أخبار اليوم - يُعدّ الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لمجالات التكنولوجيا الناشئة مثل: الروبوتات وإنترنت الأشياء، وقد كان للذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بنحو خاص تأثير كبير في انتشار الذكاء الاصطناعي وزيادة شعبيته، واستخداماته في المجالات المختلفة ومن المُتوقع أن يستمر هذا التأثير في المستقبل.
ووفقًا لمسح أجرته شركة IBM عام 2023، دمجت ما تبلغ نسبته 42% من الشركات الذكاء الاصطناعي في عملياتها، وتفكر ما تبلغ نسبته 40% في البدء باستخدامه في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت ما تبلغ نسبته 38% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها، وتفكر ما تبلغ نسبته 42% في القيام بذلك.
ومع وجود العديد من التغييرات التي تأتي بهذه الوتيرة السريعة، إليك ما قد تعنيه التطورات في الذكاء الاصطناعي لمختلف الصناعات وكيف ستغير العالم في المستقبل.
أولًا: تطور الذكاء الاصطناعي:
لقد تطور الذكاء الاصطناعي كثيرًا منذ عام 1951، عندما نجح Christopher Strachey في تطوير أول برنامج حاسوبي للذكاء الاصطناعي، فقد طوّر برنامجًا للعبة الداما على حاسوب Ferranti Mark I في جامعة مانشستر. وبفضل التطورات في التعلم الآلي والتعلم العميق، هزم حاسوب Deep Blue من IBM أفضل لاعب شطرنج في عام 1997 وهو Garry Kasparov، وفاز نظام الذكاء الاصطناعي Watson في مسابقة Jeopardy في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، قاد الذكاء الاصطناعي التوليدي أحدث فصل في تطور الذكاء الاصطناعي، فقد أصدرت OpenAI نماذج GPT الأولية في عام 2018. ومع تطوير OpenAI لنموذجي GPT-4 و ChatGPT في نهاية عام 2022 وخلال عامي 2023 و 2024؛ بلغ الذكاء الاصطناعي التوليدي ذروة انتشاره، مما أدى إلى تطوير مجموعة كبيرة من نماذج الذكاء الاصطناعي من أهم شركات التكنولوجيا في العالم، وتمتاز هذه النماذج بقدرتها على معالجة الاستعلامات لإنتاج نصوص وأصوات وصور وأنواع أخرى من المحتوى.
ثانيًا: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم في المستقبل؟
إليك 6 طرق سيؤثر الذكاء الاصطناعي من خلالها في العالم في المستقبل:
1- زيادة أتمتة الأعمال:
لقد تبنت قرابة 55% من المؤسسات الذكاءَ الاصطناعي بدرجات متفاوتة؛ مما يشير إلى زيادة أتمتة العمليات للعديد من الشركات في المستقبل القريب. ومع ظهور برامج الدردشة والمساعدين الرقميين، أصبح بإمكان الشركات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة معظم المهام المرتبطة بخدمة العملاء، كإجراء المحادثات البسيطة مع العملاء، والإجابة عن الاستفسارات الأساسية.
2- تسريع عملية اتخاذ القرار:
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات وإنشاء رؤى قيّمة، يمكن أن تساعد في تسريع عملية اتخاذ القرار. فبفضل هذه القدرات لن يحتاج قادة الشركات إلى قضاء الكثير من الوقت في تحليل البيانات بأنفسهم، بل سيستخدمون الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك للحصول على رؤى فورية تساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة.
3- اختفاء بعض الوظائف:
لقد تسببت أتمتة العديد من الأعمال بظهور مخاوف من فقدان الوظائف؛ إذ يعتقد الموظفون أن ما يقرب من ثلث مهامهم يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي. ومع أن الذكاء الاصطناعي حقق تطورات في مجالات العمل المتعددة، فإن تأثيره غير متساوٍ في الصناعات والمهن المختلفة. على سبيل المثال: بعض الوظائف مثل: السكرتارية معرضة لخطر الأتمتة، لكن الطلب على وظائف أخرى مثل: المتخصصين في التعلم الآلي، والمتخصصين في أمن المعلومات قد ارتفع.
من ناحية أخرى، من المُتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات العمال في المناصب التي تتطلب مهارات وإبداعًا بدلًا من استبدالهم.
