يواجه سكان الخرطوم الذين فضلوا البقاء ومواجهة جحيم الحرب، خطراً من نوع آخر وهو فيضان النيل والسيول، بل ليست الخرطوم وحدها هي التي تواجه الأمرين؛ إذ إن مناطق عدة في ولايتي دارفور وكردفان تعاني من الحرب، وتتحسب للخطر المقبل من السماء، الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.
وليس جديداً أن يواجه السودان خطر السيول التي دأبت على قتل العشرات، وهدم مئات المنازل على رؤوس ساكنيها، وتحول الشوارع إلى بحيرات، لكن الجديد أن يواجه السكان خطر السيول والحرب معاً.
وقال مدير شرطة الدفاع المدني الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط»، إن قراءات المناخ الصادرة عن هيئة الإرصاد الجوي ووزارة الري، تشير إلى أن خريف هذا العام والفيضان سيكونان فوق المعدل المعتاد، بينما حالت المعارك العنيفة في العاصمة الخرطوم دون تأمين بعض المواقع التي تتسرب عبرها مياه الفيضان. وأكد عطا أن قواته «تسعى للعمل في المناطق التي تشهد استقراراً في مدينة أمدرمان».
وتشهد مناطق كثيرة على شريط النيل في الخرطوم اشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع». ويهدد الفيضان المنطقة الممتدة من شرق النيل إلى الأحياء القريبة من مقر القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي والوزارات المطلة على النيل الأزرق. وعادة كان يتم التحسب للفيضان بوضع سدود ترابية، لكن الحرب حالت هذا العام دون تحصين ضفتي النيل.
أما المناطق البعيدة عن النهر، فسكانها يعيشون قلقاً بسبب السيول التي تندفع فجأة من الوديان ومجاري السيل باتجاه المناطق المنخفضة، وتجرف في طريقها المساكن والمنشآت، ما يؤدي إلى مقتل العشرات وإحداث خراب ودمار في المنطقة، خصوصاً أن بعض المناطق السكنية مشيدة أصلاً في مجاري السيل أو قريباً منها أو في مناطق منخفضة، ولا ترغب السلطات في ترحيلها، بل تكتفي بوضع حواجز ترابية يمكن أن يجرفها تيار المياه المندفع.
مواقع مهمة
ويخشى ياسين أحمد الخطر القادم بقوة نحو الخرطوم التي أحرقتها أسلحة المتحاربين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة التي تحولت بعض جدران مبانيها إلى سخام أسود ودمار ناتج عن القصف الجوي والمدفي أصبحت مهددة أيضاً بالغرق. وأضاف: «لكن المتحاربين لا يفكرون إلاّ في هزيمة بعضهم البعض، ولا يهتمون لسقوط لمكان قذائفهم، ويغضون النظر عمن تقتل أسلحتهم من المدنيين، كما لا يهمهم إذا تضرر السكان من السيول، فهذا الأمر لا يعنيهم إطلاقاً». وقالت أيضاً نهال النور: «حتى لا يكون المواطن ضحية الحروب والفيضانات، يجب وضع حلول عملية لهذه المخاطر المتكررة».
ويعد شارع «النيل» أحد أهم شوارع الخرطوم؛ إذ تتوزع على جانبه منشآت حيوية مثل القصر الرئاسي ومجلس الوزراء وعدد من الوزارات. ورغم أهميته فإن مياه النيل تتخطى الحواجز الخرسانية إذا ارتفع المنسوب عن مستواه المعتاد، فتضطر السلطات إلى وضع حواجز من جوالات الرمل. كما يهدد النهر بصفة مستديمة جزيرة «توتي» الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والنيل الأزرق، لكنها هذا العام أصبحت محاصرة بالحرب والفيضان.
ويقول خبراء إن معدل هطول الأمطار في الخرطوم حتى الآن بين متوسط وغزير، لكن مع سوء تصريف المياه بسبب تعطل الخدمات العادية، تتفاقم المشكلة وتخلق مشكلات بيئية إضافية مثل تكاثر الذباب والحشرات ومخاطر خراب البيئة. وكان المواطنون عادة يردمون برك المياه القريبة من منازلهم، لكن مع الحرب فهذا الجهد الشعبي أضحى غير متاح، ما ينذر بمخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض، لا سيما مع انتشار الجثث المتحللة في الشوارع وتلك التي دُفنت على عجل في مناطق قريبة من المنازل أو داخلها لعدم استطاعة ذويه من الوصول إلى المقابر بسبب الاقتتال الدائر في الشوارع.
