بقلم: الدكتور هشام المكانين العجارمة
ثارت حفيظة الكثير من أبناء وطني لمستوى ما يعرض على شاشاتنا من كوميديا وصفت من قبل البعض بأنها هابطة، في حين وصفها آخرون بأنها تجسد حالة درامية متكلفة فهي جهد شبابي يعكس بعض الواقع إذا ما تم استثناء مبالغات الطرح أو اللهجات على حد وصفهم، ثارت حفيظتهم وليتها ثارت لمستوى ما أصبحنا نحن عليه أو نعانيه، ليت همنا يقف عند حد الكوميديا التي يُعمل لها أياماً وليال طوال، والسبب استقبال للشهر الفضيل! وترفيه للناس!
رمضان لم يأتي ليضيق بنا العيش، بل تزكية للأنفس والشعور بالآخرين وطهارة للجوارح من ذنوب اقترفناها، بعضها معلوم وبعضها الآخر مجهول، ولا يعلم كلها إلّا الله.
أما وقد فتح باب النقاش والحوار حول الكوميديا التي أضحت مقصداً للشاشات لجذب متابعيها ومهوى للكثير ممن تم وصفهم بالناشطين، فلا شك بأن الكوميديا اليوم فن راقٍ له أسسه وقواعده، كما أنها أسلوب مرن لإيصال الأفكار للمتلقي من خلال حس الفكاهة الهادفة لطرح قضايا المجتمع وإثارة التفكير الناقد حولها ومعالجتها بأساليب ساخرة في سعي جاد لإحداث التغيير المطلوب حيال تلك القضايا في المجتمع.
الكوميديا باتت تجسد اليوم حالة درامية تجذب الأنفس أكثر من غيرها من فنون التمثيل والمسرح لمتابعتها، وهي بلا شك محمودة ما دامت تتقيد بضوابط المجتمع وقيمه، أما أن تصبح موسماً للبعض لنشر سوء اللفظ والخلق ولتصور بذلك مجتمعنا على أنه هابط يخلو من الأخلاق ويفتقر للقيم والعادات، فهذا أمر يحتاج للمراجعة الشاملة ويستوجب الرفض، بل أن سوء الحال دفع ببعض مخرجي تلك البرامج الاستعاضة عن تلك الالفاظ النابية بصوت (تووووت) ، والسؤال هنا لم يتم استبدال تلك الالفاظ -مع رفضنا المطلق لها- بصوت (تووووت) ؟ أليس أجدر عدم قولها أو تصويرها، أم أن الأمر له غاياته التي يعلمها بعضنا ويجهلها الكثيرون!
ثم من قال: أن رمضان يحتاج للكوميديا !؟ أليس ربط الأخيرة برمضان وعلى نطاق واسع يعمل على جعل رمضان موسم للكوميديا لا موسم للطاعات، كيف لا وجل الأعمال التي وصفت بالكوميدية لا تعرض إلّا في أوقات العبادات؟ ليكون بعض شباب حاضرنا الذين طبع الله على قلوبهم لها متابعون، وعن العبادات غافلون، وأنا هنا لا أعترض على وقتها بقدر اعتراضي على بثها في الشهر الفضيل لاسيما أنها هابطة في أغلبها.
وفي سياق ذلك، أليس لهكذا كوميديا كُتّاباً يعرفون أصولها وما ينسجم مع بيئتنا! أم أن الأمر بات يترك للهواة تحت ذريعة فليجتهدوا في تمثيل واقعهم!
ماذا عن أحكام كل من يشاهد هذه الكوميديا المستحدثة على عاداتنا وتقاليدنا! ترى هل ستكون أحكامهم منصفة؟
أنا هنا لا أتهم أحد، ولا أقصد أحد بعينه، ولكنني ولما ألحظه من تداعيات لهذه الكوميديا في مجتمعنا الأردني الأصيل حتى أصبحت محتوى تواصلنا وجوهر نقاشاتنا، أتساءل: من قال أن أشخاص محددين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يرسمون وحدهم نمط وشكل الكوميديا فيفرضونها على الجميع أو على من يهتم لأمر الكوميديا على أقل تقدير! من قال أن هذه الكوميديا تُجسّد واقعنا وهموم عيشنا؟
الكوميديا فن له رسالة هادفة وضوابط خاصة، كما أنها أسلوب مرن لإيصال فكرة أو رسالة ما للمتلقي، وسيلتها الفكاهة وغايتها عرض قضايا المجتمع ومعالجتها بأسلوب ساخر لإثارة التفكير الناقد لدى المتلقي بعيداً عن الابتذال أو التكلف في محاولة لإحداث التغيير المطلوب في المجتمع، وكما تنتهج الكوميديا الفكاهة في الطرح فلا بد من أن تنتهي بالتراجيديا الهادفة .
