يزعم تقريرٌ للقناة 12 العبرية أن إسرائيل جنّدت ضابطاً في الجيش اللبناني جاسوساً “في معاقل حزب الله” في لبنان، يدعى وليد نقوزي، من صيدا، وما لبثت أن أهملتْه، وتنكّرت له، وألقت به كليمونة بعد عصرها في سلة القمامة.
وحسب المزاعم الإسرائيلية، دخل ضباط استخبارات إسرائيليون يتبعون لوحدة 504 السرية إلى الأراضي اللبنانية، وأوقعوا به، وابتزّوه حتى بدأ بالتجسس لصالح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
ودون الإشارة لأي سنة تمّ فيها تجنيده، يقول التقرير إن وليد نقوزي كان يتنقل بين إسرائيل وبين لبنان عبر بوابة فاطمة الحدودية، قريباً من بلدة المطلة، منتحلاً شخصية “داني”، منوهاً بأنه أدار حياة مزدوجة، وكان يأمل أن يحتفظ بالهويتين الأصلية والمنتحلة حتى ما أقفل الباب عليه وبقي هنا في البلاد مضطراً.
وروى للقناة، بلغة عبرية متقنة، أن سيارة مرسيدس مصفّحة كانت تعيده للبنان، وهو مغطى بغطاء بقماش كي لا يراه لبنانيون على الحدود. ويقول إنه وُلد في صيدا لعائلة مسلمة، قبل 66 عاماً، وإن أجواء تلك الفترة قبيل حرب لبنان الأولى، عام 1982، قد دفعته للتورّط بالجاسوسية:
«كان لبنان ممزقاً بين عدة طوائف وكتائب مسلحة متصارعة، علاوة على عدة جيوش؛ الجيش اللبناني، الجيش السوري، و”حزب الله”، وقوات فلسطينية». ويتابع الجاسوس اللبناني، في حديثه للقناة العبرية: «كنت أطمح بأن تكون السيادة للجيش اللبناني، ورغبت بطرد الفلسطينيين من لبنان، بعدما سيطروا علينا بمسدسات مشهرة في وجوهنا طيلة 30 سنة، وكانت الدولة الوحيدة القادرة على مساعدتنا والتحرر من حكم الفلسطينيين هي إسرائيل فقط».
مراكز اتصالات في القرى الشيعية وحسب القناة العبرية 12، عملَ وليد ضابطاً في الجيش اللبناني ضمن جهاز المخابرات، وبالتزامن أقام عدة شركات خاصة، واحدة منها تخصّصت بتركيب مراكز اتصالات داخل القرى الشيعية في لبنان. وحسب هذا التقرير الإسرائيلي فقد خرج وليد في مطلع تسعينيات القرن الماضي في جولة ميدانية مع صديق، تعرّف عليه خلال خدمته في الجيش اللبناني، وقد اتفقا على السفر إلى بلدة جزين في جنوب لبنان، وهناك انتظرتْه مفاجأة.
ويتابع: «وصلْنا جزين، وكان الشاب الذي دعانا غير موجود، واستقبلنا شخص آخر. وعندما سألته: أين مسعود؟ قال: مسعود مشغول اليوم. وفجأة أدخلنا لمرآب (كراج)، وأوقف مركبته، وعندما نزلت شاهدت ثلاثة ضباط يتحدثون العربية بلهجة لبنانية أفضل مني. وقالوا: “أهلا أبو داني. كيف حالك! نحن نحبك، وسمعنا عنك. “انتفختُ” افتخاراً لسماعهم. وعندما سألتُ الشخص المرافق مَن هؤلاء؟ قال: “هؤلاء ضباط في الجيش الإسرائيلي. اصطحبوني داخل سيارة مرسيدس، وتبعتْنا سيارة مرسيدس أخرى، وفجأة قرأتُ لافتة تشير للمطلة، فقلت لهم: “إنْ عَرفوا في لبنان أنني دخلت إسرائيل سيقومون بذبحي”. عرضَ عليَّ الضباط الإسرائيليون خريطة وسألوا: أين يقع بيتك فيها؟ ثم أشاروا لمكاتب “حزب الله” في الخريطة، وقد كانوا يرغبون باختباري، والتعرّف على عدة مواقع في لبنان».
