يعد اضطراب عناد الأطفال ظاهرة مزعجة للعديد من الأسر، وتنعكس، بمرور الوقت، بشدة على التصرفات، خصوصا في السنوات الأولى من عمر الطفل.
والعناد سلوك يركز على نزعة الطفل إلى مخالفة الوالدين باستمرار، وتأكيد مواقف له تتنافى مع مواقفهما ورغباتهما وأوامرهما ونواهيهما. وقد يتطور العناد فيتحول إلى شكل عدائي، كأن يوجه الطفل سلوكه العدواني تجاه الإخوة في البيت أو التصرف عكس المطلوب منه، إضافة للبكاء، أو أن يقوم بحركات عشوائية انفعالية، وقد يصمت لفترة طويلة على سبيل الاعتراض، وقد يبادر إلى تعمد إيذاء نفسه كأن يضرب رأسه بالحائط أو بعض أصابعه أو يده.
يعرف علماء النفس العناد بأنه: موقف نظري تجاه مسألة أو موقف معين، بحيث يكون الشخص المعاند في موقف المعارضة والرفض.
من أهم العوامل التي تزيد من تصرفات العناد لدى الأطفال:
- عوامل داخلية: وهي العوامل التي تؤثر على ظاهرة العناد عند الطفل من داخله، كالعوامل الوراثية والذكاء وغيرهما، فمثلاً قد يؤثر المزاج العصبي الموجود عند أحد الوالدين في بروز حدة العناد عند طفلهما.
وهذه العوامل قد تتحول إلى عوامل ضغط خارجية على الطفل، كما قد تتسيب في ظهور العديد من الاضطرابات النفسية.
- عوامل خارجية: وهي العوامل التي تؤثر على الطفل من البيئة الخارجية المحيطة بالطفل نتيجة تصرف الوالدين والأهل، مما يتسبب في زيادة الضغوط على الطفل، وبالتالي تزيد من عدم الاهتمام وأحياناً أخرى العدوانية والعنف؛ ومنها:
* الإهمال: يؤدي إهمال الوالدين لطفلهما إلى أن يتحول بالتدريج إلى شخص معاند وكثير الإلحاح، وهذا الإهمال له أسباب متباينة، منها كثرة مشاكلهما ومشاغلهما، وعدم وجود الوقت الكافي للاهتمام بالأولاد، خاصة في الأسر كثيرة الأطفال.
* الحرمان: وهو بكل أشكاله يخلق حالات العناد وخاصة الحرمان من حنان الأمومة، وهو ما يحتمل أن يؤدي في بعض الحالات لإيجاد ميول عدوانية. تشتد حالة العناد حينما يدرك الطفل أنه قادر من خلالها على تحقيق مطالبه، وكذلك الحال عند حرمان الطفل من التحرك وتقييد حريته، وهذا يعد بذاته صعوبة أخرى في هذا المجال.
* قسوة الوالدين: في بعض الحالات، يتهرب الطفل من والديه إذا كانا يتصفان بالقسوة؛ فالطفل مجبول على عدم الخضوع ولا يرتضي إطاعة الأوامر والنواهي، ويرى فيها عاملا يتعارض مع استقلاليته، ولذلك ينتهج أسلوب العناد للتخلص منها.
تأثير التلفاز على ظاهرة العناد لدى الأطفال
عندما نشاهد البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال، وخاصة الرسوم المتحركة، سنجد بعضها منصبا على إبراز المواقف العنادية، فهناك الشخصية الشريرة التي تعاند الشخصية الخيرة والشخصية الشديدة التي تشاكس الشخصية اللطيفة، وغيرها من النماذج التي تسجد العناد أو السخرية أو العدوانية.. وكل هذه النماذج تستثير الطفل، فيحاول أن يقلدها ويتمثلها في سلوكه أثناء تفاعله مع الآخرين؛ أي عن طريق نمذجة الطفل للسلوك الذي يشاهده.
