نجا اليتيمان الأوكرانيان إيفان ومكسيم (17 و16 عاماً) من القصف والجوع في ماريوبول المحاصرة لكن سرعان ما تم أخذهما ونقلهما إلى مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا حيث احتُجزا بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر مع عشرات آخرين من القصَّر.
وأصبحا الآن ضمن نحو 400 من القصَّر الأوكرانيين الذين عادوا من روسيا أو مناطق تسيطر عليها موسكو منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق لبلادهم في فبراير (شباط) 2022، وهم مجرد مجموعة صغيرة من 20 ألف قاصر قالت كييف إنهم أُخذوا من دون موافقة أسرهم أو الأوصياء عليهم.
وسرد إيفان ومكسيم وأربعة آخرون من القُصَّر الأوكرانيين قصصهم في لاهاي، حيث أطلقت منظمة غير حكومية لإطعام الأيتام تتخذ من هولندا مقرا الأسبوع الماضي حملة لإعادة الأطفال الأوكرانيين بدعم من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان الصبيان من طلاب مدرسة ماريوبول الفنية للبناء ويعيشان في مهجع عندما تعرضت المنطقة لقصف عنيف من قبل القوات الروسية. ونفد الطعام والماء، وفرا سيراً على الأقدام في مارس (آذار) إلى قرية مجاورة.
وقال مكسيم لوكالة «رويترز» للأنباء: «عندما وصلنا، ذهبنا إلى المستشفى، لأنه لم يكن هناك مكان آخر نذهب إليه. قلنا إننا يتيمان وجرى إبلاغ مستشفى دونيتسك. ثم جاءت خدمات حماية الطفل وسألتنا عن مكان آبائنا. لذلك تم نقلنا بعيدا».
الطفل الأوكراني ساشكو الذي أعيد إلى وطنه بعد نقله إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)
وقال إيفان: «لم نكن نرغب في الذهاب إلى هناك، لكن لم يكن أمامنا خيار. كانوا يطعموننا أربع مرات في الأسبوع. كنا نقضي بعض الوقت في غرفنا ونلهو بهواتفنا. سمحوا لنا بالخروج لمدة ساعة واحدة في اليوم، وليس كل يوم. لم يكن هناك ما نفعله».
وأضاف أن 31 قاصرا أوكرانيا انتهى بهم الأمر في مستشفى دونيتسك رقم خمسة، وأن معظمهم قبلوا عروضا للذهاب إلى روسيا، حيث تلقوا الوعود بالسكن المريح ومزايا أخرى.
ونفت موسكو مرارا أنها أخذت أطفالا أوكرانيين قسرا، قائلة إنها وجدت فقط عددا قليلا من الأطفال في دور الأيتام أو من دون رعاية أبوية وحاولت إيواء أكبر عدد ممكن منهم لدى أسر في روسيا.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في مارس بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمة إياه بارتكاب جريمة حرب عبر ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا.
لكن مبعوث موسكو لدى الأمم المتحدة في نيويورك قال بعد ذلك بوقت قصير إن روسيا لا تمنع القصَّر من الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم أينما كانوا، وإن الآباء يمكنهم التقدم بطلب للمساعدة في لم الشمل.
وقال مصدر إن هناك محادثات جارية بوساطة السعودية وتركيا بشأن إعادة آلاف الأطفال إلى وطنهم.
أعيدوهم
يشارك إيفان ومكسيم وآخرون تجاربهم مع مسؤولين كبار من هولندا وأوكرانيا للتحفيز على اتخاذ إجراء دولي.
وقال مكسيم بعد أن التقى مع وزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت الذي تعهد بإثارة القضية دولياً: «من المهم أن نقول للعالم إن الروس يسرقون أطفالنا حقا. نحن بحاجة إلى إعادتهم في أسرع وقت ممكن».
وقالت بروينز سلوت: «سماع قصصهم أمر مفجع»، ووعدت بتزويد أوكرانيا بمستلزمات فحوص الحمض النووي السريعة للمساعدة في مطابقة عينات الأطفال والآباء بسرعة أكبر.