اصطحبوه إلى الجليل، ثم إلى قلعة النمرود في الجولان، وهناك عرضوا عليه 1000 دولار كـ “هدية للأولاد”، وعندما رَفَضَ، وفقاً لمزاعمه، ألحّوا عليها، ولما أمسكَ بها، قام أحدهم بتصويره: «وفي هذه اللحظة أدركت أنني تورّطت وأوقعوا بي».
1000 دولار وطبقاً للتقرير الإسرائيلي، رنّ الهاتف داخل البيت في صيدا بعد أسبوعين، وإذا بمشغّله يدعوه للقاء جديد، وحرصَ على تذكيره بالصورة التي وثقّت تلقّيه الألف دولار. وتقول القناة العبرية إنه منذ تلك اللحظة تحوّل لجاسوس للوحدة الاستخباراتية 504، وهو من طرفه يزعم أنه نجحَ بتجنيد شخصين للتخابر مع إسرائيل، أحدهما ينتمي لحركة “فتح”. ويمضي في مزاعمه: «كنت أعيش داخل معاقل حزب الله». كما تقول القناة العبرية إنه عندما كانت يسود التوتر في الشمال كان وليد يرسل من قبل مشغّليه إلى القرى الشيعية في جنوب لبنان، بحجة أنه قادم لتشغيل مراكز الاتصالات. زاعمة أن وليد كان يستمد مصداقيته خلال هذه الزيارات للقرى الشيعية لجمع المعلومات الحساسة من كونه ضابطاً معروفاً في الجيش اللبناني، بينما قام بإخفاء تخابره مع إسرائيل عن زوجته وأولاده، الذين كشفت القناة عدة صور لهم.
وعن ذلك يضيف: «كنت، بحكم كوني ضابطَ مخابرات في الجيش اللبناني، أسلّم بنادق وأسلحة لـ “حزب الله” لأبعدَ الشبهات عني، وهذا بموافقة إسرائيل. كنت أملأ الجيب الخلفي للسيارة ببنادق من طراز “إم 16” و”كلاتشنيكوف”، ومسدسات كنا نجمعها من الفلسطينيين ونودعها داخل مكتبي في صيدا. كنت أوزع السلاح بين الجيش اللبناني وبين “حزب الله” كي أبقى قريباً منهم ومحط ثقة».
“قتل مخرّبين” ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعرف مشغّليه الإسرائيليين، وما هي أسماؤهم، قال “وليد”: «إن أحداً لا يعلم هويتهم الحقيقية، فقد دعوني على سبيل المثال بأبو طوني لدى أحدهم، وجوزيف لدى الثاني، وعمر لدى الثالث».
وفي نطاق حديثه عن خدماته المقدمة للاستخبارات العسكرية، يقول إنه خلال عدوان “عناقيد الغضب” على لبنان، في ربيع 1996، كانت طائرات إسرائيلية تقصف مواقع في عمق الأراضي اللبنانية، فاتصلت بأحدهم، وقلت: “أين إسرائيل؟ وأين استخباراتها؟! فهي تقصف وتقصف وخسارة على الذخائر والصواريخ فهي لا تقتل أي مخرّب”. كنتُ وقتها في صيدا، وبعد عشر دقائق، اتصلتُ بمركز الاتصالات في جبع، في جبل الصافي، وفجأة سمعتُهم يتحدثون بالفارسية، ولم أفهم أي كلمة. أغلقتُ الهاتف، وهاتفتُ مشغّلي المعروف باسم “زيك”، في جنوب لبنان، وأبلغتْه أنني سمعتُ الكثير من الضجة داخل مركز الاتصالات، وأن هناك عدداً كبيراً من المخرّبين. وبعد دقائق، قصفتْ طائرات إسرائيلية الموقع، وقتلت 18 مخرّباً”.