الأساليب العلاجية لعلاج سلوك العناد
- العلاج الفردي: غالباً ما تكون العلاقة بين الطفل ووالديه أو معلميه قد وصلت إلى طريق مسدود، لذلك يصبح من المفيد دخول طرف آخر محايد وموضوعي ومنطقي ومتفهم ومتقبل، وهذا هو دور المعالج النفسي الذي يعقد مع الطفل جلسات نفسية وفردية عدة للتعرف على مصدر الشكوى والأسباب التي تدعوه للإصرار على هذا السلوك والتمسك به. وعلى المعالج ألا يعمل على إحداث تغيرات سطحية سريعة ووقتية في الطفل، وإنما يسعى إلى تعليمه مهارات جديدة في كيفية التفكير والتواصل والتفاعل مع الآخرين بهدوء ومن دون اللجوء إلى العناد أو العدوان.
- العلاج السلوكي: وفقاً لوجهة نظر المدرسة السلوكية، يعد سلوك العناد سلوكاً تم تدعيمه وترسيخه دون وعي من الأسرة أو من البيئة المحيطة بالطفل، لذلك فالعلاج في نظر أصحاب المدرسة السلوكية هو إعادة عملية التربية للطفل في ظروف مختلفة طبقاً لمبدأ الثواب والعقاب، بحيث يدرب الوالدان على تشجيع وتدعيم الاستجابات الجيدة من الطفل وإهمال الاستجابات السيئة، وبذلك تحدث فرصة لنمو السلوكيات المرغوبة، وهذا العلاج يحتاج لنشاط خاص للوالدين، وربما يحتاج لأن يقضي الطفل بعض الوقت في وسط علاجي مناسب بعيداً عن بيئته الأسرية لكي يتعلم أنماطاً سلوكية جديدة في ظروف أفضل
- الإرشاد الأسري: وهو نوع من العلاج التعليمي والتوجيهي للوالدين فيما يخص أسباب العناد عند الطفل وطرق التعامل الصحيحة، وهو يفيد إذا كان الوالدان مثقفين ولديهما المرونة الكافية لتقبل فكرة أن هناك خطأ ما قد حدث في تربية الطفل، وهذا الخطأ يمكن تصحيحه ببعض التعديلات في العلاقات داخل الأسرة، وعلى المعالج أن يكون حكيماً بالقدر الكافي، فلا يوجه اللوم إلى الوالدين أو يتهمهما بالجهل أو التقصير (سواء بشكل مباشر أم غير مباشر).
ويمكن القول إن استخدام نمط واحد من العلاج لا يأتي دائما بالنتيجة المرجوة، بل لا بد من استخدام أكثر من فنية علاجية للتعامل مع هذه الظاهرة المعقدة.
إرشادات للوالدين للوقاية أو تخفيف/خفض حدة سلوك العناد لدى الأطفال
1. ينبغي على الوالدين أن يتحليا بالصبر في التعامل مع الطفل والحسم في الوقت نفسه، وألا يقابلا صراخه بصراخ وعناده بعناد مثله.
2. يجب أن يحرص الأب أو الأم على جذب انتباه الطفل في البداية، كأن يقدما له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة أو قطعة حلوى، ثم إعطاء الأوامر له بأسلوب لطيف.
3. على الوالدين تقديم الأوامر للطفل بهدوء ولطف ومن دون تشدد أو تسلط، والربت على كتفه أو احتضان الطفل بحنان، ثم الطلب من الطفل القيام ببعض الأعمال المراد منه أن يقوم بها.
4. تجنب الوالدين إعطاء أوامر كثيرة في الوقت نفسه، بل يمكنك تجزئة الأوامر وإعطاؤها للطفل على فترات متقطعة.
5. تجنب الوالدين اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل السلوك عند الطفل.
6. يجب أن تثبت/تثبتي في إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد فترة قصيرة.
7. فكر في ما يطلبه طفلك، فإن كان ما يطلبه يشبع احتياجاً ضرورياً لديه، وفي الوقت نفسه ليس أمراً مستهجناً؛ كاختياره لملابسه أو لطريقة تسريحة شعره، فدعه/دعيه يتخذ قراره بنفسه.
8. يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
9. يجب عليك متابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيداً عن السيطرة، مثلاً يجب عليك أن تتابعيه في حالة طلبك منه أداء الواجب المدرسي.
