟ هل يشعر المواطن بالأمان الاقتصادي والاجتماعي؟
الواقع أن هذه الاستطلاعات تشبه إلى حد كبير إعلان نتائج التوجيهي، حيث تُغرقنا الأرقام والإحصائيات، لكننا نعلم جميعًا أن النتيجة النهائية لا تعكس واقع التعليم.
ببساطة، لا نحتاج إلى استطلاعات تسعى لإيهامنا بأننا نعيش في الجنة، بل نحتاج إلى أفعال حقيقية تنعكس على حياتنا اليومية، وإلى مسؤولين يواجهون الواقع بدلاً من رسم لوحة وردية زائفة.
إلى أن يحدث ذلك، ستبقى هذه الاستطلاعات مجرد كلام في الهواء، لا يعبر عن الشارع، ولا يعكس نبض المواطن الذي يعرف الحقيقة جيدًا، لأنه يعيشها كل يوم.
التعليقات