أخبار اليوم - رغم مرور سنوات عدة على إعداد دراسات مشروع تطوير وتأهيل وترميم وادي الذهب في وسط مدينة جرش، إلا أنه لم يكتب للمشروع أن يرى، حيث كان تم رفعه إلى وزارة الإدارة المحلية أكثر من 4 مرات، ولم تتم الموافقة عليه لأسباب فنية ولوجستية، فيما كانت البلدية وكذلك سكان المحافظة يعولون على المشروع للنهوض بالواقع السياحي والاستثماري والاقتصادي في المحافظة، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل.
ووفق المدير التنفيذي لبلدية جرش الكبرى المهندس علي شوقة، 'فإن المشروع رفع أكثر من مرة لوزارة الإدارة المحلية، وقد تم إعداد دراسات وتصوُّر مبدئي للمشروع، إلا أنه لم تتم الموافقة عليه لعدم توفر دراسات فنية لسلامة الموقع، لا سيما أن منطقة المشروع هي منطقة واد وتغمره المياه بين الحين والآخر، وهو من أهم الممرات المائية التي تمر بمنتصف مدينة جرش'.
وبحسب مصدر في وزارة الإدارة المحلية، 'فإن الوزارة تدعم بشتى الطرق أي مشروع استثماري وتدرك أهمية ذلك، لكن على أن يكون ذلك ضمن القوانين والتعليمات التي تضمن إقامة المشروع بشكل سليم'، لافتا بشأن مشروع وادي الذهب إلى 'أن الوزارة سبق وأن أوضحت للبلدية الاشتراطات الواجب توفرها في المشروع، خصوصا ما يتعلق منها بالسلامة العامة'.
وكانت بلدية جرش، وقعت مع أحد المستثمرين في عام 2018 اتفاقية لتطوير وترميم وادي الذهب، حيث اعتبر المشروع حينها واحدا من أكبر المشاريع السياحية الاستثمارية، فيما اشترطت وزارة الإدارة المحلية وقتها تعديل بعض بنود الاتفاقية من أجل الموافقة على المشروع وبدء تنفيذه، لتنهمك البلدية منذ ذلك الوقت في غمار التعديل والتصويب وإعادة الدراسة، والتي انتهت بإلغاء المشروع نهائيا، على الرغم من وجود مستثمرين للمشروع من القطاع الخاص.
وأكدت البلدية، أن الوزارة كانت تعيد الاتفاقية لتعديل بعض البنود ذات الصلة بالمساحات والعمارات والبنايات الخاصة بالمشروع، ومعالجة موضوع الأشجار المعمرة في الوادي، كون منطقة المشروع تضم عشرات الأشجار المعمرة النادرة على مستوى المملكة، فضلا عن إعادة دراسات لمساحة ومواقع الشاليهات وأمور فنية ولوجستية وإعداد دراسات الأثر البيئي للمشروع وتصريف المياه العادمة بالموقع.
وحاولت البلدية التي قررت البدء بالمشروع بعد الاتفاق مع مستثمر عام 2018، ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول تخطي كافة العقبات بالمشروع والبدء الفعلي بهذا المشروع الأضخم على مستوى محافظة جرش، عدا عن أنه سيساهم في تطوير وادي الذهب وصيانته وترميمه وتأهيله سياحيا، حيث كان الاتفاق مع المستثمر ينص على أن يعود 45 % من نسبة الأرباح على بلدية جرش الكبرى، وتكون ملكية المشروع بالكامل للمستثمر لمدة 25 عاما، وبعد هذه المدة تنتقل ملكية المشروع لبلدية جرش.
وأكد رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد هاشم العتوم، في تصريح سابق 'للغد'، أن مشروع تطوير وترميم واستثمار وادي الذهب يأتي في إطار حرص البلدية على إقامة شراكات إستراتيجية حقيقية مع القطاع الخاص لتحقيق التكامل بين مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وتوسيع مجالات خدمة المدينة والمجتمع المحلي.