الملاح رون أراد ويدّعي “وليد” أنه كان على اطلاع على ملف الملاح الإسرائيلي الأسير رون أراد، الذي أسقطت المقاومة طائرته فوق الأراضي اللبنانية، زاعماً أن «اثنين من مقربيه في لبنان امتلكا معلومات دقيقة عن أراد، ورغبا بالوصول إلى إسرائيل مع هذه المعلومات الثمينة حول موقع إقامته في الأسر، في أي قرية، في أي بيت، في أي غرفة. ولم يرغبا بالوصول إلى إسرائيل مع المعلومات مقابل مال، إنما من أجل استعادة الكرامة لي، وكان شرطهما الوحيد عدم توقيع جوازيْ السفر الخاصين بهما بختم إسرائيلي. ولكن عندما وصلا لمطار اللد الدولي، شرقي تل أبيب، وقعّوا لهما الجوازين بختم إسرائيل، وعندها استبدّ بهما الغضب، وأقسما ألا يقدّما أي كلمة عن رون أراد».
وتوضح القناة العبرية أن الجيش الإسرائيلي يشكّك بصدقية رواية “وليد” حول رون أراد، منوهة بأنه، مع ذلك، عملَ جاسوساَ إسرائيلياَ في لبنان أربع سنوات. وتقول إنه بعدما أنهى “وليد” دورة تدريبية في إسرائيل، عام 1996، عاد للبنان عن طريق قبرص، وفيما كان هناك، داخل المطار القبرصي، قيل له لا توجد طائرة، وعندما ألحّ وقال إن بحوزته تذكرة سفر هاتَفَه مشغّلُه، وطلبَ منه العودة فوراً إلى تل أبيب. وفعلاً عاد، ظانّاً أن خطأً قد وقع. وهنا فوجئ بأن مشغّليه يبلغونه بأن عليه أن ينسى لبنان، وأن عليه البقاء في البلاد.
وعن ذلك يتابع: «توسّلتُ لهم، وأوضحت أن عائلتي وأطفالي ينتظرونني هناك، لكنهم صمّموا على إبقائي هنا، وقالوا لي: خلص أنت باق هنا حتى الموت».
ويقول أيضاً إن الاستخبارات اللبنانية، بعد أيام، اعتقلت أسرته في لبنان، ملمحاً بذلك إلى منعه من العودة للبنان، بعدما كُشِف أمره هناك، وأن الاستخبارات العسكرية كانت تخشى أن يعتقل هناك، ويكشف عن معلومات مهمة عن كيفية عمل الاستخبارات الإسرائيلية.
وهو يخلص للقول في التقرير، الذي بثّ على دفعتين، إن إسرائيل “عصرتْه كما تعصر الليمونة، وألقت به في سلة القمامة”.
يشار إلى أن جهات لبنانية كانت قد كشفت، في السنوات الأخيرة، عن تَخابُر بعض اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان مع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في العقود الأخيرة.
يزعم تقريرٌ للقناة 12 العبرية أن إسرائيل جنّدت ضابطاً في الجيش اللبناني جاسوساً “في معاقل حزب الله” في لبنان، يدعى وليد نقوزي، من صيدا، وما لبثت أن أهملتْه، وتنكّرت له، وألقت به كليمونة بعد عصرها في سلة القمامة.
وحسب المزاعم الإسرائيلية، دخل ضباط استخبارات إسرائيليون يتبعون لوحدة 504 السرية إلى الأراضي اللبنانية، وأوقعوا به، وابتزّوه حتى بدأ بالتجسس لصالح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
ودون الإشارة لأي سنة تمّ فيها تجنيده، يقول التقرير إن وليد نقوزي كان يتنقل بين إسرائيل وبين لبنان عبر بوابة فاطمة الحدودية، قريباً من بلدة المطلة، منتحلاً شخصية “داني”، منوهاً بأنه أدار حياة مزدوجة، وكان يأمل أن يحتفظ بالهويتين الأصلية والمنتحلة حتى ما أقفل الباب عليه وبقي هنا في البلاد مضطراً.
