اخبار اليوم - يؤكد رئيس الكليات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط اسحاق بريك، أنه لا أمل لإسرائيل في ظل قيادتها السياسية والقيادة العسكرية العليا الحالية، ولن يتمكن الإسرائيليون من إنقاذها وفتح أفق جديد لها إلا من خلال استبدال القيادتين فوراً بجيل جديد من القادة.
ويتوقف بريك في مقال تنشره صحيفة “معاريف” عند قول رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنه لن يوافق على وقف الحرب “قبل القضاء على حركة حماس، فيؤكد أنه لا يوجد هراء أو كليشيه أكبر من تصريح رئيس الوزراء هذا، وأنه مع مرور الوقت، تفقد إسرائيل قدرتها في القضاء على حماس أكثر فأكثر، واليوم، تسيطر الحركة على قطاع غزة بقبضة حديدية، ويختبئ الآلاف من مقاتليها في أنفاق تحت الأرض، تمتد مئات الكيلومترات. ومؤخراً، رفدت الحركة جناحها العسكري بتعزيزات تضم 3000 مقاتل شاب.
ويضيف بريك: “أنفاق حماس مليئة بالمؤن بفضل المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها الحركة التي تواصل الحصول على الذخيرة ووسائل القتال من سيناء، عبر الأنفاق التي تمر تحت محور فيلادلفيا، وكذلك، عبر الطائرات المسيّرة القادمة من مصر، حتى إن الأنفاق الواقعة تحت محور نيتساريم لم تُغلق، وهو ما يسمح بمرور الأسلحة ومقاتلي حماس إلى شمال القطاع بحرية”.
بريك الذي تنبأ بـ”طوفان الأقصى” ويعرف بنبي الغضب في إسرائيل، يرى أن جميع الادعاءات التي يعرضها المستويان السياسي والعسكري بشأن سيطرتنا على محورَي فيلادلفيا ونيتساريم ليست سوى أوهام، ويعللها بالقول: “صحيح أننا موجودون فوق الأرض، لكن يجري كثير من الأمور التي تستمر تحتها في الأنفاق من دون أيّ سيطرة فعلية للجيش الإسرائيلي عليها. إذ لا تزال حماس تدير قطاع غزة، وها نحن نضطر، للمرة الخامسة، إلى العودة إلى اجتياح جباليا، وتكرر هذا في مناطق أُخرى. خسرنا عدداً كبيراً من الجنود والجرحى المصابين بإصابات خطِرة (في الاجتياح الخامس لجباليا وحده، خسرنا ما يقارب أربعين جندياً).
ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يملك القدرة على القضاء على “حماس” بسبب نقص الاحتياطي البشري للقوات الإسرائيلية. إن جنود الجيش لا يبقون في المناطق التي يسيطرون عليها فترات طويلة، وهذا هو السبب الكامن وراء الفشل في القضاء على حُكم “حماس” وتدمير أنفاقها بشكل جدّي. ينفّذ الجيش غارات، مراراً وتكراراً، من دون أيّ هدف واضح، وهذه الغارات لا تساهم في إسقاط “حماس”. ويتابع: “هكذا، وفي إطار هذه الحلقة المفرغة من الكليشيهات، يضحّي نتنياهو بإنقاذ الأسرى الذين يعانون في أنفاق حماس. هذا كله يخدم مصلحته العليا المتمثلة في استمرار الحرب من أجل البقاء في السلطة”.
المخطوفون يموتون
طبقا لبريك، يمثل التخلي عن الأسرى وتركهم للموت في أنفاق “حماس” انتهاكاً خطيراً لكل القيم الأساسية التي تربت عليها أجيال من الجنود والمواطنين الإسرائيليين، معتبرا أن هذا التخلي يُعد خيانة من الدولة لمواطنيها وستكون عواقب أفعال نتنياهو وأعوانه المشينة تلك كارثية، إذ سيُظهر المواطنون والجنود الذين تخلت عنهم الدولة في أحلك أوقاتهم، عدم رغبتهم في تقديم أيّ مساهمة للدولة، ومن المؤكد أنهم سيفقدون الرغبة في الانضمام إلى الجيش.
ويعود بريك لرشّ الماء البارد على التصريحات الإسرائيلية المتعجرفة عن “شرق أوسط جديد” بقوله إنه كاد أن يكون وحيدا الذي قال إننا أضعفنا حزب الله، لكننا لم نقضِ عليه. وفعلاً، لم يكد يمرّ وقت طويل، ليستمر الحزب بقتالنا في حرب استنزاف رغم اغتيال قيادته.
