السحر يتعرض الشخص في حياته للعديد من المشاكل والظروف الاستثنائية؛ ممّا يجعله مضطرب التفكير، شارد الذهن، وبعض الناس يردّ جميع ما يحصل في حياته من عقباتٍ وظروف إلى السحر دون النظر في مسببات هذه العقبات والظروف، ودون السعي لحلّها أو التخلص منها بالطرق المشروعة، والسعي لحلّ المشكلات والعقبات لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر، وعلى المرء اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء فردّ البلاء بالدعاء من قضاء الله وقدره، يقول الإمام الغزالي: (فاعلم أنّ من القضاء ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لردّ البلاء واستجلاب الرحمة). إن اليأس والقنوط ليسا من صفات المؤمن، كما أنّ المؤمن المتوكل على الله الواثق به لا يعلق جميع مشاكله وأخطائه على الحسد والسحر والعين.
والسحر في اللغة: هو الاستمالة والفتنة والسلب والخِداع والغِشّ، أمّا تعريف السحر في الاصطلاح: هو كلّ عملٍ أو أمرٍ يكون فيه خِداعٌ أو تأثيرٌ من عالم العناصر، ويكون ذلك نتيجة الاستعانة بغير الله -تعالى- واللجوء إليه، مع مشابهته لخوارق العادات دون أن يكون فيه تحدٍ، ويُمكن تعلّمه وتعليمه.
حقيقة السحر اختلف العلماء في حقيقة الحسر وحقيقة ثبوته ووقوعه، وبيان ذلك على النحو الآتي: الفريق الأول: ذهب أهل السنة والجماعة إلى أنّ السحر ثابت الوقوع وله حقيقة، وممّا يدلّ على ذلك: قال الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).
الفريق الثاني: ذهب عامة المعتزلة وآخرون، منهم: ابن حزم وأبو إسحاق من الشافعية، إلى القول بأنّ السحر لا حقيقة له، وإنّما هو تمويه وتخييل ونوع من الخفة والشعوذة، ودليلهم ما يلي: قال الله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى)، فالله -سبحانه وتعالى- لم يصرّح بأنّها تسعى على الحقيقة. قال الله تعالى: (قالَ أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم)، أي أنّ السحر يتم بالتخييل لأعين الناس وخداعها بما ترى فتظنّه سِحراً وهو ليس كذلك.
علامات قد تدل أن الشخص مسحور حسب رأي أهل السنة والجماعة المثبتين للسحر فإن مجموعة من الأعراض والدلائل والعلامات تظهر على الشخص المسحور، غير أنّ هذه العلامات والأعراض لا تدلّ قطعاً على الإصابة بالسحر، فكثير من الناس تظهر عليهم تلك العلامات ولكنهم غير مصابين بالسحر، ومن العلامات التي تظهر على المرء وقد يكون مصاباً بالسحر ما يلي: إعراض الشخص المسحور عن العبادات بالمجمل، والنفور من ذكر الله تعالى، واستثقال الطاعات، وعدم الرغبة في سماع كلّ ما يخصّ الدين. تكرار الأحلام المُفزعة والكوابيس لدى المسحور في نومه.
ظهور أعراضٍ بدنيَّةٍ على الشخص المسحور كالصّداع الشديد الدائم، أو تغيّر لون البشرة وخاصّة تغيّر لون الوجه. شرود الانتباه وضعف التركيز وكثرة الذهول. شخوص البصر وزيغه. التوهُّم وعدم التثبّت من الأمور، واختلاط الحُكم على الأحداث والأوقات. الاستعداد الدائم للغضب واختلاق المشكلات دون مسوّغات أو مبررات. عدم الاهتمام بالمظهر الشخصيّ اللائق. التأفّف من العمل وعدم قناعة الشخص المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بذلك. انحباس الرجل عن جِماع زوجته ضيق التنفس.
حكم السحر يحرم على المسلم التعامل بالسحر، فهو حرام؛ فالساحر لا يتمكّن من السحر إلّا بفعل ما يُخرجه من الإسلام كالتقرّب إلى الجنّ بالذبح، أو الاستعانة والاستغاثة بهم واللجوء إليهم، أو إهانة كلام الله تعالى، وقد جاءت كثيرٌ من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تنهى المسلمين عن إتيان العرّافين والكهنة، وتبيّن عظيم ذنب الإيمان بهم وتصديقهم، منها قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من أتى عرَّافاً فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً) وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سألَ أُناسٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن الكُهَّانِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيْءٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإنَّهُم يُحَدِّثونَ أحْياناً بالشَّيءِ يكونُ حَقّاً؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تِلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ، يَخطَفُها الجنِّيُّ، فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّهِ قَرَّ الدَّجاجَةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثَرَ مِن مِائةِ كَذبَةٍ).