*ماجستير تربية خاصة
الغد
يعد اضطراب عناد الأطفال ظاهرة مزعجة للعديد من الأسر، وتنعكس، بمرور الوقت، بشدة على التصرفات، خصوصا في السنوات الأولى من عمر الطفل.
والعناد سلوك يركز على نزعة الطفل إلى مخالفة الوالدين باستمرار، وتأكيد مواقف له تتنافى مع مواقفهما ورغباتهما وأوامرهما ونواهيهما. وقد يتطور العناد فيتحول إلى شكل عدائي، كأن يوجه الطفل سلوكه العدواني تجاه الإخوة في البيت أو التصرف عكس المطلوب منه، إضافة للبكاء، أو أن يقوم بحركات عشوائية انفعالية، وقد يصمت لفترة طويلة على سبيل الاعتراض، وقد يبادر إلى تعمد إيذاء نفسه كأن يضرب رأسه بالحائط أو بعض أصابعه أو يده.
يعرف علماء النفس العناد بأنه: موقف نظري تجاه مسألة أو موقف معين، بحيث يكون الشخص المعاند في موقف المعارضة والرفض.
من أهم العوامل التي تزيد من تصرفات العناد لدى الأطفال:
- عوامل داخلية: وهي العوامل التي تؤثر على ظاهرة العناد عند الطفل من داخله، كالعوامل الوراثية والذكاء وغيرهما، فمثلاً قد يؤثر المزاج العصبي الموجود عند أحد الوالدين في بروز حدة العناد عند طفلهما.
وهذه العوامل قد تتحول إلى عوامل ضغط خارجية على الطفل، كما قد تتسيب في ظهور العديد من الاضطرابات النفسية.
- عوامل خارجية: وهي العوامل التي تؤثر على الطفل من البيئة الخارجية المحيطة بالطفل نتيجة تصرف الوالدين والأهل، مما يتسبب في زيادة الضغوط على الطفل، وبالتالي تزيد من عدم الاهتمام وأحياناً أخرى العدوانية والعنف؛ ومنها:
* الإهمال: يؤدي إهمال الوالدين لطفلهما إلى أن يتحول بالتدريج إلى شخص معاند وكثير الإلحاح، وهذا الإهمال له أسباب متباينة، منها كثرة مشاكلهما ومشاغلهما، وعدم وجود الوقت الكافي للاهتمام بالأولاد، خاصة في الأسر كثيرة الأطفال.
* الحرمان: وهو بكل أشكاله يخلق حالات العناد وخاصة الحرمان من حنان الأمومة، وهو ما يحتمل أن يؤدي في بعض الحالات لإيجاد ميول عدوانية. تشتد حالة العناد حينما يدرك الطفل أنه قادر من خلالها على تحقيق مطالبه، وكذلك الحال عند حرمان الطفل من التحرك وتقييد حريته، وهذا يعد بذاته صعوبة أخرى في هذا المجال.
* قسوة الوالدين: في بعض الحالات، يتهرب الطفل من والديه إذا كانا يتصفان بالقسوة؛ فالطفل مجبول على عدم الخضوع ولا يرتضي إطاعة الأوامر والنواهي، ويرى فيها عاملا يتعارض مع استقلاليته، ولذلك ينتهج أسلوب العناد للتخلص منها.
تأثير التلفاز على ظاهرة العناد لدى الأطفال
عندما نشاهد البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال، وخاصة الرسوم المتحركة، سنجد بعضها منصبا على إبراز المواقف العنادية، فهناك الشخصية الشريرة التي تعاند الشخصية الخيرة والشخصية الشديدة التي تشاكس الشخصية اللطيفة، وغيرها من النماذج التي تسجد العناد أو السخرية أو العدوانية.. وكل هذه النماذج تستثير الطفل، فيحاول أن يقلدها ويتمثلها في سلوكه أثناء تفاعله مع الآخرين؛ أي عن طريق نمذجة الطفل للسلوك الذي يشاهده.
