غالباً ما يلجأ الآباء لمعاقبة أبنائهم بهدف تعديل سلوك غير مستحب لديهم وتختلف أدوات العقاب من عائلة لأخرى متبعة الخلفية الثقافية التي ينطلق منها كل أب و أم، والبعض يلجأ إلى استخدام تجارب الآخرين و اسقاطها على أبنائه البعض ينمذج ما مرّ معه في مراحل تربيته فتراه يقلد تربية والده مثلاً أو عمه أو معلّمه... والغالبية العظمى -للأسف- تعتمد على مبدأ التجربة والخطأ في تربية الأبناء.
وهنا أود أن أنوه إلى أن ابنائنا خلقوا لزمان غير زماننا، لذا فإن اسقاط صوراً ذهنية عليهم - غالباً - ما لا ولن تتوافق معهم فربما أن أسلوب التربية الذي كان صالحاً قبل عقدين من الزمن قد انتهت صلاحيته في هذا الوقت!
ولكل فرد تجربته الخاصة وإذا ما نجحت تجربة ما على شخص ما فليس من الضروري أن تنجح مع شخص آخر فكل فرد مستقل بعقله وبأساليب تربيته واستيعابه ردود فعله ومن هنا أود ان اتطرق لأسلوب عقاب يستخدمه عدد كبير من الآباء وهو حرمان الأبناء من المصروف، وهذا الموضوع هو موضوع جدلّي يذهب بين مؤيد له ومعارض لتعديل سلوك الأبناء عند قيامهم بسلوك غير مرغوب به!
لدى سؤال أحد الطلبة (أحمد 11 عام) عن تجربته بالحرمان من المصروف فقال: أنا أحب أن أذهب إلى المقصف للشراء مع أن والدتي تجهز كل شيء لي في الحقيبة ولم أكن سعيداً عندما تم حرماني لعدم التزامي بحل الواجبات المدرسية.
أما (منيسا 9 سنوات) فقالت لم أسبق أن حرمت من المصروف ولو تم ذلك فأنا أعلم أنه لمصلحتي.
- عبدالله (14 عام) كثيراً ما يلجأ والدي لحرماني من المصروف، وهو ابشع شيء يمكن فعله لأنني أضطر للاستدانة من المقصف أو زملائي و يعرضني ذلك لموقف محرج جداً، وبصراحة عنداً بهما لا أقوم بما يريدانه مني لأنني استدين وأخذ منهما لسد الدين بعد ذلك!
- ريم جرار (ولية أمر): أمارس هذا النوع كعقوبة لتعديل السلوك ولكن أراعي أن أوفر له كل احتياجاته أثناء الدوام مثل الطعام والماء والعصير وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه في تعديل أكثر من سلوك، والمصروف المرتفع يؤدي وقتها إلى اقتناء أشياء قد تكون مضرة وقد تودي لانحراف سلوكه كالتدخين.
- نور أبوطريف: أنا لا أحب هذا النوع من العقوبة لأنه سيؤدي بأطفالي للشعور بالنقص والحرمان وقد يؤدي به لأكتساب سلوكيات سيئة كالسرقة أو الطمع أو التفكير بطرق غير سليمة للحصول على ما يريد لذا فـأنا لا اؤيد هذا النوع من العقوبة.
- وبعد طرح هذه الآراء المتباينة، أود أن أشير إلى أن المصروف هو حق للطفل لدى والديه طيله مراحل حياته إلى ان يستقل مادياً ويحرّم تربوياً ربطه بأي سلوك آخر كحل الواجبات المدرسية أو الاتزام بسلوك معين.
- فالمصروف من وجهة نظر الطفل هو حق له كحقه في الأكل والشرب والهواء، وليس مكافأة لالتزامه بالاوامر لذا يجب على جميع أولياء الأمور عدم اللجوء بتاتاً لهذا النوع من السلوكيات لعقوبة الطفل أو لتعديل سلوكه لما قد يترتب عليه من آثار سلبية قد تدفع الطفل للسرقة أو الشعور بالقهر والحرمان والده فيه مقارته بزملائه.