ويتابع في هذا المضمار: “قرر المستوى السياسي قبول وقف القتال الذي يعني الاستسلام لشروط حزب الله، وأعاد الجيش إلى داخل إسرائيل، بعد أن أدرك أنه لا يملك القدرة على حسم المعركة ضد الحزب. إذاً، ما الذي حدث بالضبط بعد أن بدا للجميع كأن الجيش الإسرائيلي حسم المعركة ضد حزب الله؟ القصة بسيطة جداً، وأنا أتحدث عنها منذ أعوام عديدة. خلال العشرين عاماً الماضية، قام الجيش بتقليص حجم قواته البرية، فجرى تقليص آلاف الدبابات، وخفض 50% من كتائب المدفعية، وتقليص ألوية المشاة. وإجمالاً، تم إلغاء ست فرق. هذا هو سبب افتقار الجيش الإسرائيلي إلى الاحتياط البشري اللازم للمناورة بعمق داخل صفوف العدو، والبقاء في المناطق التي يسيطر عليها، والانتشار في عدة جبهات في الوقت نفسه”.
العجز عن الحسم
يؤكد بريك مجددا أن هذا هو السبب الذي يجعل الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن حسم المعركة، لا مع حماس، ولا مع حزب الله. ويقول إن هناك فرقا شاسعا بين ما يحدث على أرض الواقع وبين أكاذيب المستويين السياسي والعسكري في محاولة لخلق صورة إيجابية على حساب الحقيقة.
ويقول الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، أكثر من ذلك: “بعد أن بسط الجهاديون المتطرفون سيطرتهم على سوريا، سمعنا مرة أُخرى صيحات الفرح الصادرة عن المستويَين السياسي والعسكري، وعن شرائح واسعة في المجتمع. جوهر هذه الصيحات كان: لقد ألحقنا أضراراً جسيمة بـ”محور الشر” الإيراني بفضل الجيش الإسرائيلي، ولم يعد لدينا أعداء أو أخطار تهددنا. هذا يذكّرني بما شهدناه من غطرسة وغرور وانعدام مسؤولية عشية السابع من أكتوبر حين كان يُقال إننا الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، وأن الدول العربية مرتدعة”.
ويمضي في تحذيراته: “الآن، ها نحن نعود إلى ظاهرة الرضا عن الذات نفسها، من دون أن نفهم أو نستعد للتهديدات المستقبلية التي ستكون أشد خطورةً بأضعاف. سأقتبس تصريحات الرئيس التركي جب طيب أردوغان الأخيرة: “الرئيس أردوغان، الذي وقف إلى جانب المتمردين في الثورة السورية، صرّح بأنه سيساعد القائد الجولاني على بناء دولة جديدة، وهدد إسرائيل بضرورة إنهاء الاحتلال في سوريا، وأعلن أن القدس لنا. أردوغان يخطط لتعزيز مكانته في سوريا ومساعدة الجولاني على بناء دولة جديدة، ومن المتوقع أن يزور دمشق خلال الأسبوعين المقبلين”.
محور جديد بقيادة تركيا
حسب بريك، يمكن لأيّ شخص عاقل أن يفهم أنه رغم أن “محور الشر” الإيراني وأتباعه تعرضوا لضربة، فإن محورا أكثر خطورةً بعشرات المرات قد ينشأ مكانه، وهو “محور شر” مكون من دول إسلامية متطرفة بقيادة الأتراك. مرجحا أن ينشأ هذا المحور في سوريا، التي يمكن أن تتحول إلى دولة جهادية متطرفة، دولة “إرهاب” تقع على حدود إسرائيل وأن ينضم إليه الأردن أيضاً، الذي يوجّه الإيرانيون أنظارهم نحوه.
ويضيف: “علاوةً على ذلك، نلاحظ تراجع التزام مصر باتفاقية السلام، وتقاربها مع دول معادية لنا مثل تركيا، وحتى إيران. اليوم، تمتلك مصر الجيش الأقوى في الشرق الأوسط. فلديها 4000 دبابة، منها 2000 دبابة حديثة، ومئات الطائرات المقاتلة المتطورة، وأقوى قوة بحرية في الشرق الأوسط. وجميع تدريبات الجيش المصري موجهة ضد إسرائيل. أنشأ المصريون أكثر من مئة ممر تحت قناة السويس وفوقها لتسهيل نقل قواتهم بسرعة إلى سيناء. وشيّدوا طرقات سريعة جديدة داخل سيناء في اتجاه إسرائيل، وأنشأوا مستودعات وقود، ونقلوا الذخيرة إلى سيناء، وينشرون عديد قوات فيها بما يفوق كثيراً العدد المسموح به بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل”.