الأساليب العلاجية لعلاج سلوك العناد
- العلاج الفردي: غالباً ما تكون العلاقة بين الطفل ووالديه أو معلميه قد وصلت إلى طريق مسدود، لذلك يصبح من المفيد دخول طرف آخر محايد وموضوعي ومنطقي ومتفهم ومتقبل، وهذا هو دور المعالج النفسي الذي يعقد مع الطفل جلسات نفسية وفردية عدة للتعرف على مصدر الشكوى والأسباب التي تدعوه للإصرار على هذا السلوك والتمسك به. وعلى المعالج ألا يعمل على إحداث تغيرات سطحية سريعة ووقتية في الطفل، وإنما يسعى إلى تعليمه مهارات جديدة في كيفية التفكير والتواصل والتفاعل مع الآخرين بهدوء ومن دون اللجوء إلى العناد أو العدوان.
- العلاج السلوكي: وفقاً لوجهة نظر المدرسة السلوكية، يعد سلوك العناد سلوكاً تم تدعيمه وترسيخه دون وعي من الأسرة أو من البيئة المحيطة بالطفل، لذلك فالعلاج في نظر أصحاب المدرسة السلوكية هو إعادة عملية التربية للطفل في ظروف مختلفة طبقاً لمبدأ الثواب والعقاب، بحيث يدرب الوالدان على تشجيع وتدعيم الاستجابات الجيدة من الطفل وإهمال الاستجابات السيئة، وبذلك تحدث فرصة لنمو السلوكيات المرغوبة، وهذا العلاج يحتاج لنشاط خاص للوالدين، وربما يحتاج لأن يقضي الطفل بعض الوقت في وسط علاجي مناسب بعيداً عن بيئته الأسرية لكي يتعلم أنماطاً سلوكية جديدة في ظروف أفضل
- الإرشاد الأسري: وهو نوع من العلاج التعليمي والتوجيهي للوالدين فيما يخص أسباب العناد عند الطفل وطرق التعامل الصحيحة، وهو يفيد إذا كان الوالدان مثقفين ولديهما المرونة الكافية لتقبل فكرة أن هناك خطأ ما قد حدث في تربية الطفل، وهذا الخطأ يمكن تصحيحه ببعض التعديلات في العلاقات داخل الأسرة، وعلى المعالج أن يكون حكيماً بالقدر الكافي، فلا يوجه اللوم إلى الوالدين أو يتهمهما بالجهل أو التقصير (سواء بشكل مباشر أم غير مباشر).
ويمكن القول إن استخدام نمط واحد من العلاج لا يأتي دائما بالنتيجة المرجوة، بل لا بد من استخدام أكثر من فنية علاجية للتعامل مع هذه الظاهرة المعقدة.
إرشادات للوالدين للوقاية أو تخفيف/خفض حدة سلوك العناد لدى الأطفال
1. ينبغي على الوالدين أن يتحليا بالصبر في التعامل مع الطفل والحسم في الوقت نفسه، وألا يقابلا صراخه بصراخ وعناده بعناد مثله.
2. يجب أن يحرص الأب أو الأم على جذب انتباه الطفل في البداية، كأن يقدما له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة أو قطعة حلوى، ثم إعطاء الأوامر له بأسلوب لطيف.
3. على الوالدين تقديم الأوامر للطفل بهدوء ولطف ومن دون تشدد أو تسلط، والربت على كتفه أو احتضان الطفل بحنان، ثم الطلب من الطفل القيام ببعض الأعمال المراد منه أن يقوم بها.
4. تجنب الوالدين إعطاء أوامر كثيرة في الوقت نفسه، بل يمكنك تجزئة الأوامر وإعطاؤها للطفل على فترات متقطعة.
5. تجنب الوالدين اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل السلوك عند الطفل.
6. يجب أن تثبت/تثبتي في إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد فترة قصيرة.
7. فكر في ما يطلبه طفلك، فإن كان ما يطلبه يشبع احتياجاً ضرورياً لديه، وفي الوقت نفسه ليس أمراً مستهجناً؛ كاختياره لملابسه أو لطريقة تسريحة شعره، فدعه/دعيه يتخذ قراره بنفسه.
8. يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
9. يجب عليك متابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيداً عن السيطرة، مثلاً يجب عليك أن تتابعيه في حالة طلبك منه أداء الواجب المدرسي.
