أميرة غطاس - على وقع صوت الدوريات الراجلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يتحدّى رامي الزعتري سياساتٍ تهويدية تحاول جرف كل تراثٍ يثبت أحقية الفلسطيني بهذه الأرض.
ففي زاوية مترامية من الزمن، يستقر محل تجاوز عمره المئة عام في أحضان المسجد الإبراهيمي، حاملًا معه قصصًا وحكايات تمنح الشعور بالترحيب لكل زائر يعبر عتباته.
يقول الزعتري: 'محلي يعد من أقدم المحال التجارية في مدينة الخليل، إذ يتجاوز عمره 120 عامًا، وأنا أمثّل الجيل الخامس من الأجيال المتوارثة له، وسنبقى محافظين عليه ونورّثه لأبنائنا وذريّتنا من بعدنا إن شاء الله'.
حلويات منوعة
ويلفت إلى تميز محلّه بتراثه العريق، وصناعة يديه التي امتزجت مع روح المدينة على مر السنين، فمن بين أسواره الباهتة والأسقف الحجرية المنخرطة، يتجول الزائرون بين رفوف تعج بأنواع حلويات شرقية تراثية، تحكي بمذاقها الطيب قصص جيل عريق من الصناعة والتجارة الوطنية.
ويتابع الزعتري الملقّب بـ'العم أبو شادي': 'انفرد محلّنا بالكنافة الفلسطينية الناعمة، التي تتميّز عن غيرها في العجينة، إذ تُصنع من السميد في حين تستخدم بقية المحلات الطحين في صنعها'، لافتًا إلى أن هذا يعطيها مذاقًا مميزًا ومختلفًا يجعلها محطّ الكثير من الزوّار والمحبّين.
وعن خطوات صنع الكنافة التي بها عُرف اسم المحل يسرد: 'أذوّب السمن البلدي الفلسطيني الخالص ثم أسكبه في صينية، وأفردُ العجينة بعد طحنها وتنشيفها، وأغطّي سطح العجينة بالجبن البلدي المصنوع صنع اليد'.
يستعدّ 'العم أبو شادي' إلى وضع الكنافة داخل فرنٍ على درجة حرارة هادئة، وبعد سبع دقائق، يقلب الكنافة في صينية أخرى استعدادًا لوضع 'القَطْر' وهو مزيج بين الماء والسكّر يعطي الكنافة مذاقها الحلو.
في المتجر الصغير يتلاقى التراث الفلسطيني العريق مع نسمات الحداثة والتجدد، ففي حين يتخصص بصنع أنواع مختلفة من الحلويات الشرقية كالكنافة النابلسية، والبقلاوة، والكلّاج، يعمل في الوقت عينه على إرضاء أذواق زبائنه بتحضير وصفات حلويات غربية.
تحدي البقاء
ويصف الزعتري شعور وجوده في محله الأثري 'بالفخر والعزة'، قائلًا: 'محلي تجسيدٌ لروح المكان وذاكرته، وإرثُ يحمل هوية العائلة وتاريخها، ومشوار أجدادي الطويل في مواجهة التحديات والتغيرات'.
أما أبرز التحديات التي يواجهها، فيُحدّث أن المحل يمثل 'صراع وجود' يسعى الاحتلال إلى تهويده، فوجود أوراق بملكيّتنا للمكان تثبت أحقية الفلسطيني بأرضه ومقدساته، وأن المستوطنين الصهاينة أغيار عابرين على زمن فلسطين.
ويتابع: 'لا ينفك الاحتلال عن وضع الحواجز في مداخل البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي، إضافة إلى شارع الشهداء الذي يربط المنطقة كاملة ببعضها'، مؤكدًا أن أصحاب المحلات عزائمهم موجودة وقوية ولن يتخلّوا عن أي شبرٍ من أرضهم.
وأمام محل 'العم أبو شادي'، تجثم مستوطنة 'أبرهم أفينو' التي يُسخّر مستوطنوها وقتهم في سبيل التضييق على سكان البلدة القديمة وزوّارها، إذ يلقونهم بالأوساخ وقاذورات يمنع الاحتلال رفعها أو ترميم الأسقف والرفوف، لافتًا إلى أن زواريب تصريف المياه تسيل من بيوت المستوطنين وتنغّص على المارّين طريقهم وهندامِهم.