وروى للقناة، بلغة عبرية متقنة، أن سيارة مرسيدس مصفّحة كانت تعيده للبنان، وهو مغطى بغطاء بقماش كي لا يراه لبنانيون على الحدود. ويقول إنه وُلد في صيدا لعائلة مسلمة، قبل 66 عاماً، وإن أجواء تلك الفترة قبيل حرب لبنان الأولى، عام 1982، قد دفعته للتورّط بالجاسوسية:
«كان لبنان ممزقاً بين عدة طوائف وكتائب مسلحة متصارعة، علاوة على عدة جيوش؛ الجيش اللبناني، الجيش السوري، و”حزب الله”، وقوات فلسطينية». ويتابع الجاسوس اللبناني، في حديثه للقناة العبرية: «كنت أطمح بأن تكون السيادة للجيش اللبناني، ورغبت بطرد الفلسطينيين من لبنان، بعدما سيطروا علينا بمسدسات مشهرة في وجوهنا طيلة 30 سنة، وكانت الدولة الوحيدة القادرة على مساعدتنا والتحرر من حكم الفلسطينيين هي إسرائيل فقط».
مراكز اتصالات في القرى الشيعية وحسب القناة العبرية 12، عملَ وليد ضابطاً في الجيش اللبناني ضمن جهاز المخابرات، وبالتزامن أقام عدة شركات خاصة، واحدة منها تخصّصت بتركيب مراكز اتصالات داخل القرى الشيعية في لبنان. وحسب هذا التقرير الإسرائيلي فقد خرج وليد في مطلع تسعينيات القرن الماضي في جولة ميدانية مع صديق، تعرّف عليه خلال خدمته في الجيش اللبناني، وقد اتفقا على السفر إلى بلدة جزين في جنوب لبنان، وهناك انتظرتْه مفاجأة.
ويتابع: «وصلْنا جزين، وكان الشاب الذي دعانا غير موجود، واستقبلنا شخص آخر. وعندما سألته: أين مسعود؟ قال: مسعود مشغول اليوم. وفجأة أدخلنا لمرآب (كراج)، وأوقف مركبته، وعندما نزلت شاهدت ثلاثة ضباط يتحدثون العربية بلهجة لبنانية أفضل مني. وقالوا: “أهلا أبو داني. كيف حالك! نحن نحبك، وسمعنا عنك. “انتفختُ” افتخاراً لسماعهم. وعندما سألتُ الشخص المرافق مَن هؤلاء؟ قال: “هؤلاء ضباط في الجيش الإسرائيلي. اصطحبوني داخل سيارة مرسيدس، وتبعتْنا سيارة مرسيدس أخرى، وفجأة قرأتُ لافتة تشير للمطلة، فقلت لهم: “إنْ عَرفوا في لبنان أنني دخلت إسرائيل سيقومون بذبحي”. عرضَ عليَّ الضباط الإسرائيليون خريطة وسألوا: أين يقع بيتك فيها؟ ثم أشاروا لمكاتب “حزب الله” في الخريطة، وقد كانوا يرغبون باختباري، والتعرّف على عدة مواقع في لبنان».
اصطحبوه إلى الجليل، ثم إلى قلعة النمرود في الجولان، وهناك عرضوا عليه 1000 دولار كـ “هدية للأولاد”، وعندما رَفَضَ، وفقاً لمزاعمه، ألحّوا عليها، ولما أمسكَ بها، قام أحدهم بتصويره: «وفي هذه اللحظة أدركت أنني تورّطت وأوقعوا بي».
1000 دولار وطبقاً للتقرير الإسرائيلي، رنّ الهاتف داخل البيت في صيدا بعد أسبوعين، وإذا بمشغّله يدعوه للقاء جديد، وحرصَ على تذكيره بالصورة التي وثقّت تلقّيه الألف دولار. وتقول القناة العبرية إنه منذ تلك اللحظة تحوّل لجاسوس للوحدة الاستخباراتية 504، وهو من طرفه يزعم أنه نجحَ بتجنيد شخصين للتخابر مع إسرائيل، أحدهما ينتمي لحركة “فتح”. ويمضي في مزاعمه: «كنت أعيش داخل معاقل حزب الله». كما تقول القناة العبرية إنه عندما كانت يسود التوتر في الشمال كان وليد يرسل من قبل مشغّليه إلى القرى الشيعية في جنوب لبنان، بحجة أنه قادم لتشغيل مراكز الاتصالات. زاعمة أن وليد كان يستمد مصداقيته خلال هذه الزيارات للقرى الشيعية لجمع المعلومات الحساسة من كونه ضابطاً معروفاً في الجيش اللبناني، بينما قام بإخفاء تخابره مع إسرائيل عن زوجته وأولاده، الذين كشفت القناة عدة صور لهم.
