دعوات وبطاقات خاصة وموائد لحفلات الطلاق
طقوس غير مألوفة تحتفي بانتهاء الحياة الزوجية في المجتمع الأردني
آراء المواطنين.. بين الاستنكار والتفهم
أخبار اليوم - رباب دوله - في الآونة الأخيرة، ظهرت ظاهرة جديدة تثير الجدل في المجتمع الأردني، وهي إقامة حفلات للاحتفال بالطلاق، حيث يقوم البعض، خصوصًا من النساء، بتنظيم احتفالات بمناسبة انتهاء العلاقة الزوجية.
وتتنوع أشكال هذه الاحتفالات بين إرسال بطاقات دعوة إلى الأصدقاء، وإقامة موائد، وصولًا إلى قوالب كيك تحمل صورًا أو رموزًا تعبّر عن انتهاء الحياة الزوجية، وأحيانًا تكون الاحتفالات في أماكن مميزة، مثل الفنادق والحمامات التركية.
حفلات الطلاق.. هل تعبير عن الحرية أم نكاية بالزوج السابق؟
في بعض الحالات، تكون حفلات الطلاق وسيلة ليس فقط للتعبير عن الحرية أو استعادة الذات، بل قد تأتي كنوع من النكاية بالزوج السابق، حيث تتضمن قوالب الكيك أو الزينة إشارات واضحة لهذا الهدف.
وتقول السيدة رانيا (اسم وهمي)، إحدى الحاضرات في مثل هذه الحفلات، 'إن البعض يلجأن إلى أجواء احتفالية ساخرة، وكأنهن يرسلن رسائل مبطنة لزوجهن السابق، وهو أمر غير مألوف وغريب على تقاليد مجتمعنا'.
وتضيف أن هذه الحفلات تثير استهجانًا كبيرًا بين المواطنين، معتبرة إياها تقليدًا دخيلًا لا يمت لقيم المجتمع الأردني بصلة.
آراء المواطنين.. سلوكيات صبيانية تفتقر إلى المسؤولية
لاقى هذا الاتجاه رفضًا واسعًا بين المواطنين، حيث اعتبر بعضهم أن هذه الأفعال صبيانية، ولا تنم على مسؤولية أو نضج في التعامل مع قرار الطلاق، بل تعكس تراجعًا في احترام قيمة الإحسان بين الزوجين السابقين.
يقول محمد (اسم وهمي) 'الزواج علاقة سامية، وإذا انتهت بالطلاق، فيجب أن تُدار بنضج واحترام، مثل هذه الاحتفالات لا تعكس احترامًا لقيمة الإحسان بين الطرفين، وتعتبر خروجًا عن السلوكيات المسؤولة.'
وأضاف أن المجتمع الأردني لديه قيم تقدر الخصوصية في مثل هذه الأمور، ويرى أن الطلاق ليس مناسبة للاحتفال، بل هو خطوة شخصية ينبغي التعامل معها بهدوء ورقي واحترام.
حضور الرجال في حفلات الطلاق.. من قاعات الأفراح إلى جلسات الأصدقاء.
ولم تقتصر هذه الظاهرة على السيدات فحسب، بل إن هناك رجالًا قرروا أيضًا إقامة حفلات طلاق خاصة بهم، ولكن بطابع مختلف عن الحفلات النسائية، حيث اقتصرت حفلات الرجال غالبًا على تجمعات خاصة مع الأصدقاء المقربين في جلسات غير رسمية.
يقول خالد (اسم وهمي)، أحد الرجال الذين شاركوا في تنظيم مثل هذا الاحتفال لصديق له 'احتفلنا بطريقة بسيطة مع الأصدقاء بعد طلاق صديقنا، وكان الهدف التعبير عن دعمنا له، لكن الأمر لم يتجاوز حدود الصداقة، ولم يكن فيه أي طابع استعراضي'.
ويضيف أن هذه الجلسات تمثل دعامة نفسية لدعم الصديق في وقت صعب، بعيدًا عن أي مظهر استعراضي.
التقاليد والعادات في مواجهة ظواهر جديدة
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن ظاهرة الاحتفال بالطلاق هي انعكاس لتحولات ثقافية جديدة دخلت المجتمع الأردني، وتعتبر دخيلة على قيمة.
وتقول أخصائية اجتماعية 'المجتمع الأردني يقدّر دور العائلة، ويحترم خصوصية الأمور الأسرية، وهذه الحفلات تثير جدلًا واسعًا بسبب طابعها غير المعتاد، وتعارضها مع تقاليدنا العريقة'.