وأضاف، إن المشروع يأتي ضمن مشاريع المنحة الابتكارية لربط المدينة الأثرية بالمدينة الحضرية، وتعد هذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها بين بلديات المملكة لتعزز جانب الشراكة بين البلدية والقطاع الخاص.
وتوقع العتوم، أن يكون المشروع من المشاريع السياحية الكبرى على مستوى المملكة من حيث المباني والموقع والمسار السياحي الذي سيمر فيه وطبيعة المباني التراثية التي سيشملها المشروع وقربه من المدينة الأثرية، وكل هذه الميزات ستساهم في دعم المشروع وضمان نجاحه على كافة المستويات.
وتضم منطقة وادي الذهب بيت حسين الكايد، وهو أحد أهم وأقدم البيوت التراثية في محافظة جرش، ومساحة واسعة تقع ما بين المدينة الأثرية وموقع الحمامات الشرقية الأثرية، ويمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحيًا كأحد أهم المشاريع السياحية على مستوى المحافظة.
وكانت بلدية جرش وبموجب الاتفاقية ستدفع 335 ألف دينار من كلفة المشروع على أن يلتزم المستثمر بباقي الكلفة والبالغة 835 ألف دينار، ويكون المشروع شراكة بين البلدية والمستثمر لمدة 25 عاما، يتم بعدها تحويل ملكية المشروع كاملة للبلدية، والمستثمر هو أحد أبناء محافظة جرش ومستثمر في قطاع السياحة، بحسب العتوم.
ويقوم المشروع بموجب الاتفاقية، بتطوير منطقة الوادي من الجهة الغربية كاملة وأجزاء واسعة من الجهة الشرقية، وإقامة مطعم شعبي ومقهى تراثي بطريقة تراثية تحافظ على هوية الموقع، وإقامة 24 شاليها ونزلا بيئيا جاهزا يركب في مختلف المواقع، ويكون بمثابة فندق بيئي للسياح لعدم وجود فنادق في محافظة جرش لغاية الآن، فضلا عن إقامة مشتل للبذور والأشجار والزهور التي تتميز بها منطقة الوادي، وربط بيت حسين الكايد بجسر خشبي يربط الوادي بشقيه وتطوير المسكن نفسه واستخدام السقف في بناء كافتيريا مناسبة للموقع التراثي.
وأكد العتوم، أن مشروع تطوير وادي الذهب من أهم المشاريع السياحية التي ينتظرها قطاع السياحة في جرش منذ عشرات السنين، لاسيما أن منطقة الوادي حاليًا هي من أقرب المواقع للمدينة الأثرية، تحولت إلى مكب للنفايات ومكرهة صحية، فضلا عن إلحاق الضرر بالبيوت التراثية القديمة بالموقع، ولم يتبق منها حاليا سوى بيت حسين الكايد، وفي حال تأخر المشروع أكثر من ذلك، فإن وضع البيت سيكون كباقي البيوت التي تهدمت.
وأضاف، أن تنفيذ مشروع تطوير وادي الذهب، سيوفر نهضة سياحية في المنطقة ويوفر مئات فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل، ويشجع على السياحة الخارجية والداخلية خاصة مع وجود شاليهات ومواقع مبيت مميزة للزوار وبالقرب من المدينة الأثرية ومواقع أثرية متعددة، لا سيما أن مدينة جرش تفتقر لأي مبيت للزوار أو السياح، وهو أحد أسباب قصر مدة إقامة السائح في جرش.
على الجانب الآخر، يتساءل مواطنون وسط شعورهم بخيبة أمل، عن سبب إلغاء المشروع المنتظر منذ 6 سنوات، والذي يعول كأحد المشاريع الاستثمارية وسيضيف قيمة سياحية لمدينة جرش التي تحتاج إلى المزيد من المشاريع لاستغلال مقوماتها السياحية.
وكان الجرشيون يعولون على المشروع أن يوفر فرص عمل مناسبة في قطاع السياحة ويساهم في تسويق موقع المدينة الأثرية سياحيا، بحيث يلمسون التأثير الإيجابي الاقتصادي للمشروع.