وعن ذلك يضيف: «كنت، بحكم كوني ضابطَ مخابرات في الجيش اللبناني، أسلّم بنادق وأسلحة لـ “حزب الله” لأبعدَ الشبهات عني، وهذا بموافقة إسرائيل. كنت أملأ الجيب الخلفي للسيارة ببنادق من طراز “إم 16” و”كلاتشنيكوف”، ومسدسات كنا نجمعها من الفلسطينيين ونودعها داخل مكتبي في صيدا. كنت أوزع السلاح بين الجيش اللبناني وبين “حزب الله” كي أبقى قريباً منهم ومحط ثقة».
“قتل مخرّبين” ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعرف مشغّليه الإسرائيليين، وما هي أسماؤهم، قال “وليد”: «إن أحداً لا يعلم هويتهم الحقيقية، فقد دعوني على سبيل المثال بأبو طوني لدى أحدهم، وجوزيف لدى الثاني، وعمر لدى الثالث».
وفي نطاق حديثه عن خدماته المقدمة للاستخبارات العسكرية، يقول إنه خلال عدوان “عناقيد الغضب” على لبنان، في ربيع 1996، كانت طائرات إسرائيلية تقصف مواقع في عمق الأراضي اللبنانية، فاتصلت بأحدهم، وقلت: “أين إسرائيل؟ وأين استخباراتها؟! فهي تقصف وتقصف وخسارة على الذخائر والصواريخ فهي لا تقتل أي مخرّب”. كنتُ وقتها في صيدا، وبعد عشر دقائق، اتصلتُ بمركز الاتصالات في جبع، في جبل الصافي، وفجأة سمعتُهم يتحدثون بالفارسية، ولم أفهم أي كلمة. أغلقتُ الهاتف، وهاتفتُ مشغّلي المعروف باسم “زيك”، في جنوب لبنان، وأبلغتْه أنني سمعتُ الكثير من الضجة داخل مركز الاتصالات، وأن هناك عدداً كبيراً من المخرّبين. وبعد دقائق، قصفتْ طائرات إسرائيلية الموقع، وقتلت 18 مخرّباً”.
الملاح رون أراد ويدّعي “وليد” أنه كان على اطلاع على ملف الملاح الإسرائيلي الأسير رون أراد، الذي أسقطت المقاومة طائرته فوق الأراضي اللبنانية، زاعماً أن «اثنين من مقربيه في لبنان امتلكا معلومات دقيقة عن أراد، ورغبا بالوصول إلى إسرائيل مع هذه المعلومات الثمينة حول موقع إقامته في الأسر، في أي قرية، في أي بيت، في أي غرفة. ولم يرغبا بالوصول إلى إسرائيل مع المعلومات مقابل مال، إنما من أجل استعادة الكرامة لي، وكان شرطهما الوحيد عدم توقيع جوازيْ السفر الخاصين بهما بختم إسرائيلي. ولكن عندما وصلا لمطار اللد الدولي، شرقي تل أبيب، وقعّوا لهما الجوازين بختم إسرائيل، وعندها استبدّ بهما الغضب، وأقسما ألا يقدّما أي كلمة عن رون أراد».
وتوضح القناة العبرية أن الجيش الإسرائيلي يشكّك بصدقية رواية “وليد” حول رون أراد، منوهة بأنه، مع ذلك، عملَ جاسوساَ إسرائيلياَ في لبنان أربع سنوات. وتقول إنه بعدما أنهى “وليد” دورة تدريبية في إسرائيل، عام 1996، عاد للبنان عن طريق قبرص، وفيما كان هناك، داخل المطار القبرصي، قيل له لا توجد طائرة، وعندما ألحّ وقال إن بحوزته تذكرة سفر هاتَفَه مشغّلُه، وطلبَ منه العودة فوراً إلى تل أبيب. وفعلاً عاد، ظانّاً أن خطأً قد وقع. وهنا فوجئ بأن مشغّليه يبلغونه بأن عليه أن ينسى لبنان، وأن عليه البقاء في البلاد.