رسالة
ويوجه رسالته إلى الفلسطينيين، وتحديدًا سكّان مدينة الخليل: 'البلدة القديمة بحاجة إلى زيارتكم، ومتابعتكم لها يعني حفظها من مطامع الاحتلال ومحاولات القضاء على هذا التراث'، لافتًا إلى أن الاحتلال يعرض شيكات مفتوحة بالمبلغ الذي يريده أصحاب هذه المحلّات مقابل التخلي عنها وبيعها، لكنه خاب وخسئ.
ويشير الزعتري إلى أن وجوده في هذا المحلّ 'وطنيٌ لا ربحي'، إذ يبيع هذه الحلويات بأقل سعر ممكن، هو ما يجعله محطّ اهتمام الزوّار من المناطق كافّة.
ويكمل: 'أوجه دعوتي إلى كل من يعبر عتبات محلي، بأن يستمع إلى صدى الأجيال في الجدران الصخرية، ويسمح لنفسه بأخذ رحلة خيالية إلى عالم مليء بتفاصيل تعكس تفرد المدينة وتاريخها'.
فلسطين
أميرة غطاس - على وقع صوت الدوريات الراجلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يتحدّى رامي الزعتري سياساتٍ تهويدية تحاول جرف كل تراثٍ يثبت أحقية الفلسطيني بهذه الأرض.
ففي زاوية مترامية من الزمن، يستقر محل تجاوز عمره المئة عام في أحضان المسجد الإبراهيمي، حاملًا معه قصصًا وحكايات تمنح الشعور بالترحيب لكل زائر يعبر عتباته.
يقول الزعتري: 'محلي يعد من أقدم المحال التجارية في مدينة الخليل، إذ يتجاوز عمره 120 عامًا، وأنا أمثّل الجيل الخامس من الأجيال المتوارثة له، وسنبقى محافظين عليه ونورّثه لأبنائنا وذريّتنا من بعدنا إن شاء الله'.
حلويات منوعة
ويلفت إلى تميز محلّه بتراثه العريق، وصناعة يديه التي امتزجت مع روح المدينة على مر السنين، فمن بين أسواره الباهتة والأسقف الحجرية المنخرطة، يتجول الزائرون بين رفوف تعج بأنواع حلويات شرقية تراثية، تحكي بمذاقها الطيب قصص جيل عريق من الصناعة والتجارة الوطنية.
ويتابع الزعتري الملقّب بـ'العم أبو شادي': 'انفرد محلّنا بالكنافة الفلسطينية الناعمة، التي تتميّز عن غيرها في العجينة، إذ تُصنع من السميد في حين تستخدم بقية المحلات الطحين في صنعها'، لافتًا إلى أن هذا يعطيها مذاقًا مميزًا ومختلفًا يجعلها محطّ الكثير من الزوّار والمحبّين.
وعن خطوات صنع الكنافة التي بها عُرف اسم المحل يسرد: 'أذوّب السمن البلدي الفلسطيني الخالص ثم أسكبه في صينية، وأفردُ العجينة بعد طحنها وتنشيفها، وأغطّي سطح العجينة بالجبن البلدي المصنوع صنع اليد'.
يستعدّ 'العم أبو شادي' إلى وضع الكنافة داخل فرنٍ على درجة حرارة هادئة، وبعد سبع دقائق، يقلب الكنافة في صينية أخرى استعدادًا لوضع 'القَطْر' وهو مزيج بين الماء والسكّر يعطي الكنافة مذاقها الحلو.
في المتجر الصغير يتلاقى التراث الفلسطيني العريق مع نسمات الحداثة والتجدد، ففي حين يتخصص بصنع أنواع مختلفة من الحلويات الشرقية كالكنافة النابلسية، والبقلاوة، والكلّاج، يعمل في الوقت عينه على إرضاء أذواق زبائنه بتحضير وصفات حلويات غربية.
