أخبار اليوم - تسابق زعماء ومسؤولون أوروبيون، أمس الجمعة، للتنديد بما سموه «أعمال معاداة السامية» بعد مواجهات على مدى ليلتين بين مشجعين لفريق «مكابي تل أبيب» يقدر عددهم بـ2700 شخص وجماهير هولندية متنوعة تجمع بين أنصار فريق «أياكس أمستردام» ومحتجين على إسرائيل، أدت، كما أعلنت الشرطة الهولندية إلى اعتقال 62 شخصا وإصابة 5 أشخاص.
تضمنت القائمة الطويلة للمنددين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي عبرت عن «استيائها من الهجمات الدنيئة التي استهدفت مواطنين إسرائيليين» والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن بلاده ستواصل «مكافحة معاداة السامية البغيضة» كما صرّح رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف بأنه «دليل على تصاعد معاداة السامية» مغادرا قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست مبكرا، كما أعلن زعيم اليمين المتطرّف في هولندا، خيرت فيلدرز، الشهير بهجماته «الدنيئة» (إذا استخدمنا تعابير المسؤولين الأوروبيين) على الإسلام والمسلمين، أنه سيلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ورئيس الكنيست أمير اوحانا، اللذين قررا السفر الى هولندا بعد الأحداث.
استغل المسؤولون الإسرائيليون الحادثة أيّما استغلال، فشبّه الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتزوغ ما حصل بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ووصفه بـ«بوغروم معاد للسامية» (وهي كلمة روسية تستخدم لتوصيف المذابح التي حصلت لليهود في أوروبا) وقد استخدم ماكرون الحادثة أيضا لتشبيهها بما سماه «أشد الأوقات قتامة» (في إحالة واضحة إلى المحرقة النازية).
تحيل التصريحات الأوروبية (والإسرائيلية) إلى التاريخ الأوروبي بطريقة انتقائية مثيرة للسخرية، فتركز على فصله الفاشيّ والنازيّ الذي جرى في القرن الماضي، لكنّها تفصله عن أشكال الفاشيّة والنازية الصاعدة حاليا، سواء في ذلك ما تعبّر عنه جرائم الحرب والإبادة الجماعية الإسرائيلية، وطبيعة حكومتها وأشخاصها الذين لا يخفون أهدافهم الإبادية ضد الفلسطينيين، أو ما تمثّله الحكومة الهولندية نفسها، التي قام بتشكيلها خيرت فيلدرز نفسه الذي وصف ما حصل بـ«مذبحة في الشوارع، والمسلمون الذين يحملون الأعلام الفلسطينية يطاردون اليهود… لقد أصبحنا غزة أوروبا»!
تتجاهل التصريحات أيضا كثيرا من التفاصيل المهمة، من قبيل قيام مشجعي الفريق الإسرائيلي (وعدد كبير منهم من الجنود كما أكدت المواقع العبرية) بالسير في شوارع أمستردام في الليلة الماضية على المباراة، مرددين الهتافات العنصرية والألفاظ النابية ضد العرب والمسلمين، ومن ضمنها هتافات «الموت للعرب» «لا توجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة».
خلال المباراة امتنع المشجعون الإسرائيليون أيضا عن الوقوف حدادا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وبعد خسارة الفريق اندفعوا إلى الشوارع وبدأوا بتكرار ما فعلوه الليلة السابقة مع تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة على منازل ومهاجمة سائقي سيارات الأجرة من المسلمين، وخلال تلك الأحداث لم تتدخل الشرطة الهولندية، ولم توقف أو تعتقل أيا منهم.
نتيجة امتناع السلطات الهولندية عن حماية المنازل والممتلكات قام أصحاب المنازل والسائقون وأقاربهم وأصدقاؤهم بالتدخل لمنع الأعمال الإجرامية للمشجعين الإسرائيليين، وهو ما أدى لانقلاب أعمال الشغب ضدهم، فانطلقت حملة رسمية إسرائيلية شارك فيها بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الحكومة الإسرائيلية بالحديث عن «مجزرة» ضد اليهود، وعن إرسال فرق أمنية وطائرات «لإنقاذ الضحايا من العنف الإسلامي» وعندها بدأت السلطات الهولندية باعتقال العشرات من طرف واحد، وانطلقت «أوركسترا» متناسقة بين التصريحات الأوروبية والإسرائيلية.
بهذا المعنى، فإن الإحالات المقززة للفاشيّ فيلدرز عن «مذبحة في الشوارع» وعن «غزة في أوروبا» والفظاظة الهائلة التي يمثّلها تلبّس مسؤولي إسرائيل لبوس الضحيّة مع استخدام غزة كمثال، تهدفان ببساطة لإلغاء واقع التحالف الفاشيّ الجديد القائم، وائتلاف القتلة الأوروبي ـ الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وفوق كل ذلك، تحميل الضحايا وزر التاريخ الأوروبي الشائن.