ويرى أن هذه القدرات الهائلة قد تُستخدم في إطار حرب إقليمية شاملة ضد إسرائيل. في المقابل، نشاهد اللامبالاة نفسها، والغرور نفسه، والرضا عن الذات نفسه.
ويقول إن إسرائيل لا تملك ترف الانتظار إلى أن يتحقق هذا التهديد الوجودي بكل فظاعته. وبالتالي، هناك حاجة فورية إلى تعزيز الجيش البرّي، وشراء وسائل قتالية مناسبة لحروب المستقبل، بدلا من حروب الماضي، وإصلاح العلاقات مع دول العالم، وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي، وإعادة تأهيل المجتمع المريض الذي يقف على شفا حرب أهلية.
ويخلص بريك للقول: “يجب ألّا نغرق مجدداً في أوهام “اجلس ولا تفعل شيئاً”، وألّا نصل لوضع كنا عليه عشية اندلاع الحرب أو ربما إلى ما هو أسوأ منه”.
اخبار اليوم - يؤكد رئيس الكليات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط اسحاق بريك، أنه لا أمل لإسرائيل في ظل قيادتها السياسية والقيادة العسكرية العليا الحالية، ولن يتمكن الإسرائيليون من إنقاذها وفتح أفق جديد لها إلا من خلال استبدال القيادتين فوراً بجيل جديد من القادة.
ويتوقف بريك في مقال تنشره صحيفة “معاريف” عند قول رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنه لن يوافق على وقف الحرب “قبل القضاء على حركة حماس، فيؤكد أنه لا يوجد هراء أو كليشيه أكبر من تصريح رئيس الوزراء هذا، وأنه مع مرور الوقت، تفقد إسرائيل قدرتها في القضاء على حماس أكثر فأكثر، واليوم، تسيطر الحركة على قطاع غزة بقبضة حديدية، ويختبئ الآلاف من مقاتليها في أنفاق تحت الأرض، تمتد مئات الكيلومترات. ومؤخراً، رفدت الحركة جناحها العسكري بتعزيزات تضم 3000 مقاتل شاب.
ويضيف بريك: “أنفاق حماس مليئة بالمؤن بفضل المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها الحركة التي تواصل الحصول على الذخيرة ووسائل القتال من سيناء، عبر الأنفاق التي تمر تحت محور فيلادلفيا، وكذلك، عبر الطائرات المسيّرة القادمة من مصر، حتى إن الأنفاق الواقعة تحت محور نيتساريم لم تُغلق، وهو ما يسمح بمرور الأسلحة ومقاتلي حماس إلى شمال القطاع بحرية”.
بريك الذي تنبأ بـ”طوفان الأقصى” ويعرف بنبي الغضب في إسرائيل، يرى أن جميع الادعاءات التي يعرضها المستويان السياسي والعسكري بشأن سيطرتنا على محورَي فيلادلفيا ونيتساريم ليست سوى أوهام، ويعللها بالقول: “صحيح أننا موجودون فوق الأرض، لكن يجري كثير من الأمور التي تستمر تحتها في الأنفاق من دون أيّ سيطرة فعلية للجيش الإسرائيلي عليها. إذ لا تزال حماس تدير قطاع غزة، وها نحن نضطر، للمرة الخامسة، إلى العودة إلى اجتياح جباليا، وتكرر هذا في مناطق أُخرى. خسرنا عدداً كبيراً من الجنود والجرحى المصابين بإصابات خطِرة (في الاجتياح الخامس لجباليا وحده، خسرنا ما يقارب أربعين جندياً).
ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يملك القدرة على القضاء على “حماس” بسبب نقص الاحتياطي البشري للقوات الإسرائيلية. إن جنود الجيش لا يبقون في المناطق التي يسيطرون عليها فترات طويلة، وهذا هو السبب الكامن وراء الفشل في القضاء على حُكم “حماس” وتدمير أنفاقها بشكل جدّي. ينفّذ الجيش غارات، مراراً وتكراراً، من دون أيّ هدف واضح، وهذه الغارات لا تساهم في إسقاط “حماس”. ويتابع: “هكذا، وفي إطار هذه الحلقة المفرغة من الكليشيهات، يضحّي نتنياهو بإنقاذ الأسرى الذين يعانون في أنفاق حماس. هذا كله يخدم مصلحته العليا المتمثلة في استمرار الحرب من أجل البقاء في السلطة”.
المخطوفون يموتون
طبقا لبريك، يمثل التخلي عن الأسرى وتركهم للموت في أنفاق “حماس” انتهاكاً خطيراً لكل القيم الأساسية التي تربت عليها أجيال من الجنود والمواطنين الإسرائيليين، معتبرا أن هذا التخلي يُعد خيانة من الدولة لمواطنيها وستكون عواقب أفعال نتنياهو وأعوانه المشينة تلك كارثية، إذ سيُظهر المواطنون والجنود الذين تخلت عنهم الدولة في أحلك أوقاتهم، عدم رغبتهم في تقديم أيّ مساهمة للدولة، ومن المؤكد أنهم سيفقدون الرغبة في الانضمام إلى الجيش.
ويعود بريك لرشّ الماء البارد على التصريحات الإسرائيلية المتعجرفة عن “شرق أوسط جديد” بقوله إنه كاد أن يكون وحيدا الذي قال إننا أضعفنا حزب الله، لكننا لم نقضِ عليه. وفعلاً، لم يكد يمرّ وقت طويل، ليستمر الحزب بقتالنا في حرب استنزاف رغم اغتيال قيادته.
ويتابع في هذا المضمار: “قرر المستوى السياسي قبول وقف القتال الذي يعني الاستسلام لشروط حزب الله، وأعاد الجيش إلى داخل إسرائيل، بعد أن أدرك أنه لا يملك القدرة على حسم المعركة ضد الحزب. إذاً، ما الذي حدث بالضبط بعد أن بدا للجميع كأن الجيش الإسرائيلي حسم المعركة ضد حزب الله؟ القصة بسيطة جداً، وأنا أتحدث عنها منذ أعوام عديدة. خلال العشرين عاماً الماضية، قام الجيش بتقليص حجم قواته البرية، فجرى تقليص آلاف الدبابات، وخفض 50% من كتائب المدفعية، وتقليص ألوية المشاة. وإجمالاً، تم إلغاء ست فرق. هذا هو سبب افتقار الجيش الإسرائيلي إلى الاحتياط البشري اللازم للمناورة بعمق داخل صفوف العدو، والبقاء في المناطق التي يسيطر عليها، والانتشار في عدة جبهات في الوقت نفسه”.
العجز عن الحسم
يؤكد بريك مجددا أن هذا هو السبب الذي يجعل الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن حسم المعركة، لا مع حماس، ولا مع حزب الله. ويقول إن هناك فرقا شاسعا بين ما يحدث على أرض الواقع وبين أكاذيب المستويين السياسي والعسكري في محاولة لخلق صورة إيجابية على حساب الحقيقة.
ويقول الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، أكثر من ذلك: “بعد أن بسط الجهاديون المتطرفون سيطرتهم على سوريا، سمعنا مرة أُخرى صيحات الفرح الصادرة عن المستويَين السياسي والعسكري، وعن شرائح واسعة في المجتمع. جوهر هذه الصيحات كان: لقد ألحقنا أضراراً جسيمة بـ”محور الشر” الإيراني بفضل الجيش الإسرائيلي، ولم يعد لدينا أعداء أو أخطار تهددنا. هذا يذكّرني بما شهدناه من غطرسة وغرور وانعدام مسؤولية عشية السابع من أكتوبر حين كان يُقال إننا الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، وأن الدول العربية مرتدعة”.
ويمضي في تحذيراته: “الآن، ها نحن نعود إلى ظاهرة الرضا عن الذات نفسها، من دون أن نفهم أو نستعد للتهديدات المستقبلية التي ستكون أشد خطورةً بأضعاف. سأقتبس تصريحات الرئيس التركي جب طيب أردوغان الأخيرة: “الرئيس أردوغان، الذي وقف إلى جانب المتمردين في الثورة السورية، صرّح بأنه سيساعد القائد الجولاني على بناء دولة جديدة، وهدد إسرائيل بضرورة إنهاء الاحتلال في سوريا، وأعلن أن القدس لنا. أردوغان يخطط لتعزيز مكانته في سوريا ومساعدة الجولاني على بناء دولة جديدة، ومن المتوقع أن يزور دمشق خلال الأسبوعين المقبلين”.