كوارث متوقعة
وأوضح الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط» أن شرطة الطوارئ وفرت بعض المعينات ومعدات الإيواء، وتعمل على توزيعها على ولايات البلاد، كما أن سلطات الدفاع المدني تسعى إلى تقوية الحواجز الرملية قرب بعض المناطق لمواجهة مخاطر الفيضان والسيول. وأضاف أن «وزير الداخلية وجه بتسخير كل إمكانات المجلس القومي للدفاع المدني وغرف العمليات، لاتخاذ إجراءات مبكرة واستباقية لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وتم تكوين غرف عمليات في الولايات للتنسيق مع الغرفة المركزية الطوارئ في العاصمة الخرطوم».
وقالت الصحافية المختصة بالحوادث، هاجر سليمان، لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الدفاع المدنى بالتنسيق والتعاون مع هيئة البنى التحتية في ولاية الخرطوم، درجت على تسجيل زيارات للمناطق الهشاشة السنوية في نهاية شهر أبريل (نيسان)، ويتم إجراء صيانات لتلك المناطق وتعلية الحواجز الرملية لمجابهة أية زيادات في مستوى مياه النيل في الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، لكن هذا العام لم تستطع حكومة الخرطوم وقوات الدفاع المدنى تسجيل زيارة للوقوف على مناطق الهشاشة وإجراء الصيانات الموسمية بسبب الحرب، خصوصاً أن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة في أغلب مناطق الهشاشة مثل الكلاكلة وأبو آدم ومقرن النيلين، وتهدد المارة بشارع النيل، ما يصعب مهمة إجراء الصيانات في تلك المناطق.
الفيضان يهدد الشمال
ولم تستبعد هاجر حدوث كارثة حقيقية تغرق بسببها مناطق واسعة من الولاية، أو حدوث فيضانات وسيول مدمرة، لا سيما أن التوقعات المناخية تقول إن أمطاراً فوق المعدل يتوقع هطولها. وأضافت أن مناطق الهشاشة على طول الشريط على النيلين الأبيض والأزرق في ولاية الخرطوم ظلت تشكل تهديداً أمنياً للعاصمة، خصوصاً المناطق أسفل جسر «الفتيحاب» وأحياء الكلاكلات والعزوزاب وجسر «المنشية» وحي سوبا وعدد من المناطق على النيل الأزرق، فضلاً على مناطق ود رملي والفكي هاشم وبعض المواقع على امتداد نهر النيل شمال مدينة بحري. وفي الأسبوع الماضي، غمرت السيول والأمطار مناطق في الولاية الشمالية، أدت إلى سقوط أكثر من 300 منزل، وأحدثت تلفاً في المزارع.
يواجه سكان الخرطوم الذين فضلوا البقاء ومواجهة جحيم الحرب، خطراً من نوع آخر وهو فيضان النيل والسيول، بل ليست الخرطوم وحدها هي التي تواجه الأمرين؛ إذ إن مناطق عدة في ولايتي دارفور وكردفان تعاني من الحرب، وتتحسب للخطر المقبل من السماء، الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.
وليس جديداً أن يواجه السودان خطر السيول التي دأبت على قتل العشرات، وهدم مئات المنازل على رؤوس ساكنيها، وتحول الشوارع إلى بحيرات، لكن الجديد أن يواجه السكان خطر السيول والحرب معاً.
وقال مدير شرطة الدفاع المدني الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط»، إن قراءات المناخ الصادرة عن هيئة الإرصاد الجوي ووزارة الري، تشير إلى أن خريف هذا العام والفيضان سيكونان فوق المعدل المعتاد، بينما حالت المعارك العنيفة في العاصمة الخرطوم دون تأمين بعض المواقع التي تتسرب عبرها مياه الفيضان. وأكد عطا أن قواته «تسعى للعمل في المناطق التي تشهد استقراراً في مدينة أمدرمان».
وتشهد مناطق كثيرة على شريط النيل في الخرطوم اشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع». ويهدد الفيضان المنطقة الممتدة من شرق النيل إلى الأحياء القريبة من مقر القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي والوزارات المطلة على النيل الأزرق. وعادة كان يتم التحسب للفيضان بوضع سدود ترابية، لكن الحرب حالت هذا العام دون تحصين ضفتي النيل.
