يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأمريكية، الدكتور هنري جيه. باركي، أن الحرب الحالية مع حماس تمثل تهديدا أكثر خطورة بشكل كبير بالنسبة لإسرائيل من حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) عام 1973، قبل خمسين عاما.
ففي 1973، كانت الحرب عسكرية فقط، حيث نجح الإسرائيليون، رغم معاناتهم من خسائر كبيرة للغاية، في الالتفاف. ولم يكن يعتقد أحد أن وجود دولة إسرائيل في خطر، في ذلك الوقت. ولكن الحال هذه المرة مختلف، فهي حرب سياسية، وتشير الدلائل الأولية إلى أن إسرائيل تخسرها.
ويقول باركي، وهو زميل أول مساعد لدراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إن هذا الأمر أكثر خطورة، حيث إن الخطر يتعلق بشرعية إسرائيل في أعين الكثيرين. وربما يرى الإسرائيليون، ويعتقدون، أن هذا خطأ وأنه يتم تجاهل وحشية هجوم 7 أكتوبر. وهذا لا يهم، فالانطباعات هي الانطباعات، وهي لا تختفي، والمذبحة في غزة تغذي يوميا ما تعلنه حماس عن الحرب.
ويقول باركي: “دعونا نواجه الأمر: ربما يمكن القول إن حماس فازت بالفعل في المعركة السياسية”.
وفي قلب هذه الكارثة الإسرائيلية يكمن شخص واحد: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وهو، بطبيعة الحال، مسؤول تماما عن عدم استعداد إسرائيل وعن السعي لإقرار تغييرات دستورية كان هدفها الرئيسي مصلحته الشخصية.
ويضيف باركي أن دور نتنياهو في هذه المأساة أكبر كثيرا، فهو مسؤول بلا مصداقية دولية. وعبر السنين، كان هناك صلفه، وانعدام تعاطفه وتبنيه لسياسات غير شرعية وقاسية في الضفة الغربية المحتلة. وربما كان أمرا صادما للغاية بالنسبة للجميع، تعيينه علانية سياسيين عنصريين في حكومته وسلكه الدبلوماسي.
ويقول باركي: “فلنتخيل للحظة أن أحفاد ضحايا الهولوكست -أسوأ تجربة إنسانية في مجال كراهية الأجانب- يجدون من وصفوا أنفسهم بأنهم عنصريون مشاركون في المستويات العليا لحكومتهم. وللعلم، فإن نتنياهو غير مقبول ومكروه من الكثيرين من القادة الذين يدعمون إسرائيل، وتواجده على رأس الحكومة يجعل من السهل تماما على الناس عدم تصديق المزاعم والحجج الإسرائيلية. لقد أظهر عدم قدرته التامة على الاعتراف بمسؤوليته عن فشله بإلقائه اللوم علنا على قيادة الاستخبارات بالنسبة لهجوم 7 أكتوبر( وقد اضطر لسحب تصريحه تحت ضغط الرأي العام).
ومن ثم، فإنه بالإضافة إلى المجتمع الدولي، لماذا يثق الأسرائيليون في نتنياهو لخوض هذه الحرب التي تعتبر مصالح البلاد في جوهرها؟ وهو يعرف أنه انتهى سياسيا ولن ينجو من المساءلة السياسية التي سوف تجري بمجرد انتهاء الحرب. وأصبح أمله فقط هو أن ينتزع “انتصارا” في هذه الحرب مع حماس لإنقاذ سمعته. وعموما، هو رئيس الوزراء الذي قضى أطول مدة في المنصب في تاريخ إسرائيل، وهذه الكارثة ستكون هي ما سيتذكره بها الجميع للأبد.
كما أنه يرفض استيعاب الصورة السياسية الأوسع، ويصر على تنفيذ حرب كارثية من الواضح أن الإسرائيليين لم يكونوا مستعدين لها. ونتيجة لذلك، سوف تزداد هذه الحرب سوءا يوما بعد يوم، كما يتضح من خلال كل القنابل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين والتي تقوض أي دعم.
ويشير باركي إلى أن الفشل في حرب 1973 أدى إلى ظهور التيار اليميني على حساب حزب العمل الذي قضى فترة طويلة في الحكم بإسرائيل. وهذه المرة، يمكن أن يتوقع المرء أيضا، حدوث نتيجة مماثلة حيث سيعاقب الناخبون الإسرائيليون بشدة نتنياهو والتيار اليميني. ومع ذلك، وعلى خلاف حزب العمل، الذي قبل مصيره بهدوء، لا يمكن للمرء أن يكون متأكدا من أن الجناح اليميني في إسرائيل ما يزال يؤمن بالديمقراطية.
ويرى باركي أنه إذا أراد نتنياهو حقا أن يتذكره الإسرائيليون بشكل مقبول إلى حد ما، أو بصورة أقل عداء، يتعين عليه الاستقالة ودعم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة شخص يغرس الثقة داخل البلاد، وفي الخارج . وأحد الأسماء التي يدور الحديث حولها هو الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يادلين.