الوقاية من السحر لا بدّ من المسلم أن يحرص على الأفعال التي تقرّبه إلى الله -تعالى- وتحميه من الشرور، منها ما يلي:[١٦] توحيد الله -تعالى- وتحقيق الإيمان في القلب بأنّ كلّ شيء يصيب المرء من الله تعالى، والله -تعالى- لا يصيب الإنسان إلّا بما هو خير له وإن لم يعلم المرء بنظره القاصر أنّ ذلك خير له، قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
تقوية الإيمان في قلب المرء، ممّا يُضعف الشيطان ويجعله بعيداً عن قويّ الإيمان، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
المداومة على ذكر الله -تعالى- في كلّ الظروف والأحوال والأوقات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).المحافظة على قراءة آية الكرسي يومياً. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة. قراءة المعوذات؛ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس. علاج السحر باعتبار السِّحرِ داءً يُصيب الأبدان وضرباً من الأسقام التي تختلط أعراضها فيمن حملها بين العلامات الجسديّة المحسوسة والأذى النفسي والذّهني، فإنَّه يلزم للمطبوب به بذل الجهد للتداوي والاستشفاء ودفع الأذى والاعتلال بما أمكن من وسائل التداوي المشروعة، ومن طرق علاج السّحر ما يلي: التداوي من السّحر بالسِّحر: إذ يستطيع المرء العارف بالسّحر وعلومه إبطال مفعول السّحر المصنوع لشخصٍ ما بسحر مثله، ويترتب على ذلك مخالفة شرعيّة وذنب عظيم من الكبائر، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلّا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).
علاج السّحر بالرقية والأدوية المباحة وورق السدر: أي مداواة المسحور برقية من القرآن أو من السنة النبوية، بالإضافة إلى الأدوية المباحة، كما يمكن استعمال ورق السدر مع الرقية الشرعية.
إبطال السّحر بتتبُّعه واستخراجه وتفكيكه: ويكون ذلك بالالتجاء إلى الله -تعالى- بالدعاء والإلحاح في ذلك في سبيل معرفة موضع مكان السحر، وإزالته وإتلافه بالحرق أو إلاقائه في ماءٍ جارٍ، وتعدّ هذه الطريقة من أبلغ الطرق في علاج وفكّ السحر وإبطاله.[٢٣] التّمر والعجوة: وردت العديد من أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل التمر في علاج السحر منها: (من تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمَراتٍ عجوةً، لم يضرَّه في ذلك اليومِ سمٌّ ولا سحرٌ).[
السحر يتعرض الشخص في حياته للعديد من المشاكل والظروف الاستثنائية؛ ممّا يجعله مضطرب التفكير، شارد الذهن، وبعض الناس يردّ جميع ما يحصل في حياته من عقباتٍ وظروف إلى السحر دون النظر في مسببات هذه العقبات والظروف، ودون السعي لحلّها أو التخلص منها بالطرق المشروعة، والسعي لحلّ المشكلات والعقبات لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر، وعلى المرء اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء فردّ البلاء بالدعاء من قضاء الله وقدره، يقول الإمام الغزالي: (فاعلم أنّ من القضاء ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لردّ البلاء واستجلاب الرحمة). إن اليأس والقنوط ليسا من صفات المؤمن، كما أنّ المؤمن المتوكل على الله الواثق به لا يعلق جميع مشاكله وأخطائه على الحسد والسحر والعين.
والسحر في اللغة: هو الاستمالة والفتنة والسلب والخِداع والغِشّ، أمّا تعريف السحر في الاصطلاح: هو كلّ عملٍ أو أمرٍ يكون فيه خِداعٌ أو تأثيرٌ من عالم العناصر، ويكون ذلك نتيجة الاستعانة بغير الله -تعالى- واللجوء إليه، مع مشابهته لخوارق العادات دون أن يكون فيه تحدٍ، ويُمكن تعلّمه وتعليمه.
