مرَّ شهران على انتهاء العدوان العسكري الإسرائيلي على مخيم جنين، وما زالت عائلة 'شلبي' تنتظر بدء أعمال إزالة بنايتها السكنية التي كانت تُؤوي 21 فردًا، موزعين على خمس شقق تعرضت للقصف، وباتت آيلة للسقوط وغير صالحة للسكن.
وقالت لجنة متضرري مخيم جنين شمالي الضفة الغربية: 'إن كل أموال التبرعات لم تصل للمتضررين بعد أكثر من شهرين على العدوان الاسرائيلي على المخيم'، الأمر الذي أثار تساؤلات عن أسباب عدم البدء في إزالة البيوت المهدمة كليًا، أو البدء في إصلاح البيوت التي تعرضت للهدم الجزئي حتى اللحظة. وعقب بيان اللجنة، أعلن وزير الأوقاف في حكومة رام الله حاتم البكري بدء صرف المساعدات للمتضررين غدا، بمبلغ 1500 شيقل لـ1700 متضرر، ضمن حالة استجابة بعد بيان اللجنة؛ لتخفيف الغضب الشعبي واحتقان المتضررين.
اللافت في الأمر أن الأموال التي ستصرف غدا ليست من تبرعات الدول المانحة، وإنما من تبرعات جمعت من مساجد فلسطين لمصلحة المخيم بقيمة مليونين و400 ألف شيقل، وفق نائب رئيس لجنة الطوارئ والإعمار بمخيم جنين شامي الشامي.
وقالت المواطنة المتضررة هناء شلبي بنبرة غاضبة وهي تتحدث لصحيفة 'فلسطين': 'تخيل حتى الآن لم يبدؤوا في أعمال إزالة للبيت على الرغم من مرور شهرين على العدوان.. كنت أتأمل أن أعود لأسكن البيت خلال عام، ومع هذا البطء في التعامل معنا فإنني أتوقع أن يعمر البيت بعد ثلاث سنوات'.
وأضافت: 'كلما تأخروا علينا سواء بالإزالة أو الإعمار فإن معاناتنا تزداد، لأننا نعيش في بيت إيجار بعيد عن المخيم، وارتفعت تكاليف المواصلات، وأصبحنا نقتصد في الاحتياجات الأساسية'.
وعلى الرغم من أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أعطت العائلة مبلغًا ماليًا، فإن 'هناء' أوضحت أن المبلغ لم يكفِ لدفع تكاليف دفع الإيجار في شقة استأجرتها العائلة في بلدة برقين. غضب عارم 'خذلنا، الناس فاض بها الكيل وخرجت للشوارع من الضغط'.. تدفق الغضب من قلب المتضرر حسين ضبايا (30 عامًا) معبرًا عن استيائه من عدم إصلاح بيته المتضرر. ومنذ انتهاء العدوان لم يتسلم ضبايا الذي يسكن بحارة 'السمران' بالمخيم سوى 1500 شيقل وصلت إليه، أول من أمس، ومنذ تضرر بيته لم ينتظر أن يغرق هو وطفلاه أكثر بالمعاناة، فأصلح المنزل على نفقته.
يقول ضبايا لـ'فلسطين': 'أصلحت النوافذ والجدران والأثاث، فلم أستطع انتظار التعويض من الوكالة أو السلطة'، معبرًا عن استهجانه من قيام الطرفين بالبدء في إصلاح الطرقات وترك البيوت. يلقي نظرة أوسع على المعاناة في المخيم 'الكلام ليس مثل العيش، المياه تقطع في بعض المناطق، يذكرني ما جرى باجتياح عام 2002، ترى بيوتًا مدمرة وما زالت على حالها'.
إن كانت عائلة ضبايا تمكنت من إصلاح منزلها، فإن عائلة 'قريمي' التي تعرض منزلها لأضرار كبيرة ما زالت تنتظر. معاناة صعبة بداخل منزل تخترقه فتحات كبيرة أحدثتها القذائف الإسرائيلية، وبيت محترق وملابس طويت على أرضية المنزل، تعيش العائلة التي تسكن قرب الجامع الكبير بالمخيم معاناة صعبة.
وعن سؤال إن كانت حصلت على تعويض تجيب 'أم سلطان' بنبرة يسكنها الأسى لـ'فلسطين': 'لم نرَ شيئًا'، مطالبةً: 'نريد إعمار بيتنا وإصلاح الأثاث حتى نتمكن من السكن، وإغلاق فتحات الجدران، فالأضرار داخل البيت كبيرة، وزوجي متعطل عن العمل، ولا نستطيع إصلاحها'.