وتضيف أن هذه الظواهر تفتح المجال للحديث عن تأثيرات الثقافة الخارجية على المجتمع المحلي، حيث يفضل أن يكون الطلاق أمرًا يُدار بخصوصية، ويُعامل برقي وهدوء، مع مراعاة قيمة الإحسان والاحترام المتبادل بين الزوجين السابقين.
أخصائية الهندسة البشرية والإنسانية الرقمية الدكتورة رولا عواد بزادوغ قالت أن حفلات الطلاق في الأردن ظاهرة انتشرت بسبب الغزو الثقافي، وأمست موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمع، حيث تعكس مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية.
حرية أم نكاية؟
وأشارت بزادوغ يرى بعض الناس أن حفلات الطلاق تعكس نوعًا من التحرر والاستقلالية، بحيث يمكن للفرد أن يحتفل بنهاية فصل من حياته، وبدأ فصل جديد، هذا النوع من الاحتفال يمكن أن يكون بمثابة تعبير عن التمكين الذاتي والقدرة على تجاوز المحن.
من ناحية أخرى أضافت يمكن أن يُنظر إلى هذه الحفلات باعتبارها نوعًا من الانتقام أو الإهانة للطرف الآخر وأغلبها هذا ما تكون تهدف له، فقد يشعر البعض أن الاحتفال بالطلاق هو نوع من قلة الاحترام للعلاقة السابقة، وقد يسبب جروحًا إضافية للأطراف المعنية.
اعتقدت بزادوغ أنه من المهم أن يكون هناك توازن بين التعبير عن مشاعر الخسارة وعدم النجاح والفقدان وبين كيفية تصرف الأفراد بعد انتهاء العلاقة، مشيرا إذا كان الهدف من حفلة الطلاق هو الاحتفال بإعادة اكتشاف الذات، فإنها قد تكون إيجابية. يجوز للأفراد أن يحتفلوا بانتقالهم إلى مرحلة جديدة في حياتهم.
وبينت أنه إذا كانت الحفلة تهدف إلى الإساءة إلى الطرف الآخر أو إظهار استياء منه، وهذا السبب غالبا فيما يحدث، فهي سلبية، وتساهم في تأجيج المشاعر السلبية وتفاقم النزاعات، وتعبر عن اضطرابات نفسية مجتمعية تحرض على الطلاق.
وشددت بزادوغ من الضروري أن تأخذ العلاقات العاطفية نهايتها بشكل إنساني واحترام إذا كانت حفلات الطلاق تُمارَس بروح من الاحترام والتقدير للشريك السابق، فقد تُعتبر تجربة تعيد بناء الثقة بالنفس، ولكن يجب أن تتم بعيداً عن مشاعر مضطربة كالكيد والغيظ كي لا تُفهم كنقطة ضعف أو استفزاز.
دعوات وبطاقات خاصة وموائد لحفلات الطلاق
طقوس غير مألوفة تحتفي بانتهاء الحياة الزوجية في المجتمع الأردني
آراء المواطنين.. بين الاستنكار والتفهم
أخبار اليوم - رباب دوله - في الآونة الأخيرة، ظهرت ظاهرة جديدة تثير الجدل في المجتمع الأردني، وهي إقامة حفلات للاحتفال بالطلاق، حيث يقوم البعض، خصوصًا من النساء، بتنظيم احتفالات بمناسبة انتهاء العلاقة الزوجية.
وتتنوع أشكال هذه الاحتفالات بين إرسال بطاقات دعوة إلى الأصدقاء، وإقامة موائد، وصولًا إلى قوالب كيك تحمل صورًا أو رموزًا تعبّر عن انتهاء الحياة الزوجية، وأحيانًا تكون الاحتفالات في أماكن مميزة، مثل الفنادق والحمامات التركية.
حفلات الطلاق.. هل تعبير عن الحرية أم نكاية بالزوج السابق؟
في بعض الحالات، تكون حفلات الطلاق وسيلة ليس فقط للتعبير عن الحرية أو استعادة الذات، بل قد تأتي كنوع من النكاية بالزوج السابق، حيث تتضمن قوالب الكيك أو الزينة إشارات واضحة لهذا الهدف.