أما المناطق البعيدة عن النهر، فسكانها يعيشون قلقاً بسبب السيول التي تندفع فجأة من الوديان ومجاري السيل باتجاه المناطق المنخفضة، وتجرف في طريقها المساكن والمنشآت، ما يؤدي إلى مقتل العشرات وإحداث خراب ودمار في المنطقة، خصوصاً أن بعض المناطق السكنية مشيدة أصلاً في مجاري السيل أو قريباً منها أو في مناطق منخفضة، ولا ترغب السلطات في ترحيلها، بل تكتفي بوضع حواجز ترابية يمكن أن يجرفها تيار المياه المندفع.
مواقع مهمة
ويخشى ياسين أحمد الخطر القادم بقوة نحو الخرطوم التي أحرقتها أسلحة المتحاربين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة التي تحولت بعض جدران مبانيها إلى سخام أسود ودمار ناتج عن القصف الجوي والمدفي أصبحت مهددة أيضاً بالغرق. وأضاف: «لكن المتحاربين لا يفكرون إلاّ في هزيمة بعضهم البعض، ولا يهتمون لسقوط لمكان قذائفهم، ويغضون النظر عمن تقتل أسلحتهم من المدنيين، كما لا يهمهم إذا تضرر السكان من السيول، فهذا الأمر لا يعنيهم إطلاقاً». وقالت أيضاً نهال النور: «حتى لا يكون المواطن ضحية الحروب والفيضانات، يجب وضع حلول عملية لهذه المخاطر المتكررة».
ويعد شارع «النيل» أحد أهم شوارع الخرطوم؛ إذ تتوزع على جانبه منشآت حيوية مثل القصر الرئاسي ومجلس الوزراء وعدد من الوزارات. ورغم أهميته فإن مياه النيل تتخطى الحواجز الخرسانية إذا ارتفع المنسوب عن مستواه المعتاد، فتضطر السلطات إلى وضع حواجز من جوالات الرمل. كما يهدد النهر بصفة مستديمة جزيرة «توتي» الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والنيل الأزرق، لكنها هذا العام أصبحت محاصرة بالحرب والفيضان.
ويقول خبراء إن معدل هطول الأمطار في الخرطوم حتى الآن بين متوسط وغزير، لكن مع سوء تصريف المياه بسبب تعطل الخدمات العادية، تتفاقم المشكلة وتخلق مشكلات بيئية إضافية مثل تكاثر الذباب والحشرات ومخاطر خراب البيئة. وكان المواطنون عادة يردمون برك المياه القريبة من منازلهم، لكن مع الحرب فهذا الجهد الشعبي أضحى غير متاح، ما ينذر بمخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض، لا سيما مع انتشار الجثث المتحللة في الشوارع وتلك التي دُفنت على عجل في مناطق قريبة من المنازل أو داخلها لعدم استطاعة ذويه من الوصول إلى المقابر بسبب الاقتتال الدائر في الشوارع.
كوارث متوقعة
وأوضح الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط» أن شرطة الطوارئ وفرت بعض المعينات ومعدات الإيواء، وتعمل على توزيعها على ولايات البلاد، كما أن سلطات الدفاع المدني تسعى إلى تقوية الحواجز الرملية قرب بعض المناطق لمواجهة مخاطر الفيضان والسيول. وأضاف أن «وزير الداخلية وجه بتسخير كل إمكانات المجلس القومي للدفاع المدني وغرف العمليات، لاتخاذ إجراءات مبكرة واستباقية لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وتم تكوين غرف عمليات في الولايات للتنسيق مع الغرفة المركزية الطوارئ في العاصمة الخرطوم».
وقالت الصحافية المختصة بالحوادث، هاجر سليمان، لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الدفاع المدنى بالتنسيق والتعاون مع هيئة البنى التحتية في ولاية الخرطوم، درجت على تسجيل زيارات للمناطق الهشاشة السنوية في نهاية شهر أبريل (نيسان)، ويتم إجراء صيانات لتلك المناطق وتعلية الحواجز الرملية لمجابهة أية زيادات في مستوى مياه النيل في الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، لكن هذا العام لم تستطع حكومة الخرطوم وقوات الدفاع المدنى تسجيل زيارة للوقوف على مناطق الهشاشة وإجراء الصيانات الموسمية بسبب الحرب، خصوصاً أن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة في أغلب مناطق الهشاشة مثل الكلاكلة وأبو آدم ومقرن النيلين، وتهدد المارة بشارع النيل، ما يصعب مهمة إجراء الصيانات في تلك المناطق.