وقال المواطن أمجد بيان من سكان مدينة جرش، إن المشروع كان يعد من أهم المشاريع السياحية والاستثمارية التي ينتظرها الجرشيون في الوسط التجاري، وقريب من المدينة الأثرية، وسيساهم في إدخال الزوار إلى الوسط التجاري من خلال المشروع وتنفيذ مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية، خصوصا في حال تحسنت الأوضاع السياسية في المنطقة وتنشطت الحركة السياحية.
ويرى بيان، أن بلدية جرش اعتادت على الإعلان عن المشاريع ومن ثم إلغاؤها وتأخيرها دون مبرر مقنع أو إزالتها كاملة دون أخذ بعين الاعتبار آراء التجار والمواطنين أو عمل استطلاعات رأي لهذه المشاريع التي من المتوقع أن يستفيد منها المواطنون وتوفر فرص عمل مناسبة لهم.
أما الشاب مصطفى القادري، فيقول إن وادي الذهب من أقدم الأودية التراثية في جرش قد تحول إلى مكب للنفايات وهو من أقرب المواقع للمدينة الأثرية، ومن الأولى أن يتم استثماره وتطويره بطريقة مناسبة وسياحية تليق بقيمة مدينة جرش السياحية.
ويرى القادري، أن شباب جرش بأمس الحاجة إلى فرص عمل مناسبة هذه الفترة بسبب الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة والخشية من ازدياد نسب البطالة والفقر بالمحافظة.
الغد
أخبار اليوم - رغم مرور سنوات عدة على إعداد دراسات مشروع تطوير وتأهيل وترميم وادي الذهب في وسط مدينة جرش، إلا أنه لم يكتب للمشروع أن يرى، حيث كان تم رفعه إلى وزارة الإدارة المحلية أكثر من 4 مرات، ولم تتم الموافقة عليه لأسباب فنية ولوجستية، فيما كانت البلدية وكذلك سكان المحافظة يعولون على المشروع للنهوض بالواقع السياحي والاستثماري والاقتصادي في المحافظة، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل.
ووفق المدير التنفيذي لبلدية جرش الكبرى المهندس علي شوقة، 'فإن المشروع رفع أكثر من مرة لوزارة الإدارة المحلية، وقد تم إعداد دراسات وتصوُّر مبدئي للمشروع، إلا أنه لم تتم الموافقة عليه لعدم توفر دراسات فنية لسلامة الموقع، لا سيما أن منطقة المشروع هي منطقة واد وتغمره المياه بين الحين والآخر، وهو من أهم الممرات المائية التي تمر بمنتصف مدينة جرش'.
وبحسب مصدر في وزارة الإدارة المحلية، 'فإن الوزارة تدعم بشتى الطرق أي مشروع استثماري وتدرك أهمية ذلك، لكن على أن يكون ذلك ضمن القوانين والتعليمات التي تضمن إقامة المشروع بشكل سليم'، لافتا بشأن مشروع وادي الذهب إلى 'أن الوزارة سبق وأن أوضحت للبلدية الاشتراطات الواجب توفرها في المشروع، خصوصا ما يتعلق منها بالسلامة العامة'.
وكانت بلدية جرش، وقعت مع أحد المستثمرين في عام 2018 اتفاقية لتطوير وترميم وادي الذهب، حيث اعتبر المشروع حينها واحدا من أكبر المشاريع السياحية الاستثمارية، فيما اشترطت وزارة الإدارة المحلية وقتها تعديل بعض بنود الاتفاقية من أجل الموافقة على المشروع وبدء تنفيذه، لتنهمك البلدية منذ ذلك الوقت في غمار التعديل والتصويب وإعادة الدراسة، والتي انتهت بإلغاء المشروع نهائيا، على الرغم من وجود مستثمرين للمشروع من القطاع الخاص.
وأكدت البلدية، أن الوزارة كانت تعيد الاتفاقية لتعديل بعض البنود ذات الصلة بالمساحات والعمارات والبنايات الخاصة بالمشروع، ومعالجة موضوع الأشجار المعمرة في الوادي، كون منطقة المشروع تضم عشرات الأشجار المعمرة النادرة على مستوى المملكة، فضلا عن إعادة دراسات لمساحة ومواقع الشاليهات وأمور فنية ولوجستية وإعداد دراسات الأثر البيئي للمشروع وتصريف المياه العادمة بالموقع.