4- ظهور مخاوف متعلقة بخصوصية البيانات:
تحتاج الشركات المُطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى كميات كبيرة من البيانات لتدريب نماذجها، وهذا يؤدي إلى ظهور مخاوف من جمع البيانات الشخصية للمستهلكين، وبيع هذه البيانات للمُعلنين وعدم الحفاظ على خصوصيتها.
وهذه المخاوف دفعت الحكومات إلى إصدار قوانين وتشريعات جديدة لضمان الحفاظ على خصوصية البيانات، وإجبار شركات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي على أن تكون أكثر شفافية وحذرًا فيما يتعلق بكيفية تجميع بيانات المستخدمين بهدف التدريب.
5- تغيير كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير طريقة التعامل مع بعض المسائل القانونية، اعتمادًا على كيفية تطور الدعاوى القضائية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. على سبيل المثال: برزت قضية الملكية الفكرية كثيرًا في المدة الأخيرة بسبب دعاوى حقوق النشر المرفوعة على OpenAI، التي رفعها الكُتّاب والموسيقيون وبعض الشركات، مثل صحيفة نيويورك تايمز. تؤثر هذه الدعاوى القضائية في كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية، وهذا يعني أن تطور الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير في تشريع القوانين والأنظمة.
6- ظهور مخاوف من تغير المناخ:
من المُتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير في الاستدامة وتغير المناخ والقضايا البيئية؛ إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لجعل سلاسل التوريد أكثر كفاءة، وإجراء الصيانة المعتمدة على البيانات التنبئية وغيرها من الإجراءات للحد من انبعاثات الكربون.
في الوقت نفسه، يتسبب تطور الذكاء الاصطناعي بنحو كبير في تغير المناخ؛ إذ يمكن للطاقة والموارد اللازمة لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي وصيانتها أن تزيد انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80%، وهذا يعني أن بناء نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها يمكن أن يجعل الوضع البيئي أسوأ من قبل.
ثالثًا: ما المجالات التي سيؤثر فيها الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرها؟
لا يوجد مجال من المجالات الرئيسية تقريبًا لم يتأثر بالذكاء الاصطناعي ولكن بعض المجالات تأثرت أكثر من غيرها، وأبرز هذه المجالات:
التصنيع:
لقد استفاد مجال التصنيع من الذكاء الاصطناعي منذ سنوات بفضل الأذرع الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وغيرها من روبوتات التصنيع التي يعود تاريخها إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ومع زيادة تطور الذكاء الاصطناعي، من المُتوقع أتمتة الكثير من مهام التصنيع، وانخفاض الطلب على العمال المختصين بأداء المهام التي يمكن للروبوتات القيام بها. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أساس التصنيع الحديث، ويظهر ذلك في خطوط الإنتاج التي تضبط نفسها لحظيًا، والآلات التي تتنبأ باحتياجات الصيانة الخاصة بها، والأنظمة التي تُسهّل كل جانب من جوانب سلسلة التوريد.
الرعاية الصحية:
بفضل القدرة على تحليل البيانات الضخمة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات المرضية المختلفة بسرعة ودقة، ويسرّع اكتشاف الأدوية، وله دور في تعزيز مراقبة المرضى من خلال مساعدي التمريض الافتراضيين.
التمويل:
تستفيد البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية من الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، مثل: إجراء عمليات التدقيق، وتقييم حال العملاء للحصول على قروض، والإجابة عن استفسارات العملاء، واكتشاف الاحتيال.
التعليم:
سيغير الذكاء الاصطناعي الطريقة التي يتعلم بها البشر من جميع الأعمار؛ إذ يساعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل: التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية وتعرّف الوجه في رقمنة الكتب المدرسية، واكتشاف الانتحال، وقياس قدرات الطلاب للمساعدة في تخصيص طرق التعليم، وتعزيز تجربة التعلم وفقًا لاحتياجات الطلاب الفردية.
خدمة العملاء:
تأتي أدوات الذكاء الاصطناعي التي تدعم مجال خدمة العملاء في شكل روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين. وتُعدّ روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حلًا مبتكرًا لخدمة العملاء في الشركات، ولا تَحِل هذه الروبوتات مكان موظف خدمة العملاء لكنها تساعده في التركيز في المهام المعقدة وتقوم هي بالمهام اليومية السهلة.
النقل:
النقل من المجالات التي من المؤكد أنها ستتغير كثيرًا بسبب تطور الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت السيارات الذاتية القيادة بالانتشار، وظهرت حلول الذكاء الاصطناعي لتقليل الحوادث، وهذه من أبرز الأمثلة على الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها أن يغير قطاع النقل.
