أخبار اليوم - فاق عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة في أقل ما شهرين، ما سُجل في أوكرانيا خلال قرابة عامين، بحسب صحيفة 'نيويورك تايمز'، التي أكدت أن وتيرة الموت جراء القصف الإسرائيلي الجوي والبري، لا سوابق لها خلال القرن الحادي والعشرين.
وحين مقارنة ما يجري في غزة الآن، مع صراعات سابقة، كالحرب الأمريكية على العراق أو أفغانستان، يجد الخبراء العسكريون، أن الحرب الإسرائيلية على غزة مختلفة تماماً، فالمدنيون الفلسطينيون يُقتلون بنيران الجيش الإسرائيلي بسرعة أكبر.
وتيرة غير مسبوقة
ورغم تضارب الأنباء في زمن الحرب، وصعوبة توثيق وتأكيد عدد القتلى، يقول الخبراء للصحيفة الأمريكية، إنه حتى في القراءة المحافظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة تَظهر أن وتيرة الموت غير مسبوقة في القرن الجاري.
وتقول الصحيفة، من المستحيل إجراء مقارنات دقيقة بين قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة والحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان، لكنْ خبراء كبار فوجئوا بعدد الأشخاص الذين أُبلغ عن مقتلهم في غزة في كل لحظة، وبمدى سرعة قتلهم، وبحقيقة أن جلهم من النساء والأطفال.
أسلحة فتاكة
ولا يقتصر الأمر على حجم الضربات فحسب، بل أيضاً طبيعة الأسلحة نفسها. ويقول بعض الخبراء إن استخدام إسرائيل المفرط لأسلحة فتاكة في المناطق الحضرية المزدحمة، بما في ذلك القنابل الأمريكية زنة ألفي رطل، القادرة على تسوية برج سكني بالأرض في ثوان، أمر مثير للدهشة. المستشار العسكري السابق في البنتاغون مارك غارلاسكو، يقول بدوره: 'إن ما يجري في غزة يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية'.
وأضاف أنه لإيجاد مقارنة تاريخية وواقعية لحجم الدمار وأعداد القنابل المستخدمة في هذه الحرب لضرب تلك المنطقة الجغرافية الصغيرة، يتعين علينا 'العودة إلى فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية'. وفي ترسانة الجيش الأمريكي قنابل فتاكة كثيرة، لكنه لم يجر استخدام تلك التي تزن 2000 رطل في مناطق حضرية ضيقة، وخلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، لجأ الجيش الأمريكي إلى القنابل التي تزن 500 رطل، وكان معظم قادة الصف الأول يرون أن قدرتها التدميرية أكثر من المطلوب.
من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، تبدو الأمور مختلفة، فهو يرى أن 'غزة تمثل ساحة معركة مختلفة عن الأماكن الأخرى، بحكم صغر مساحتها الجغرافية، واكتظاظها بالمدنيين الذين يعيشون بجوار أو فوق أنفاق حركة حماس، الأمر الذي يضع السكان مباشرة في خط النار'.
'إنكار'
ومع كل تلك الأرقام الموثقة عن حجم الدمار، يقول الجيش الإسرائيلي، إن 'قواته تستخدم أصغر الذخائر المتاحة في ترسانته لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، وتقليص أعداد الضحايا المدنيين في غزة، قدر الإمكان'، حسب قوله.
وتؤكد الصحيفة، أنه 'من الصعب للغاية معرفة الخسائر في صفوف المدنيين بشكل دقيق، كون الجهات المسؤولة في غزة لا تفصل بينهم وبين المقاتلين في صفوف حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى'. ويقول مسؤولون وخبراء دوليون مطلعون على الطريقة التي يجمع بها مسؤولو الصحة في غزة الأرقام الإجمالية للضحايا، إنها موثوقة بشكل عام.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: 'إننا نفعل الكثير من أجل منع سقوط ضحايا مدنيين'. ومع ذلك، يقول الباحثون إن وتيرة القتل المبلغ عنها في غزة خلال القصف الإسرائيلي كانت مرتفعة على نحو استثنائي.
'مقارنة غير عادلة'
وبالمقارنة مع الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، فعدد الضحايا بلغ 7700 مدني عام 2003، وفقاً لتقديرات منظمة 'إيراك بودي كاونت'، وهي مجموعة بحثية بريطانية مستقلة. وفي أفغانستان، وعلى مدار 20 عاماً قتل 12400 مدني على يد القوات الأمريكية وحلفائها، بحسب نيتا سي كروفورد، المدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.
وتشير التقديرات إلى أن عدداً أكبر بكثير من الأشخاص – مئات الآلاف في المجمل – قُتلوا في هذه الصراعات على يد مجموعات أخرى، 'بما في ذلك الحكومة السورية وحلفاؤها، والميليشيات المحلية، وتنظيم داعش، وقوات الأمن العراقية'.