أخبار اليوم - تسابق زعماء ومسؤولون أوروبيون، أمس الجمعة، للتنديد بما سموه «أعمال معاداة السامية» بعد مواجهات على مدى ليلتين بين مشجعين لفريق «مكابي تل أبيب» يقدر عددهم بـ2700 شخص وجماهير هولندية متنوعة تجمع بين أنصار فريق «أياكس أمستردام» ومحتجين على إسرائيل، أدت، كما أعلنت الشرطة الهولندية إلى اعتقال 62 شخصا وإصابة 5 أشخاص.
تضمنت القائمة الطويلة للمنددين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي عبرت عن «استيائها من الهجمات الدنيئة التي استهدفت مواطنين إسرائيليين» والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن بلاده ستواصل «مكافحة معاداة السامية البغيضة» كما صرّح رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف بأنه «دليل على تصاعد معاداة السامية» مغادرا قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست مبكرا، كما أعلن زعيم اليمين المتطرّف في هولندا، خيرت فيلدرز، الشهير بهجماته «الدنيئة» (إذا استخدمنا تعابير المسؤولين الأوروبيين) على الإسلام والمسلمين، أنه سيلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ورئيس الكنيست أمير اوحانا، اللذين قررا السفر الى هولندا بعد الأحداث.
استغل المسؤولون الإسرائيليون الحادثة أيّما استغلال، فشبّه الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتزوغ ما حصل بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ووصفه بـ«بوغروم معاد للسامية» (وهي كلمة روسية تستخدم لتوصيف المذابح التي حصلت لليهود في أوروبا) وقد استخدم ماكرون الحادثة أيضا لتشبيهها بما سماه «أشد الأوقات قتامة» (في إحالة واضحة إلى المحرقة النازية).
تحيل التصريحات الأوروبية (والإسرائيلية) إلى التاريخ الأوروبي بطريقة انتقائية مثيرة للسخرية، فتركز على فصله الفاشيّ والنازيّ الذي جرى في القرن الماضي، لكنّها تفصله عن أشكال الفاشيّة والنازية الصاعدة حاليا، سواء في ذلك ما تعبّر عنه جرائم الحرب والإبادة الجماعية الإسرائيلية، وطبيعة حكومتها وأشخاصها الذين لا يخفون أهدافهم الإبادية ضد الفلسطينيين، أو ما تمثّله الحكومة الهولندية نفسها، التي قام بتشكيلها خيرت فيلدرز نفسه الذي وصف ما حصل بـ«مذبحة في الشوارع، والمسلمون الذين يحملون الأعلام الفلسطينية يطاردون اليهود… لقد أصبحنا غزة أوروبا»!
تتجاهل التصريحات أيضا كثيرا من التفاصيل المهمة، من قبيل قيام مشجعي الفريق الإسرائيلي (وعدد كبير منهم من الجنود كما أكدت المواقع العبرية) بالسير في شوارع أمستردام في الليلة الماضية على المباراة، مرددين الهتافات العنصرية والألفاظ النابية ضد العرب والمسلمين، ومن ضمنها هتافات «الموت للعرب» «لا توجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة».
خلال المباراة امتنع المشجعون الإسرائيليون أيضا عن الوقوف حدادا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وبعد خسارة الفريق اندفعوا إلى الشوارع وبدأوا بتكرار ما فعلوه الليلة السابقة مع تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة على منازل ومهاجمة سائقي سيارات الأجرة من المسلمين، وخلال تلك الأحداث لم تتدخل الشرطة الهولندية، ولم توقف أو تعتقل أيا منهم.
نتيجة امتناع السلطات الهولندية عن حماية المنازل والممتلكات قام أصحاب المنازل والسائقون وأقاربهم وأصدقاؤهم بالتدخل لمنع الأعمال الإجرامية للمشجعين الإسرائيليين، وهو ما أدى لانقلاب أعمال الشغب ضدهم، فانطلقت حملة رسمية إسرائيلية شارك فيها بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الحكومة الإسرائيلية بالحديث عن «مجزرة» ضد اليهود، وعن إرسال فرق أمنية وطائرات «لإنقاذ الضحايا من العنف الإسلامي» وعندها بدأت السلطات الهولندية باعتقال العشرات من طرف واحد، وانطلقت «أوركسترا» متناسقة بين التصريحات الأوروبية والإسرائيلية.
بهذا المعنى، فإن الإحالات المقززة للفاشيّ فيلدرز عن «مذبحة في الشوارع» وعن «غزة في أوروبا» والفظاظة الهائلة التي يمثّلها تلبّس مسؤولي إسرائيل لبوس الضحيّة مع استخدام غزة كمثال، تهدفان ببساطة لإلغاء واقع التحالف الفاشيّ الجديد القائم، وائتلاف القتلة الأوروبي ـ الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وفوق كل ذلك، تحميل الضحايا وزر التاريخ الأوروبي الشائن.