وفي الكوميديا الأردنية لا ننكر أن هناك جهود بذلت خلال السنوات القليلة الماضية على أقل تقدير ورغم بساطتها وضيق مساحتها لا زالت دون التوقعات وحتماً أنها لم تلبي الطموحات؛ إذ سرعان ما أنتكست راية تلك الجهود ليعلو مكانها مستوى بات الكثيرون يستنكره ويرفضوه، والأمر هنا على صورتين: إما أن هذه الجهود ولدت قاصرة في الأصل، وإما أن هذه الجهود أعطيت من التوقعات أكثر مما تستحق.
وفي كل الاحوال فالاتفاق على غياب قادة المشهد بات واضحاً للجميع، فالأردن الذي لطالما رفد الأقطار من حولنا بالكفاءات لا سيما في المجال الفني والإعلامي بات يعاني شح الكفاءات أو ضيق المساحات اللازمة لأن يكون قائد المشهد والأخرون له متابعين.
سؤال آخر يثور في الخلد: أين دور المؤسسات الاعلامية في الرقابة على تلك الكوميديا؟ أم أن دورهم بات ينحصر في إفراد المساحة لمن تم تسميتهم بالناشطين تحت ذريعة دفع أولئك للأمام، فهم لهم جمهورهم شئنا أم أبينا، ومن لا يعجبه عرضنا لينصرف لقنوات أخرى يجد فيها ما يروق له!
بالأمس كنا نشكو ذلك الفيلم الذي أساء لعراقة البترا، ومن بعده شكونا بنات المدرسة وفيلم الحارة وغيرها واليوم نشكو ظهور صبية جعلهم معشر التكتوكجيين واليوتيوبريين والفيسبوكيين مشاهير، بل وأضحت معاقل دلائل تضحيات جندنا مستباحة للعبهم وترفيههم على حد مزاعمهم، والسبب أن هذا يزف أهل بيته سعياً منه لجمع أكبر عدد ممكن من المشاهدات، والاخر يُرهق ذاته ويدوس كرامته في سبيل تلك المشاهدات أيضاً، ونتساءل: لما هذا الانحطاط في جيل شبابنا الذين لطالما استهدفهم سيد البلاد في أوراقه وخطاباته وتوجيهاته ! وما هذا أمل سيد البلاد وأملنا بهم.
ففي الوقت الذي يحاك فيه لجيل أمتنا الكثير وما يعانيه هذا الجيل من تحديات جسام يظهر علينا من يقول: 'هؤلاء مستقبل الأمة'، ليكن ردنا: سحقاً لهكذا مستقبل إن كان هؤلاء الفارغين قادة رأيه وبرامجه وشاشاته.
وفي سياق ذلك، لا بد من الاعتراف أن المشكلة لا تقتصر على الكوميديا فقط، بل أن الأمر طال الكثير من الأعمال التي كان ينبغي لها أن تكون هادفة، ومن ذلك حال المسابقات الرمضانية، والسؤال هنا: من تفّه مسابقاتنا وجعلها بلا معنى سوى عرض للأزياء ومغنم للجوائز التي هي أبعد ما تكون للفائزين بها، فإجابتك عن نوع الأرز الذي صنعت منه الطاهية طبقها كفيل بكسب رحلة للسفر وشاشة تلفاز وهاتف جوال ومبلغ نقدي! من غيّب مسابقات الدكتور عمر الخطيب، من دفن فكرة برنامج (فكر واربح) أم أنه مات بموت مقدمه رحمه الله؟ من أقصى ثقافتنا الدينية حتى بتنا لا نعرف قوم شعيب من قوم صالح، وأضحينا لا نعرف معركة مؤتة من معركة الكرامة، فجهلنا بذلك تضحيات جعفر وابن رواحة وابن حارثة، كما أنكرنا بطولات ابن حديثة وحابس ورفاقهم.
وقد يظهر أحدهم قائلاً:' لما هذا الجلد لشبابنا وهم يسعون لرفعة شأننا ونهضة مستقبلنا ؟' وهنا لا بد من القول أن: النهضة التي نريدها وباتت شعار لحكوماتنا المتعاقبة نهضة خالية من الدسم، كما أنها خالية من الطعم واللون، فشبابنا يحتاجون لما هو أنبل وأطهر لأننا نحتاجهم لقادم أيامنا إن كانوا عماد المستقبل وفرسان التغيير كما تم وصفهم.