'بعدما فتحوا طاقة أمل لنا سكروها'.. بهذا تعبر عن يأسها من الخروج من مستنقع معاناة أجبرها على غسل ملابس العائلة بيديها، بعد تدمير غسالتها الكهربائية، فما زال العدوان يترك بصمته في منزلها، فآثاره لم تُمحَ حتى اليوم، ولم تتسلم أي مبلغ تعويض سوى 1500 شيقل، وصلت إليهم رسالة بتسلمه غدًا. أما والدة الشهيد يوسف شريم فأجرت بعض الإصلاحات لتكمل حياتها، برص حجارة لإغلاق الفتحات في جدران المنزل، بانتظار إصلاح الأضرار التي تعرض لها بفعل العدوان.
من قلب منزل تنبض جدرانه بتضحية الشهيد ودوره في تعزيز المقاومة في المخيم، ينبعث القهر من صوت أمه لـ'فلسطين': 'دخل جيش الاحتلال وفجر الأبواب، دمروا خزانات المياه بهمجية، وما زلنا نحاول إصلاح الأشياء التي نستطيع فعلها لنكمل حياتنا الطبيعية'. كان ابنها الشهيد معيل البيت الأول، ومنذ سبع سنوات يعتقل الاحتلال ابنها 'محمود' (تبقى من حكمه عامان)، ويعتقل ابنها 'بركات' الذي ينتهي حكمه نهاية العام الجاري بعد عامين من الاعتقال.
تقول: 'لم يصل تعويض، ولم نرَ شيئًا، المخيم كله يعاني، قاموا فقط بتعبيد الطرقات'، معبرة عن أملها بإصلاح الأضرار قبل فصل الشتاء.
إجمالي الأضرار ووفق نائب رئيس لجنة الطوارئ والإعمار بمخيم جنين شامي الشامي فإن 395 محلًا تجاريًا و360 سيارة و659 منزلًا تعرضت للهدم الجزئي و53 منزلًا تعرضت للهدم الكلي، فضلًا عن استشهاد 13 مواطنًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وأوضح الشامي لـ'فلسطين' أن الإمارات تعهدت بدفع 15 مليون دولار لـ'أونروا' لإعمار المخيم وتعويض المتضررين وإصلاح البنية التحتية، وتعهدت الجزائر بالتبرع بمبلغ 30 مليون دولار ودفعها للسلطة لإعمار المخيم، أما اليابان فتبرعت بمليون دولار للوكالة، وتركيا بنصف مليون للسلطة. وبين أن السلطة والوكالة تقاسمتا الأدوار، بحيث تتولى الوكالة تعويض بيوت الهدم الجزئي بمبلغ 4 ملايين ونصف المليون دولار، وتتولى حكومة اشتية إصلاح البنية التحتية وتعبيد شوارع وسيارات وبناء 60 بيتًا للهدم الكلي.
مرَّ شهران على انتهاء العدوان العسكري الإسرائيلي على مخيم جنين، وما زالت عائلة 'شلبي' تنتظر بدء أعمال إزالة بنايتها السكنية التي كانت تُؤوي 21 فردًا، موزعين على خمس شقق تعرضت للقصف، وباتت آيلة للسقوط وغير صالحة للسكن.
وقالت لجنة متضرري مخيم جنين شمالي الضفة الغربية: 'إن كل أموال التبرعات لم تصل للمتضررين بعد أكثر من شهرين على العدوان الاسرائيلي على المخيم'، الأمر الذي أثار تساؤلات عن أسباب عدم البدء في إزالة البيوت المهدمة كليًا، أو البدء في إصلاح البيوت التي تعرضت للهدم الجزئي حتى اللحظة. وعقب بيان اللجنة، أعلن وزير الأوقاف في حكومة رام الله حاتم البكري بدء صرف المساعدات للمتضررين غدا، بمبلغ 1500 شيقل لـ1700 متضرر، ضمن حالة استجابة بعد بيان اللجنة؛ لتخفيف الغضب الشعبي واحتقان المتضررين.
اللافت في الأمر أن الأموال التي ستصرف غدا ليست من تبرعات الدول المانحة، وإنما من تبرعات جمعت من مساجد فلسطين لمصلحة المخيم بقيمة مليونين و400 ألف شيقل، وفق نائب رئيس لجنة الطوارئ والإعمار بمخيم جنين شامي الشامي.