- ومن ناحية شرعية فإن المصروف يعتبر من ضمن النفقة الواجبة على الوالد، لذا فلا يجوز له حرمان ولده منه حتى لو ارتكب تقصيراً أو خطأ في دراسته لأن هذا شيء أوجبه الشرع ولم يسقطه بمثل هذا.
- وأود أن اشير هنا إلى عدم الاسراف ايضاً في إعطاء الأبناء من النقود فيجب أن يكون المصروف على قدر الحاجة فقط دون زيادة لأن الزيادة في المال قسراً سيؤدي لسلوكيات لا يحبها الآباء منها التبذير وعدم الشعور بقيمه المال وعدم القناعه وعدم شكر النعم، وعدم تقبل تحول الحال في حال مرّ الوالدين بضيق مال في مراحل حياتهم. وقد يؤدي بهم في مرحلة المراهقة إلى التدخين بل وربما إلى أكثر من ذلك وهناك العديد من الارشادات والسلوكيات التي من الممكن أن يستخدمها الآباء لتعديل السولكايات مبتعدين عن الحرمان من المصروف سنتطرق لها في مقالات أخرى بإذن الله!
بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
غالباً ما يلجأ الآباء لمعاقبة أبنائهم بهدف تعديل سلوك غير مستحب لديهم وتختلف أدوات العقاب من عائلة لأخرى متبعة الخلفية الثقافية التي ينطلق منها كل أب و أم، والبعض يلجأ إلى استخدام تجارب الآخرين و اسقاطها على أبنائه البعض ينمذج ما مرّ معه في مراحل تربيته فتراه يقلد تربية والده مثلاً أو عمه أو معلّمه... والغالبية العظمى -للأسف- تعتمد على مبدأ التجربة والخطأ في تربية الأبناء.
وهنا أود أن أنوه إلى أن ابنائنا خلقوا لزمان غير زماننا، لذا فإن اسقاط صوراً ذهنية عليهم - غالباً - ما لا ولن تتوافق معهم فربما أن أسلوب التربية الذي كان صالحاً قبل عقدين من الزمن قد انتهت صلاحيته في هذا الوقت!
ولكل فرد تجربته الخاصة وإذا ما نجحت تجربة ما على شخص ما فليس من الضروري أن تنجح مع شخص آخر فكل فرد مستقل بعقله وبأساليب تربيته واستيعابه ردود فعله ومن هنا أود ان اتطرق لأسلوب عقاب يستخدمه عدد كبير من الآباء وهو حرمان الأبناء من المصروف، وهذا الموضوع هو موضوع جدلّي يذهب بين مؤيد له ومعارض لتعديل سلوك الأبناء عند قيامهم بسلوك غير مرغوب به!
لدى سؤال أحد الطلبة (أحمد 11 عام) عن تجربته بالحرمان من المصروف فقال: أنا أحب أن أذهب إلى المقصف للشراء مع أن والدتي تجهز كل شيء لي في الحقيبة ولم أكن سعيداً عندما تم حرماني لعدم التزامي بحل الواجبات المدرسية.
أما (منيسا 9 سنوات) فقالت لم أسبق أن حرمت من المصروف ولو تم ذلك فأنا أعلم أنه لمصلحتي.
- عبدالله (14 عام) كثيراً ما يلجأ والدي لحرماني من المصروف، وهو ابشع شيء يمكن فعله لأنني أضطر للاستدانة من المقصف أو زملائي و يعرضني ذلك لموقف محرج جداً، وبصراحة عنداً بهما لا أقوم بما يريدانه مني لأنني استدين وأخذ منهما لسد الدين بعد ذلك!