وعن ذلك يتابع: «توسّلتُ لهم، وأوضحت أن عائلتي وأطفالي ينتظرونني هناك، لكنهم صمّموا على إبقائي هنا، وقالوا لي: خلص أنت باق هنا حتى الموت».
ويقول أيضاً إن الاستخبارات اللبنانية، بعد أيام، اعتقلت أسرته في لبنان، ملمحاً بذلك إلى منعه من العودة للبنان، بعدما كُشِف أمره هناك، وأن الاستخبارات العسكرية كانت تخشى أن يعتقل هناك، ويكشف عن معلومات مهمة عن كيفية عمل الاستخبارات الإسرائيلية.
وهو يخلص للقول في التقرير، الذي بثّ على دفعتين، إن إسرائيل “عصرتْه كما تعصر الليمونة، وألقت به في سلة القمامة”.
يشار إلى أن جهات لبنانية كانت قد كشفت، في السنوات الأخيرة، عن تَخابُر بعض اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان مع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في العقود الأخيرة.
يزعم تقريرٌ للقناة 12 العبرية أن إسرائيل جنّدت ضابطاً في الجيش اللبناني جاسوساً “في معاقل حزب الله” في لبنان، يدعى وليد نقوزي، من صيدا، وما لبثت أن أهملتْه، وتنكّرت له، وألقت به كليمونة بعد عصرها في سلة القمامة.
وحسب المزاعم الإسرائيلية، دخل ضباط استخبارات إسرائيليون يتبعون لوحدة 504 السرية إلى الأراضي اللبنانية، وأوقعوا به، وابتزّوه حتى بدأ بالتجسس لصالح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
ودون الإشارة لأي سنة تمّ فيها تجنيده، يقول التقرير إن وليد نقوزي كان يتنقل بين إسرائيل وبين لبنان عبر بوابة فاطمة الحدودية، قريباً من بلدة المطلة، منتحلاً شخصية “داني”، منوهاً بأنه أدار حياة مزدوجة، وكان يأمل أن يحتفظ بالهويتين الأصلية والمنتحلة حتى ما أقفل الباب عليه وبقي هنا في البلاد مضطراً.
وروى للقناة، بلغة عبرية متقنة، أن سيارة مرسيدس مصفّحة كانت تعيده للبنان، وهو مغطى بغطاء بقماش كي لا يراه لبنانيون على الحدود. ويقول إنه وُلد في صيدا لعائلة مسلمة، قبل 66 عاماً، وإن أجواء تلك الفترة قبيل حرب لبنان الأولى، عام 1982، قد دفعته للتورّط بالجاسوسية:
«كان لبنان ممزقاً بين عدة طوائف وكتائب مسلحة متصارعة، علاوة على عدة جيوش؛ الجيش اللبناني، الجيش السوري، و”حزب الله”، وقوات فلسطينية». ويتابع الجاسوس اللبناني، في حديثه للقناة العبرية: «كنت أطمح بأن تكون السيادة للجيش اللبناني، ورغبت بطرد الفلسطينيين من لبنان، بعدما سيطروا علينا بمسدسات مشهرة في وجوهنا طيلة 30 سنة، وكانت الدولة الوحيدة القادرة على مساعدتنا والتحرر من حكم الفلسطينيين هي إسرائيل فقط».
مراكز اتصالات في القرى الشيعية وحسب القناة العبرية 12، عملَ وليد ضابطاً في الجيش اللبناني ضمن جهاز المخابرات، وبالتزامن أقام عدة شركات خاصة، واحدة منها تخصّصت بتركيب مراكز اتصالات داخل القرى الشيعية في لبنان. وحسب هذا التقرير الإسرائيلي فقد خرج وليد في مطلع تسعينيات القرن الماضي في جولة ميدانية مع صديق، تعرّف عليه خلال خدمته في الجيش اللبناني، وقد اتفقا على السفر إلى بلدة جزين في جنوب لبنان، وهناك انتظرتْه مفاجأة.