تحدي البقاء
ويصف الزعتري شعور وجوده في محله الأثري 'بالفخر والعزة'، قائلًا: 'محلي تجسيدٌ لروح المكان وذاكرته، وإرثُ يحمل هوية العائلة وتاريخها، ومشوار أجدادي الطويل في مواجهة التحديات والتغيرات'.
أما أبرز التحديات التي يواجهها، فيُحدّث أن المحل يمثل 'صراع وجود' يسعى الاحتلال إلى تهويده، فوجود أوراق بملكيّتنا للمكان تثبت أحقية الفلسطيني بأرضه ومقدساته، وأن المستوطنين الصهاينة أغيار عابرين على زمن فلسطين.
ويتابع: 'لا ينفك الاحتلال عن وضع الحواجز في مداخل البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي، إضافة إلى شارع الشهداء الذي يربط المنطقة كاملة ببعضها'، مؤكدًا أن أصحاب المحلات عزائمهم موجودة وقوية ولن يتخلّوا عن أي شبرٍ من أرضهم.
وأمام محل 'العم أبو شادي'، تجثم مستوطنة 'أبرهم أفينو' التي يُسخّر مستوطنوها وقتهم في سبيل التضييق على سكان البلدة القديمة وزوّارها، إذ يلقونهم بالأوساخ وقاذورات يمنع الاحتلال رفعها أو ترميم الأسقف والرفوف، لافتًا إلى أن زواريب تصريف المياه تسيل من بيوت المستوطنين وتنغّص على المارّين طريقهم وهندامِهم.
رسالة
ويوجه رسالته إلى الفلسطينيين، وتحديدًا سكّان مدينة الخليل: 'البلدة القديمة بحاجة إلى زيارتكم، ومتابعتكم لها يعني حفظها من مطامع الاحتلال ومحاولات القضاء على هذا التراث'، لافتًا إلى أن الاحتلال يعرض شيكات مفتوحة بالمبلغ الذي يريده أصحاب هذه المحلّات مقابل التخلي عنها وبيعها، لكنه خاب وخسئ.
ويشير الزعتري إلى أن وجوده في هذا المحلّ 'وطنيٌ لا ربحي'، إذ يبيع هذه الحلويات بأقل سعر ممكن، هو ما يجعله محطّ اهتمام الزوّار من المناطق كافّة.
ويكمل: 'أوجه دعوتي إلى كل من يعبر عتبات محلي، بأن يستمع إلى صدى الأجيال في الجدران الصخرية، ويسمح لنفسه بأخذ رحلة خيالية إلى عالم مليء بتفاصيل تعكس تفرد المدينة وتاريخها'.
فلسطين
أميرة غطاس - على وقع صوت الدوريات الراجلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يتحدّى رامي الزعتري سياساتٍ تهويدية تحاول جرف كل تراثٍ يثبت أحقية الفلسطيني بهذه الأرض.
ففي زاوية مترامية من الزمن، يستقر محل تجاوز عمره المئة عام في أحضان المسجد الإبراهيمي، حاملًا معه قصصًا وحكايات تمنح الشعور بالترحيب لكل زائر يعبر عتباته.
يقول الزعتري: 'محلي يعد من أقدم المحال التجارية في مدينة الخليل، إذ يتجاوز عمره 120 عامًا، وأنا أمثّل الجيل الخامس من الأجيال المتوارثة له، وسنبقى محافظين عليه ونورّثه لأبنائنا وذريّتنا من بعدنا إن شاء الله'.
حلويات منوعة
ويلفت إلى تميز محلّه بتراثه العريق، وصناعة يديه التي امتزجت مع روح المدينة على مر السنين، فمن بين أسواره الباهتة والأسقف الحجرية المنخرطة، يتجول الزائرون بين رفوف تعج بأنواع حلويات شرقية تراثية، تحكي بمذاقها الطيب قصص جيل عريق من الصناعة والتجارة الوطنية.
