أخبار اليوم - يتنفس وجعًا لا هواءً، يضيق عليه المكان، وترتعد نظراته وهو يحدق في قدمه اليمنى المبتورة واليسرى المكسورة. لا يستطيع محمود عقل (22 عامًا) استيعاب كيف وصل إلى هذه الحالة بعد أن كان في 'لمة عائلية دافئة'، تحول بعض أفرادها إلى شهداء، وأصبح آخرون جرحى.
آخر ما يذكره محمود أنه كان يتصفح هاتفه المحمول وسط أفراد عائلته في منزلهم بمخيم البريج، الذي أجبرتهم حرب الإبادة الجماعية على النزوح منه مرارًا. تلك اللحظة كانت فاصلة في حياته، حيث تكالب عليه الألم حتى كاد يفقد القدرة على الحديث، لكنه انتزع شيئًا من إرادته لفضح الجريمة الإسرائيلية.
يقول محمود لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنا في منزلنا مع بداية الحرب، ثم حدث نزوح قسري من البريج، فتوجهنا إلى رفح حيث أقمنا في خيام النازحين غرب المدينة'. وتحمل الشاب وعائلته مشاق العيش في ظل الحرب، من النزوح والجوع وانعدام المأوى، ورحلة البحث عن المياه الشحيحة للشرب أو الغسل، حتى تحولت حياتهم إلى لوحة من الأسى.
ولا يكاد محمود يصدق كيف نجا وعائلته من القصف والدمار الذي حل بالبريج، كما في سائر محافظات القطاع، مستدركًا أن ذلك حدث بعجوبة. لكن كل شيء تغير في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو اليوم الذي كانت العائلة تجتمع فيه بمنزلهم المكون من ثلاثة طوابق، بعد أن عادت إليه لانعدام خيارات الإيواء الأخرى.
ليلة سوداء
على سرير المستشفى، يعود محمود إلى تفاصيل 'الليلة السوداء في حياته'، موضحًا أن الغارة الإسرائيلية باغتت عائلته دون سابق إنذار عند الحادية عشرة والنصف ليلًا. وقت وقوعها، كان في المنزل هو وأبواه وأربعة من إخوته وزوجة أحدهم وأطفاله، فضلًا عن أسرة عمه.
يقول: 'شهد ذلك اليوم موجات كبيرة من القصف، وعندما ضربت طائرات الاحتلال المبنى الذي نتواجد فيه مباشرة، لم أشعر بشيء ولم أدرك ما حدث إلا بعد نقلي إلى المستشفى'.
شاهد محمود لاحقًا مقطع فيديو يظهر وجهه مغطى بالدماء، وكان صعبًا عليه تصديق ما حدث له، لدرجة أنه قال: 'هذا ليس أنا'.
فقدان الأحبة
استشهد في الغارة سبعة من أفراد عائلته، بينهم ثلاثة من إخوته، وأصيب هو ووالده. بات محمود طريح الفراش في المستشفى، يتلقف العمليات العلاجية واحدة تلو الأخرى. بُترت إحدى قدميه، ووضع الأطباء بلاتينًا يخترق جسده، كما تخترق سهام القهر قلبه.
بحسرة على رحيل 'أعز الناس إلى قلبه'، يستذكر آخر موقف جمعه مع إخوته، عندما مازحوه بعدم جدوى الامتحانات الإلكترونية التي يقدمها استكمالًا لدراسته في تخصص الوسائط المتعددة، بينما دمرت الحرب معظم المؤسسات التعليمية في القطاع.
أحلام مقتولة
يطحنه واقع إصابته الذي قضم أحلامه بمستقبل يحظى فيه بحقوقه الإنسانية في الأمن والتعليم والعمل. لكنه يستنهض من اليأس روح الأمل، مبديًا تصميمه على تركيب طرف صناعي لقدمه المبتورة، والوقوف عليها من جديد.
يتكئ في ذلك على تجربة ناجحة لابن عمته، الذي تغلب على إصابته بالبتر ومارس حياته بشكل طبيعي دون معوقات.
أمل رغم الجراح
يواسي محمود نفسه رغم ما حل به، بالقول: 'مسيرتي في الحياة ستستمر بالتأكيد'. لكن الفقد والدمار يبقيان جرحًا يذكره بحجم الظلم الذي كان هو وعائلته ضحية له.
مخيم البريج، كغيره من مناطق قطاع غزة، شهد موجات عنيفة من القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وتشريد آلاف العائلات.
وتظل قصص الناجين، مثل محمود عقل، شاهدًا على معاناة شعب يواجه حرب إبادة بلا رحمة.