الطفل الأوكراني إيليا الذي أعيد إلى وطنه بعد نقله إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)
وبينما كان أمل الصبيين في العودة إلى الوطن يتلاشى، قدم لهما رئيس بلدية دونيتسك اثنتين من شرائح الهواتف الجوالة، ما مكنهما من الاتصال بمدير المدرسة أنطون بيلاي الذي حاول العثور عليهما لأسابيع.
وسافر بيلاي، وهو الوصي القانوني عليهما بموجب القانون الأوكراني، في رحلة استغرقت ثلاثة أيام قطع خلالها مسافة تزيد على أربعة آلاف كيلومتر من كييف إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا ثم عاد عبر روسيا إلى دونيتسك.
وقال: «كانا أول القصر الذين يعودون من الأراضي المحتلة... قبل الحرب... كانا يتيمين. كل ما يمكنني قوله هو أنهما الآن ابنان لي».
وبالكاد يتذكر إيفان لحظة وصول بيلاي.
ويقول: «لم أكن مستيقظا تقريبا، لذا لم أكن مدركا لما يحدث... إنه البطل الخارق في نظري. ولولاه، لكنت ما زلت على الأرجح في الأراضي المحتلة مع القصَّر الآخرين».
نجا اليتيمان الأوكرانيان إيفان ومكسيم (17 و16 عاماً) من القصف والجوع في ماريوبول المحاصرة لكن سرعان ما تم أخذهما ونقلهما إلى مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا حيث احتُجزا بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر مع عشرات آخرين من القصَّر.
وأصبحا الآن ضمن نحو 400 من القصَّر الأوكرانيين الذين عادوا من روسيا أو مناطق تسيطر عليها موسكو منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق لبلادهم في فبراير (شباط) 2022، وهم مجرد مجموعة صغيرة من 20 ألف قاصر قالت كييف إنهم أُخذوا من دون موافقة أسرهم أو الأوصياء عليهم.
وسرد إيفان ومكسيم وأربعة آخرون من القُصَّر الأوكرانيين قصصهم في لاهاي، حيث أطلقت منظمة غير حكومية لإطعام الأيتام تتخذ من هولندا مقرا الأسبوع الماضي حملة لإعادة الأطفال الأوكرانيين بدعم من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان الصبيان من طلاب مدرسة ماريوبول الفنية للبناء ويعيشان في مهجع عندما تعرضت المنطقة لقصف عنيف من قبل القوات الروسية. ونفد الطعام والماء، وفرا سيراً على الأقدام في مارس (آذار) إلى قرية مجاورة.
وقال مكسيم لوكالة «رويترز» للأنباء: «عندما وصلنا، ذهبنا إلى المستشفى، لأنه لم يكن هناك مكان آخر نذهب إليه. قلنا إننا يتيمان وجرى إبلاغ مستشفى دونيتسك. ثم جاءت خدمات حماية الطفل وسألتنا عن مكان آبائنا. لذلك تم نقلنا بعيدا».
الطفل الأوكراني ساشكو الذي أعيد إلى وطنه بعد نقله إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)
وقال إيفان: «لم نكن نرغب في الذهاب إلى هناك، لكن لم يكن أمامنا خيار. كانوا يطعموننا أربع مرات في الأسبوع. كنا نقضي بعض الوقت في غرفنا ونلهو بهواتفنا. سمحوا لنا بالخروج لمدة ساعة واحدة في اليوم، وليس كل يوم. لم يكن هناك ما نفعله».
وأضاف أن 31 قاصرا أوكرانيا انتهى بهم الأمر في مستشفى دونيتسك رقم خمسة، وأن معظمهم قبلوا عروضا للذهاب إلى روسيا، حيث تلقوا الوعود بالسكن المريح ومزايا أخرى.