- ريم جرار (ولية أمر): أمارس هذا النوع كعقوبة لتعديل السلوك ولكن أراعي أن أوفر له كل احتياجاته أثناء الدوام مثل الطعام والماء والعصير وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه في تعديل أكثر من سلوك، والمصروف المرتفع يؤدي وقتها إلى اقتناء أشياء قد تكون مضرة وقد تودي لانحراف سلوكه كالتدخين.
- نور أبوطريف: أنا لا أحب هذا النوع من العقوبة لأنه سيؤدي بأطفالي للشعور بالنقص والحرمان وقد يؤدي به لأكتساب سلوكيات سيئة كالسرقة أو الطمع أو التفكير بطرق غير سليمة للحصول على ما يريد لذا فـأنا لا اؤيد هذا النوع من العقوبة.
- وبعد طرح هذه الآراء المتباينة، أود أن أشير إلى أن المصروف هو حق للطفل لدى والديه طيله مراحل حياته إلى ان يستقل مادياً ويحرّم تربوياً ربطه بأي سلوك آخر كحل الواجبات المدرسية أو الاتزام بسلوك معين.
- فالمصروف من وجهة نظر الطفل هو حق له كحقه في الأكل والشرب والهواء، وليس مكافأة لالتزامه بالاوامر لذا يجب على جميع أولياء الأمور عدم اللجوء بتاتاً لهذا النوع من السلوكيات لعقوبة الطفل أو لتعديل سلوكه لما قد يترتب عليه من آثار سلبية قد تدفع الطفل للسرقة أو الشعور بالقهر والحرمان والده فيه مقارته بزملائه.
- ومن ناحية شرعية فإن المصروف يعتبر من ضمن النفقة الواجبة على الوالد، لذا فلا يجوز له حرمان ولده منه حتى لو ارتكب تقصيراً أو خطأ في دراسته لأن هذا شيء أوجبه الشرع ولم يسقطه بمثل هذا.
- وأود أن اشير هنا إلى عدم الاسراف ايضاً في إعطاء الأبناء من النقود فيجب أن يكون المصروف على قدر الحاجة فقط دون زيادة لأن الزيادة في المال قسراً سيؤدي لسلوكيات لا يحبها الآباء منها التبذير وعدم الشعور بقيمه المال وعدم القناعه وعدم شكر النعم، وعدم تقبل تحول الحال في حال مرّ الوالدين بضيق مال في مراحل حياتهم. وقد يؤدي بهم في مرحلة المراهقة إلى التدخين بل وربما إلى أكثر من ذلك وهناك العديد من الارشادات والسلوكيات التي من الممكن أن يستخدمها الآباء لتعديل السولكايات مبتعدين عن الحرمان من المصروف سنتطرق لها في مقالات أخرى بإذن الله!
بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
غالباً ما يلجأ الآباء لمعاقبة أبنائهم بهدف تعديل سلوك غير مستحب لديهم وتختلف أدوات العقاب من عائلة لأخرى متبعة الخلفية الثقافية التي ينطلق منها كل أب و أم، والبعض يلجأ إلى استخدام تجارب الآخرين و اسقاطها على أبنائه البعض ينمذج ما مرّ معه في مراحل تربيته فتراه يقلد تربية والده مثلاً أو عمه أو معلّمه... والغالبية العظمى -للأسف- تعتمد على مبدأ التجربة والخطأ في تربية الأبناء.
وهنا أود أن أنوه إلى أن ابنائنا خلقوا لزمان غير زماننا، لذا فإن اسقاط صوراً ذهنية عليهم - غالباً - ما لا ولن تتوافق معهم فربما أن أسلوب التربية الذي كان صالحاً قبل عقدين من الزمن قد انتهت صلاحيته في هذا الوقت!
ولكل فرد تجربته الخاصة وإذا ما نجحت تجربة ما على شخص ما فليس من الضروري أن تنجح مع شخص آخر فكل فرد مستقل بعقله وبأساليب تربيته واستيعابه ردود فعله ومن هنا أود ان اتطرق لأسلوب عقاب يستخدمه عدد كبير من الآباء وهو حرمان الأبناء من المصروف، وهذا الموضوع هو موضوع جدلّي يذهب بين مؤيد له ومعارض لتعديل سلوك الأبناء عند قيامهم بسلوك غير مرغوب به!