أخبار اليوم - تسابق زعماء ومسؤولون أوروبيون، أمس الجمعة، للتنديد بما سموه «أعمال معاداة السامية» بعد مواجهات على مدى ليلتين بين مشجعين لفريق «مكابي تل أبيب» يقدر عددهم بـ2700 شخص وجماهير هولندية متنوعة تجمع بين أنصار فريق «أياكس أمستردام» ومحتجين على إسرائيل، أدت، كما أعلنت الشرطة الهولندية إلى اعتقال 62 شخصا وإصابة 5 أشخاص.
تضمنت القائمة الطويلة للمنددين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي عبرت عن «استيائها من الهجمات الدنيئة التي استهدفت مواطنين إسرائيليين» والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن بلاده ستواصل «مكافحة معاداة السامية البغيضة» كما صرّح رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف بأنه «دليل على تصاعد معاداة السامية» مغادرا قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست مبكرا، كما أعلن زعيم اليمين المتطرّف في هولندا، خيرت فيلدرز، الشهير بهجماته «الدنيئة» (إذا استخدمنا تعابير المسؤولين الأوروبيين) على الإسلام والمسلمين، أنه سيلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ورئيس الكنيست أمير اوحانا، اللذين قررا السفر الى هولندا بعد الأحداث.
استغل المسؤولون الإسرائيليون الحادثة أيّما استغلال، فشبّه الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتزوغ ما حصل بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ووصفه بـ«بوغروم معاد للسامية» (وهي كلمة روسية تستخدم لتوصيف المذابح التي حصلت لليهود في أوروبا) وقد استخدم ماكرون الحادثة أيضا لتشبيهها بما سماه «أشد الأوقات قتامة» (في إحالة واضحة إلى المحرقة النازية).
تحيل التصريحات الأوروبية (والإسرائيلية) إلى التاريخ الأوروبي بطريقة انتقائية مثيرة للسخرية، فتركز على فصله الفاشيّ والنازيّ الذي جرى في القرن الماضي، لكنّها تفصله عن أشكال الفاشيّة والنازية الصاعدة حاليا، سواء في ذلك ما تعبّر عنه جرائم الحرب والإبادة الجماعية الإسرائيلية، وطبيعة حكومتها وأشخاصها الذين لا يخفون أهدافهم الإبادية ضد الفلسطينيين، أو ما تمثّله الحكومة الهولندية نفسها، التي قام بتشكيلها خيرت فيلدرز نفسه الذي وصف ما حصل بـ«مذبحة في الشوارع، والمسلمون الذين يحملون الأعلام الفلسطينية يطاردون اليهود… لقد أصبحنا غزة أوروبا»!
تتجاهل التصريحات أيضا كثيرا من التفاصيل المهمة، من قبيل قيام مشجعي الفريق الإسرائيلي (وعدد كبير منهم من الجنود كما أكدت المواقع العبرية) بالسير في شوارع أمستردام في الليلة الماضية على المباراة، مرددين الهتافات العنصرية والألفاظ النابية ضد العرب والمسلمين، ومن ضمنها هتافات «الموت للعرب» «لا توجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة».
خلال المباراة امتنع المشجعون الإسرائيليون أيضا عن الوقوف حدادا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وبعد خسارة الفريق اندفعوا إلى الشوارع وبدأوا بتكرار ما فعلوه الليلة السابقة مع تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة على منازل ومهاجمة سائقي سيارات الأجرة من المسلمين، وخلال تلك الأحداث لم تتدخل الشرطة الهولندية، ولم توقف أو تعتقل أيا منهم.
نتيجة امتناع السلطات الهولندية عن حماية المنازل والممتلكات قام أصحاب المنازل والسائقون وأقاربهم وأصدقاؤهم بالتدخل لمنع الأعمال الإجرامية للمشجعين الإسرائيليين، وهو ما أدى لانقلاب أعمال الشغب ضدهم، فانطلقت حملة رسمية إسرائيلية شارك فيها بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الحكومة الإسرائيلية بالحديث عن «مجزرة» ضد اليهود، وعن إرسال فرق أمنية وطائرات «لإنقاذ الضحايا من العنف الإسلامي» وعندها بدأت السلطات الهولندية باعتقال العشرات من طرف واحد، وانطلقت «أوركسترا» متناسقة بين التصريحات الأوروبية والإسرائيلية.
بهذا المعنى، فإن الإحالات المقززة للفاشيّ فيلدرز عن «مذبحة في الشوارع» وعن «غزة في أوروبا» والفظاظة الهائلة التي يمثّلها تلبّس مسؤولي إسرائيل لبوس الضحيّة مع استخدام غزة كمثال، تهدفان ببساطة لإلغاء واقع التحالف الفاشيّ الجديد القائم، وائتلاف القتلة الأوروبي ـ الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وفوق كل ذلك، تحميل الضحايا وزر التاريخ الأوروبي الشائن.
التعليقات