وتقول السيدة رانيا (اسم وهمي)، إحدى الحاضرات في مثل هذه الحفلات، 'إن البعض يلجأن إلى أجواء احتفالية ساخرة، وكأنهن يرسلن رسائل مبطنة لزوجهن السابق، وهو أمر غير مألوف وغريب على تقاليد مجتمعنا'.
وتضيف أن هذه الحفلات تثير استهجانًا كبيرًا بين المواطنين، معتبرة إياها تقليدًا دخيلًا لا يمت لقيم المجتمع الأردني بصلة.
آراء المواطنين.. سلوكيات صبيانية تفتقر إلى المسؤولية
لاقى هذا الاتجاه رفضًا واسعًا بين المواطنين، حيث اعتبر بعضهم أن هذه الأفعال صبيانية، ولا تنم على مسؤولية أو نضج في التعامل مع قرار الطلاق، بل تعكس تراجعًا في احترام قيمة الإحسان بين الزوجين السابقين.
يقول محمد (اسم وهمي) 'الزواج علاقة سامية، وإذا انتهت بالطلاق، فيجب أن تُدار بنضج واحترام، مثل هذه الاحتفالات لا تعكس احترامًا لقيمة الإحسان بين الطرفين، وتعتبر خروجًا عن السلوكيات المسؤولة.'
وأضاف أن المجتمع الأردني لديه قيم تقدر الخصوصية في مثل هذه الأمور، ويرى أن الطلاق ليس مناسبة للاحتفال، بل هو خطوة شخصية ينبغي التعامل معها بهدوء ورقي واحترام.
حضور الرجال في حفلات الطلاق.. من قاعات الأفراح إلى جلسات الأصدقاء.
ولم تقتصر هذه الظاهرة على السيدات فحسب، بل إن هناك رجالًا قرروا أيضًا إقامة حفلات طلاق خاصة بهم، ولكن بطابع مختلف عن الحفلات النسائية، حيث اقتصرت حفلات الرجال غالبًا على تجمعات خاصة مع الأصدقاء المقربين في جلسات غير رسمية.
يقول خالد (اسم وهمي)، أحد الرجال الذين شاركوا في تنظيم مثل هذا الاحتفال لصديق له 'احتفلنا بطريقة بسيطة مع الأصدقاء بعد طلاق صديقنا، وكان الهدف التعبير عن دعمنا له، لكن الأمر لم يتجاوز حدود الصداقة، ولم يكن فيه أي طابع استعراضي'.
ويضيف أن هذه الجلسات تمثل دعامة نفسية لدعم الصديق في وقت صعب، بعيدًا عن أي مظهر استعراضي.
التقاليد والعادات في مواجهة ظواهر جديدة
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن ظاهرة الاحتفال بالطلاق هي انعكاس لتحولات ثقافية جديدة دخلت المجتمع الأردني، وتعتبر دخيلة على قيمة.
وتقول أخصائية اجتماعية 'المجتمع الأردني يقدّر دور العائلة، ويحترم خصوصية الأمور الأسرية، وهذه الحفلات تثير جدلًا واسعًا بسبب طابعها غير المعتاد، وتعارضها مع تقاليدنا العريقة'.
وتضيف أن هذه الظواهر تفتح المجال للحديث عن تأثيرات الثقافة الخارجية على المجتمع المحلي، حيث يفضل أن يكون الطلاق أمرًا يُدار بخصوصية، ويُعامل برقي وهدوء، مع مراعاة قيمة الإحسان والاحترام المتبادل بين الزوجين السابقين.
أخصائية الهندسة البشرية والإنسانية الرقمية الدكتورة رولا عواد بزادوغ قالت أن حفلات الطلاق في الأردن ظاهرة انتشرت بسبب الغزو الثقافي، وأمست موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمع، حيث تعكس مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية.
حرية أم نكاية؟
وأشارت بزادوغ يرى بعض الناس أن حفلات الطلاق تعكس نوعًا من التحرر والاستقلالية، بحيث يمكن للفرد أن يحتفل بنهاية فصل من حياته، وبدأ فصل جديد، هذا النوع من الاحتفال يمكن أن يكون بمثابة تعبير عن التمكين الذاتي والقدرة على تجاوز المحن.
من ناحية أخرى أضافت يمكن أن يُنظر إلى هذه الحفلات باعتبارها نوعًا من الانتقام أو الإهانة للطرف الآخر وأغلبها هذا ما تكون تهدف له، فقد يشعر البعض أن الاحتفال بالطلاق هو نوع من قلة الاحترام للعلاقة السابقة، وقد يسبب جروحًا إضافية للأطراف المعنية.