وفي سياق مغاير، لا ننكر أن هناك جيل يحتاج للدعم فمن أفردت لهم الشاشات ليسوا بأقل منهم كفاءة إن كان الأخيرين يمتلكونها بالأصل، هؤلاء باتوا يحفرون في الصخر وبكل ما يملكون سعياً منهم لأن يكونوا حاضرين في المشهد، فأين مؤسساتنا عن هؤلاء الذين نريدهم وهم لتراثنا وقيمنا عاكسون؟ أعجز إعلامنا عن دعمهم كما عجز عن إيجاد تجربة تحاكي تلك التي قادها ياسر العظمة في الدراما السورية أو تجربة ناصر القصبي وعبدالله السدحان في الدراما السعودية مثلاً! أو تجربة الزيودي أو العدوان في الكتابة الأردنية؟ ما رأي رابطة الكتاب مما يُكتب من سيناريوهات أو نصوص! أين هيئة الاعلام؟ أين المخرجين والمنتجين الذين يسعون لإنتاج ما يفترض أن يليق بشاشاتنا وذوقنا العام! أم أنهم لاهون في تعداد حبات القطايف التي هم لها آكلون! أو تسعيره فرق الوقود التي باتوا كما نحن منها شاكون! أم أنهم مشغولين بواقع تصنيف جامعتنا التي نحن ورائها لاهثون! أم بوصفات طعامنا عبر مطابخ شاشاتنا وهم لها ذائقون!
أكتب مقالي هذا، وأنا أرى أحد شبابنا برفقة صحبه الكرام يسعون جاهدين لمن يمد لهم يد العون، ليس لعطايا وهبات، وإنما ليكون لهم المساحة التي تليق عبر شاشاتنا -قدّس الله سرّها- وقنواتنا المتناثرة -جمع الله شملها-. ومن أولئك الشباب محمد عجارمة (راعي الجريدة) الذي يعكس واقع عيشنا بدءاً من سمار محياه إلى لهجة شفاه وانتهاءً بما ينشر عبر صفحته من مقاطع لحكي القرايا أحسبها تعكس ظروف عشناها ليعانق بصنيعه عبق ماضينا وحاضر عيشنا وأصالة قيمنا وجمال وطننا.
حال راعي الجريدة كحال هيا الدعجة ومنى العدوان وأسيد عقيل و ليث المصاروة وعبدالله الشوابكة وعبدالله أبو مطر وبلال العجارمة وعمر الطروانة وغيرهم- رغم نقد البعض لعمل الأخيرين مؤخراً متناسين أنهم ناقدين ساخرين وأن ذلك العمل تجربتهم الأولى في التمثيل وحتماً لكل بدايات ما يؤخذ عليها كما يسجل لها، وفي جميع الأحوال لا أحد ينكر بأن هؤلاء الشباب يشبهوننا؛ لأنهم باختصار نبت هذه الأرض وزرعها، وكل منهم يحتاج البيئة الأنسب لادائه كما يحتاج ضبط بوصلته وتحديد هويته ومساره.
أقول ما أسلفت، وأنا المدرك أن الكوميديا كما أي عمل فني نصٌ قبل أي شيء آخر، يحتاج لدقة عالية في الاختيار وتجويد كبير في الحبكة والاخراج، فهل للنص أن يرقى لذوقنا العام؟ أم أن علينا أن ننحدر فكراً وسلوكاً لنتماشى ونصوص أشبه ما تكون ببيض الخداج؟ السؤال لي والإجابة لراسمي المشهد الإعلامي في وطني، فهل لهم آذان بها يسمعون وأعين بها يبصرون؟ أم هم لبيض الخداج داعمون؟
القادم كفيل بالإجابة.
نهاية تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً
بقلم: الدكتور هشام المكانين العجارمة
ثارت حفيظة الكثير من أبناء وطني لمستوى ما يعرض على شاشاتنا من كوميديا وصفت من قبل البعض بأنها هابطة، في حين وصفها آخرون بأنها تجسد حالة درامية متكلفة فهي جهد شبابي يعكس بعض الواقع إذا ما تم استثناء مبالغات الطرح أو اللهجات على حد وصفهم، ثارت حفيظتهم وليتها ثارت لمستوى ما أصبحنا نحن عليه أو نعانيه، ليت همنا يقف عند حد الكوميديا التي يُعمل لها أياماً وليال طوال، والسبب استقبال للشهر الفضيل! وترفيه للناس!
رمضان لم يأتي ليضيق بنا العيش، بل تزكية للأنفس والشعور بالآخرين وطهارة للجوارح من ذنوب اقترفناها، بعضها معلوم وبعضها الآخر مجهول، ولا يعلم كلها إلّا الله.
أما وقد فتح باب النقاش والحوار حول الكوميديا التي أضحت مقصداً للشاشات لجذب متابعيها ومهوى للكثير ممن تم وصفهم بالناشطين، فلا شك بأن الكوميديا اليوم فن راقٍ له أسسه وقواعده، كما أنها أسلوب مرن لإيصال الأفكار للمتلقي من خلال حس الفكاهة الهادفة لطرح قضايا المجتمع وإثارة التفكير الناقد حولها ومعالجتها بأساليب ساخرة في سعي جاد لإحداث التغيير المطلوب حيال تلك القضايا في المجتمع.