حقيقة السحر اختلف العلماء في حقيقة الحسر وحقيقة ثبوته ووقوعه، وبيان ذلك على النحو الآتي: الفريق الأول: ذهب أهل السنة والجماعة إلى أنّ السحر ثابت الوقوع وله حقيقة، وممّا يدلّ على ذلك: قال الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).
الفريق الثاني: ذهب عامة المعتزلة وآخرون، منهم: ابن حزم وأبو إسحاق من الشافعية، إلى القول بأنّ السحر لا حقيقة له، وإنّما هو تمويه وتخييل ونوع من الخفة والشعوذة، ودليلهم ما يلي: قال الله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى)، فالله -سبحانه وتعالى- لم يصرّح بأنّها تسعى على الحقيقة. قال الله تعالى: (قالَ أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم)، أي أنّ السحر يتم بالتخييل لأعين الناس وخداعها بما ترى فتظنّه سِحراً وهو ليس كذلك.
علامات قد تدل أن الشخص مسحور حسب رأي أهل السنة والجماعة المثبتين للسحر فإن مجموعة من الأعراض والدلائل والعلامات تظهر على الشخص المسحور، غير أنّ هذه العلامات والأعراض لا تدلّ قطعاً على الإصابة بالسحر، فكثير من الناس تظهر عليهم تلك العلامات ولكنهم غير مصابين بالسحر، ومن العلامات التي تظهر على المرء وقد يكون مصاباً بالسحر ما يلي: إعراض الشخص المسحور عن العبادات بالمجمل، والنفور من ذكر الله تعالى، واستثقال الطاعات، وعدم الرغبة في سماع كلّ ما يخصّ الدين. تكرار الأحلام المُفزعة والكوابيس لدى المسحور في نومه.
ظهور أعراضٍ بدنيَّةٍ على الشخص المسحور كالصّداع الشديد الدائم، أو تغيّر لون البشرة وخاصّة تغيّر لون الوجه. شرود الانتباه وضعف التركيز وكثرة الذهول. شخوص البصر وزيغه. التوهُّم وعدم التثبّت من الأمور، واختلاط الحُكم على الأحداث والأوقات. الاستعداد الدائم للغضب واختلاق المشكلات دون مسوّغات أو مبررات. عدم الاهتمام بالمظهر الشخصيّ اللائق. التأفّف من العمل وعدم قناعة الشخص المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بذلك. انحباس الرجل عن جِماع زوجته ضيق التنفس.
حكم السحر يحرم على المسلم التعامل بالسحر، فهو حرام؛ فالساحر لا يتمكّن من السحر إلّا بفعل ما يُخرجه من الإسلام كالتقرّب إلى الجنّ بالذبح، أو الاستعانة والاستغاثة بهم واللجوء إليهم، أو إهانة كلام الله تعالى، وقد جاءت كثيرٌ من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تنهى المسلمين عن إتيان العرّافين والكهنة، وتبيّن عظيم ذنب الإيمان بهم وتصديقهم، منها قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من أتى عرَّافاً فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً) وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سألَ أُناسٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن الكُهَّانِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيْءٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإنَّهُم يُحَدِّثونَ أحْياناً بالشَّيءِ يكونُ حَقّاً؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تِلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ، يَخطَفُها الجنِّيُّ، فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّهِ قَرَّ الدَّجاجَةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثَرَ مِن مِائةِ كَذبَةٍ).
الوقاية من السحر لا بدّ من المسلم أن يحرص على الأفعال التي تقرّبه إلى الله -تعالى- وتحميه من الشرور، منها ما يلي:[١٦] توحيد الله -تعالى- وتحقيق الإيمان في القلب بأنّ كلّ شيء يصيب المرء من الله تعالى، والله -تعالى- لا يصيب الإنسان إلّا بما هو خير له وإن لم يعلم المرء بنظره القاصر أنّ ذلك خير له، قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
تقوية الإيمان في قلب المرء، ممّا يُضعف الشيطان ويجعله بعيداً عن قويّ الإيمان، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
المداومة على ذكر الله -تعالى- في كلّ الظروف والأحوال والأوقات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).المحافظة على قراءة آية الكرسي يومياً. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة. قراءة المعوذات؛ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس. علاج السحر باعتبار السِّحرِ داءً يُصيب الأبدان وضرباً من الأسقام التي تختلط أعراضها فيمن حملها بين العلامات الجسديّة المحسوسة والأذى النفسي والذّهني، فإنَّه يلزم للمطبوب به بذل الجهد للتداوي والاستشفاء ودفع الأذى والاعتلال بما أمكن من وسائل التداوي المشروعة، ومن طرق علاج السّحر ما يلي: التداوي من السّحر بالسِّحر: إذ يستطيع المرء العارف بالسّحر وعلومه إبطال مفعول السّحر المصنوع لشخصٍ ما بسحر مثله، ويترتب على ذلك مخالفة شرعيّة وذنب عظيم من الكبائر، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلّا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).