وحاولت البلدية التي قررت البدء بالمشروع بعد الاتفاق مع مستثمر عام 2018، ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول تخطي كافة العقبات بالمشروع والبدء الفعلي بهذا المشروع الأضخم على مستوى محافظة جرش، عدا عن أنه سيساهم في تطوير وادي الذهب وصيانته وترميمه وتأهيله سياحيا، حيث كان الاتفاق مع المستثمر ينص على أن يعود 45 % من نسبة الأرباح على بلدية جرش الكبرى، وتكون ملكية المشروع بالكامل للمستثمر لمدة 25 عاما، وبعد هذه المدة تنتقل ملكية المشروع لبلدية جرش.
وأكد رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد هاشم العتوم، في تصريح سابق 'للغد'، أن مشروع تطوير وترميم واستثمار وادي الذهب يأتي في إطار حرص البلدية على إقامة شراكات إستراتيجية حقيقية مع القطاع الخاص لتحقيق التكامل بين مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وتوسيع مجالات خدمة المدينة والمجتمع المحلي.
وأضاف، إن المشروع يأتي ضمن مشاريع المنحة الابتكارية لربط المدينة الأثرية بالمدينة الحضرية، وتعد هذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها بين بلديات المملكة لتعزز جانب الشراكة بين البلدية والقطاع الخاص.
وتوقع العتوم، أن يكون المشروع من المشاريع السياحية الكبرى على مستوى المملكة من حيث المباني والموقع والمسار السياحي الذي سيمر فيه وطبيعة المباني التراثية التي سيشملها المشروع وقربه من المدينة الأثرية، وكل هذه الميزات ستساهم في دعم المشروع وضمان نجاحه على كافة المستويات.
وتضم منطقة وادي الذهب بيت حسين الكايد، وهو أحد أهم وأقدم البيوت التراثية في محافظة جرش، ومساحة واسعة تقع ما بين المدينة الأثرية وموقع الحمامات الشرقية الأثرية، ويمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحيًا كأحد أهم المشاريع السياحية على مستوى المحافظة.
وكانت بلدية جرش وبموجب الاتفاقية ستدفع 335 ألف دينار من كلفة المشروع على أن يلتزم المستثمر بباقي الكلفة والبالغة 835 ألف دينار، ويكون المشروع شراكة بين البلدية والمستثمر لمدة 25 عاما، يتم بعدها تحويل ملكية المشروع كاملة للبلدية، والمستثمر هو أحد أبناء محافظة جرش ومستثمر في قطاع السياحة، بحسب العتوم.
ويقوم المشروع بموجب الاتفاقية، بتطوير منطقة الوادي من الجهة الغربية كاملة وأجزاء واسعة من الجهة الشرقية، وإقامة مطعم شعبي ومقهى تراثي بطريقة تراثية تحافظ على هوية الموقع، وإقامة 24 شاليها ونزلا بيئيا جاهزا يركب في مختلف المواقع، ويكون بمثابة فندق بيئي للسياح لعدم وجود فنادق في محافظة جرش لغاية الآن، فضلا عن إقامة مشتل للبذور والأشجار والزهور التي تتميز بها منطقة الوادي، وربط بيت حسين الكايد بجسر خشبي يربط الوادي بشقيه وتطوير المسكن نفسه واستخدام السقف في بناء كافتيريا مناسبة للموقع التراثي.
وأكد العتوم، أن مشروع تطوير وادي الذهب من أهم المشاريع السياحية التي ينتظرها قطاع السياحة في جرش منذ عشرات السنين، لاسيما أن منطقة الوادي حاليًا هي من أقرب المواقع للمدينة الأثرية، تحولت إلى مكب للنفايات ومكرهة صحية، فضلا عن إلحاق الضرر بالبيوت التراثية القديمة بالموقع، ولم يتبق منها حاليا سوى بيت حسين الكايد، وفي حال تأخر المشروع أكثر من ذلك، فإن وضع البيت سيكون كباقي البيوت التي تهدمت.