رابعًا: المخاطر التي ستواجه العالم بسبب تطور الذكاء الاصطناعي:
مع أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إعادة تشكيل العديد من الصناعات بطرق إيجابية، ما يزال يعاني عيوبًا وقد يتسبب في العديد من المخاطر. وفيما يلي سنذكر بعض المخاطر المستقبلية المُتوقعة للذكاء الاصطناعي:
خسارة الوظائف:
وفقًا لتقرير يناقش مستقبل الوظائف في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، ستتأثر ما تبلغ نسبته 44% من العمال في المدة الممتدة بين عامي 2023 و 2028 بسبب الذكاء الاصطناعي، ولكن لن يتأثر جميع العمال بالتساوي، فالنساء أكثر عرضة من الرجال لتأثير الذكاء الاصطناعي في وظائفهن، وأكثر عرضة لفقدان وظائفهن مقارنةً بالرجال.
وإذا لم تتخذ الشركات خطوات لرفع مهارات قواها العاملة، فقد يؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الفرص للأشخاص العديمي الخبرة في مجال التكنولوجيا.
التزييف العميق والمعلومات المضللة:
يهدد انتشار التزييف العميق القدرة على التمييز بين الخيال والواقع، مما يدفع عامة الناس إلى التساؤل عما هو حقيقي وما هو غير حقيقي. وإذا كان الناس غير قادرين على تعرّف التزييف العميق، فقد يكون تأثير المعلومات المضللة خطيرًا على الأفراد والبلدان بأكملها على حد سواء.
خصوصية البيانات:
يزيد تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات العامة من فرص حدوث خروقات لأمن البيانات التي قد تعرض المعلومات الشخصية للمستهلكين للسرقة، وتتعرض الشركات أيضًا لهذه المخاطر عند إضافة بياناتها الخاصة في أثناء استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقد وجد استطلاع أجرته شركة Cisco في عام 2024 أن ما تبلغ نسبته 48% من الشركات أدخلت معلومات الشركة غير العامة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن من تبلغ نسبتهم 69% قلقون من أن هذه الأدوات قد تُلحق الضرر بملكيتهم الفكرية وحقوقهم القانونية. إذ يمكن أن يؤدي خرق واحد إلى الكشف عن معلومات ملايين المستهلكين، وستصبح المنظمات عرضة للخطر نتيجة لذلك.
الذكاء الاصطناعي الفائق:
من المخاوف الكُبرى المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل ظهور ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي الفائق، الذي يعني أن تتولى الآلات الفائقة الذكاء زمامَ الأمور، وتتفوقَ على البشر وتسيطر عليهم.
ومع ذلك يرى الخبراء أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق ما يزال بعيدًا، وقد يستغرق قرونًا. لكن حتى لو لم تصل أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى هذا المستوى أبدًا، فقد تصبح أكثر تعقيدًا لدرجة يصعب فيها تحديد كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي قرارات في بعض الأحيان.
أخبار اليوم - يُعدّ الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لمجالات التكنولوجيا الناشئة مثل: الروبوتات وإنترنت الأشياء، وقد كان للذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بنحو خاص تأثير كبير في انتشار الذكاء الاصطناعي وزيادة شعبيته، واستخداماته في المجالات المختلفة ومن المُتوقع أن يستمر هذا التأثير في المستقبل.
ووفقًا لمسح أجرته شركة IBM عام 2023، دمجت ما تبلغ نسبته 42% من الشركات الذكاء الاصطناعي في عملياتها، وتفكر ما تبلغ نسبته 40% في البدء باستخدامه في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت ما تبلغ نسبته 38% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها، وتفكر ما تبلغ نسبته 42% في القيام بذلك.
ومع وجود العديد من التغييرات التي تأتي بهذه الوتيرة السريعة، إليك ما قد تعنيه التطورات في الذكاء الاصطناعي لمختلف الصناعات وكيف ستغير العالم في المستقبل.