علاج السّحر بالرقية والأدوية المباحة وورق السدر: أي مداواة المسحور برقية من القرآن أو من السنة النبوية، بالإضافة إلى الأدوية المباحة، كما يمكن استعمال ورق السدر مع الرقية الشرعية.
إبطال السّحر بتتبُّعه واستخراجه وتفكيكه: ويكون ذلك بالالتجاء إلى الله -تعالى- بالدعاء والإلحاح في ذلك في سبيل معرفة موضع مكان السحر، وإزالته وإتلافه بالحرق أو إلاقائه في ماءٍ جارٍ، وتعدّ هذه الطريقة من أبلغ الطرق في علاج وفكّ السحر وإبطاله.[٢٣] التّمر والعجوة: وردت العديد من أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل التمر في علاج السحر منها: (من تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمَراتٍ عجوةً، لم يضرَّه في ذلك اليومِ سمٌّ ولا سحرٌ).[
السحر يتعرض الشخص في حياته للعديد من المشاكل والظروف الاستثنائية؛ ممّا يجعله مضطرب التفكير، شارد الذهن، وبعض الناس يردّ جميع ما يحصل في حياته من عقباتٍ وظروف إلى السحر دون النظر في مسببات هذه العقبات والظروف، ودون السعي لحلّها أو التخلص منها بالطرق المشروعة، والسعي لحلّ المشكلات والعقبات لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر، وعلى المرء اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء فردّ البلاء بالدعاء من قضاء الله وقدره، يقول الإمام الغزالي: (فاعلم أنّ من القضاء ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لردّ البلاء واستجلاب الرحمة). إن اليأس والقنوط ليسا من صفات المؤمن، كما أنّ المؤمن المتوكل على الله الواثق به لا يعلق جميع مشاكله وأخطائه على الحسد والسحر والعين.
والسحر في اللغة: هو الاستمالة والفتنة والسلب والخِداع والغِشّ، أمّا تعريف السحر في الاصطلاح: هو كلّ عملٍ أو أمرٍ يكون فيه خِداعٌ أو تأثيرٌ من عالم العناصر، ويكون ذلك نتيجة الاستعانة بغير الله -تعالى- واللجوء إليه، مع مشابهته لخوارق العادات دون أن يكون فيه تحدٍ، ويُمكن تعلّمه وتعليمه.
حقيقة السحر اختلف العلماء في حقيقة الحسر وحقيقة ثبوته ووقوعه، وبيان ذلك على النحو الآتي: الفريق الأول: ذهب أهل السنة والجماعة إلى أنّ السحر ثابت الوقوع وله حقيقة، وممّا يدلّ على ذلك: قال الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).
الفريق الثاني: ذهب عامة المعتزلة وآخرون، منهم: ابن حزم وأبو إسحاق من الشافعية، إلى القول بأنّ السحر لا حقيقة له، وإنّما هو تمويه وتخييل ونوع من الخفة والشعوذة، ودليلهم ما يلي: قال الله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى)، فالله -سبحانه وتعالى- لم يصرّح بأنّها تسعى على الحقيقة. قال الله تعالى: (قالَ أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم)، أي أنّ السحر يتم بالتخييل لأعين الناس وخداعها بما ترى فتظنّه سِحراً وهو ليس كذلك.
علامات قد تدل أن الشخص مسحور حسب رأي أهل السنة والجماعة المثبتين للسحر فإن مجموعة من الأعراض والدلائل والعلامات تظهر على الشخص المسحور، غير أنّ هذه العلامات والأعراض لا تدلّ قطعاً على الإصابة بالسحر، فكثير من الناس تظهر عليهم تلك العلامات ولكنهم غير مصابين بالسحر، ومن العلامات التي تظهر على المرء وقد يكون مصاباً بالسحر ما يلي: إعراض الشخص المسحور عن العبادات بالمجمل، والنفور من ذكر الله تعالى، واستثقال الطاعات، وعدم الرغبة في سماع كلّ ما يخصّ الدين. تكرار الأحلام المُفزعة والكوابيس لدى المسحور في نومه.