الكوميديا باتت تجسد اليوم حالة درامية تجذب الأنفس أكثر من غيرها من فنون التمثيل والمسرح لمتابعتها، وهي بلا شك محمودة ما دامت تتقيد بضوابط المجتمع وقيمه، أما أن تصبح موسماً للبعض لنشر سوء اللفظ والخلق ولتصور بذلك مجتمعنا على أنه هابط يخلو من الأخلاق ويفتقر للقيم والعادات، فهذا أمر يحتاج للمراجعة الشاملة ويستوجب الرفض، بل أن سوء الحال دفع ببعض مخرجي تلك البرامج الاستعاضة عن تلك الالفاظ النابية بصوت (تووووت) ، والسؤال هنا لم يتم استبدال تلك الالفاظ -مع رفضنا المطلق لها- بصوت (تووووت) ؟ أليس أجدر عدم قولها أو تصويرها، أم أن الأمر له غاياته التي يعلمها بعضنا ويجهلها الكثيرون!
ثم من قال: أن رمضان يحتاج للكوميديا !؟ أليس ربط الأخيرة برمضان وعلى نطاق واسع يعمل على جعل رمضان موسم للكوميديا لا موسم للطاعات، كيف لا وجل الأعمال التي وصفت بالكوميدية لا تعرض إلّا في أوقات العبادات؟ ليكون بعض شباب حاضرنا الذين طبع الله على قلوبهم لها متابعون، وعن العبادات غافلون، وأنا هنا لا أعترض على وقتها بقدر اعتراضي على بثها في الشهر الفضيل لاسيما أنها هابطة في أغلبها.
وفي سياق ذلك، أليس لهكذا كوميديا كُتّاباً يعرفون أصولها وما ينسجم مع بيئتنا! أم أن الأمر بات يترك للهواة تحت ذريعة فليجتهدوا في تمثيل واقعهم!
ماذا عن أحكام كل من يشاهد هذه الكوميديا المستحدثة على عاداتنا وتقاليدنا! ترى هل ستكون أحكامهم منصفة؟
أنا هنا لا أتهم أحد، ولا أقصد أحد بعينه، ولكنني ولما ألحظه من تداعيات لهذه الكوميديا في مجتمعنا الأردني الأصيل حتى أصبحت محتوى تواصلنا وجوهر نقاشاتنا، أتساءل: من قال أن أشخاص محددين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يرسمون وحدهم نمط وشكل الكوميديا فيفرضونها على الجميع أو على من يهتم لأمر الكوميديا على أقل تقدير! من قال أن هذه الكوميديا تُجسّد واقعنا وهموم عيشنا؟
الكوميديا فن له رسالة هادفة وضوابط خاصة، كما أنها أسلوب مرن لإيصال فكرة أو رسالة ما للمتلقي، وسيلتها الفكاهة وغايتها عرض قضايا المجتمع ومعالجتها بأسلوب ساخر لإثارة التفكير الناقد لدى المتلقي بعيداً عن الابتذال أو التكلف في محاولة لإحداث التغيير المطلوب في المجتمع، وكما تنتهج الكوميديا الفكاهة في الطرح فلا بد من أن تنتهي بالتراجيديا الهادفة .
وفي الكوميديا الأردنية لا ننكر أن هناك جهود بذلت خلال السنوات القليلة الماضية على أقل تقدير ورغم بساطتها وضيق مساحتها لا زالت دون التوقعات وحتماً أنها لم تلبي الطموحات؛ إذ سرعان ما أنتكست راية تلك الجهود ليعلو مكانها مستوى بات الكثيرون يستنكره ويرفضوه، والأمر هنا على صورتين: إما أن هذه الجهود ولدت قاصرة في الأصل، وإما أن هذه الجهود أعطيت من التوقعات أكثر مما تستحق.
وفي كل الاحوال فالاتفاق على غياب قادة المشهد بات واضحاً للجميع، فالأردن الذي لطالما رفد الأقطار من حولنا بالكفاءات لا سيما في المجال الفني والإعلامي بات يعاني شح الكفاءات أو ضيق المساحات اللازمة لأن يكون قائد المشهد والأخرون له متابعين.
سؤال آخر يثور في الخلد: أين دور المؤسسات الاعلامية في الرقابة على تلك الكوميديا؟ أم أن دورهم بات ينحصر في إفراد المساحة لمن تم تسميتهم بالناشطين تحت ذريعة دفع أولئك للأمام، فهم لهم جمهورهم شئنا أم أبينا، ومن لا يعجبه عرضنا لينصرف لقنوات أخرى يجد فيها ما يروق له!