أولًا: تطور الذكاء الاصطناعي:
لقد تطور الذكاء الاصطناعي كثيرًا منذ عام 1951، عندما نجح Christopher Strachey في تطوير أول برنامج حاسوبي للذكاء الاصطناعي، فقد طوّر برنامجًا للعبة الداما على حاسوب Ferranti Mark I في جامعة مانشستر. وبفضل التطورات في التعلم الآلي والتعلم العميق، هزم حاسوب Deep Blue من IBM أفضل لاعب شطرنج في عام 1997 وهو Garry Kasparov، وفاز نظام الذكاء الاصطناعي Watson في مسابقة Jeopardy في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، قاد الذكاء الاصطناعي التوليدي أحدث فصل في تطور الذكاء الاصطناعي، فقد أصدرت OpenAI نماذج GPT الأولية في عام 2018. ومع تطوير OpenAI لنموذجي GPT-4 و ChatGPT في نهاية عام 2022 وخلال عامي 2023 و 2024؛ بلغ الذكاء الاصطناعي التوليدي ذروة انتشاره، مما أدى إلى تطوير مجموعة كبيرة من نماذج الذكاء الاصطناعي من أهم شركات التكنولوجيا في العالم، وتمتاز هذه النماذج بقدرتها على معالجة الاستعلامات لإنتاج نصوص وأصوات وصور وأنواع أخرى من المحتوى.
ثانيًا: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم في المستقبل؟
إليك 6 طرق سيؤثر الذكاء الاصطناعي من خلالها في العالم في المستقبل:
1- زيادة أتمتة الأعمال:
لقد تبنت قرابة 55% من المؤسسات الذكاءَ الاصطناعي بدرجات متفاوتة؛ مما يشير إلى زيادة أتمتة العمليات للعديد من الشركات في المستقبل القريب. ومع ظهور برامج الدردشة والمساعدين الرقميين، أصبح بإمكان الشركات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة معظم المهام المرتبطة بخدمة العملاء، كإجراء المحادثات البسيطة مع العملاء، والإجابة عن الاستفسارات الأساسية.
2- تسريع عملية اتخاذ القرار:
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات وإنشاء رؤى قيّمة، يمكن أن تساعد في تسريع عملية اتخاذ القرار. فبفضل هذه القدرات لن يحتاج قادة الشركات إلى قضاء الكثير من الوقت في تحليل البيانات بأنفسهم، بل سيستخدمون الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك للحصول على رؤى فورية تساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة.
3- اختفاء بعض الوظائف:
لقد تسببت أتمتة العديد من الأعمال بظهور مخاوف من فقدان الوظائف؛ إذ يعتقد الموظفون أن ما يقرب من ثلث مهامهم يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي. ومع أن الذكاء الاصطناعي حقق تطورات في مجالات العمل المتعددة، فإن تأثيره غير متساوٍ في الصناعات والمهن المختلفة. على سبيل المثال: بعض الوظائف مثل: السكرتارية معرضة لخطر الأتمتة، لكن الطلب على وظائف أخرى مثل: المتخصصين في التعلم الآلي، والمتخصصين في أمن المعلومات قد ارتفع.
من ناحية أخرى، من المُتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات العمال في المناصب التي تتطلب مهارات وإبداعًا بدلًا من استبدالهم.
4- ظهور مخاوف متعلقة بخصوصية البيانات:
تحتاج الشركات المُطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى كميات كبيرة من البيانات لتدريب نماذجها، وهذا يؤدي إلى ظهور مخاوف من جمع البيانات الشخصية للمستهلكين، وبيع هذه البيانات للمُعلنين وعدم الحفاظ على خصوصيتها.
وهذه المخاوف دفعت الحكومات إلى إصدار قوانين وتشريعات جديدة لضمان الحفاظ على خصوصية البيانات، وإجبار شركات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي على أن تكون أكثر شفافية وحذرًا فيما يتعلق بكيفية تجميع بيانات المستخدمين بهدف التدريب.
5- تغيير كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير طريقة التعامل مع بعض المسائل القانونية، اعتمادًا على كيفية تطور الدعاوى القضائية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. على سبيل المثال: برزت قضية الملكية الفكرية كثيرًا في المدة الأخيرة بسبب دعاوى حقوق النشر المرفوعة على OpenAI، التي رفعها الكُتّاب والموسيقيون وبعض الشركات، مثل صحيفة نيويورك تايمز. تؤثر هذه الدعاوى القضائية في كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية، وهذا يعني أن تطور الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير في تشريع القوانين والأنظمة.
6- ظهور مخاوف من تغير المناخ:
من المُتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير في الاستدامة وتغير المناخ والقضايا البيئية؛ إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لجعل سلاسل التوريد أكثر كفاءة، وإجراء الصيانة المعتمدة على البيانات التنبئية وغيرها من الإجراءات للحد من انبعاثات الكربون.