وأضاف، أن تنفيذ مشروع تطوير وادي الذهب، سيوفر نهضة سياحية في المنطقة ويوفر مئات فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل، ويشجع على السياحة الخارجية والداخلية خاصة مع وجود شاليهات ومواقع مبيت مميزة للزوار وبالقرب من المدينة الأثرية ومواقع أثرية متعددة، لا سيما أن مدينة جرش تفتقر لأي مبيت للزوار أو السياح، وهو أحد أسباب قصر مدة إقامة السائح في جرش.
على الجانب الآخر، يتساءل مواطنون وسط شعورهم بخيبة أمل، عن سبب إلغاء المشروع المنتظر منذ 6 سنوات، والذي يعول كأحد المشاريع الاستثمارية وسيضيف قيمة سياحية لمدينة جرش التي تحتاج إلى المزيد من المشاريع لاستغلال مقوماتها السياحية.
وكان الجرشيون يعولون على المشروع أن يوفر فرص عمل مناسبة في قطاع السياحة ويساهم في تسويق موقع المدينة الأثرية سياحيا، بحيث يلمسون التأثير الإيجابي الاقتصادي للمشروع.
وقال المواطن أمجد بيان من سكان مدينة جرش، إن المشروع كان يعد من أهم المشاريع السياحية والاستثمارية التي ينتظرها الجرشيون في الوسط التجاري، وقريب من المدينة الأثرية، وسيساهم في إدخال الزوار إلى الوسط التجاري من خلال المشروع وتنفيذ مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية، خصوصا في حال تحسنت الأوضاع السياسية في المنطقة وتنشطت الحركة السياحية.
ويرى بيان، أن بلدية جرش اعتادت على الإعلان عن المشاريع ومن ثم إلغاؤها وتأخيرها دون مبرر مقنع أو إزالتها كاملة دون أخذ بعين الاعتبار آراء التجار والمواطنين أو عمل استطلاعات رأي لهذه المشاريع التي من المتوقع أن يستفيد منها المواطنون وتوفر فرص عمل مناسبة لهم.
أما الشاب مصطفى القادري، فيقول إن وادي الذهب من أقدم الأودية التراثية في جرش قد تحول إلى مكب للنفايات وهو من أقرب المواقع للمدينة الأثرية، ومن الأولى أن يتم استثماره وتطويره بطريقة مناسبة وسياحية تليق بقيمة مدينة جرش السياحية.
ويرى القادري، أن شباب جرش بأمس الحاجة إلى فرص عمل مناسبة هذه الفترة بسبب الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة والخشية من ازدياد نسب البطالة والفقر بالمحافظة.
الغد
أخبار اليوم - رغم مرور سنوات عدة على إعداد دراسات مشروع تطوير وتأهيل وترميم وادي الذهب في وسط مدينة جرش، إلا أنه لم يكتب للمشروع أن يرى، حيث كان تم رفعه إلى وزارة الإدارة المحلية أكثر من 4 مرات، ولم تتم الموافقة عليه لأسباب فنية ولوجستية، فيما كانت البلدية وكذلك سكان المحافظة يعولون على المشروع للنهوض بالواقع السياحي والاستثماري والاقتصادي في المحافظة، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل.
ووفق المدير التنفيذي لبلدية جرش الكبرى المهندس علي شوقة، 'فإن المشروع رفع أكثر من مرة لوزارة الإدارة المحلية، وقد تم إعداد دراسات وتصوُّر مبدئي للمشروع، إلا أنه لم تتم الموافقة عليه لعدم توفر دراسات فنية لسلامة الموقع، لا سيما أن منطقة المشروع هي منطقة واد وتغمره المياه بين الحين والآخر، وهو من أهم الممرات المائية التي تمر بمنتصف مدينة جرش'.