*ماجستير تربية خاصة
الغد
يعد اضطراب عناد الأطفال ظاهرة مزعجة للعديد من الأسر، وتنعكس، بمرور الوقت، بشدة على التصرفات، خصوصا في السنوات الأولى من عمر الطفل.
والعناد سلوك يركز على نزعة الطفل إلى مخالفة الوالدين باستمرار، وتأكيد مواقف له تتنافى مع مواقفهما ورغباتهما وأوامرهما ونواهيهما. وقد يتطور العناد فيتحول إلى شكل عدائي، كأن يوجه الطفل سلوكه العدواني تجاه الإخوة في البيت أو التصرف عكس المطلوب منه، إضافة للبكاء، أو أن يقوم بحركات عشوائية انفعالية، وقد يصمت لفترة طويلة على سبيل الاعتراض، وقد يبادر إلى تعمد إيذاء نفسه كأن يضرب رأسه بالحائط أو بعض أصابعه أو يده.
يعرف علماء النفس العناد بأنه: موقف نظري تجاه مسألة أو موقف معين، بحيث يكون الشخص المعاند في موقف المعارضة والرفض.
من أهم العوامل التي تزيد من تصرفات العناد لدى الأطفال:
- عوامل داخلية: وهي العوامل التي تؤثر على ظاهرة العناد عند الطفل من داخله، كالعوامل الوراثية والذكاء وغيرهما، فمثلاً قد يؤثر المزاج العصبي الموجود عند أحد الوالدين في بروز حدة العناد عند طفلهما.
وهذه العوامل قد تتحول إلى عوامل ضغط خارجية على الطفل، كما قد تتسيب في ظهور العديد من الاضطرابات النفسية.
- عوامل خارجية: وهي العوامل التي تؤثر على الطفل من البيئة الخارجية المحيطة بالطفل نتيجة تصرف الوالدين والأهل، مما يتسبب في زيادة الضغوط على الطفل، وبالتالي تزيد من عدم الاهتمام وأحياناً أخرى العدوانية والعنف؛ ومنها:
* الإهمال: يؤدي إهمال الوالدين لطفلهما إلى أن يتحول بالتدريج إلى شخص معاند وكثير الإلحاح، وهذا الإهمال له أسباب متباينة، منها كثرة مشاكلهما ومشاغلهما، وعدم وجود الوقت الكافي للاهتمام بالأولاد، خاصة في الأسر كثيرة الأطفال.
* الحرمان: وهو بكل أشكاله يخلق حالات العناد وخاصة الحرمان من حنان الأمومة، وهو ما يحتمل أن يؤدي في بعض الحالات لإيجاد ميول عدوانية. تشتد حالة العناد حينما يدرك الطفل أنه قادر من خلالها على تحقيق مطالبه، وكذلك الحال عند حرمان الطفل من التحرك وتقييد حريته، وهذا يعد بذاته صعوبة أخرى في هذا المجال.
* قسوة الوالدين: في بعض الحالات، يتهرب الطفل من والديه إذا كانا يتصفان بالقسوة؛ فالطفل مجبول على عدم الخضوع ولا يرتضي إطاعة الأوامر والنواهي، ويرى فيها عاملا يتعارض مع استقلاليته، ولذلك ينتهج أسلوب العناد للتخلص منها.
تأثير التلفاز على ظاهرة العناد لدى الأطفال
عندما نشاهد البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال، وخاصة الرسوم المتحركة، سنجد بعضها منصبا على إبراز المواقف العنادية، فهناك الشخصية الشريرة التي تعاند الشخصية الخيرة والشخصية الشديدة التي تشاكس الشخصية اللطيفة، وغيرها من النماذج التي تسجد العناد أو السخرية أو العدوانية.. وكل هذه النماذج تستثير الطفل، فيحاول أن يقلدها ويتمثلها في سلوكه أثناء تفاعله مع الآخرين؛ أي عن طريق نمذجة الطفل للسلوك الذي يشاهده.