في الوقت نفسه، يتسبب تطور الذكاء الاصطناعي بنحو كبير في تغير المناخ؛ إذ يمكن للطاقة والموارد اللازمة لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي وصيانتها أن تزيد انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80%، وهذا يعني أن بناء نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها يمكن أن يجعل الوضع البيئي أسوأ من قبل.
ثالثًا: ما المجالات التي سيؤثر فيها الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرها؟
لا يوجد مجال من المجالات الرئيسية تقريبًا لم يتأثر بالذكاء الاصطناعي ولكن بعض المجالات تأثرت أكثر من غيرها، وأبرز هذه المجالات:
التصنيع:
لقد استفاد مجال التصنيع من الذكاء الاصطناعي منذ سنوات بفضل الأذرع الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وغيرها من روبوتات التصنيع التي يعود تاريخها إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ومع زيادة تطور الذكاء الاصطناعي، من المُتوقع أتمتة الكثير من مهام التصنيع، وانخفاض الطلب على العمال المختصين بأداء المهام التي يمكن للروبوتات القيام بها. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أساس التصنيع الحديث، ويظهر ذلك في خطوط الإنتاج التي تضبط نفسها لحظيًا، والآلات التي تتنبأ باحتياجات الصيانة الخاصة بها، والأنظمة التي تُسهّل كل جانب من جوانب سلسلة التوريد.
الرعاية الصحية:
بفضل القدرة على تحليل البيانات الضخمة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات المرضية المختلفة بسرعة ودقة، ويسرّع اكتشاف الأدوية، وله دور في تعزيز مراقبة المرضى من خلال مساعدي التمريض الافتراضيين.
التمويل:
تستفيد البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية من الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، مثل: إجراء عمليات التدقيق، وتقييم حال العملاء للحصول على قروض، والإجابة عن استفسارات العملاء، واكتشاف الاحتيال.
التعليم:
سيغير الذكاء الاصطناعي الطريقة التي يتعلم بها البشر من جميع الأعمار؛ إذ يساعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل: التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية وتعرّف الوجه في رقمنة الكتب المدرسية، واكتشاف الانتحال، وقياس قدرات الطلاب للمساعدة في تخصيص طرق التعليم، وتعزيز تجربة التعلم وفقًا لاحتياجات الطلاب الفردية.
خدمة العملاء:
تأتي أدوات الذكاء الاصطناعي التي تدعم مجال خدمة العملاء في شكل روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين. وتُعدّ روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حلًا مبتكرًا لخدمة العملاء في الشركات، ولا تَحِل هذه الروبوتات مكان موظف خدمة العملاء لكنها تساعده في التركيز في المهام المعقدة وتقوم هي بالمهام اليومية السهلة.
النقل:
النقل من المجالات التي من المؤكد أنها ستتغير كثيرًا بسبب تطور الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت السيارات الذاتية القيادة بالانتشار، وظهرت حلول الذكاء الاصطناعي لتقليل الحوادث، وهذه من أبرز الأمثلة على الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها أن يغير قطاع النقل.
رابعًا: المخاطر التي ستواجه العالم بسبب تطور الذكاء الاصطناعي:
مع أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إعادة تشكيل العديد من الصناعات بطرق إيجابية، ما يزال يعاني عيوبًا وقد يتسبب في العديد من المخاطر. وفيما يلي سنذكر بعض المخاطر المستقبلية المُتوقعة للذكاء الاصطناعي:
خسارة الوظائف:
وفقًا لتقرير يناقش مستقبل الوظائف في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، ستتأثر ما تبلغ نسبته 44% من العمال في المدة الممتدة بين عامي 2023 و 2028 بسبب الذكاء الاصطناعي، ولكن لن يتأثر جميع العمال بالتساوي، فالنساء أكثر عرضة من الرجال لتأثير الذكاء الاصطناعي في وظائفهن، وأكثر عرضة لفقدان وظائفهن مقارنةً بالرجال.
وإذا لم تتخذ الشركات خطوات لرفع مهارات قواها العاملة، فقد يؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الفرص للأشخاص العديمي الخبرة في مجال التكنولوجيا.
التزييف العميق والمعلومات المضللة:
يهدد انتشار التزييف العميق القدرة على التمييز بين الخيال والواقع، مما يدفع عامة الناس إلى التساؤل عما هو حقيقي وما هو غير حقيقي. وإذا كان الناس غير قادرين على تعرّف التزييف العميق، فقد يكون تأثير المعلومات المضللة خطيرًا على الأفراد والبلدان بأكملها على حد سواء.