ولكن في حين أن إجمالي عدد القتلى في تلك الحروب كان أكبر بكثير، فإن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة 'في فترة قصيرة جداً من الزمن أعلى مما كان عليه في الصراعات الأخرى'، كما قال البروفيسور كروفورد، الذي أجرى أبحاثاً مكثفة في الحروب الحديثة.
في معركة الموصل التي استمرت 9 أشهر، واستشهد بها المسؤولون الإسرائيليون على سبيل المقارنة، قُتل ما يقدر بنحو 9000 إلى 11000 مدني على يد جميع أطراف الصراع، بما في ذلك عدة آلاف قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، حسبما وجدت وكالة أسوشيتد برس.
وتشير تحليلات الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضرر أو دمر بشكل كامل في قطاع غزة، نصف ذلك العدد في شمال القطاع.
ويشدد محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية بريان كاستنر على أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة فتاكة للغاية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية جداً، وهذه 'أسوأ مجموعة ممكنة من العوامل للتسبب في قتل أكبر عدد من المدنيين في حرب'.
وبعد تشكيك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأعداد الضحايا في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، تعترف الإدارة الأمريكية الآن، بأن الأرقام الحقيقية للضحايا المدنيين قد تكون أكثر.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، أمام لجنة بمجلس النواب هذا الشهر، إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن أعداد الضحايا المدنيين 'مرتفعة للغاية، وربما تكون أعلى مما يعلن عنه'.
أخبار اليوم - فاق عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة في أقل ما شهرين، ما سُجل في أوكرانيا خلال قرابة عامين، بحسب صحيفة 'نيويورك تايمز'، التي أكدت أن وتيرة الموت جراء القصف الإسرائيلي الجوي والبري، لا سوابق لها خلال القرن الحادي والعشرين.
وحين مقارنة ما يجري في غزة الآن، مع صراعات سابقة، كالحرب الأمريكية على العراق أو أفغانستان، يجد الخبراء العسكريون، أن الحرب الإسرائيلية على غزة مختلفة تماماً، فالمدنيون الفلسطينيون يُقتلون بنيران الجيش الإسرائيلي بسرعة أكبر.
وتيرة غير مسبوقة
ورغم تضارب الأنباء في زمن الحرب، وصعوبة توثيق وتأكيد عدد القتلى، يقول الخبراء للصحيفة الأمريكية، إنه حتى في القراءة المحافظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة تَظهر أن وتيرة الموت غير مسبوقة في القرن الجاري.
وتقول الصحيفة، من المستحيل إجراء مقارنات دقيقة بين قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة والحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان، لكنْ خبراء كبار فوجئوا بعدد الأشخاص الذين أُبلغ عن مقتلهم في غزة في كل لحظة، وبمدى سرعة قتلهم، وبحقيقة أن جلهم من النساء والأطفال.
أسلحة فتاكة
ولا يقتصر الأمر على حجم الضربات فحسب، بل أيضاً طبيعة الأسلحة نفسها. ويقول بعض الخبراء إن استخدام إسرائيل المفرط لأسلحة فتاكة في المناطق الحضرية المزدحمة، بما في ذلك القنابل الأمريكية زنة ألفي رطل، القادرة على تسوية برج سكني بالأرض في ثوان، أمر مثير للدهشة. المستشار العسكري السابق في البنتاغون مارك غارلاسكو، يقول بدوره: 'إن ما يجري في غزة يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية'.
وأضاف أنه لإيجاد مقارنة تاريخية وواقعية لحجم الدمار وأعداد القنابل المستخدمة في هذه الحرب لضرب تلك المنطقة الجغرافية الصغيرة، يتعين علينا 'العودة إلى فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية'. وفي ترسانة الجيش الأمريكي قنابل فتاكة كثيرة، لكنه لم يجر استخدام تلك التي تزن 2000 رطل في مناطق حضرية ضيقة، وخلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، لجأ الجيش الأمريكي إلى القنابل التي تزن 500 رطل، وكان معظم قادة الصف الأول يرون أن قدرتها التدميرية أكثر من المطلوب.
من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، تبدو الأمور مختلفة، فهو يرى أن 'غزة تمثل ساحة معركة مختلفة عن الأماكن الأخرى، بحكم صغر مساحتها الجغرافية، واكتظاظها بالمدنيين الذين يعيشون بجوار أو فوق أنفاق حركة حماس، الأمر الذي يضع السكان مباشرة في خط النار'.