ونفت موسكو مرارا أنها أخذت أطفالا أوكرانيين قسرا، قائلة إنها وجدت فقط عددا قليلا من الأطفال في دور الأيتام أو من دون رعاية أبوية وحاولت إيواء أكبر عدد ممكن منهم لدى أسر في روسيا.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في مارس بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمة إياه بارتكاب جريمة حرب عبر ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا.
لكن مبعوث موسكو لدى الأمم المتحدة في نيويورك قال بعد ذلك بوقت قصير إن روسيا لا تمنع القصَّر من الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم أينما كانوا، وإن الآباء يمكنهم التقدم بطلب للمساعدة في لم الشمل.
وقال مصدر إن هناك محادثات جارية بوساطة السعودية وتركيا بشأن إعادة آلاف الأطفال إلى وطنهم.
أعيدوهم
يشارك إيفان ومكسيم وآخرون تجاربهم مع مسؤولين كبار من هولندا وأوكرانيا للتحفيز على اتخاذ إجراء دولي.
وقال مكسيم بعد أن التقى مع وزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت الذي تعهد بإثارة القضية دولياً: «من المهم أن نقول للعالم إن الروس يسرقون أطفالنا حقا. نحن بحاجة إلى إعادتهم في أسرع وقت ممكن».
وقالت بروينز سلوت: «سماع قصصهم أمر مفجع»، ووعدت بتزويد أوكرانيا بمستلزمات فحوص الحمض النووي السريعة للمساعدة في مطابقة عينات الأطفال والآباء بسرعة أكبر.
الطفل الأوكراني إيليا الذي أعيد إلى وطنه بعد نقله إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)
وبينما كان أمل الصبيين في العودة إلى الوطن يتلاشى، قدم لهما رئيس بلدية دونيتسك اثنتين من شرائح الهواتف الجوالة، ما مكنهما من الاتصال بمدير المدرسة أنطون بيلاي الذي حاول العثور عليهما لأسابيع.
وسافر بيلاي، وهو الوصي القانوني عليهما بموجب القانون الأوكراني، في رحلة استغرقت ثلاثة أيام قطع خلالها مسافة تزيد على أربعة آلاف كيلومتر من كييف إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا ثم عاد عبر روسيا إلى دونيتسك.
وقال: «كانا أول القصر الذين يعودون من الأراضي المحتلة... قبل الحرب... كانا يتيمين. كل ما يمكنني قوله هو أنهما الآن ابنان لي».
وبالكاد يتذكر إيفان لحظة وصول بيلاي.
ويقول: «لم أكن مستيقظا تقريبا، لذا لم أكن مدركا لما يحدث... إنه البطل الخارق في نظري. ولولاه، لكنت ما زلت على الأرجح في الأراضي المحتلة مع القصَّر الآخرين».
نجا اليتيمان الأوكرانيان إيفان ومكسيم (17 و16 عاماً) من القصف والجوع في ماريوبول المحاصرة لكن سرعان ما تم أخذهما ونقلهما إلى مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا حيث احتُجزا بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر مع عشرات آخرين من القصَّر.
وأصبحا الآن ضمن نحو 400 من القصَّر الأوكرانيين الذين عادوا من روسيا أو مناطق تسيطر عليها موسكو منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق لبلادهم في فبراير (شباط) 2022، وهم مجرد مجموعة صغيرة من 20 ألف قاصر قالت كييف إنهم أُخذوا من دون موافقة أسرهم أو الأوصياء عليهم.
وسرد إيفان ومكسيم وأربعة آخرون من القُصَّر الأوكرانيين قصصهم في لاهاي، حيث أطلقت منظمة غير حكومية لإطعام الأيتام تتخذ من هولندا مقرا الأسبوع الماضي حملة لإعادة الأطفال الأوكرانيين بدعم من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان الصبيان من طلاب مدرسة ماريوبول الفنية للبناء ويعيشان في مهجع عندما تعرضت المنطقة لقصف عنيف من قبل القوات الروسية. ونفد الطعام والماء، وفرا سيراً على الأقدام في مارس (آذار) إلى قرية مجاورة.