اعتقدت بزادوغ أنه من المهم أن يكون هناك توازن بين التعبير عن مشاعر الخسارة وعدم النجاح والفقدان وبين كيفية تصرف الأفراد بعد انتهاء العلاقة، مشيرا إذا كان الهدف من حفلة الطلاق هو الاحتفال بإعادة اكتشاف الذات، فإنها قد تكون إيجابية. يجوز للأفراد أن يحتفلوا بانتقالهم إلى مرحلة جديدة في حياتهم.
وبينت أنه إذا كانت الحفلة تهدف إلى الإساءة إلى الطرف الآخر أو إظهار استياء منه، وهذا السبب غالبا فيما يحدث، فهي سلبية، وتساهم في تأجيج المشاعر السلبية وتفاقم النزاعات، وتعبر عن اضطرابات نفسية مجتمعية تحرض على الطلاق.
وشددت بزادوغ من الضروري أن تأخذ العلاقات العاطفية نهايتها بشكل إنساني واحترام إذا كانت حفلات الطلاق تُمارَس بروح من الاحترام والتقدير للشريك السابق، فقد تُعتبر تجربة تعيد بناء الثقة بالنفس، ولكن يجب أن تتم بعيداً عن مشاعر مضطربة كالكيد والغيظ كي لا تُفهم كنقطة ضعف أو استفزاز.
دعوات وبطاقات خاصة وموائد لحفلات الطلاق
طقوس غير مألوفة تحتفي بانتهاء الحياة الزوجية في المجتمع الأردني
آراء المواطنين.. بين الاستنكار والتفهم
أخبار اليوم - رباب دوله - في الآونة الأخيرة، ظهرت ظاهرة جديدة تثير الجدل في المجتمع الأردني، وهي إقامة حفلات للاحتفال بالطلاق، حيث يقوم البعض، خصوصًا من النساء، بتنظيم احتفالات بمناسبة انتهاء العلاقة الزوجية.
وتتنوع أشكال هذه الاحتفالات بين إرسال بطاقات دعوة إلى الأصدقاء، وإقامة موائد، وصولًا إلى قوالب كيك تحمل صورًا أو رموزًا تعبّر عن انتهاء الحياة الزوجية، وأحيانًا تكون الاحتفالات في أماكن مميزة، مثل الفنادق والحمامات التركية.
حفلات الطلاق.. هل تعبير عن الحرية أم نكاية بالزوج السابق؟
في بعض الحالات، تكون حفلات الطلاق وسيلة ليس فقط للتعبير عن الحرية أو استعادة الذات، بل قد تأتي كنوع من النكاية بالزوج السابق، حيث تتضمن قوالب الكيك أو الزينة إشارات واضحة لهذا الهدف.
وتقول السيدة رانيا (اسم وهمي)، إحدى الحاضرات في مثل هذه الحفلات، 'إن البعض يلجأن إلى أجواء احتفالية ساخرة، وكأنهن يرسلن رسائل مبطنة لزوجهن السابق، وهو أمر غير مألوف وغريب على تقاليد مجتمعنا'.
وتضيف أن هذه الحفلات تثير استهجانًا كبيرًا بين المواطنين، معتبرة إياها تقليدًا دخيلًا لا يمت لقيم المجتمع الأردني بصلة.
آراء المواطنين.. سلوكيات صبيانية تفتقر إلى المسؤولية
لاقى هذا الاتجاه رفضًا واسعًا بين المواطنين، حيث اعتبر بعضهم أن هذه الأفعال صبيانية، ولا تنم على مسؤولية أو نضج في التعامل مع قرار الطلاق، بل تعكس تراجعًا في احترام قيمة الإحسان بين الزوجين السابقين.
يقول محمد (اسم وهمي) 'الزواج علاقة سامية، وإذا انتهت بالطلاق، فيجب أن تُدار بنضج واحترام، مثل هذه الاحتفالات لا تعكس احترامًا لقيمة الإحسان بين الطرفين، وتعتبر خروجًا عن السلوكيات المسؤولة.'
وأضاف أن المجتمع الأردني لديه قيم تقدر الخصوصية في مثل هذه الأمور، ويرى أن الطلاق ليس مناسبة للاحتفال، بل هو خطوة شخصية ينبغي التعامل معها بهدوء ورقي واحترام.