'إنكار'
ومع كل تلك الأرقام الموثقة عن حجم الدمار، يقول الجيش الإسرائيلي، إن 'قواته تستخدم أصغر الذخائر المتاحة في ترسانته لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، وتقليص أعداد الضحايا المدنيين في غزة، قدر الإمكان'، حسب قوله.
وتؤكد الصحيفة، أنه 'من الصعب للغاية معرفة الخسائر في صفوف المدنيين بشكل دقيق، كون الجهات المسؤولة في غزة لا تفصل بينهم وبين المقاتلين في صفوف حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى'. ويقول مسؤولون وخبراء دوليون مطلعون على الطريقة التي يجمع بها مسؤولو الصحة في غزة الأرقام الإجمالية للضحايا، إنها موثوقة بشكل عام.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: 'إننا نفعل الكثير من أجل منع سقوط ضحايا مدنيين'. ومع ذلك، يقول الباحثون إن وتيرة القتل المبلغ عنها في غزة خلال القصف الإسرائيلي كانت مرتفعة على نحو استثنائي.
'مقارنة غير عادلة'
وبالمقارنة مع الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، فعدد الضحايا بلغ 7700 مدني عام 2003، وفقاً لتقديرات منظمة 'إيراك بودي كاونت'، وهي مجموعة بحثية بريطانية مستقلة. وفي أفغانستان، وعلى مدار 20 عاماً قتل 12400 مدني على يد القوات الأمريكية وحلفائها، بحسب نيتا سي كروفورد، المدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.
وتشير التقديرات إلى أن عدداً أكبر بكثير من الأشخاص – مئات الآلاف في المجمل – قُتلوا في هذه الصراعات على يد مجموعات أخرى، 'بما في ذلك الحكومة السورية وحلفاؤها، والميليشيات المحلية، وتنظيم داعش، وقوات الأمن العراقية'.
ولكن في حين أن إجمالي عدد القتلى في تلك الحروب كان أكبر بكثير، فإن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة 'في فترة قصيرة جداً من الزمن أعلى مما كان عليه في الصراعات الأخرى'، كما قال البروفيسور كروفورد، الذي أجرى أبحاثاً مكثفة في الحروب الحديثة.
في معركة الموصل التي استمرت 9 أشهر، واستشهد بها المسؤولون الإسرائيليون على سبيل المقارنة، قُتل ما يقدر بنحو 9000 إلى 11000 مدني على يد جميع أطراف الصراع، بما في ذلك عدة آلاف قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، حسبما وجدت وكالة أسوشيتد برس.
وتشير تحليلات الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضرر أو دمر بشكل كامل في قطاع غزة، نصف ذلك العدد في شمال القطاع.
ويشدد محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية بريان كاستنر على أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة فتاكة للغاية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية جداً، وهذه 'أسوأ مجموعة ممكنة من العوامل للتسبب في قتل أكبر عدد من المدنيين في حرب'.
وبعد تشكيك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأعداد الضحايا في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، تعترف الإدارة الأمريكية الآن، بأن الأرقام الحقيقية للضحايا المدنيين قد تكون أكثر.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، أمام لجنة بمجلس النواب هذا الشهر، إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن أعداد الضحايا المدنيين 'مرتفعة للغاية، وربما تكون أعلى مما يعلن عنه'.
أخبار اليوم - فاق عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة في أقل ما شهرين، ما سُجل في أوكرانيا خلال قرابة عامين، بحسب صحيفة 'نيويورك تايمز'، التي أكدت أن وتيرة الموت جراء القصف الإسرائيلي الجوي والبري، لا سوابق لها خلال القرن الحادي والعشرين.
وحين مقارنة ما يجري في غزة الآن، مع صراعات سابقة، كالحرب الأمريكية على العراق أو أفغانستان، يجد الخبراء العسكريون، أن الحرب الإسرائيلية على غزة مختلفة تماماً، فالمدنيون الفلسطينيون يُقتلون بنيران الجيش الإسرائيلي بسرعة أكبر.
وتيرة غير مسبوقة
ورغم تضارب الأنباء في زمن الحرب، وصعوبة توثيق وتأكيد عدد القتلى، يقول الخبراء للصحيفة الأمريكية، إنه حتى في القراءة المحافظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة تَظهر أن وتيرة الموت غير مسبوقة في القرن الجاري.
وتقول الصحيفة، من المستحيل إجراء مقارنات دقيقة بين قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة والحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان، لكنْ خبراء كبار فوجئوا بعدد الأشخاص الذين أُبلغ عن مقتلهم في غزة في كل لحظة، وبمدى سرعة قتلهم، وبحقيقة أن جلهم من النساء والأطفال.