(د ب أ)
يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأمريكية، الدكتور هنري جيه. باركي، أن الحرب الحالية مع حماس تمثل تهديدا أكثر خطورة بشكل كبير بالنسبة لإسرائيل من حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) عام 1973، قبل خمسين عاما.
ففي 1973، كانت الحرب عسكرية فقط، حيث نجح الإسرائيليون، رغم معاناتهم من خسائر كبيرة للغاية، في الالتفاف. ولم يكن يعتقد أحد أن وجود دولة إسرائيل في خطر، في ذلك الوقت. ولكن الحال هذه المرة مختلف، فهي حرب سياسية، وتشير الدلائل الأولية إلى أن إسرائيل تخسرها.
ويقول باركي، وهو زميل أول مساعد لدراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إن هذا الأمر أكثر خطورة، حيث إن الخطر يتعلق بشرعية إسرائيل في أعين الكثيرين. وربما يرى الإسرائيليون، ويعتقدون، أن هذا خطأ وأنه يتم تجاهل وحشية هجوم 7 أكتوبر. وهذا لا يهم، فالانطباعات هي الانطباعات، وهي لا تختفي، والمذبحة في غزة تغذي يوميا ما تعلنه حماس عن الحرب.
ويقول باركي: “دعونا نواجه الأمر: ربما يمكن القول إن حماس فازت بالفعل في المعركة السياسية”.
وفي قلب هذه الكارثة الإسرائيلية يكمن شخص واحد: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وهو، بطبيعة الحال، مسؤول تماما عن عدم استعداد إسرائيل وعن السعي لإقرار تغييرات دستورية كان هدفها الرئيسي مصلحته الشخصية.
ويضيف باركي أن دور نتنياهو في هذه المأساة أكبر كثيرا، فهو مسؤول بلا مصداقية دولية. وعبر السنين، كان هناك صلفه، وانعدام تعاطفه وتبنيه لسياسات غير شرعية وقاسية في الضفة الغربية المحتلة. وربما كان أمرا صادما للغاية بالنسبة للجميع، تعيينه علانية سياسيين عنصريين في حكومته وسلكه الدبلوماسي.
ويقول باركي: “فلنتخيل للحظة أن أحفاد ضحايا الهولوكست -أسوأ تجربة إنسانية في مجال كراهية الأجانب- يجدون من وصفوا أنفسهم بأنهم عنصريون مشاركون في المستويات العليا لحكومتهم. وللعلم، فإن نتنياهو غير مقبول ومكروه من الكثيرين من القادة الذين يدعمون إسرائيل، وتواجده على رأس الحكومة يجعل من السهل تماما على الناس عدم تصديق المزاعم والحجج الإسرائيلية. لقد أظهر عدم قدرته التامة على الاعتراف بمسؤوليته عن فشله بإلقائه اللوم علنا على قيادة الاستخبارات بالنسبة لهجوم 7 أكتوبر( وقد اضطر لسحب تصريحه تحت ضغط الرأي العام).
ومن ثم، فإنه بالإضافة إلى المجتمع الدولي، لماذا يثق الأسرائيليون في نتنياهو لخوض هذه الحرب التي تعتبر مصالح البلاد في جوهرها؟ وهو يعرف أنه انتهى سياسيا ولن ينجو من المساءلة السياسية التي سوف تجري بمجرد انتهاء الحرب. وأصبح أمله فقط هو أن ينتزع “انتصارا” في هذه الحرب مع حماس لإنقاذ سمعته. وعموما، هو رئيس الوزراء الذي قضى أطول مدة في المنصب في تاريخ إسرائيل، وهذه الكارثة ستكون هي ما سيتذكره بها الجميع للأبد.
كما أنه يرفض استيعاب الصورة السياسية الأوسع، ويصر على تنفيذ حرب كارثية من الواضح أن الإسرائيليين لم يكونوا مستعدين لها. ونتيجة لذلك، سوف تزداد هذه الحرب سوءا يوما بعد يوم، كما يتضح من خلال كل القنابل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين والتي تقوض أي دعم.
ويشير باركي إلى أن الفشل في حرب 1973 أدى إلى ظهور التيار اليميني على حساب حزب العمل الذي قضى فترة طويلة في الحكم بإسرائيل. وهذه المرة، يمكن أن يتوقع المرء أيضا، حدوث نتيجة مماثلة حيث سيعاقب الناخبون الإسرائيليون بشدة نتنياهو والتيار اليميني. ومع ذلك، وعلى خلاف حزب العمل، الذي قبل مصيره بهدوء، لا يمكن للمرء أن يكون متأكدا من أن الجناح اليميني في إسرائيل ما يزال يؤمن بالديمقراطية.
ويرى باركي أنه إذا أراد نتنياهو حقا أن يتذكره الإسرائيليون بشكل مقبول إلى حد ما، أو بصورة أقل عداء، يتعين عليه الاستقالة ودعم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة شخص يغرس الثقة داخل البلاد، وفي الخارج . وأحد الأسماء التي يدور الحديث حولها هو الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يادلين.