خصوصية البيانات:
يزيد تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات العامة من فرص حدوث خروقات لأمن البيانات التي قد تعرض المعلومات الشخصية للمستهلكين للسرقة، وتتعرض الشركات أيضًا لهذه المخاطر عند إضافة بياناتها الخاصة في أثناء استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقد وجد استطلاع أجرته شركة Cisco في عام 2024 أن ما تبلغ نسبته 48% من الشركات أدخلت معلومات الشركة غير العامة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن من تبلغ نسبتهم 69% قلقون من أن هذه الأدوات قد تُلحق الضرر بملكيتهم الفكرية وحقوقهم القانونية. إذ يمكن أن يؤدي خرق واحد إلى الكشف عن معلومات ملايين المستهلكين، وستصبح المنظمات عرضة للخطر نتيجة لذلك.
الذكاء الاصطناعي الفائق:
من المخاوف الكُبرى المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل ظهور ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي الفائق، الذي يعني أن تتولى الآلات الفائقة الذكاء زمامَ الأمور، وتتفوقَ على البشر وتسيطر عليهم.
ومع ذلك يرى الخبراء أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق ما يزال بعيدًا، وقد يستغرق قرونًا. لكن حتى لو لم تصل أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى هذا المستوى أبدًا، فقد تصبح أكثر تعقيدًا لدرجة يصعب فيها تحديد كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي قرارات في بعض الأحيان.
أخبار اليوم - يُعدّ الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لمجالات التكنولوجيا الناشئة مثل: الروبوتات وإنترنت الأشياء، وقد كان للذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بنحو خاص تأثير كبير في انتشار الذكاء الاصطناعي وزيادة شعبيته، واستخداماته في المجالات المختلفة ومن المُتوقع أن يستمر هذا التأثير في المستقبل.
ووفقًا لمسح أجرته شركة IBM عام 2023، دمجت ما تبلغ نسبته 42% من الشركات الذكاء الاصطناعي في عملياتها، وتفكر ما تبلغ نسبته 40% في البدء باستخدامه في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت ما تبلغ نسبته 38% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها، وتفكر ما تبلغ نسبته 42% في القيام بذلك.
ومع وجود العديد من التغييرات التي تأتي بهذه الوتيرة السريعة، إليك ما قد تعنيه التطورات في الذكاء الاصطناعي لمختلف الصناعات وكيف ستغير العالم في المستقبل.
أولًا: تطور الذكاء الاصطناعي:
لقد تطور الذكاء الاصطناعي كثيرًا منذ عام 1951، عندما نجح Christopher Strachey في تطوير أول برنامج حاسوبي للذكاء الاصطناعي، فقد طوّر برنامجًا للعبة الداما على حاسوب Ferranti Mark I في جامعة مانشستر. وبفضل التطورات في التعلم الآلي والتعلم العميق، هزم حاسوب Deep Blue من IBM أفضل لاعب شطرنج في عام 1997 وهو Garry Kasparov، وفاز نظام الذكاء الاصطناعي Watson في مسابقة Jeopardy في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، قاد الذكاء الاصطناعي التوليدي أحدث فصل في تطور الذكاء الاصطناعي، فقد أصدرت OpenAI نماذج GPT الأولية في عام 2018. ومع تطوير OpenAI لنموذجي GPT-4 و ChatGPT في نهاية عام 2022 وخلال عامي 2023 و 2024؛ بلغ الذكاء الاصطناعي التوليدي ذروة انتشاره، مما أدى إلى تطوير مجموعة كبيرة من نماذج الذكاء الاصطناعي من أهم شركات التكنولوجيا في العالم، وتمتاز هذه النماذج بقدرتها على معالجة الاستعلامات لإنتاج نصوص وأصوات وصور وأنواع أخرى من المحتوى.
ثانيًا: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم في المستقبل؟
إليك 6 طرق سيؤثر الذكاء الاصطناعي من خلالها في العالم في المستقبل:
1- زيادة أتمتة الأعمال:
لقد تبنت قرابة 55% من المؤسسات الذكاءَ الاصطناعي بدرجات متفاوتة؛ مما يشير إلى زيادة أتمتة العمليات للعديد من الشركات في المستقبل القريب. ومع ظهور برامج الدردشة والمساعدين الرقميين، أصبح بإمكان الشركات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة معظم المهام المرتبطة بخدمة العملاء، كإجراء المحادثات البسيطة مع العملاء، والإجابة عن الاستفسارات الأساسية.