وقالت المواطنة المتضررة هناء شلبي بنبرة غاضبة وهي تتحدث لصحيفة 'فلسطين': 'تخيل حتى الآن لم يبدؤوا في أعمال إزالة للبيت على الرغم من مرور شهرين على العدوان.. كنت أتأمل أن أعود لأسكن البيت خلال عام، ومع هذا البطء في التعامل معنا فإنني أتوقع أن يعمر البيت بعد ثلاث سنوات'.
وأضافت: 'كلما تأخروا علينا سواء بالإزالة أو الإعمار فإن معاناتنا تزداد، لأننا نعيش في بيت إيجار بعيد عن المخيم، وارتفعت تكاليف المواصلات، وأصبحنا نقتصد في الاحتياجات الأساسية'.
وعلى الرغم من أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أعطت العائلة مبلغًا ماليًا، فإن 'هناء' أوضحت أن المبلغ لم يكفِ لدفع تكاليف دفع الإيجار في شقة استأجرتها العائلة في بلدة برقين. غضب عارم 'خذلنا، الناس فاض بها الكيل وخرجت للشوارع من الضغط'.. تدفق الغضب من قلب المتضرر حسين ضبايا (30 عامًا) معبرًا عن استيائه من عدم إصلاح بيته المتضرر. ومنذ انتهاء العدوان لم يتسلم ضبايا الذي يسكن بحارة 'السمران' بالمخيم سوى 1500 شيقل وصلت إليه، أول من أمس، ومنذ تضرر بيته لم ينتظر أن يغرق هو وطفلاه أكثر بالمعاناة، فأصلح المنزل على نفقته.
يقول ضبايا لـ'فلسطين': 'أصلحت النوافذ والجدران والأثاث، فلم أستطع انتظار التعويض من الوكالة أو السلطة'، معبرًا عن استهجانه من قيام الطرفين بالبدء في إصلاح الطرقات وترك البيوت. يلقي نظرة أوسع على المعاناة في المخيم 'الكلام ليس مثل العيش، المياه تقطع في بعض المناطق، يذكرني ما جرى باجتياح عام 2002، ترى بيوتًا مدمرة وما زالت على حالها'.
إن كانت عائلة ضبايا تمكنت من إصلاح منزلها، فإن عائلة 'قريمي' التي تعرض منزلها لأضرار كبيرة ما زالت تنتظر. معاناة صعبة بداخل منزل تخترقه فتحات كبيرة أحدثتها القذائف الإسرائيلية، وبيت محترق وملابس طويت على أرضية المنزل، تعيش العائلة التي تسكن قرب الجامع الكبير بالمخيم معاناة صعبة.
وعن سؤال إن كانت حصلت على تعويض تجيب 'أم سلطان' بنبرة يسكنها الأسى لـ'فلسطين': 'لم نرَ شيئًا'، مطالبةً: 'نريد إعمار بيتنا وإصلاح الأثاث حتى نتمكن من السكن، وإغلاق فتحات الجدران، فالأضرار داخل البيت كبيرة، وزوجي متعطل عن العمل، ولا نستطيع إصلاحها'.
'بعدما فتحوا طاقة أمل لنا سكروها'.. بهذا تعبر عن يأسها من الخروج من مستنقع معاناة أجبرها على غسل ملابس العائلة بيديها، بعد تدمير غسالتها الكهربائية، فما زال العدوان يترك بصمته في منزلها، فآثاره لم تُمحَ حتى اليوم، ولم تتسلم أي مبلغ تعويض سوى 1500 شيقل، وصلت إليهم رسالة بتسلمه غدًا. أما والدة الشهيد يوسف شريم فأجرت بعض الإصلاحات لتكمل حياتها، برص حجارة لإغلاق الفتحات في جدران المنزل، بانتظار إصلاح الأضرار التي تعرض لها بفعل العدوان.
من قلب منزل تنبض جدرانه بتضحية الشهيد ودوره في تعزيز المقاومة في المخيم، ينبعث القهر من صوت أمه لـ'فلسطين': 'دخل جيش الاحتلال وفجر الأبواب، دمروا خزانات المياه بهمجية، وما زلنا نحاول إصلاح الأشياء التي نستطيع فعلها لنكمل حياتنا الطبيعية'. كان ابنها الشهيد معيل البيت الأول، ومنذ سبع سنوات يعتقل الاحتلال ابنها 'محمود' (تبقى من حكمه عامان)، ويعتقل ابنها 'بركات' الذي ينتهي حكمه نهاية العام الجاري بعد عامين من الاعتقال.