الفيضان يهدد الشمال
ولم تستبعد هاجر حدوث كارثة حقيقية تغرق بسببها مناطق واسعة من الولاية، أو حدوث فيضانات وسيول مدمرة، لا سيما أن التوقعات المناخية تقول إن أمطاراً فوق المعدل يتوقع هطولها. وأضافت أن مناطق الهشاشة على طول الشريط على النيلين الأبيض والأزرق في ولاية الخرطوم ظلت تشكل تهديداً أمنياً للعاصمة، خصوصاً المناطق أسفل جسر «الفتيحاب» وأحياء الكلاكلات والعزوزاب وجسر «المنشية» وحي سوبا وعدد من المناطق على النيل الأزرق، فضلاً على مناطق ود رملي والفكي هاشم وبعض المواقع على امتداد نهر النيل شمال مدينة بحري. وفي الأسبوع الماضي، غمرت السيول والأمطار مناطق في الولاية الشمالية، أدت إلى سقوط أكثر من 300 منزل، وأحدثت تلفاً في المزارع.
يواجه سكان الخرطوم الذين فضلوا البقاء ومواجهة جحيم الحرب، خطراً من نوع آخر وهو فيضان النيل والسيول، بل ليست الخرطوم وحدها هي التي تواجه الأمرين؛ إذ إن مناطق عدة في ولايتي دارفور وكردفان تعاني من الحرب، وتتحسب للخطر المقبل من السماء، الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.
وليس جديداً أن يواجه السودان خطر السيول التي دأبت على قتل العشرات، وهدم مئات المنازل على رؤوس ساكنيها، وتحول الشوارع إلى بحيرات، لكن الجديد أن يواجه السكان خطر السيول والحرب معاً.
وقال مدير شرطة الدفاع المدني الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط»، إن قراءات المناخ الصادرة عن هيئة الإرصاد الجوي ووزارة الري، تشير إلى أن خريف هذا العام والفيضان سيكونان فوق المعدل المعتاد، بينما حالت المعارك العنيفة في العاصمة الخرطوم دون تأمين بعض المواقع التي تتسرب عبرها مياه الفيضان. وأكد عطا أن قواته «تسعى للعمل في المناطق التي تشهد استقراراً في مدينة أمدرمان».
وتشهد مناطق كثيرة على شريط النيل في الخرطوم اشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع». ويهدد الفيضان المنطقة الممتدة من شرق النيل إلى الأحياء القريبة من مقر القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي والوزارات المطلة على النيل الأزرق. وعادة كان يتم التحسب للفيضان بوضع سدود ترابية، لكن الحرب حالت هذا العام دون تحصين ضفتي النيل.
أما المناطق البعيدة عن النهر، فسكانها يعيشون قلقاً بسبب السيول التي تندفع فجأة من الوديان ومجاري السيل باتجاه المناطق المنخفضة، وتجرف في طريقها المساكن والمنشآت، ما يؤدي إلى مقتل العشرات وإحداث خراب ودمار في المنطقة، خصوصاً أن بعض المناطق السكنية مشيدة أصلاً في مجاري السيل أو قريباً منها أو في مناطق منخفضة، ولا ترغب السلطات في ترحيلها، بل تكتفي بوضع حواجز ترابية يمكن أن يجرفها تيار المياه المندفع.
مواقع مهمة
ويخشى ياسين أحمد الخطر القادم بقوة نحو الخرطوم التي أحرقتها أسلحة المتحاربين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة التي تحولت بعض جدران مبانيها إلى سخام أسود ودمار ناتج عن القصف الجوي والمدفي أصبحت مهددة أيضاً بالغرق. وأضاف: «لكن المتحاربين لا يفكرون إلاّ في هزيمة بعضهم البعض، ولا يهتمون لسقوط لمكان قذائفهم، ويغضون النظر عمن تقتل أسلحتهم من المدنيين، كما لا يهمهم إذا تضرر السكان من السيول، فهذا الأمر لا يعنيهم إطلاقاً». وقالت أيضاً نهال النور: «حتى لا يكون المواطن ضحية الحروب والفيضانات، يجب وضع حلول عملية لهذه المخاطر المتكررة».