2- تسريع عملية اتخاذ القرار:
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات وإنشاء رؤى قيّمة، يمكن أن تساعد في تسريع عملية اتخاذ القرار. فبفضل هذه القدرات لن يحتاج قادة الشركات إلى قضاء الكثير من الوقت في تحليل البيانات بأنفسهم، بل سيستخدمون الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك للحصول على رؤى فورية تساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة.
3- اختفاء بعض الوظائف:
لقد تسببت أتمتة العديد من الأعمال بظهور مخاوف من فقدان الوظائف؛ إذ يعتقد الموظفون أن ما يقرب من ثلث مهامهم يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي. ومع أن الذكاء الاصطناعي حقق تطورات في مجالات العمل المتعددة، فإن تأثيره غير متساوٍ في الصناعات والمهن المختلفة. على سبيل المثال: بعض الوظائف مثل: السكرتارية معرضة لخطر الأتمتة، لكن الطلب على وظائف أخرى مثل: المتخصصين في التعلم الآلي، والمتخصصين في أمن المعلومات قد ارتفع.
من ناحية أخرى، من المُتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات العمال في المناصب التي تتطلب مهارات وإبداعًا بدلًا من استبدالهم.
4- ظهور مخاوف متعلقة بخصوصية البيانات:
تحتاج الشركات المُطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى كميات كبيرة من البيانات لتدريب نماذجها، وهذا يؤدي إلى ظهور مخاوف من جمع البيانات الشخصية للمستهلكين، وبيع هذه البيانات للمُعلنين وعدم الحفاظ على خصوصيتها.
وهذه المخاوف دفعت الحكومات إلى إصدار قوانين وتشريعات جديدة لضمان الحفاظ على خصوصية البيانات، وإجبار شركات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي على أن تكون أكثر شفافية وحذرًا فيما يتعلق بكيفية تجميع بيانات المستخدمين بهدف التدريب.
5- تغيير كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير طريقة التعامل مع بعض المسائل القانونية، اعتمادًا على كيفية تطور الدعاوى القضائية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. على سبيل المثال: برزت قضية الملكية الفكرية كثيرًا في المدة الأخيرة بسبب دعاوى حقوق النشر المرفوعة على OpenAI، التي رفعها الكُتّاب والموسيقيون وبعض الشركات، مثل صحيفة نيويورك تايمز. تؤثر هذه الدعاوى القضائية في كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية، وهذا يعني أن تطور الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير في تشريع القوانين والأنظمة.
6- ظهور مخاوف من تغير المناخ:
من المُتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير في الاستدامة وتغير المناخ والقضايا البيئية؛ إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لجعل سلاسل التوريد أكثر كفاءة، وإجراء الصيانة المعتمدة على البيانات التنبئية وغيرها من الإجراءات للحد من انبعاثات الكربون.
في الوقت نفسه، يتسبب تطور الذكاء الاصطناعي بنحو كبير في تغير المناخ؛ إذ يمكن للطاقة والموارد اللازمة لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي وصيانتها أن تزيد انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80%، وهذا يعني أن بناء نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها يمكن أن يجعل الوضع البيئي أسوأ من قبل.
ثالثًا: ما المجالات التي سيؤثر فيها الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرها؟
لا يوجد مجال من المجالات الرئيسية تقريبًا لم يتأثر بالذكاء الاصطناعي ولكن بعض المجالات تأثرت أكثر من غيرها، وأبرز هذه المجالات:
التصنيع:
لقد استفاد مجال التصنيع من الذكاء الاصطناعي منذ سنوات بفضل الأذرع الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وغيرها من روبوتات التصنيع التي يعود تاريخها إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ومع زيادة تطور الذكاء الاصطناعي، من المُتوقع أتمتة الكثير من مهام التصنيع، وانخفاض الطلب على العمال المختصين بأداء المهام التي يمكن للروبوتات القيام بها. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أساس التصنيع الحديث، ويظهر ذلك في خطوط الإنتاج التي تضبط نفسها لحظيًا، والآلات التي تتنبأ باحتياجات الصيانة الخاصة بها، والأنظمة التي تُسهّل كل جانب من جوانب سلسلة التوريد.
الرعاية الصحية:
بفضل القدرة على تحليل البيانات الضخمة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات المرضية المختلفة بسرعة ودقة، ويسرّع اكتشاف الأدوية، وله دور في تعزيز مراقبة المرضى من خلال مساعدي التمريض الافتراضيين.