تقول: 'لم يصل تعويض، ولم نرَ شيئًا، المخيم كله يعاني، قاموا فقط بتعبيد الطرقات'، معبرة عن أملها بإصلاح الأضرار قبل فصل الشتاء.
إجمالي الأضرار ووفق نائب رئيس لجنة الطوارئ والإعمار بمخيم جنين شامي الشامي فإن 395 محلًا تجاريًا و360 سيارة و659 منزلًا تعرضت للهدم الجزئي و53 منزلًا تعرضت للهدم الكلي، فضلًا عن استشهاد 13 مواطنًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وأوضح الشامي لـ'فلسطين' أن الإمارات تعهدت بدفع 15 مليون دولار لـ'أونروا' لإعمار المخيم وتعويض المتضررين وإصلاح البنية التحتية، وتعهدت الجزائر بالتبرع بمبلغ 30 مليون دولار ودفعها للسلطة لإعمار المخيم، أما اليابان فتبرعت بمليون دولار للوكالة، وتركيا بنصف مليون للسلطة. وبين أن السلطة والوكالة تقاسمتا الأدوار، بحيث تتولى الوكالة تعويض بيوت الهدم الجزئي بمبلغ 4 ملايين ونصف المليون دولار، وتتولى حكومة اشتية إصلاح البنية التحتية وتعبيد شوارع وسيارات وبناء 60 بيتًا للهدم الكلي.
مرَّ شهران على انتهاء العدوان العسكري الإسرائيلي على مخيم جنين، وما زالت عائلة 'شلبي' تنتظر بدء أعمال إزالة بنايتها السكنية التي كانت تُؤوي 21 فردًا، موزعين على خمس شقق تعرضت للقصف، وباتت آيلة للسقوط وغير صالحة للسكن.
وقالت لجنة متضرري مخيم جنين شمالي الضفة الغربية: 'إن كل أموال التبرعات لم تصل للمتضررين بعد أكثر من شهرين على العدوان الاسرائيلي على المخيم'، الأمر الذي أثار تساؤلات عن أسباب عدم البدء في إزالة البيوت المهدمة كليًا، أو البدء في إصلاح البيوت التي تعرضت للهدم الجزئي حتى اللحظة. وعقب بيان اللجنة، أعلن وزير الأوقاف في حكومة رام الله حاتم البكري بدء صرف المساعدات للمتضررين غدا، بمبلغ 1500 شيقل لـ1700 متضرر، ضمن حالة استجابة بعد بيان اللجنة؛ لتخفيف الغضب الشعبي واحتقان المتضررين.
اللافت في الأمر أن الأموال التي ستصرف غدا ليست من تبرعات الدول المانحة، وإنما من تبرعات جمعت من مساجد فلسطين لمصلحة المخيم بقيمة مليونين و400 ألف شيقل، وفق نائب رئيس لجنة الطوارئ والإعمار بمخيم جنين شامي الشامي.
وقالت المواطنة المتضررة هناء شلبي بنبرة غاضبة وهي تتحدث لصحيفة 'فلسطين': 'تخيل حتى الآن لم يبدؤوا في أعمال إزالة للبيت على الرغم من مرور شهرين على العدوان.. كنت أتأمل أن أعود لأسكن البيت خلال عام، ومع هذا البطء في التعامل معنا فإنني أتوقع أن يعمر البيت بعد ثلاث سنوات'.
وأضافت: 'كلما تأخروا علينا سواء بالإزالة أو الإعمار فإن معاناتنا تزداد، لأننا نعيش في بيت إيجار بعيد عن المخيم، وارتفعت تكاليف المواصلات، وأصبحنا نقتصد في الاحتياجات الأساسية'.
وعلى الرغم من أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أعطت العائلة مبلغًا ماليًا، فإن 'هناء' أوضحت أن المبلغ لم يكفِ لدفع تكاليف دفع الإيجار في شقة استأجرتها العائلة في بلدة برقين. غضب عارم 'خذلنا، الناس فاض بها الكيل وخرجت للشوارع من الضغط'.. تدفق الغضب من قلب المتضرر حسين ضبايا (30 عامًا) معبرًا عن استيائه من عدم إصلاح بيته المتضرر. ومنذ انتهاء العدوان لم يتسلم ضبايا الذي يسكن بحارة 'السمران' بالمخيم سوى 1500 شيقل وصلت إليه، أول من أمس، ومنذ تضرر بيته لم ينتظر أن يغرق هو وطفلاه أكثر بالمعاناة، فأصلح المنزل على نفقته.