ظهور أعراضٍ بدنيَّةٍ على الشخص المسحور كالصّداع الشديد الدائم، أو تغيّر لون البشرة وخاصّة تغيّر لون الوجه. شرود الانتباه وضعف التركيز وكثرة الذهول. شخوص البصر وزيغه. التوهُّم وعدم التثبّت من الأمور، واختلاط الحُكم على الأحداث والأوقات. الاستعداد الدائم للغضب واختلاق المشكلات دون مسوّغات أو مبررات. عدم الاهتمام بالمظهر الشخصيّ اللائق. التأفّف من العمل وعدم قناعة الشخص المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بذلك. انحباس الرجل عن جِماع زوجته ضيق التنفس.
حكم السحر يحرم على المسلم التعامل بالسحر، فهو حرام؛ فالساحر لا يتمكّن من السحر إلّا بفعل ما يُخرجه من الإسلام كالتقرّب إلى الجنّ بالذبح، أو الاستعانة والاستغاثة بهم واللجوء إليهم، أو إهانة كلام الله تعالى، وقد جاءت كثيرٌ من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تنهى المسلمين عن إتيان العرّافين والكهنة، وتبيّن عظيم ذنب الإيمان بهم وتصديقهم، منها قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من أتى عرَّافاً فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً) وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سألَ أُناسٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن الكُهَّانِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيْءٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإنَّهُم يُحَدِّثونَ أحْياناً بالشَّيءِ يكونُ حَقّاً؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تِلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ، يَخطَفُها الجنِّيُّ، فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّهِ قَرَّ الدَّجاجَةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثَرَ مِن مِائةِ كَذبَةٍ).
الوقاية من السحر لا بدّ من المسلم أن يحرص على الأفعال التي تقرّبه إلى الله -تعالى- وتحميه من الشرور، منها ما يلي:[١٦] توحيد الله -تعالى- وتحقيق الإيمان في القلب بأنّ كلّ شيء يصيب المرء من الله تعالى، والله -تعالى- لا يصيب الإنسان إلّا بما هو خير له وإن لم يعلم المرء بنظره القاصر أنّ ذلك خير له، قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
تقوية الإيمان في قلب المرء، ممّا يُضعف الشيطان ويجعله بعيداً عن قويّ الإيمان، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
المداومة على ذكر الله -تعالى- في كلّ الظروف والأحوال والأوقات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).المحافظة على قراءة آية الكرسي يومياً. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة. قراءة المعوذات؛ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس. علاج السحر باعتبار السِّحرِ داءً يُصيب الأبدان وضرباً من الأسقام التي تختلط أعراضها فيمن حملها بين العلامات الجسديّة المحسوسة والأذى النفسي والذّهني، فإنَّه يلزم للمطبوب به بذل الجهد للتداوي والاستشفاء ودفع الأذى والاعتلال بما أمكن من وسائل التداوي المشروعة، ومن طرق علاج السّحر ما يلي: التداوي من السّحر بالسِّحر: إذ يستطيع المرء العارف بالسّحر وعلومه إبطال مفعول السّحر المصنوع لشخصٍ ما بسحر مثله، ويترتب على ذلك مخالفة شرعيّة وذنب عظيم من الكبائر، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلّا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).
علاج السّحر بالرقية والأدوية المباحة وورق السدر: أي مداواة المسحور برقية من القرآن أو من السنة النبوية، بالإضافة إلى الأدوية المباحة، كما يمكن استعمال ورق السدر مع الرقية الشرعية.
إبطال السّحر بتتبُّعه واستخراجه وتفكيكه: ويكون ذلك بالالتجاء إلى الله -تعالى- بالدعاء والإلحاح في ذلك في سبيل معرفة موضع مكان السحر، وإزالته وإتلافه بالحرق أو إلاقائه في ماءٍ جارٍ، وتعدّ هذه الطريقة من أبلغ الطرق في علاج وفكّ السحر وإبطاله.[٢٣] التّمر والعجوة: وردت العديد من أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل التمر في علاج السحر منها: (من تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمَراتٍ عجوةً، لم يضرَّه في ذلك اليومِ سمٌّ ولا سحرٌ).[
التعليقات