حضور الرجال في حفلات الطلاق.. من قاعات الأفراح إلى جلسات الأصدقاء.
ولم تقتصر هذه الظاهرة على السيدات فحسب، بل إن هناك رجالًا قرروا أيضًا إقامة حفلات طلاق خاصة بهم، ولكن بطابع مختلف عن الحفلات النسائية، حيث اقتصرت حفلات الرجال غالبًا على تجمعات خاصة مع الأصدقاء المقربين في جلسات غير رسمية.
يقول خالد (اسم وهمي)، أحد الرجال الذين شاركوا في تنظيم مثل هذا الاحتفال لصديق له 'احتفلنا بطريقة بسيطة مع الأصدقاء بعد طلاق صديقنا، وكان الهدف التعبير عن دعمنا له، لكن الأمر لم يتجاوز حدود الصداقة، ولم يكن فيه أي طابع استعراضي'.
ويضيف أن هذه الجلسات تمثل دعامة نفسية لدعم الصديق في وقت صعب، بعيدًا عن أي مظهر استعراضي.
التقاليد والعادات في مواجهة ظواهر جديدة
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن ظاهرة الاحتفال بالطلاق هي انعكاس لتحولات ثقافية جديدة دخلت المجتمع الأردني، وتعتبر دخيلة على قيمة.
وتقول أخصائية اجتماعية 'المجتمع الأردني يقدّر دور العائلة، ويحترم خصوصية الأمور الأسرية، وهذه الحفلات تثير جدلًا واسعًا بسبب طابعها غير المعتاد، وتعارضها مع تقاليدنا العريقة'.
وتضيف أن هذه الظواهر تفتح المجال للحديث عن تأثيرات الثقافة الخارجية على المجتمع المحلي، حيث يفضل أن يكون الطلاق أمرًا يُدار بخصوصية، ويُعامل برقي وهدوء، مع مراعاة قيمة الإحسان والاحترام المتبادل بين الزوجين السابقين.
أخصائية الهندسة البشرية والإنسانية الرقمية الدكتورة رولا عواد بزادوغ قالت أن حفلات الطلاق في الأردن ظاهرة انتشرت بسبب الغزو الثقافي، وأمست موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمع، حيث تعكس مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية.
حرية أم نكاية؟
وأشارت بزادوغ يرى بعض الناس أن حفلات الطلاق تعكس نوعًا من التحرر والاستقلالية، بحيث يمكن للفرد أن يحتفل بنهاية فصل من حياته، وبدأ فصل جديد، هذا النوع من الاحتفال يمكن أن يكون بمثابة تعبير عن التمكين الذاتي والقدرة على تجاوز المحن.
من ناحية أخرى أضافت يمكن أن يُنظر إلى هذه الحفلات باعتبارها نوعًا من الانتقام أو الإهانة للطرف الآخر وأغلبها هذا ما تكون تهدف له، فقد يشعر البعض أن الاحتفال بالطلاق هو نوع من قلة الاحترام للعلاقة السابقة، وقد يسبب جروحًا إضافية للأطراف المعنية.
اعتقدت بزادوغ أنه من المهم أن يكون هناك توازن بين التعبير عن مشاعر الخسارة وعدم النجاح والفقدان وبين كيفية تصرف الأفراد بعد انتهاء العلاقة، مشيرا إذا كان الهدف من حفلة الطلاق هو الاحتفال بإعادة اكتشاف الذات، فإنها قد تكون إيجابية. يجوز للأفراد أن يحتفلوا بانتقالهم إلى مرحلة جديدة في حياتهم.
وبينت أنه إذا كانت الحفلة تهدف إلى الإساءة إلى الطرف الآخر أو إظهار استياء منه، وهذا السبب غالبا فيما يحدث، فهي سلبية، وتساهم في تأجيج المشاعر السلبية وتفاقم النزاعات، وتعبر عن اضطرابات نفسية مجتمعية تحرض على الطلاق.
وشددت بزادوغ من الضروري أن تأخذ العلاقات العاطفية نهايتها بشكل إنساني واحترام إذا كانت حفلات الطلاق تُمارَس بروح من الاحترام والتقدير للشريك السابق، فقد تُعتبر تجربة تعيد بناء الثقة بالنفس، ولكن يجب أن تتم بعيداً عن مشاعر مضطربة كالكيد والغيظ كي لا تُفهم كنقطة ضعف أو استفزاز.
التعليقات