محور جديد بقيادة تركيا
حسب بريك، يمكن لأيّ شخص عاقل أن يفهم أنه رغم أن “محور الشر” الإيراني وأتباعه تعرضوا لضربة، فإن محورا أكثر خطورةً بعشرات المرات قد ينشأ مكانه، وهو “محور شر” مكون من دول إسلامية متطرفة بقيادة الأتراك. مرجحا أن ينشأ هذا المحور في سوريا، التي يمكن أن تتحول إلى دولة جهادية متطرفة، دولة “إرهاب” تقع على حدود إسرائيل وأن ينضم إليه الأردن أيضاً، الذي يوجّه الإيرانيون أنظارهم نحوه.
ويضيف: “علاوةً على ذلك، نلاحظ تراجع التزام مصر باتفاقية السلام، وتقاربها مع دول معادية لنا مثل تركيا، وحتى إيران. اليوم، تمتلك مصر الجيش الأقوى في الشرق الأوسط. فلديها 4000 دبابة، منها 2000 دبابة حديثة، ومئات الطائرات المقاتلة المتطورة، وأقوى قوة بحرية في الشرق الأوسط. وجميع تدريبات الجيش المصري موجهة ضد إسرائيل. أنشأ المصريون أكثر من مئة ممر تحت قناة السويس وفوقها لتسهيل نقل قواتهم بسرعة إلى سيناء. وشيّدوا طرقات سريعة جديدة داخل سيناء في اتجاه إسرائيل، وأنشأوا مستودعات وقود، ونقلوا الذخيرة إلى سيناء، وينشرون عديد قوات فيها بما يفوق كثيراً العدد المسموح به بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل”.
ويرى أن هذه القدرات الهائلة قد تُستخدم في إطار حرب إقليمية شاملة ضد إسرائيل. في المقابل، نشاهد اللامبالاة نفسها، والغرور نفسه، والرضا عن الذات نفسه.
ويقول إن إسرائيل لا تملك ترف الانتظار إلى أن يتحقق هذا التهديد الوجودي بكل فظاعته. وبالتالي، هناك حاجة فورية إلى تعزيز الجيش البرّي، وشراء وسائل قتالية مناسبة لحروب المستقبل، بدلا من حروب الماضي، وإصلاح العلاقات مع دول العالم، وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي، وإعادة تأهيل المجتمع المريض الذي يقف على شفا حرب أهلية.
ويخلص بريك للقول: “يجب ألّا نغرق مجدداً في أوهام “اجلس ولا تفعل شيئاً”، وألّا نصل لوضع كنا عليه عشية اندلاع الحرب أو ربما إلى ما هو أسوأ منه”.
اخبار اليوم - يؤكد رئيس الكليات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط اسحاق بريك، أنه لا أمل لإسرائيل في ظل قيادتها السياسية والقيادة العسكرية العليا الحالية، ولن يتمكن الإسرائيليون من إنقاذها وفتح أفق جديد لها إلا من خلال استبدال القيادتين فوراً بجيل جديد من القادة.
ويتوقف بريك في مقال تنشره صحيفة “معاريف” عند قول رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنه لن يوافق على وقف الحرب “قبل القضاء على حركة حماس، فيؤكد أنه لا يوجد هراء أو كليشيه أكبر من تصريح رئيس الوزراء هذا، وأنه مع مرور الوقت، تفقد إسرائيل قدرتها في القضاء على حماس أكثر فأكثر، واليوم، تسيطر الحركة على قطاع غزة بقبضة حديدية، ويختبئ الآلاف من مقاتليها في أنفاق تحت الأرض، تمتد مئات الكيلومترات. ومؤخراً، رفدت الحركة جناحها العسكري بتعزيزات تضم 3000 مقاتل شاب.
ويضيف بريك: “أنفاق حماس مليئة بالمؤن بفضل المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها الحركة التي تواصل الحصول على الذخيرة ووسائل القتال من سيناء، عبر الأنفاق التي تمر تحت محور فيلادلفيا، وكذلك، عبر الطائرات المسيّرة القادمة من مصر، حتى إن الأنفاق الواقعة تحت محور نيتساريم لم تُغلق، وهو ما يسمح بمرور الأسلحة ومقاتلي حماس إلى شمال القطاع بحرية”.