وقال مكسيم لوكالة «رويترز» للأنباء: «عندما وصلنا، ذهبنا إلى المستشفى، لأنه لم يكن هناك مكان آخر نذهب إليه. قلنا إننا يتيمان وجرى إبلاغ مستشفى دونيتسك. ثم جاءت خدمات حماية الطفل وسألتنا عن مكان آبائنا. لذلك تم نقلنا بعيدا».
الطفل الأوكراني ساشكو الذي أعيد إلى وطنه بعد نقله إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)
وقال إيفان: «لم نكن نرغب في الذهاب إلى هناك، لكن لم يكن أمامنا خيار. كانوا يطعموننا أربع مرات في الأسبوع. كنا نقضي بعض الوقت في غرفنا ونلهو بهواتفنا. سمحوا لنا بالخروج لمدة ساعة واحدة في اليوم، وليس كل يوم. لم يكن هناك ما نفعله».
وأضاف أن 31 قاصرا أوكرانيا انتهى بهم الأمر في مستشفى دونيتسك رقم خمسة، وأن معظمهم قبلوا عروضا للذهاب إلى روسيا، حيث تلقوا الوعود بالسكن المريح ومزايا أخرى.
ونفت موسكو مرارا أنها أخذت أطفالا أوكرانيين قسرا، قائلة إنها وجدت فقط عددا قليلا من الأطفال في دور الأيتام أو من دون رعاية أبوية وحاولت إيواء أكبر عدد ممكن منهم لدى أسر في روسيا.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في مارس بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمة إياه بارتكاب جريمة حرب عبر ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا.
لكن مبعوث موسكو لدى الأمم المتحدة في نيويورك قال بعد ذلك بوقت قصير إن روسيا لا تمنع القصَّر من الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم أينما كانوا، وإن الآباء يمكنهم التقدم بطلب للمساعدة في لم الشمل.
وقال مصدر إن هناك محادثات جارية بوساطة السعودية وتركيا بشأن إعادة آلاف الأطفال إلى وطنهم.
أعيدوهم
يشارك إيفان ومكسيم وآخرون تجاربهم مع مسؤولين كبار من هولندا وأوكرانيا للتحفيز على اتخاذ إجراء دولي.
وقال مكسيم بعد أن التقى مع وزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت الذي تعهد بإثارة القضية دولياً: «من المهم أن نقول للعالم إن الروس يسرقون أطفالنا حقا. نحن بحاجة إلى إعادتهم في أسرع وقت ممكن».
وقالت بروينز سلوت: «سماع قصصهم أمر مفجع»، ووعدت بتزويد أوكرانيا بمستلزمات فحوص الحمض النووي السريعة للمساعدة في مطابقة عينات الأطفال والآباء بسرعة أكبر.
الطفل الأوكراني إيليا الذي أعيد إلى وطنه بعد نقله إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)
وبينما كان أمل الصبيين في العودة إلى الوطن يتلاشى، قدم لهما رئيس بلدية دونيتسك اثنتين من شرائح الهواتف الجوالة، ما مكنهما من الاتصال بمدير المدرسة أنطون بيلاي الذي حاول العثور عليهما لأسابيع.
وسافر بيلاي، وهو الوصي القانوني عليهما بموجب القانون الأوكراني، في رحلة استغرقت ثلاثة أيام قطع خلالها مسافة تزيد على أربعة آلاف كيلومتر من كييف إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا ثم عاد عبر روسيا إلى دونيتسك.
وقال: «كانا أول القصر الذين يعودون من الأراضي المحتلة... قبل الحرب... كانا يتيمين. كل ما يمكنني قوله هو أنهما الآن ابنان لي».
وبالكاد يتذكر إيفان لحظة وصول بيلاي.
ويقول: «لم أكن مستيقظا تقريبا، لذا لم أكن مدركا لما يحدث... إنه البطل الخارق في نظري. ولولاه، لكنت ما زلت على الأرجح في الأراضي المحتلة مع القصَّر الآخرين».
التعليقات