يقول ضبايا لـ'فلسطين': 'أصلحت النوافذ والجدران والأثاث، فلم أستطع انتظار التعويض من الوكالة أو السلطة'، معبرًا عن استهجانه من قيام الطرفين بالبدء في إصلاح الطرقات وترك البيوت. يلقي نظرة أوسع على المعاناة في المخيم 'الكلام ليس مثل العيش، المياه تقطع في بعض المناطق، يذكرني ما جرى باجتياح عام 2002، ترى بيوتًا مدمرة وما زالت على حالها'.
إن كانت عائلة ضبايا تمكنت من إصلاح منزلها، فإن عائلة 'قريمي' التي تعرض منزلها لأضرار كبيرة ما زالت تنتظر. معاناة صعبة بداخل منزل تخترقه فتحات كبيرة أحدثتها القذائف الإسرائيلية، وبيت محترق وملابس طويت على أرضية المنزل، تعيش العائلة التي تسكن قرب الجامع الكبير بالمخيم معاناة صعبة.
وعن سؤال إن كانت حصلت على تعويض تجيب 'أم سلطان' بنبرة يسكنها الأسى لـ'فلسطين': 'لم نرَ شيئًا'، مطالبةً: 'نريد إعمار بيتنا وإصلاح الأثاث حتى نتمكن من السكن، وإغلاق فتحات الجدران، فالأضرار داخل البيت كبيرة، وزوجي متعطل عن العمل، ولا نستطيع إصلاحها'.
'بعدما فتحوا طاقة أمل لنا سكروها'.. بهذا تعبر عن يأسها من الخروج من مستنقع معاناة أجبرها على غسل ملابس العائلة بيديها، بعد تدمير غسالتها الكهربائية، فما زال العدوان يترك بصمته في منزلها، فآثاره لم تُمحَ حتى اليوم، ولم تتسلم أي مبلغ تعويض سوى 1500 شيقل، وصلت إليهم رسالة بتسلمه غدًا. أما والدة الشهيد يوسف شريم فأجرت بعض الإصلاحات لتكمل حياتها، برص حجارة لإغلاق الفتحات في جدران المنزل، بانتظار إصلاح الأضرار التي تعرض لها بفعل العدوان.
من قلب منزل تنبض جدرانه بتضحية الشهيد ودوره في تعزيز المقاومة في المخيم، ينبعث القهر من صوت أمه لـ'فلسطين': 'دخل جيش الاحتلال وفجر الأبواب، دمروا خزانات المياه بهمجية، وما زلنا نحاول إصلاح الأشياء التي نستطيع فعلها لنكمل حياتنا الطبيعية'. كان ابنها الشهيد معيل البيت الأول، ومنذ سبع سنوات يعتقل الاحتلال ابنها 'محمود' (تبقى من حكمه عامان)، ويعتقل ابنها 'بركات' الذي ينتهي حكمه نهاية العام الجاري بعد عامين من الاعتقال.
تقول: 'لم يصل تعويض، ولم نرَ شيئًا، المخيم كله يعاني، قاموا فقط بتعبيد الطرقات'، معبرة عن أملها بإصلاح الأضرار قبل فصل الشتاء.
إجمالي الأضرار ووفق نائب رئيس لجنة الطوارئ والإعمار بمخيم جنين شامي الشامي فإن 395 محلًا تجاريًا و360 سيارة و659 منزلًا تعرضت للهدم الجزئي و53 منزلًا تعرضت للهدم الكلي، فضلًا عن استشهاد 13 مواطنًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وأوضح الشامي لـ'فلسطين' أن الإمارات تعهدت بدفع 15 مليون دولار لـ'أونروا' لإعمار المخيم وتعويض المتضررين وإصلاح البنية التحتية، وتعهدت الجزائر بالتبرع بمبلغ 30 مليون دولار ودفعها للسلطة لإعمار المخيم، أما اليابان فتبرعت بمليون دولار للوكالة، وتركيا بنصف مليون للسلطة. وبين أن السلطة والوكالة تقاسمتا الأدوار، بحيث تتولى الوكالة تعويض بيوت الهدم الجزئي بمبلغ 4 ملايين ونصف المليون دولار، وتتولى حكومة اشتية إصلاح البنية التحتية وتعبيد شوارع وسيارات وبناء 60 بيتًا للهدم الكلي.
التعليقات