بريك الذي تنبأ بـ”طوفان الأقصى” ويعرف بنبي الغضب في إسرائيل، يرى أن جميع الادعاءات التي يعرضها المستويان السياسي والعسكري بشأن سيطرتنا على محورَي فيلادلفيا ونيتساريم ليست سوى أوهام، ويعللها بالقول: “صحيح أننا موجودون فوق الأرض، لكن يجري كثير من الأمور التي تستمر تحتها في الأنفاق من دون أيّ سيطرة فعلية للجيش الإسرائيلي عليها. إذ لا تزال حماس تدير قطاع غزة، وها نحن نضطر، للمرة الخامسة، إلى العودة إلى اجتياح جباليا، وتكرر هذا في مناطق أُخرى. خسرنا عدداً كبيراً من الجنود والجرحى المصابين بإصابات خطِرة (في الاجتياح الخامس لجباليا وحده، خسرنا ما يقارب أربعين جندياً).
ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يملك القدرة على القضاء على “حماس” بسبب نقص الاحتياطي البشري للقوات الإسرائيلية. إن جنود الجيش لا يبقون في المناطق التي يسيطرون عليها فترات طويلة، وهذا هو السبب الكامن وراء الفشل في القضاء على حُكم “حماس” وتدمير أنفاقها بشكل جدّي. ينفّذ الجيش غارات، مراراً وتكراراً، من دون أيّ هدف واضح، وهذه الغارات لا تساهم في إسقاط “حماس”. ويتابع: “هكذا، وفي إطار هذه الحلقة المفرغة من الكليشيهات، يضحّي نتنياهو بإنقاذ الأسرى الذين يعانون في أنفاق حماس. هذا كله يخدم مصلحته العليا المتمثلة في استمرار الحرب من أجل البقاء في السلطة”.
المخطوفون يموتون
طبقا لبريك، يمثل التخلي عن الأسرى وتركهم للموت في أنفاق “حماس” انتهاكاً خطيراً لكل القيم الأساسية التي تربت عليها أجيال من الجنود والمواطنين الإسرائيليين، معتبرا أن هذا التخلي يُعد خيانة من الدولة لمواطنيها وستكون عواقب أفعال نتنياهو وأعوانه المشينة تلك كارثية، إذ سيُظهر المواطنون والجنود الذين تخلت عنهم الدولة في أحلك أوقاتهم، عدم رغبتهم في تقديم أيّ مساهمة للدولة، ومن المؤكد أنهم سيفقدون الرغبة في الانضمام إلى الجيش.
ويعود بريك لرشّ الماء البارد على التصريحات الإسرائيلية المتعجرفة عن “شرق أوسط جديد” بقوله إنه كاد أن يكون وحيدا الذي قال إننا أضعفنا حزب الله، لكننا لم نقضِ عليه. وفعلاً، لم يكد يمرّ وقت طويل، ليستمر الحزب بقتالنا في حرب استنزاف رغم اغتيال قيادته.
ويتابع في هذا المضمار: “قرر المستوى السياسي قبول وقف القتال الذي يعني الاستسلام لشروط حزب الله، وأعاد الجيش إلى داخل إسرائيل، بعد أن أدرك أنه لا يملك القدرة على حسم المعركة ضد الحزب. إذاً، ما الذي حدث بالضبط بعد أن بدا للجميع كأن الجيش الإسرائيلي حسم المعركة ضد حزب الله؟ القصة بسيطة جداً، وأنا أتحدث عنها منذ أعوام عديدة. خلال العشرين عاماً الماضية، قام الجيش بتقليص حجم قواته البرية، فجرى تقليص آلاف الدبابات، وخفض 50% من كتائب المدفعية، وتقليص ألوية المشاة. وإجمالاً، تم إلغاء ست فرق. هذا هو سبب افتقار الجيش الإسرائيلي إلى الاحتياط البشري اللازم للمناورة بعمق داخل صفوف العدو، والبقاء في المناطق التي يسيطر عليها، والانتشار في عدة جبهات في الوقت نفسه”.
العجز عن الحسم
يؤكد بريك مجددا أن هذا هو السبب الذي يجعل الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن حسم المعركة، لا مع حماس، ولا مع حزب الله. ويقول إن هناك فرقا شاسعا بين ما يحدث على أرض الواقع وبين أكاذيب المستويين السياسي والعسكري في محاولة لخلق صورة إيجابية على حساب الحقيقة.