أخبار اليوم - يتنفس وجعًا لا هواءً، يضيق عليه المكان، وترتعد نظراته وهو يحدق في قدمه اليمنى المبتورة واليسرى المكسورة. لا يستطيع محمود عقل (22 عامًا) استيعاب كيف وصل إلى هذه الحالة بعد أن كان في 'لمة عائلية دافئة'، تحول بعض أفرادها إلى شهداء، وأصبح آخرون جرحى.
آخر ما يذكره محمود أنه كان يتصفح هاتفه المحمول وسط أفراد عائلته في منزلهم بمخيم البريج، الذي أجبرتهم حرب الإبادة الجماعية على النزوح منه مرارًا. تلك اللحظة كانت فاصلة في حياته، حيث تكالب عليه الألم حتى كاد يفقد القدرة على الحديث، لكنه انتزع شيئًا من إرادته لفضح الجريمة الإسرائيلية.
يقول محمود لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنا في منزلنا مع بداية الحرب، ثم حدث نزوح قسري من البريج، فتوجهنا إلى رفح حيث أقمنا في خيام النازحين غرب المدينة'. وتحمل الشاب وعائلته مشاق العيش في ظل الحرب، من النزوح والجوع وانعدام المأوى، ورحلة البحث عن المياه الشحيحة للشرب أو الغسل، حتى تحولت حياتهم إلى لوحة من الأسى.
ولا يكاد محمود يصدق كيف نجا وعائلته من القصف والدمار الذي حل بالبريج، كما في سائر محافظات القطاع، مستدركًا أن ذلك حدث بعجوبة. لكن كل شيء تغير في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو اليوم الذي كانت العائلة تجتمع فيه بمنزلهم المكون من ثلاثة طوابق، بعد أن عادت إليه لانعدام خيارات الإيواء الأخرى.
ليلة سوداء
على سرير المستشفى، يعود محمود إلى تفاصيل 'الليلة السوداء في حياته'، موضحًا أن الغارة الإسرائيلية باغتت عائلته دون سابق إنذار عند الحادية عشرة والنصف ليلًا. وقت وقوعها، كان في المنزل هو وأبواه وأربعة من إخوته وزوجة أحدهم وأطفاله، فضلًا عن أسرة عمه.
يقول: 'شهد ذلك اليوم موجات كبيرة من القصف، وعندما ضربت طائرات الاحتلال المبنى الذي نتواجد فيه مباشرة، لم أشعر بشيء ولم أدرك ما حدث إلا بعد نقلي إلى المستشفى'.
شاهد محمود لاحقًا مقطع فيديو يظهر وجهه مغطى بالدماء، وكان صعبًا عليه تصديق ما حدث له، لدرجة أنه قال: 'هذا ليس أنا'.
فقدان الأحبة
استشهد في الغارة سبعة من أفراد عائلته، بينهم ثلاثة من إخوته، وأصيب هو ووالده. بات محمود طريح الفراش في المستشفى، يتلقف العمليات العلاجية واحدة تلو الأخرى. بُترت إحدى قدميه، ووضع الأطباء بلاتينًا يخترق جسده، كما تخترق سهام القهر قلبه.
بحسرة على رحيل 'أعز الناس إلى قلبه'، يستذكر آخر موقف جمعه مع إخوته، عندما مازحوه بعدم جدوى الامتحانات الإلكترونية التي يقدمها استكمالًا لدراسته في تخصص الوسائط المتعددة، بينما دمرت الحرب معظم المؤسسات التعليمية في القطاع.
أحلام مقتولة
يطحنه واقع إصابته الذي قضم أحلامه بمستقبل يحظى فيه بحقوقه الإنسانية في الأمن والتعليم والعمل. لكنه يستنهض من اليأس روح الأمل، مبديًا تصميمه على تركيب طرف صناعي لقدمه المبتورة، والوقوف عليها من جديد.
يتكئ في ذلك على تجربة ناجحة لابن عمته، الذي تغلب على إصابته بالبتر ومارس حياته بشكل طبيعي دون معوقات.
أمل رغم الجراح
يواسي محمود نفسه رغم ما حل به، بالقول: 'مسيرتي في الحياة ستستمر بالتأكيد'. لكن الفقد والدمار يبقيان جرحًا يذكره بحجم الظلم الذي كان هو وعائلته ضحية له.
مخيم البريج، كغيره من مناطق قطاع غزة، شهد موجات عنيفة من القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وتشريد آلاف العائلات.
وتظل قصص الناجين، مثل محمود عقل، شاهدًا على معاناة شعب يواجه حرب إبادة بلا رحمة.