ويتابع: «وصلْنا جزين، وكان الشاب الذي دعانا غير موجود، واستقبلنا شخص آخر. وعندما سألته: أين مسعود؟ قال: مسعود مشغول اليوم. وفجأة أدخلنا لمرآب (كراج)، وأوقف مركبته، وعندما نزلت شاهدت ثلاثة ضباط يتحدثون العربية بلهجة لبنانية أفضل مني. وقالوا: “أهلا أبو داني. كيف حالك! نحن نحبك، وسمعنا عنك. “انتفختُ” افتخاراً لسماعهم. وعندما سألتُ الشخص المرافق مَن هؤلاء؟ قال: “هؤلاء ضباط في الجيش الإسرائيلي. اصطحبوني داخل سيارة مرسيدس، وتبعتْنا سيارة مرسيدس أخرى، وفجأة قرأتُ لافتة تشير للمطلة، فقلت لهم: “إنْ عَرفوا في لبنان أنني دخلت إسرائيل سيقومون بذبحي”. عرضَ عليَّ الضباط الإسرائيليون خريطة وسألوا: أين يقع بيتك فيها؟ ثم أشاروا لمكاتب “حزب الله” في الخريطة، وقد كانوا يرغبون باختباري، والتعرّف على عدة مواقع في لبنان».
اصطحبوه إلى الجليل، ثم إلى قلعة النمرود في الجولان، وهناك عرضوا عليه 1000 دولار كـ “هدية للأولاد”، وعندما رَفَضَ، وفقاً لمزاعمه، ألحّوا عليها، ولما أمسكَ بها، قام أحدهم بتصويره: «وفي هذه اللحظة أدركت أنني تورّطت وأوقعوا بي».
1000 دولار وطبقاً للتقرير الإسرائيلي، رنّ الهاتف داخل البيت في صيدا بعد أسبوعين، وإذا بمشغّله يدعوه للقاء جديد، وحرصَ على تذكيره بالصورة التي وثقّت تلقّيه الألف دولار. وتقول القناة العبرية إنه منذ تلك اللحظة تحوّل لجاسوس للوحدة الاستخباراتية 504، وهو من طرفه يزعم أنه نجحَ بتجنيد شخصين للتخابر مع إسرائيل، أحدهما ينتمي لحركة “فتح”. ويمضي في مزاعمه: «كنت أعيش داخل معاقل حزب الله». كما تقول القناة العبرية إنه عندما كانت يسود التوتر في الشمال كان وليد يرسل من قبل مشغّليه إلى القرى الشيعية في جنوب لبنان، بحجة أنه قادم لتشغيل مراكز الاتصالات. زاعمة أن وليد كان يستمد مصداقيته خلال هذه الزيارات للقرى الشيعية لجمع المعلومات الحساسة من كونه ضابطاً معروفاً في الجيش اللبناني، بينما قام بإخفاء تخابره مع إسرائيل عن زوجته وأولاده، الذين كشفت القناة عدة صور لهم.
وعن ذلك يضيف: «كنت، بحكم كوني ضابطَ مخابرات في الجيش اللبناني، أسلّم بنادق وأسلحة لـ “حزب الله” لأبعدَ الشبهات عني، وهذا بموافقة إسرائيل. كنت أملأ الجيب الخلفي للسيارة ببنادق من طراز “إم 16” و”كلاتشنيكوف”، ومسدسات كنا نجمعها من الفلسطينيين ونودعها داخل مكتبي في صيدا. كنت أوزع السلاح بين الجيش اللبناني وبين “حزب الله” كي أبقى قريباً منهم ومحط ثقة».
“قتل مخرّبين” ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعرف مشغّليه الإسرائيليين، وما هي أسماؤهم، قال “وليد”: «إن أحداً لا يعلم هويتهم الحقيقية، فقد دعوني على سبيل المثال بأبو طوني لدى أحدهم، وجوزيف لدى الثاني، وعمر لدى الثالث».