ويتابع الزعتري الملقّب بـ'العم أبو شادي': 'انفرد محلّنا بالكنافة الفلسطينية الناعمة، التي تتميّز عن غيرها في العجينة، إذ تُصنع من السميد في حين تستخدم بقية المحلات الطحين في صنعها'، لافتًا إلى أن هذا يعطيها مذاقًا مميزًا ومختلفًا يجعلها محطّ الكثير من الزوّار والمحبّين.
وعن خطوات صنع الكنافة التي بها عُرف اسم المحل يسرد: 'أذوّب السمن البلدي الفلسطيني الخالص ثم أسكبه في صينية، وأفردُ العجينة بعد طحنها وتنشيفها، وأغطّي سطح العجينة بالجبن البلدي المصنوع صنع اليد'.
يستعدّ 'العم أبو شادي' إلى وضع الكنافة داخل فرنٍ على درجة حرارة هادئة، وبعد سبع دقائق، يقلب الكنافة في صينية أخرى استعدادًا لوضع 'القَطْر' وهو مزيج بين الماء والسكّر يعطي الكنافة مذاقها الحلو.
في المتجر الصغير يتلاقى التراث الفلسطيني العريق مع نسمات الحداثة والتجدد، ففي حين يتخصص بصنع أنواع مختلفة من الحلويات الشرقية كالكنافة النابلسية، والبقلاوة، والكلّاج، يعمل في الوقت عينه على إرضاء أذواق زبائنه بتحضير وصفات حلويات غربية.
تحدي البقاء
ويصف الزعتري شعور وجوده في محله الأثري 'بالفخر والعزة'، قائلًا: 'محلي تجسيدٌ لروح المكان وذاكرته، وإرثُ يحمل هوية العائلة وتاريخها، ومشوار أجدادي الطويل في مواجهة التحديات والتغيرات'.
أما أبرز التحديات التي يواجهها، فيُحدّث أن المحل يمثل 'صراع وجود' يسعى الاحتلال إلى تهويده، فوجود أوراق بملكيّتنا للمكان تثبت أحقية الفلسطيني بأرضه ومقدساته، وأن المستوطنين الصهاينة أغيار عابرين على زمن فلسطين.
ويتابع: 'لا ينفك الاحتلال عن وضع الحواجز في مداخل البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي، إضافة إلى شارع الشهداء الذي يربط المنطقة كاملة ببعضها'، مؤكدًا أن أصحاب المحلات عزائمهم موجودة وقوية ولن يتخلّوا عن أي شبرٍ من أرضهم.
وأمام محل 'العم أبو شادي'، تجثم مستوطنة 'أبرهم أفينو' التي يُسخّر مستوطنوها وقتهم في سبيل التضييق على سكان البلدة القديمة وزوّارها، إذ يلقونهم بالأوساخ وقاذورات يمنع الاحتلال رفعها أو ترميم الأسقف والرفوف، لافتًا إلى أن زواريب تصريف المياه تسيل من بيوت المستوطنين وتنغّص على المارّين طريقهم وهندامِهم.
رسالة
ويوجه رسالته إلى الفلسطينيين، وتحديدًا سكّان مدينة الخليل: 'البلدة القديمة بحاجة إلى زيارتكم، ومتابعتكم لها يعني حفظها من مطامع الاحتلال ومحاولات القضاء على هذا التراث'، لافتًا إلى أن الاحتلال يعرض شيكات مفتوحة بالمبلغ الذي يريده أصحاب هذه المحلّات مقابل التخلي عنها وبيعها، لكنه خاب وخسئ.
ويشير الزعتري إلى أن وجوده في هذا المحلّ 'وطنيٌ لا ربحي'، إذ يبيع هذه الحلويات بأقل سعر ممكن، هو ما يجعله محطّ اهتمام الزوّار من المناطق كافّة.
ويكمل: 'أوجه دعوتي إلى كل من يعبر عتبات محلي، بأن يستمع إلى صدى الأجيال في الجدران الصخرية، ويسمح لنفسه بأخذ رحلة خيالية إلى عالم مليء بتفاصيل تعكس تفرد المدينة وتاريخها'.
فلسطين
التعليقات