(د ب أ)
يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأمريكية، الدكتور هنري جيه. باركي، أن الحرب الحالية مع حماس تمثل تهديدا أكثر خطورة بشكل كبير بالنسبة لإسرائيل من حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) عام 1973، قبل خمسين عاما.
ففي 1973، كانت الحرب عسكرية فقط، حيث نجح الإسرائيليون، رغم معاناتهم من خسائر كبيرة للغاية، في الالتفاف. ولم يكن يعتقد أحد أن وجود دولة إسرائيل في خطر، في ذلك الوقت. ولكن الحال هذه المرة مختلف، فهي حرب سياسية، وتشير الدلائل الأولية إلى أن إسرائيل تخسرها.
ويقول باركي، وهو زميل أول مساعد لدراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إن هذا الأمر أكثر خطورة، حيث إن الخطر يتعلق بشرعية إسرائيل في أعين الكثيرين. وربما يرى الإسرائيليون، ويعتقدون، أن هذا خطأ وأنه يتم تجاهل وحشية هجوم 7 أكتوبر. وهذا لا يهم، فالانطباعات هي الانطباعات، وهي لا تختفي، والمذبحة في غزة تغذي يوميا ما تعلنه حماس عن الحرب.
ويقول باركي: “دعونا نواجه الأمر: ربما يمكن القول إن حماس فازت بالفعل في المعركة السياسية”.
وفي قلب هذه الكارثة الإسرائيلية يكمن شخص واحد: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وهو، بطبيعة الحال، مسؤول تماما عن عدم استعداد إسرائيل وعن السعي لإقرار تغييرات دستورية كان هدفها الرئيسي مصلحته الشخصية.
ويضيف باركي أن دور نتنياهو في هذه المأساة أكبر كثيرا، فهو مسؤول بلا مصداقية دولية. وعبر السنين، كان هناك صلفه، وانعدام تعاطفه وتبنيه لسياسات غير شرعية وقاسية في الضفة الغربية المحتلة. وربما كان أمرا صادما للغاية بالنسبة للجميع، تعيينه علانية سياسيين عنصريين في حكومته وسلكه الدبلوماسي.
ويقول باركي: “فلنتخيل للحظة أن أحفاد ضحايا الهولوكست -أسوأ تجربة إنسانية في مجال كراهية الأجانب- يجدون من وصفوا أنفسهم بأنهم عنصريون مشاركون في المستويات العليا لحكومتهم. وللعلم، فإن نتنياهو غير مقبول ومكروه من الكثيرين من القادة الذين يدعمون إسرائيل، وتواجده على رأس الحكومة يجعل من السهل تماما على الناس عدم تصديق المزاعم والحجج الإسرائيلية. لقد أظهر عدم قدرته التامة على الاعتراف بمسؤوليته عن فشله بإلقائه اللوم علنا على قيادة الاستخبارات بالنسبة لهجوم 7 أكتوبر( وقد اضطر لسحب تصريحه تحت ضغط الرأي العام).
ومن ثم، فإنه بالإضافة إلى المجتمع الدولي، لماذا يثق الأسرائيليون في نتنياهو لخوض هذه الحرب التي تعتبر مصالح البلاد في جوهرها؟ وهو يعرف أنه انتهى سياسيا ولن ينجو من المساءلة السياسية التي سوف تجري بمجرد انتهاء الحرب. وأصبح أمله فقط هو أن ينتزع “انتصارا” في هذه الحرب مع حماس لإنقاذ سمعته. وعموما، هو رئيس الوزراء الذي قضى أطول مدة في المنصب في تاريخ إسرائيل، وهذه الكارثة ستكون هي ما سيتذكره بها الجميع للأبد.
كما أنه يرفض استيعاب الصورة السياسية الأوسع، ويصر على تنفيذ حرب كارثية من الواضح أن الإسرائيليين لم يكونوا مستعدين لها. ونتيجة لذلك، سوف تزداد هذه الحرب سوءا يوما بعد يوم، كما يتضح من خلال كل القنابل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين والتي تقوض أي دعم.
ويشير باركي إلى أن الفشل في حرب 1973 أدى إلى ظهور التيار اليميني على حساب حزب العمل الذي قضى فترة طويلة في الحكم بإسرائيل. وهذه المرة، يمكن أن يتوقع المرء أيضا، حدوث نتيجة مماثلة حيث سيعاقب الناخبون الإسرائيليون بشدة نتنياهو والتيار اليميني. ومع ذلك، وعلى خلاف حزب العمل، الذي قبل مصيره بهدوء، لا يمكن للمرء أن يكون متأكدا من أن الجناح اليميني في إسرائيل ما يزال يؤمن بالديمقراطية.
ويرى باركي أنه إذا أراد نتنياهو حقا أن يتذكره الإسرائيليون بشكل مقبول إلى حد ما، أو بصورة أقل عداء، يتعين عليه الاستقالة ودعم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة شخص يغرس الثقة داخل البلاد، وفي الخارج . وأحد الأسماء التي يدور الحديث حولها هو الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يادلين.
(د ب أ)
التعليقات