بالأمس كنا نشكو ذلك الفيلم الذي أساء لعراقة البترا، ومن بعده شكونا بنات المدرسة وفيلم الحارة وغيرها واليوم نشكو ظهور صبية جعلهم معشر التكتوكجيين واليوتيوبريين والفيسبوكيين مشاهير، بل وأضحت معاقل دلائل تضحيات جندنا مستباحة للعبهم وترفيههم على حد مزاعمهم، والسبب أن هذا يزف أهل بيته سعياً منه لجمع أكبر عدد ممكن من المشاهدات، والاخر يُرهق ذاته ويدوس كرامته في سبيل تلك المشاهدات أيضاً، ونتساءل: لما هذا الانحطاط في جيل شبابنا الذين لطالما استهدفهم سيد البلاد في أوراقه وخطاباته وتوجيهاته ! وما هذا أمل سيد البلاد وأملنا بهم.
ففي الوقت الذي يحاك فيه لجيل أمتنا الكثير وما يعانيه هذا الجيل من تحديات جسام يظهر علينا من يقول: 'هؤلاء مستقبل الأمة'، ليكن ردنا: سحقاً لهكذا مستقبل إن كان هؤلاء الفارغين قادة رأيه وبرامجه وشاشاته.
وفي سياق ذلك، لا بد من الاعتراف أن المشكلة لا تقتصر على الكوميديا فقط، بل أن الأمر طال الكثير من الأعمال التي كان ينبغي لها أن تكون هادفة، ومن ذلك حال المسابقات الرمضانية، والسؤال هنا: من تفّه مسابقاتنا وجعلها بلا معنى سوى عرض للأزياء ومغنم للجوائز التي هي أبعد ما تكون للفائزين بها، فإجابتك عن نوع الأرز الذي صنعت منه الطاهية طبقها كفيل بكسب رحلة للسفر وشاشة تلفاز وهاتف جوال ومبلغ نقدي! من غيّب مسابقات الدكتور عمر الخطيب، من دفن فكرة برنامج (فكر واربح) أم أنه مات بموت مقدمه رحمه الله؟ من أقصى ثقافتنا الدينية حتى بتنا لا نعرف قوم شعيب من قوم صالح، وأضحينا لا نعرف معركة مؤتة من معركة الكرامة، فجهلنا بذلك تضحيات جعفر وابن رواحة وابن حارثة، كما أنكرنا بطولات ابن حديثة وحابس ورفاقهم.
وقد يظهر أحدهم قائلاً:' لما هذا الجلد لشبابنا وهم يسعون لرفعة شأننا ونهضة مستقبلنا ؟' وهنا لا بد من القول أن: النهضة التي نريدها وباتت شعار لحكوماتنا المتعاقبة نهضة خالية من الدسم، كما أنها خالية من الطعم واللون، فشبابنا يحتاجون لما هو أنبل وأطهر لأننا نحتاجهم لقادم أيامنا إن كانوا عماد المستقبل وفرسان التغيير كما تم وصفهم.
وفي سياق مغاير، لا ننكر أن هناك جيل يحتاج للدعم فمن أفردت لهم الشاشات ليسوا بأقل منهم كفاءة إن كان الأخيرين يمتلكونها بالأصل، هؤلاء باتوا يحفرون في الصخر وبكل ما يملكون سعياً منهم لأن يكونوا حاضرين في المشهد، فأين مؤسساتنا عن هؤلاء الذين نريدهم وهم لتراثنا وقيمنا عاكسون؟ أعجز إعلامنا عن دعمهم كما عجز عن إيجاد تجربة تحاكي تلك التي قادها ياسر العظمة في الدراما السورية أو تجربة ناصر القصبي وعبدالله السدحان في الدراما السعودية مثلاً! أو تجربة الزيودي أو العدوان في الكتابة الأردنية؟ ما رأي رابطة الكتاب مما يُكتب من سيناريوهات أو نصوص! أين هيئة الاعلام؟ أين المخرجين والمنتجين الذين يسعون لإنتاج ما يفترض أن يليق بشاشاتنا وذوقنا العام! أم أنهم لاهون في تعداد حبات القطايف التي هم لها آكلون! أو تسعيره فرق الوقود التي باتوا كما نحن منها شاكون! أم أنهم مشغولين بواقع تصنيف جامعتنا التي نحن ورائها لاهثون! أم بوصفات طعامنا عبر مطابخ شاشاتنا وهم لها ذائقون!
أكتب مقالي هذا، وأنا أرى أحد شبابنا برفقة صحبه الكرام يسعون جاهدين لمن يمد لهم يد العون، ليس لعطايا وهبات، وإنما ليكون لهم المساحة التي تليق عبر شاشاتنا -قدّس الله سرّها- وقنواتنا المتناثرة -جمع الله شملها-. ومن أولئك الشباب محمد عجارمة (راعي الجريدة) الذي يعكس واقع عيشنا بدءاً من سمار محياه إلى لهجة شفاه وانتهاءً بما ينشر عبر صفحته من مقاطع لحكي القرايا أحسبها تعكس ظروف عشناها ليعانق بصنيعه عبق ماضينا وحاضر عيشنا وأصالة قيمنا وجمال وطننا.