ويقول الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، أكثر من ذلك: “بعد أن بسط الجهاديون المتطرفون سيطرتهم على سوريا، سمعنا مرة أُخرى صيحات الفرح الصادرة عن المستويَين السياسي والعسكري، وعن شرائح واسعة في المجتمع. جوهر هذه الصيحات كان: لقد ألحقنا أضراراً جسيمة بـ”محور الشر” الإيراني بفضل الجيش الإسرائيلي، ولم يعد لدينا أعداء أو أخطار تهددنا. هذا يذكّرني بما شهدناه من غطرسة وغرور وانعدام مسؤولية عشية السابع من أكتوبر حين كان يُقال إننا الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، وأن الدول العربية مرتدعة”.
ويمضي في تحذيراته: “الآن، ها نحن نعود إلى ظاهرة الرضا عن الذات نفسها، من دون أن نفهم أو نستعد للتهديدات المستقبلية التي ستكون أشد خطورةً بأضعاف. سأقتبس تصريحات الرئيس التركي جب طيب أردوغان الأخيرة: “الرئيس أردوغان، الذي وقف إلى جانب المتمردين في الثورة السورية، صرّح بأنه سيساعد القائد الجولاني على بناء دولة جديدة، وهدد إسرائيل بضرورة إنهاء الاحتلال في سوريا، وأعلن أن القدس لنا. أردوغان يخطط لتعزيز مكانته في سوريا ومساعدة الجولاني على بناء دولة جديدة، ومن المتوقع أن يزور دمشق خلال الأسبوعين المقبلين”.
محور جديد بقيادة تركيا
حسب بريك، يمكن لأيّ شخص عاقل أن يفهم أنه رغم أن “محور الشر” الإيراني وأتباعه تعرضوا لضربة، فإن محورا أكثر خطورةً بعشرات المرات قد ينشأ مكانه، وهو “محور شر” مكون من دول إسلامية متطرفة بقيادة الأتراك. مرجحا أن ينشأ هذا المحور في سوريا، التي يمكن أن تتحول إلى دولة جهادية متطرفة، دولة “إرهاب” تقع على حدود إسرائيل وأن ينضم إليه الأردن أيضاً، الذي يوجّه الإيرانيون أنظارهم نحوه.
ويضيف: “علاوةً على ذلك، نلاحظ تراجع التزام مصر باتفاقية السلام، وتقاربها مع دول معادية لنا مثل تركيا، وحتى إيران. اليوم، تمتلك مصر الجيش الأقوى في الشرق الأوسط. فلديها 4000 دبابة، منها 2000 دبابة حديثة، ومئات الطائرات المقاتلة المتطورة، وأقوى قوة بحرية في الشرق الأوسط. وجميع تدريبات الجيش المصري موجهة ضد إسرائيل. أنشأ المصريون أكثر من مئة ممر تحت قناة السويس وفوقها لتسهيل نقل قواتهم بسرعة إلى سيناء. وشيّدوا طرقات سريعة جديدة داخل سيناء في اتجاه إسرائيل، وأنشأوا مستودعات وقود، ونقلوا الذخيرة إلى سيناء، وينشرون عديد قوات فيها بما يفوق كثيراً العدد المسموح به بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل”.
ويرى أن هذه القدرات الهائلة قد تُستخدم في إطار حرب إقليمية شاملة ضد إسرائيل. في المقابل، نشاهد اللامبالاة نفسها، والغرور نفسه، والرضا عن الذات نفسه.
ويقول إن إسرائيل لا تملك ترف الانتظار إلى أن يتحقق هذا التهديد الوجودي بكل فظاعته. وبالتالي، هناك حاجة فورية إلى تعزيز الجيش البرّي، وشراء وسائل قتالية مناسبة لحروب المستقبل، بدلا من حروب الماضي، وإصلاح العلاقات مع دول العالم، وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي، وإعادة تأهيل المجتمع المريض الذي يقف على شفا حرب أهلية.
ويخلص بريك للقول: “يجب ألّا نغرق مجدداً في أوهام “اجلس ولا تفعل شيئاً”، وألّا نصل لوضع كنا عليه عشية اندلاع الحرب أو ربما إلى ما هو أسوأ منه”.
التعليقات