التمويل:
تستفيد البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية من الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، مثل: إجراء عمليات التدقيق، وتقييم حال العملاء للحصول على قروض، والإجابة عن استفسارات العملاء، واكتشاف الاحتيال.
التعليم:
سيغير الذكاء الاصطناعي الطريقة التي يتعلم بها البشر من جميع الأعمار؛ إذ يساعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل: التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية وتعرّف الوجه في رقمنة الكتب المدرسية، واكتشاف الانتحال، وقياس قدرات الطلاب للمساعدة في تخصيص طرق التعليم، وتعزيز تجربة التعلم وفقًا لاحتياجات الطلاب الفردية.
خدمة العملاء:
تأتي أدوات الذكاء الاصطناعي التي تدعم مجال خدمة العملاء في شكل روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين. وتُعدّ روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حلًا مبتكرًا لخدمة العملاء في الشركات، ولا تَحِل هذه الروبوتات مكان موظف خدمة العملاء لكنها تساعده في التركيز في المهام المعقدة وتقوم هي بالمهام اليومية السهلة.
النقل:
النقل من المجالات التي من المؤكد أنها ستتغير كثيرًا بسبب تطور الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت السيارات الذاتية القيادة بالانتشار، وظهرت حلول الذكاء الاصطناعي لتقليل الحوادث، وهذه من أبرز الأمثلة على الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها أن يغير قطاع النقل.
رابعًا: المخاطر التي ستواجه العالم بسبب تطور الذكاء الاصطناعي:
مع أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إعادة تشكيل العديد من الصناعات بطرق إيجابية، ما يزال يعاني عيوبًا وقد يتسبب في العديد من المخاطر. وفيما يلي سنذكر بعض المخاطر المستقبلية المُتوقعة للذكاء الاصطناعي:
خسارة الوظائف:
وفقًا لتقرير يناقش مستقبل الوظائف في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، ستتأثر ما تبلغ نسبته 44% من العمال في المدة الممتدة بين عامي 2023 و 2028 بسبب الذكاء الاصطناعي، ولكن لن يتأثر جميع العمال بالتساوي، فالنساء أكثر عرضة من الرجال لتأثير الذكاء الاصطناعي في وظائفهن، وأكثر عرضة لفقدان وظائفهن مقارنةً بالرجال.
وإذا لم تتخذ الشركات خطوات لرفع مهارات قواها العاملة، فقد يؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الفرص للأشخاص العديمي الخبرة في مجال التكنولوجيا.
التزييف العميق والمعلومات المضللة:
يهدد انتشار التزييف العميق القدرة على التمييز بين الخيال والواقع، مما يدفع عامة الناس إلى التساؤل عما هو حقيقي وما هو غير حقيقي. وإذا كان الناس غير قادرين على تعرّف التزييف العميق، فقد يكون تأثير المعلومات المضللة خطيرًا على الأفراد والبلدان بأكملها على حد سواء.
خصوصية البيانات:
يزيد تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات العامة من فرص حدوث خروقات لأمن البيانات التي قد تعرض المعلومات الشخصية للمستهلكين للسرقة، وتتعرض الشركات أيضًا لهذه المخاطر عند إضافة بياناتها الخاصة في أثناء استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقد وجد استطلاع أجرته شركة Cisco في عام 2024 أن ما تبلغ نسبته 48% من الشركات أدخلت معلومات الشركة غير العامة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن من تبلغ نسبتهم 69% قلقون من أن هذه الأدوات قد تُلحق الضرر بملكيتهم الفكرية وحقوقهم القانونية. إذ يمكن أن يؤدي خرق واحد إلى الكشف عن معلومات ملايين المستهلكين، وستصبح المنظمات عرضة للخطر نتيجة لذلك.
الذكاء الاصطناعي الفائق:
من المخاوف الكُبرى المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل ظهور ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي الفائق، الذي يعني أن تتولى الآلات الفائقة الذكاء زمامَ الأمور، وتتفوقَ على البشر وتسيطر عليهم.
ومع ذلك يرى الخبراء أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق ما يزال بعيدًا، وقد يستغرق قرونًا. لكن حتى لو لم تصل أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى هذا المستوى أبدًا، فقد تصبح أكثر تعقيدًا لدرجة يصعب فيها تحديد كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي قرارات في بعض الأحيان.
التعليقات