وبحسب مصدر في وزارة الإدارة المحلية، 'فإن الوزارة تدعم بشتى الطرق أي مشروع استثماري وتدرك أهمية ذلك، لكن على أن يكون ذلك ضمن القوانين والتعليمات التي تضمن إقامة المشروع بشكل سليم'، لافتا بشأن مشروع وادي الذهب إلى 'أن الوزارة سبق وأن أوضحت للبلدية الاشتراطات الواجب توفرها في المشروع، خصوصا ما يتعلق منها بالسلامة العامة'.
وكانت بلدية جرش، وقعت مع أحد المستثمرين في عام 2018 اتفاقية لتطوير وترميم وادي الذهب، حيث اعتبر المشروع حينها واحدا من أكبر المشاريع السياحية الاستثمارية، فيما اشترطت وزارة الإدارة المحلية وقتها تعديل بعض بنود الاتفاقية من أجل الموافقة على المشروع وبدء تنفيذه، لتنهمك البلدية منذ ذلك الوقت في غمار التعديل والتصويب وإعادة الدراسة، والتي انتهت بإلغاء المشروع نهائيا، على الرغم من وجود مستثمرين للمشروع من القطاع الخاص.
وأكدت البلدية، أن الوزارة كانت تعيد الاتفاقية لتعديل بعض البنود ذات الصلة بالمساحات والعمارات والبنايات الخاصة بالمشروع، ومعالجة موضوع الأشجار المعمرة في الوادي، كون منطقة المشروع تضم عشرات الأشجار المعمرة النادرة على مستوى المملكة، فضلا عن إعادة دراسات لمساحة ومواقع الشاليهات وأمور فنية ولوجستية وإعداد دراسات الأثر البيئي للمشروع وتصريف المياه العادمة بالموقع.
وحاولت البلدية التي قررت البدء بالمشروع بعد الاتفاق مع مستثمر عام 2018، ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول تخطي كافة العقبات بالمشروع والبدء الفعلي بهذا المشروع الأضخم على مستوى محافظة جرش، عدا عن أنه سيساهم في تطوير وادي الذهب وصيانته وترميمه وتأهيله سياحيا، حيث كان الاتفاق مع المستثمر ينص على أن يعود 45 % من نسبة الأرباح على بلدية جرش الكبرى، وتكون ملكية المشروع بالكامل للمستثمر لمدة 25 عاما، وبعد هذه المدة تنتقل ملكية المشروع لبلدية جرش.
وأكد رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد هاشم العتوم، في تصريح سابق 'للغد'، أن مشروع تطوير وترميم واستثمار وادي الذهب يأتي في إطار حرص البلدية على إقامة شراكات إستراتيجية حقيقية مع القطاع الخاص لتحقيق التكامل بين مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وتوسيع مجالات خدمة المدينة والمجتمع المحلي.
وأضاف، إن المشروع يأتي ضمن مشاريع المنحة الابتكارية لربط المدينة الأثرية بالمدينة الحضرية، وتعد هذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها بين بلديات المملكة لتعزز جانب الشراكة بين البلدية والقطاع الخاص.
وتوقع العتوم، أن يكون المشروع من المشاريع السياحية الكبرى على مستوى المملكة من حيث المباني والموقع والمسار السياحي الذي سيمر فيه وطبيعة المباني التراثية التي سيشملها المشروع وقربه من المدينة الأثرية، وكل هذه الميزات ستساهم في دعم المشروع وضمان نجاحه على كافة المستويات.
وتضم منطقة وادي الذهب بيت حسين الكايد، وهو أحد أهم وأقدم البيوت التراثية في محافظة جرش، ومساحة واسعة تقع ما بين المدينة الأثرية وموقع الحمامات الشرقية الأثرية، ويمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحيًا كأحد أهم المشاريع السياحية على مستوى المحافظة.
وكانت بلدية جرش وبموجب الاتفاقية ستدفع 335 ألف دينار من كلفة المشروع على أن يلتزم المستثمر بباقي الكلفة والبالغة 835 ألف دينار، ويكون المشروع شراكة بين البلدية والمستثمر لمدة 25 عاما، يتم بعدها تحويل ملكية المشروع كاملة للبلدية، والمستثمر هو أحد أبناء محافظة جرش ومستثمر في قطاع السياحة، بحسب العتوم.