حال راعي الجريدة كحال هيا الدعجة ومنى العدوان وأسيد عقيل و ليث المصاروة وعبدالله الشوابكة وعبدالله أبو مطر وبلال العجارمة وعمر الطروانة وغيرهم- رغم نقد البعض لعمل الأخيرين مؤخراً متناسين أنهم ناقدين ساخرين وأن ذلك العمل تجربتهم الأولى في التمثيل وحتماً لكل بدايات ما يؤخذ عليها كما يسجل لها، وفي جميع الأحوال لا أحد ينكر بأن هؤلاء الشباب يشبهوننا؛ لأنهم باختصار نبت هذه الأرض وزرعها، وكل منهم يحتاج البيئة الأنسب لادائه كما يحتاج ضبط بوصلته وتحديد هويته ومساره.
أقول ما أسلفت، وأنا المدرك أن الكوميديا كما أي عمل فني نصٌ قبل أي شيء آخر، يحتاج لدقة عالية في الاختيار وتجويد كبير في الحبكة والاخراج، فهل للنص أن يرقى لذوقنا العام؟ أم أن علينا أن ننحدر فكراً وسلوكاً لنتماشى ونصوص أشبه ما تكون ببيض الخداج؟ السؤال لي والإجابة لراسمي المشهد الإعلامي في وطني، فهل لهم آذان بها يسمعون وأعين بها يبصرون؟ أم هم لبيض الخداج داعمون؟
القادم كفيل بالإجابة.
نهاية تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً
بقلم: الدكتور هشام المكانين العجارمة
ثارت حفيظة الكثير من أبناء وطني لمستوى ما يعرض على شاشاتنا من كوميديا وصفت من قبل البعض بأنها هابطة، في حين وصفها آخرون بأنها تجسد حالة درامية متكلفة فهي جهد شبابي يعكس بعض الواقع إذا ما تم استثناء مبالغات الطرح أو اللهجات على حد وصفهم، ثارت حفيظتهم وليتها ثارت لمستوى ما أصبحنا نحن عليه أو نعانيه، ليت همنا يقف عند حد الكوميديا التي يُعمل لها أياماً وليال طوال، والسبب استقبال للشهر الفضيل! وترفيه للناس!
رمضان لم يأتي ليضيق بنا العيش، بل تزكية للأنفس والشعور بالآخرين وطهارة للجوارح من ذنوب اقترفناها، بعضها معلوم وبعضها الآخر مجهول، ولا يعلم كلها إلّا الله.
أما وقد فتح باب النقاش والحوار حول الكوميديا التي أضحت مقصداً للشاشات لجذب متابعيها ومهوى للكثير ممن تم وصفهم بالناشطين، فلا شك بأن الكوميديا اليوم فن راقٍ له أسسه وقواعده، كما أنها أسلوب مرن لإيصال الأفكار للمتلقي من خلال حس الفكاهة الهادفة لطرح قضايا المجتمع وإثارة التفكير الناقد حولها ومعالجتها بأساليب ساخرة في سعي جاد لإحداث التغيير المطلوب حيال تلك القضايا في المجتمع.
الكوميديا باتت تجسد اليوم حالة درامية تجذب الأنفس أكثر من غيرها من فنون التمثيل والمسرح لمتابعتها، وهي بلا شك محمودة ما دامت تتقيد بضوابط المجتمع وقيمه، أما أن تصبح موسماً للبعض لنشر سوء اللفظ والخلق ولتصور بذلك مجتمعنا على أنه هابط يخلو من الأخلاق ويفتقر للقيم والعادات، فهذا أمر يحتاج للمراجعة الشاملة ويستوجب الرفض، بل أن سوء الحال دفع ببعض مخرجي تلك البرامج الاستعاضة عن تلك الالفاظ النابية بصوت (تووووت) ، والسؤال هنا لم يتم استبدال تلك الالفاظ -مع رفضنا المطلق لها- بصوت (تووووت) ؟ أليس أجدر عدم قولها أو تصويرها، أم أن الأمر له غاياته التي يعلمها بعضنا ويجهلها الكثيرون!
ثم من قال: أن رمضان يحتاج للكوميديا !؟ أليس ربط الأخيرة برمضان وعلى نطاق واسع يعمل على جعل رمضان موسم للكوميديا لا موسم للطاعات، كيف لا وجل الأعمال التي وصفت بالكوميدية لا تعرض إلّا في أوقات العبادات؟ ليكون بعض شباب حاضرنا الذين طبع الله على قلوبهم لها متابعون، وعن العبادات غافلون، وأنا هنا لا أعترض على وقتها بقدر اعتراضي على بثها في الشهر الفضيل لاسيما أنها هابطة في أغلبها.