أسلحة فتاكة
ولا يقتصر الأمر على حجم الضربات فحسب، بل أيضاً طبيعة الأسلحة نفسها. ويقول بعض الخبراء إن استخدام إسرائيل المفرط لأسلحة فتاكة في المناطق الحضرية المزدحمة، بما في ذلك القنابل الأمريكية زنة ألفي رطل، القادرة على تسوية برج سكني بالأرض في ثوان، أمر مثير للدهشة. المستشار العسكري السابق في البنتاغون مارك غارلاسكو، يقول بدوره: 'إن ما يجري في غزة يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية'.
وأضاف أنه لإيجاد مقارنة تاريخية وواقعية لحجم الدمار وأعداد القنابل المستخدمة في هذه الحرب لضرب تلك المنطقة الجغرافية الصغيرة، يتعين علينا 'العودة إلى فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية'. وفي ترسانة الجيش الأمريكي قنابل فتاكة كثيرة، لكنه لم يجر استخدام تلك التي تزن 2000 رطل في مناطق حضرية ضيقة، وخلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، لجأ الجيش الأمريكي إلى القنابل التي تزن 500 رطل، وكان معظم قادة الصف الأول يرون أن قدرتها التدميرية أكثر من المطلوب.
من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، تبدو الأمور مختلفة، فهو يرى أن 'غزة تمثل ساحة معركة مختلفة عن الأماكن الأخرى، بحكم صغر مساحتها الجغرافية، واكتظاظها بالمدنيين الذين يعيشون بجوار أو فوق أنفاق حركة حماس، الأمر الذي يضع السكان مباشرة في خط النار'.
'إنكار'
ومع كل تلك الأرقام الموثقة عن حجم الدمار، يقول الجيش الإسرائيلي، إن 'قواته تستخدم أصغر الذخائر المتاحة في ترسانته لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، وتقليص أعداد الضحايا المدنيين في غزة، قدر الإمكان'، حسب قوله.
وتؤكد الصحيفة، أنه 'من الصعب للغاية معرفة الخسائر في صفوف المدنيين بشكل دقيق، كون الجهات المسؤولة في غزة لا تفصل بينهم وبين المقاتلين في صفوف حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى'. ويقول مسؤولون وخبراء دوليون مطلعون على الطريقة التي يجمع بها مسؤولو الصحة في غزة الأرقام الإجمالية للضحايا، إنها موثوقة بشكل عام.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: 'إننا نفعل الكثير من أجل منع سقوط ضحايا مدنيين'. ومع ذلك، يقول الباحثون إن وتيرة القتل المبلغ عنها في غزة خلال القصف الإسرائيلي كانت مرتفعة على نحو استثنائي.
'مقارنة غير عادلة'
وبالمقارنة مع الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، فعدد الضحايا بلغ 7700 مدني عام 2003، وفقاً لتقديرات منظمة 'إيراك بودي كاونت'، وهي مجموعة بحثية بريطانية مستقلة. وفي أفغانستان، وعلى مدار 20 عاماً قتل 12400 مدني على يد القوات الأمريكية وحلفائها، بحسب نيتا سي كروفورد، المدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.
وتشير التقديرات إلى أن عدداً أكبر بكثير من الأشخاص – مئات الآلاف في المجمل – قُتلوا في هذه الصراعات على يد مجموعات أخرى، 'بما في ذلك الحكومة السورية وحلفاؤها، والميليشيات المحلية، وتنظيم داعش، وقوات الأمن العراقية'.
ولكن في حين أن إجمالي عدد القتلى في تلك الحروب كان أكبر بكثير، فإن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة 'في فترة قصيرة جداً من الزمن أعلى مما كان عليه في الصراعات الأخرى'، كما قال البروفيسور كروفورد، الذي أجرى أبحاثاً مكثفة في الحروب الحديثة.
في معركة الموصل التي استمرت 9 أشهر، واستشهد بها المسؤولون الإسرائيليون على سبيل المقارنة، قُتل ما يقدر بنحو 9000 إلى 11000 مدني على يد جميع أطراف الصراع، بما في ذلك عدة آلاف قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، حسبما وجدت وكالة أسوشيتد برس.
وتشير تحليلات الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضرر أو دمر بشكل كامل في قطاع غزة، نصف ذلك العدد في شمال القطاع.
ويشدد محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية بريان كاستنر على أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة فتاكة للغاية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية جداً، وهذه 'أسوأ مجموعة ممكنة من العوامل للتسبب في قتل أكبر عدد من المدنيين في حرب'.
وبعد تشكيك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأعداد الضحايا في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، تعترف الإدارة الأمريكية الآن، بأن الأرقام الحقيقية للضحايا المدنيين قد تكون أكثر.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، أمام لجنة بمجلس النواب هذا الشهر، إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن أعداد الضحايا المدنيين 'مرتفعة للغاية، وربما تكون أعلى مما يعلن عنه'.
التعليقات