الأساليب العلاجية لعلاج سلوك العناد
- العلاج الفردي: غالباً ما تكون العلاقة بين الطفل ووالديه أو معلميه قد وصلت إلى طريق مسدود، لذلك يصبح من المفيد دخول طرف آخر محايد وموضوعي ومنطقي ومتفهم ومتقبل، وهذا هو دور المعالج النفسي الذي يعقد مع الطفل جلسات نفسية وفردية عدة للتعرف على مصدر الشكوى والأسباب التي تدعوه للإصرار على هذا السلوك والتمسك به. وعلى المعالج ألا يعمل على إحداث تغيرات سطحية سريعة ووقتية في الطفل، وإنما يسعى إلى تعليمه مهارات جديدة في كيفية التفكير والتواصل والتفاعل مع الآخرين بهدوء ومن دون اللجوء إلى العناد أو العدوان.
- العلاج السلوكي: وفقاً لوجهة نظر المدرسة السلوكية، يعد سلوك العناد سلوكاً تم تدعيمه وترسيخه دون وعي من الأسرة أو من البيئة المحيطة بالطفل، لذلك فالعلاج في نظر أصحاب المدرسة السلوكية هو إعادة عملية التربية للطفل في ظروف مختلفة طبقاً لمبدأ الثواب والعقاب، بحيث يدرب الوالدان على تشجيع وتدعيم الاستجابات الجيدة من الطفل وإهمال الاستجابات السيئة، وبذلك تحدث فرصة لنمو السلوكيات المرغوبة، وهذا العلاج يحتاج لنشاط خاص للوالدين، وربما يحتاج لأن يقضي الطفل بعض الوقت في وسط علاجي مناسب بعيداً عن بيئته الأسرية لكي يتعلم أنماطاً سلوكية جديدة في ظروف أفضل
- الإرشاد الأسري: وهو نوع من العلاج التعليمي والتوجيهي للوالدين فيما يخص أسباب العناد عند الطفل وطرق التعامل الصحيحة، وهو يفيد إذا كان الوالدان مثقفين ولديهما المرونة الكافية لتقبل فكرة أن هناك خطأ ما قد حدث في تربية الطفل، وهذا الخطأ يمكن تصحيحه ببعض التعديلات في العلاقات داخل الأسرة، وعلى المعالج أن يكون حكيماً بالقدر الكافي، فلا يوجه اللوم إلى الوالدين أو يتهمهما بالجهل أو التقصير (سواء بشكل مباشر أم غير مباشر).
ويمكن القول إن استخدام نمط واحد من العلاج لا يأتي دائما بالنتيجة المرجوة، بل لا بد من استخدام أكثر من فنية علاجية للتعامل مع هذه الظاهرة المعقدة.
إرشادات للوالدين للوقاية أو تخفيف/خفض حدة سلوك العناد لدى الأطفال
1. ينبغي على الوالدين أن يتحليا بالصبر في التعامل مع الطفل والحسم في الوقت نفسه، وألا يقابلا صراخه بصراخ وعناده بعناد مثله.
2. يجب أن يحرص الأب أو الأم على جذب انتباه الطفل في البداية، كأن يقدما له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة أو قطعة حلوى، ثم إعطاء الأوامر له بأسلوب لطيف.
3. على الوالدين تقديم الأوامر للطفل بهدوء ولطف ومن دون تشدد أو تسلط، والربت على كتفه أو احتضان الطفل بحنان، ثم الطلب من الطفل القيام ببعض الأعمال المراد منه أن يقوم بها.
4. تجنب الوالدين إعطاء أوامر كثيرة في الوقت نفسه، بل يمكنك تجزئة الأوامر وإعطاؤها للطفل على فترات متقطعة.
5. تجنب الوالدين اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل السلوك عند الطفل.
6. يجب أن تثبت/تثبتي في إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد فترة قصيرة.
7. فكر في ما يطلبه طفلك، فإن كان ما يطلبه يشبع احتياجاً ضرورياً لديه، وفي الوقت نفسه ليس أمراً مستهجناً؛ كاختياره لملابسه أو لطريقة تسريحة شعره، فدعه/دعيه يتخذ قراره بنفسه.
8. يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
9. يجب عليك متابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيداً عن السيطرة، مثلاً يجب عليك أن تتابعيه في حالة طلبك منه أداء الواجب المدرسي.
*ماجستير تربية خاصة
الغد
التعليقات