وفي سياق ذلك، أليس لهكذا كوميديا كُتّاباً يعرفون أصولها وما ينسجم مع بيئتنا! أم أن الأمر بات يترك للهواة تحت ذريعة فليجتهدوا في تمثيل واقعهم!
ماذا عن أحكام كل من يشاهد هذه الكوميديا المستحدثة على عاداتنا وتقاليدنا! ترى هل ستكون أحكامهم منصفة؟
أنا هنا لا أتهم أحد، ولا أقصد أحد بعينه، ولكنني ولما ألحظه من تداعيات لهذه الكوميديا في مجتمعنا الأردني الأصيل حتى أصبحت محتوى تواصلنا وجوهر نقاشاتنا، أتساءل: من قال أن أشخاص محددين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يرسمون وحدهم نمط وشكل الكوميديا فيفرضونها على الجميع أو على من يهتم لأمر الكوميديا على أقل تقدير! من قال أن هذه الكوميديا تُجسّد واقعنا وهموم عيشنا؟
الكوميديا فن له رسالة هادفة وضوابط خاصة، كما أنها أسلوب مرن لإيصال فكرة أو رسالة ما للمتلقي، وسيلتها الفكاهة وغايتها عرض قضايا المجتمع ومعالجتها بأسلوب ساخر لإثارة التفكير الناقد لدى المتلقي بعيداً عن الابتذال أو التكلف في محاولة لإحداث التغيير المطلوب في المجتمع، وكما تنتهج الكوميديا الفكاهة في الطرح فلا بد من أن تنتهي بالتراجيديا الهادفة .
وفي الكوميديا الأردنية لا ننكر أن هناك جهود بذلت خلال السنوات القليلة الماضية على أقل تقدير ورغم بساطتها وضيق مساحتها لا زالت دون التوقعات وحتماً أنها لم تلبي الطموحات؛ إذ سرعان ما أنتكست راية تلك الجهود ليعلو مكانها مستوى بات الكثيرون يستنكره ويرفضوه، والأمر هنا على صورتين: إما أن هذه الجهود ولدت قاصرة في الأصل، وإما أن هذه الجهود أعطيت من التوقعات أكثر مما تستحق.
وفي كل الاحوال فالاتفاق على غياب قادة المشهد بات واضحاً للجميع، فالأردن الذي لطالما رفد الأقطار من حولنا بالكفاءات لا سيما في المجال الفني والإعلامي بات يعاني شح الكفاءات أو ضيق المساحات اللازمة لأن يكون قائد المشهد والأخرون له متابعين.
سؤال آخر يثور في الخلد: أين دور المؤسسات الاعلامية في الرقابة على تلك الكوميديا؟ أم أن دورهم بات ينحصر في إفراد المساحة لمن تم تسميتهم بالناشطين تحت ذريعة دفع أولئك للأمام، فهم لهم جمهورهم شئنا أم أبينا، ومن لا يعجبه عرضنا لينصرف لقنوات أخرى يجد فيها ما يروق له!
بالأمس كنا نشكو ذلك الفيلم الذي أساء لعراقة البترا، ومن بعده شكونا بنات المدرسة وفيلم الحارة وغيرها واليوم نشكو ظهور صبية جعلهم معشر التكتوكجيين واليوتيوبريين والفيسبوكيين مشاهير، بل وأضحت معاقل دلائل تضحيات جندنا مستباحة للعبهم وترفيههم على حد مزاعمهم، والسبب أن هذا يزف أهل بيته سعياً منه لجمع أكبر عدد ممكن من المشاهدات، والاخر يُرهق ذاته ويدوس كرامته في سبيل تلك المشاهدات أيضاً، ونتساءل: لما هذا الانحطاط في جيل شبابنا الذين لطالما استهدفهم سيد البلاد في أوراقه وخطاباته وتوجيهاته ! وما هذا أمل سيد البلاد وأملنا بهم.
ففي الوقت الذي يحاك فيه لجيل أمتنا الكثير وما يعانيه هذا الجيل من تحديات جسام يظهر علينا من يقول: 'هؤلاء مستقبل الأمة'، ليكن ردنا: سحقاً لهكذا مستقبل إن كان هؤلاء الفارغين قادة رأيه وبرامجه وشاشاته.
وفي سياق ذلك، لا بد من الاعتراف أن المشكلة لا تقتصر على الكوميديا فقط، بل أن الأمر طال الكثير من الأعمال التي كان ينبغي لها أن تكون هادفة، ومن ذلك حال المسابقات الرمضانية، والسؤال هنا: من تفّه مسابقاتنا وجعلها بلا معنى سوى عرض للأزياء ومغنم للجوائز التي هي أبعد ما تكون للفائزين بها، فإجابتك عن نوع الأرز الذي صنعت منه الطاهية طبقها كفيل بكسب رحلة للسفر وشاشة تلفاز وهاتف جوال ومبلغ نقدي! من غيّب مسابقات الدكتور عمر الخطيب، من دفن فكرة برنامج (فكر واربح) أم أنه مات بموت مقدمه رحمه الله؟ من أقصى ثقافتنا الدينية حتى بتنا لا نعرف قوم شعيب من قوم صالح، وأضحينا لا نعرف معركة مؤتة من معركة الكرامة، فجهلنا بذلك تضحيات جعفر وابن رواحة وابن حارثة، كما أنكرنا بطولات ابن حديثة وحابس ورفاقهم.