وفي نطاق حديثه عن خدماته المقدمة للاستخبارات العسكرية، يقول إنه خلال عدوان “عناقيد الغضب” على لبنان، في ربيع 1996، كانت طائرات إسرائيلية تقصف مواقع في عمق الأراضي اللبنانية، فاتصلت بأحدهم، وقلت: “أين إسرائيل؟ وأين استخباراتها؟! فهي تقصف وتقصف وخسارة على الذخائر والصواريخ فهي لا تقتل أي مخرّب”. كنتُ وقتها في صيدا، وبعد عشر دقائق، اتصلتُ بمركز الاتصالات في جبع، في جبل الصافي، وفجأة سمعتُهم يتحدثون بالفارسية، ولم أفهم أي كلمة. أغلقتُ الهاتف، وهاتفتُ مشغّلي المعروف باسم “زيك”، في جنوب لبنان، وأبلغتْه أنني سمعتُ الكثير من الضجة داخل مركز الاتصالات، وأن هناك عدداً كبيراً من المخرّبين. وبعد دقائق، قصفتْ طائرات إسرائيلية الموقع، وقتلت 18 مخرّباً”.
الملاح رون أراد ويدّعي “وليد” أنه كان على اطلاع على ملف الملاح الإسرائيلي الأسير رون أراد، الذي أسقطت المقاومة طائرته فوق الأراضي اللبنانية، زاعماً أن «اثنين من مقربيه في لبنان امتلكا معلومات دقيقة عن أراد، ورغبا بالوصول إلى إسرائيل مع هذه المعلومات الثمينة حول موقع إقامته في الأسر، في أي قرية، في أي بيت، في أي غرفة. ولم يرغبا بالوصول إلى إسرائيل مع المعلومات مقابل مال، إنما من أجل استعادة الكرامة لي، وكان شرطهما الوحيد عدم توقيع جوازيْ السفر الخاصين بهما بختم إسرائيلي. ولكن عندما وصلا لمطار اللد الدولي، شرقي تل أبيب، وقعّوا لهما الجوازين بختم إسرائيل، وعندها استبدّ بهما الغضب، وأقسما ألا يقدّما أي كلمة عن رون أراد».
وتوضح القناة العبرية أن الجيش الإسرائيلي يشكّك بصدقية رواية “وليد” حول رون أراد، منوهة بأنه، مع ذلك، عملَ جاسوساَ إسرائيلياَ في لبنان أربع سنوات. وتقول إنه بعدما أنهى “وليد” دورة تدريبية في إسرائيل، عام 1996، عاد للبنان عن طريق قبرص، وفيما كان هناك، داخل المطار القبرصي، قيل له لا توجد طائرة، وعندما ألحّ وقال إن بحوزته تذكرة سفر هاتَفَه مشغّلُه، وطلبَ منه العودة فوراً إلى تل أبيب. وفعلاً عاد، ظانّاً أن خطأً قد وقع. وهنا فوجئ بأن مشغّليه يبلغونه بأن عليه أن ينسى لبنان، وأن عليه البقاء في البلاد.
وعن ذلك يتابع: «توسّلتُ لهم، وأوضحت أن عائلتي وأطفالي ينتظرونني هناك، لكنهم صمّموا على إبقائي هنا، وقالوا لي: خلص أنت باق هنا حتى الموت».
ويقول أيضاً إن الاستخبارات اللبنانية، بعد أيام، اعتقلت أسرته في لبنان، ملمحاً بذلك إلى منعه من العودة للبنان، بعدما كُشِف أمره هناك، وأن الاستخبارات العسكرية كانت تخشى أن يعتقل هناك، ويكشف عن معلومات مهمة عن كيفية عمل الاستخبارات الإسرائيلية.
وهو يخلص للقول في التقرير، الذي بثّ على دفعتين، إن إسرائيل “عصرتْه كما تعصر الليمونة، وألقت به في سلة القمامة”.
يشار إلى أن جهات لبنانية كانت قد كشفت، في السنوات الأخيرة، عن تَخابُر بعض اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان مع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في العقود الأخيرة.
التعليقات
ضابط لبناني زرعته إسرائيل في قلب “حزب الله”
 
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
التعليقات