لدى سؤال أحد الطلبة (أحمد 11 عام) عن تجربته بالحرمان من المصروف فقال: أنا أحب أن أذهب إلى المقصف للشراء مع أن والدتي تجهز كل شيء لي في الحقيبة ولم أكن سعيداً عندما تم حرماني لعدم التزامي بحل الواجبات المدرسية.
أما (منيسا 9 سنوات) فقالت لم أسبق أن حرمت من المصروف ولو تم ذلك فأنا أعلم أنه لمصلحتي.
- عبدالله (14 عام) كثيراً ما يلجأ والدي لحرماني من المصروف، وهو ابشع شيء يمكن فعله لأنني أضطر للاستدانة من المقصف أو زملائي و يعرضني ذلك لموقف محرج جداً، وبصراحة عنداً بهما لا أقوم بما يريدانه مني لأنني استدين وأخذ منهما لسد الدين بعد ذلك!
- ريم جرار (ولية أمر): أمارس هذا النوع كعقوبة لتعديل السلوك ولكن أراعي أن أوفر له كل احتياجاته أثناء الدوام مثل الطعام والماء والعصير وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه في تعديل أكثر من سلوك، والمصروف المرتفع يؤدي وقتها إلى اقتناء أشياء قد تكون مضرة وقد تودي لانحراف سلوكه كالتدخين.
- نور أبوطريف: أنا لا أحب هذا النوع من العقوبة لأنه سيؤدي بأطفالي للشعور بالنقص والحرمان وقد يؤدي به لأكتساب سلوكيات سيئة كالسرقة أو الطمع أو التفكير بطرق غير سليمة للحصول على ما يريد لذا فـأنا لا اؤيد هذا النوع من العقوبة.
- وبعد طرح هذه الآراء المتباينة، أود أن أشير إلى أن المصروف هو حق للطفل لدى والديه طيله مراحل حياته إلى ان يستقل مادياً ويحرّم تربوياً ربطه بأي سلوك آخر كحل الواجبات المدرسية أو الاتزام بسلوك معين.
- فالمصروف من وجهة نظر الطفل هو حق له كحقه في الأكل والشرب والهواء، وليس مكافأة لالتزامه بالاوامر لذا يجب على جميع أولياء الأمور عدم اللجوء بتاتاً لهذا النوع من السلوكيات لعقوبة الطفل أو لتعديل سلوكه لما قد يترتب عليه من آثار سلبية قد تدفع الطفل للسرقة أو الشعور بالقهر والحرمان والده فيه مقارته بزملائه.
- ومن ناحية شرعية فإن المصروف يعتبر من ضمن النفقة الواجبة على الوالد، لذا فلا يجوز له حرمان ولده منه حتى لو ارتكب تقصيراً أو خطأ في دراسته لأن هذا شيء أوجبه الشرع ولم يسقطه بمثل هذا.
- وأود أن اشير هنا إلى عدم الاسراف ايضاً في إعطاء الأبناء من النقود فيجب أن يكون المصروف على قدر الحاجة فقط دون زيادة لأن الزيادة في المال قسراً سيؤدي لسلوكيات لا يحبها الآباء منها التبذير وعدم الشعور بقيمه المال وعدم القناعه وعدم شكر النعم، وعدم تقبل تحول الحال في حال مرّ الوالدين بضيق مال في مراحل حياتهم. وقد يؤدي بهم في مرحلة المراهقة إلى التدخين بل وربما إلى أكثر من ذلك وهناك العديد من الارشادات والسلوكيات التي من الممكن أن يستخدمها الآباء لتعديل السولكايات مبتعدين عن الحرمان من المصروف سنتطرق لها في مقالات أخرى بإذن الله!
بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
التعليقات