أخبار اليوم - يتنفس وجعًا لا هواءً، يضيق عليه المكان، وترتعد نظراته وهو يحدق في قدمه اليمنى المبتورة واليسرى المكسورة. لا يستطيع محمود عقل (22 عامًا) استيعاب كيف وصل إلى هذه الحالة بعد أن كان في 'لمة عائلية دافئة'، تحول بعض أفرادها إلى شهداء، وأصبح آخرون جرحى.
آخر ما يذكره محمود أنه كان يتصفح هاتفه المحمول وسط أفراد عائلته في منزلهم بمخيم البريج، الذي أجبرتهم حرب الإبادة الجماعية على النزوح منه مرارًا. تلك اللحظة كانت فاصلة في حياته، حيث تكالب عليه الألم حتى كاد يفقد القدرة على الحديث، لكنه انتزع شيئًا من إرادته لفضح الجريمة الإسرائيلية.
يقول محمود لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنا في منزلنا مع بداية الحرب، ثم حدث نزوح قسري من البريج، فتوجهنا إلى رفح حيث أقمنا في خيام النازحين غرب المدينة'. وتحمل الشاب وعائلته مشاق العيش في ظل الحرب، من النزوح والجوع وانعدام المأوى، ورحلة البحث عن المياه الشحيحة للشرب أو الغسل، حتى تحولت حياتهم إلى لوحة من الأسى.
ولا يكاد محمود يصدق كيف نجا وعائلته من القصف والدمار الذي حل بالبريج، كما في سائر محافظات القطاع، مستدركًا أن ذلك حدث بعجوبة. لكن كل شيء تغير في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو اليوم الذي كانت العائلة تجتمع فيه بمنزلهم المكون من ثلاثة طوابق، بعد أن عادت إليه لانعدام خيارات الإيواء الأخرى.
ليلة سوداء
على سرير المستشفى، يعود محمود إلى تفاصيل 'الليلة السوداء في حياته'، موضحًا أن الغارة الإسرائيلية باغتت عائلته دون سابق إنذار عند الحادية عشرة والنصف ليلًا. وقت وقوعها، كان في المنزل هو وأبواه وأربعة من إخوته وزوجة أحدهم وأطفاله، فضلًا عن أسرة عمه.
يقول: 'شهد ذلك اليوم موجات كبيرة من القصف، وعندما ضربت طائرات الاحتلال المبنى الذي نتواجد فيه مباشرة، لم أشعر بشيء ولم أدرك ما حدث إلا بعد نقلي إلى المستشفى'.
شاهد محمود لاحقًا مقطع فيديو يظهر وجهه مغطى بالدماء، وكان صعبًا عليه تصديق ما حدث له، لدرجة أنه قال: 'هذا ليس أنا'.
فقدان الأحبة
استشهد في الغارة سبعة من أفراد عائلته، بينهم ثلاثة من إخوته، وأصيب هو ووالده. بات محمود طريح الفراش في المستشفى، يتلقف العمليات العلاجية واحدة تلو الأخرى. بُترت إحدى قدميه، ووضع الأطباء بلاتينًا يخترق جسده، كما تخترق سهام القهر قلبه.
بحسرة على رحيل 'أعز الناس إلى قلبه'، يستذكر آخر موقف جمعه مع إخوته، عندما مازحوه بعدم جدوى الامتحانات الإلكترونية التي يقدمها استكمالًا لدراسته في تخصص الوسائط المتعددة، بينما دمرت الحرب معظم المؤسسات التعليمية في القطاع.
أحلام مقتولة
يطحنه واقع إصابته الذي قضم أحلامه بمستقبل يحظى فيه بحقوقه الإنسانية في الأمن والتعليم والعمل. لكنه يستنهض من اليأس روح الأمل، مبديًا تصميمه على تركيب طرف صناعي لقدمه المبتورة، والوقوف عليها من جديد.
يتكئ في ذلك على تجربة ناجحة لابن عمته، الذي تغلب على إصابته بالبتر ومارس حياته بشكل طبيعي دون معوقات.
أمل رغم الجراح
يواسي محمود نفسه رغم ما حل به، بالقول: 'مسيرتي في الحياة ستستمر بالتأكيد'. لكن الفقد والدمار يبقيان جرحًا يذكره بحجم الظلم الذي كان هو وعائلته ضحية له.
مخيم البريج، كغيره من مناطق قطاع غزة، شهد موجات عنيفة من القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وتشريد آلاف العائلات.
وتظل قصص الناجين، مثل محمود عقل، شاهدًا على معاناة شعب يواجه حرب إبادة بلا رحمة.
التعليقات