وقد يظهر أحدهم قائلاً:' لما هذا الجلد لشبابنا وهم يسعون لرفعة شأننا ونهضة مستقبلنا ؟' وهنا لا بد من القول أن: النهضة التي نريدها وباتت شعار لحكوماتنا المتعاقبة نهضة خالية من الدسم، كما أنها خالية من الطعم واللون، فشبابنا يحتاجون لما هو أنبل وأطهر لأننا نحتاجهم لقادم أيامنا إن كانوا عماد المستقبل وفرسان التغيير كما تم وصفهم.
وفي سياق مغاير، لا ننكر أن هناك جيل يحتاج للدعم فمن أفردت لهم الشاشات ليسوا بأقل منهم كفاءة إن كان الأخيرين يمتلكونها بالأصل، هؤلاء باتوا يحفرون في الصخر وبكل ما يملكون سعياً منهم لأن يكونوا حاضرين في المشهد، فأين مؤسساتنا عن هؤلاء الذين نريدهم وهم لتراثنا وقيمنا عاكسون؟ أعجز إعلامنا عن دعمهم كما عجز عن إيجاد تجربة تحاكي تلك التي قادها ياسر العظمة في الدراما السورية أو تجربة ناصر القصبي وعبدالله السدحان في الدراما السعودية مثلاً! أو تجربة الزيودي أو العدوان في الكتابة الأردنية؟ ما رأي رابطة الكتاب مما يُكتب من سيناريوهات أو نصوص! أين هيئة الاعلام؟ أين المخرجين والمنتجين الذين يسعون لإنتاج ما يفترض أن يليق بشاشاتنا وذوقنا العام! أم أنهم لاهون في تعداد حبات القطايف التي هم لها آكلون! أو تسعيره فرق الوقود التي باتوا كما نحن منها شاكون! أم أنهم مشغولين بواقع تصنيف جامعتنا التي نحن ورائها لاهثون! أم بوصفات طعامنا عبر مطابخ شاشاتنا وهم لها ذائقون!
أكتب مقالي هذا، وأنا أرى أحد شبابنا برفقة صحبه الكرام يسعون جاهدين لمن يمد لهم يد العون، ليس لعطايا وهبات، وإنما ليكون لهم المساحة التي تليق عبر شاشاتنا -قدّس الله سرّها- وقنواتنا المتناثرة -جمع الله شملها-. ومن أولئك الشباب محمد عجارمة (راعي الجريدة) الذي يعكس واقع عيشنا بدءاً من سمار محياه إلى لهجة شفاه وانتهاءً بما ينشر عبر صفحته من مقاطع لحكي القرايا أحسبها تعكس ظروف عشناها ليعانق بصنيعه عبق ماضينا وحاضر عيشنا وأصالة قيمنا وجمال وطننا.
حال راعي الجريدة كحال هيا الدعجة ومنى العدوان وأسيد عقيل و ليث المصاروة وعبدالله الشوابكة وعبدالله أبو مطر وبلال العجارمة وعمر الطروانة وغيرهم- رغم نقد البعض لعمل الأخيرين مؤخراً متناسين أنهم ناقدين ساخرين وأن ذلك العمل تجربتهم الأولى في التمثيل وحتماً لكل بدايات ما يؤخذ عليها كما يسجل لها، وفي جميع الأحوال لا أحد ينكر بأن هؤلاء الشباب يشبهوننا؛ لأنهم باختصار نبت هذه الأرض وزرعها، وكل منهم يحتاج البيئة الأنسب لادائه كما يحتاج ضبط بوصلته وتحديد هويته ومساره.
أقول ما أسلفت، وأنا المدرك أن الكوميديا كما أي عمل فني نصٌ قبل أي شيء آخر، يحتاج لدقة عالية في الاختيار وتجويد كبير في الحبكة والاخراج، فهل للنص أن يرقى لذوقنا العام؟ أم أن علينا أن ننحدر فكراً وسلوكاً لنتماشى ونصوص أشبه ما تكون ببيض الخداج؟ السؤال لي والإجابة لراسمي المشهد الإعلامي في وطني، فهل لهم آذان بها يسمعون وأعين بها يبصرون؟ أم هم لبيض الخداج داعمون؟
القادم كفيل بالإجابة.
نهاية تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً
التعليقات