ويقوم المشروع بموجب الاتفاقية، بتطوير منطقة الوادي من الجهة الغربية كاملة وأجزاء واسعة من الجهة الشرقية، وإقامة مطعم شعبي ومقهى تراثي بطريقة تراثية تحافظ على هوية الموقع، وإقامة 24 شاليها ونزلا بيئيا جاهزا يركب في مختلف المواقع، ويكون بمثابة فندق بيئي للسياح لعدم وجود فنادق في محافظة جرش لغاية الآن، فضلا عن إقامة مشتل للبذور والأشجار والزهور التي تتميز بها منطقة الوادي، وربط بيت حسين الكايد بجسر خشبي يربط الوادي بشقيه وتطوير المسكن نفسه واستخدام السقف في بناء كافتيريا مناسبة للموقع التراثي.
وأكد العتوم، أن مشروع تطوير وادي الذهب من أهم المشاريع السياحية التي ينتظرها قطاع السياحة في جرش منذ عشرات السنين، لاسيما أن منطقة الوادي حاليًا هي من أقرب المواقع للمدينة الأثرية، تحولت إلى مكب للنفايات ومكرهة صحية، فضلا عن إلحاق الضرر بالبيوت التراثية القديمة بالموقع، ولم يتبق منها حاليا سوى بيت حسين الكايد، وفي حال تأخر المشروع أكثر من ذلك، فإن وضع البيت سيكون كباقي البيوت التي تهدمت.
وأضاف، أن تنفيذ مشروع تطوير وادي الذهب، سيوفر نهضة سياحية في المنطقة ويوفر مئات فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل، ويشجع على السياحة الخارجية والداخلية خاصة مع وجود شاليهات ومواقع مبيت مميزة للزوار وبالقرب من المدينة الأثرية ومواقع أثرية متعددة، لا سيما أن مدينة جرش تفتقر لأي مبيت للزوار أو السياح، وهو أحد أسباب قصر مدة إقامة السائح في جرش.
على الجانب الآخر، يتساءل مواطنون وسط شعورهم بخيبة أمل، عن سبب إلغاء المشروع المنتظر منذ 6 سنوات، والذي يعول كأحد المشاريع الاستثمارية وسيضيف قيمة سياحية لمدينة جرش التي تحتاج إلى المزيد من المشاريع لاستغلال مقوماتها السياحية.
وكان الجرشيون يعولون على المشروع أن يوفر فرص عمل مناسبة في قطاع السياحة ويساهم في تسويق موقع المدينة الأثرية سياحيا، بحيث يلمسون التأثير الإيجابي الاقتصادي للمشروع.
وقال المواطن أمجد بيان من سكان مدينة جرش، إن المشروع كان يعد من أهم المشاريع السياحية والاستثمارية التي ينتظرها الجرشيون في الوسط التجاري، وقريب من المدينة الأثرية، وسيساهم في إدخال الزوار إلى الوسط التجاري من خلال المشروع وتنفيذ مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية، خصوصا في حال تحسنت الأوضاع السياسية في المنطقة وتنشطت الحركة السياحية.
ويرى بيان، أن بلدية جرش اعتادت على الإعلان عن المشاريع ومن ثم إلغاؤها وتأخيرها دون مبرر مقنع أو إزالتها كاملة دون أخذ بعين الاعتبار آراء التجار والمواطنين أو عمل استطلاعات رأي لهذه المشاريع التي من المتوقع أن يستفيد منها المواطنون وتوفر فرص عمل مناسبة لهم.
أما الشاب مصطفى القادري، فيقول إن وادي الذهب من أقدم الأودية التراثية في جرش قد تحول إلى مكب للنفايات وهو من أقرب المواقع للمدينة الأثرية، ومن الأولى أن يتم استثماره وتطويره بطريقة مناسبة وسياحية تليق بقيمة مدينة جرش السياحية.
ويرى القادري، أن شباب جرش بأمس الحاجة إلى فرص عمل مناسبة هذه الفترة بسبب الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة والخشية من ازدياد نسب البطالة والفقر بالمحافظة.
الغد
التعليقات