ويعد شارع «النيل» أحد أهم شوارع الخرطوم؛ إذ تتوزع على جانبه منشآت حيوية مثل القصر الرئاسي ومجلس الوزراء وعدد من الوزارات. ورغم أهميته فإن مياه النيل تتخطى الحواجز الخرسانية إذا ارتفع المنسوب عن مستواه المعتاد، فتضطر السلطات إلى وضع حواجز من جوالات الرمل. كما يهدد النهر بصفة مستديمة جزيرة «توتي» الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والنيل الأزرق، لكنها هذا العام أصبحت محاصرة بالحرب والفيضان.
ويقول خبراء إن معدل هطول الأمطار في الخرطوم حتى الآن بين متوسط وغزير، لكن مع سوء تصريف المياه بسبب تعطل الخدمات العادية، تتفاقم المشكلة وتخلق مشكلات بيئية إضافية مثل تكاثر الذباب والحشرات ومخاطر خراب البيئة. وكان المواطنون عادة يردمون برك المياه القريبة من منازلهم، لكن مع الحرب فهذا الجهد الشعبي أضحى غير متاح، ما ينذر بمخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض، لا سيما مع انتشار الجثث المتحللة في الشوارع وتلك التي دُفنت على عجل في مناطق قريبة من المنازل أو داخلها لعدم استطاعة ذويه من الوصول إلى المقابر بسبب الاقتتال الدائر في الشوارع.
كوارث متوقعة
وأوضح الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط» أن شرطة الطوارئ وفرت بعض المعينات ومعدات الإيواء، وتعمل على توزيعها على ولايات البلاد، كما أن سلطات الدفاع المدني تسعى إلى تقوية الحواجز الرملية قرب بعض المناطق لمواجهة مخاطر الفيضان والسيول. وأضاف أن «وزير الداخلية وجه بتسخير كل إمكانات المجلس القومي للدفاع المدني وغرف العمليات، لاتخاذ إجراءات مبكرة واستباقية لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وتم تكوين غرف عمليات في الولايات للتنسيق مع الغرفة المركزية الطوارئ في العاصمة الخرطوم».
وقالت الصحافية المختصة بالحوادث، هاجر سليمان، لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الدفاع المدنى بالتنسيق والتعاون مع هيئة البنى التحتية في ولاية الخرطوم، درجت على تسجيل زيارات للمناطق الهشاشة السنوية في نهاية شهر أبريل (نيسان)، ويتم إجراء صيانات لتلك المناطق وتعلية الحواجز الرملية لمجابهة أية زيادات في مستوى مياه النيل في الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، لكن هذا العام لم تستطع حكومة الخرطوم وقوات الدفاع المدنى تسجيل زيارة للوقوف على مناطق الهشاشة وإجراء الصيانات الموسمية بسبب الحرب، خصوصاً أن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة في أغلب مناطق الهشاشة مثل الكلاكلة وأبو آدم ومقرن النيلين، وتهدد المارة بشارع النيل، ما يصعب مهمة إجراء الصيانات في تلك المناطق.
الفيضان يهدد الشمال
ولم تستبعد هاجر حدوث كارثة حقيقية تغرق بسببها مناطق واسعة من الولاية، أو حدوث فيضانات وسيول مدمرة، لا سيما أن التوقعات المناخية تقول إن أمطاراً فوق المعدل يتوقع هطولها. وأضافت أن مناطق الهشاشة على طول الشريط على النيلين الأبيض والأزرق في ولاية الخرطوم ظلت تشكل تهديداً أمنياً للعاصمة، خصوصاً المناطق أسفل جسر «الفتيحاب» وأحياء الكلاكلات والعزوزاب وجسر «المنشية» وحي سوبا وعدد من المناطق على النيل الأزرق، فضلاً على مناطق ود رملي والفكي هاشم وبعض المواقع على امتداد نهر النيل شمال مدينة بحري. وفي الأسبوع الماضي، غمرت السيول والأمطار مناطق في الولاية الشمالية، أدت إلى سقوط أكثر من 300 منزل، وأحدثت تلفاً في المزارع.
التعليقات