تحولت حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد والدنمارك، خلال الأسابيع الماضية، إلى قضية سياسية كبرى في أروقة الغرب وليس فقط في الدولتين الإسكندنافيتين.
فعلى عكس المواقف الغربية في قضية سلمان رشدي، والموقف من 'أزمة الرسوم' المسيئة في الدنمارك، ورسوم شارلي إيبدو الفرنسية، تبدو الدبلوماسية الغربية أكثر 'براغماتية' و'عقلانية' مع تفجر حرق نسخ من المصحف.
الحاجة إلى العالم الإسلامي... وغيره
يبدو أن الاهتمام الأوروبي، والغربي عموماً، بنتائج حوادث الحرق الأخيرة يتزامن مع حاجة أوروبا وواشنطن لضمان عدم انفلات الأمور نحو خسائر دبلوماسية وسياسية لمصلحة موسكو وبكين في ظل الحرب الأوكرانية والصراع الواضح على كسب تأييد الدول.
وبين سطور اهتمام كوبنهاغن، المختلف تماماً عن فترة أزمة الرسوم في 2005 و2008، تبدو واضحة بصمة وزير الخارجية ورئيس حكومة يمين الوسط السابق، لارس لوكا راسموسن، وفي السويد تسعى حكومة يمين الوسط، برئاسة أولف كريسترسون، لعدم خسارة الحلفاء المسلمين، خصوصاً السعودية ومصر وباكستان وتركيا وبقية الدول المهددة بفرض مقاطعة.
ومنذ البداية أعلن الدنماركي راسموسن بعد تأسيس حزب 'الاعتدال' العام الماضي أن استراتيجية السياسة الخارجية لبلده ستعتمد البراغماتية، بنفس الدرجة التي يسير عليها عموم المعسكر الليبرالي في أوروبا.
تكرس السياسات الأوروبية، برغبة أميركية واضحة، جهودها لـ 'قطع الطريق' على كل من روسيا والصين أو تقليل الخسائر الدبلوماسية أمامهما، على الأقل، في العلاقة مع العالم الإسلامي وعموم الدول النامية.
فالاهتمام السريع بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي يقدمها الإعلام الأوروبي هذه الأيام على أنها 'تضم 57 دولة وتمثل 1.5 مليارات مسلم'، مؤشر على الصراع في الأروقة الدولية.
وكان واضحاً، للغرب، كيف أخذ الروس زمام المبادرة للظهور 'أقرب للمسلمين' في الأمم المتحدة. والأمر ليس بسيطاً إذا ما تتبعنا الاهتمام الأوروبي، تحديداً، بمواقف السعودية وتركيا وباكستان وماليزيا، وتمكن هذه الدول من فرض ما يشبه خطاباً يأخذ بالاعتبار مصالح الكتلة الإسلامية التي انضمت إليها مؤخراً إيران، بعد مهاجمة سفارة السويد في بغداد.
ومع حصول دول من 'التعاون الإسلامي' على أغلبية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإدانة قضايا استهداف المصحف رغم الاحتجاج الأوروبي والأميركي على ذلك باعتباره 'هجوماً على حرية التعبير'، بدا واضحاً أن الغرب يفقد بشكل متزايد الدعم في كتلة إسلامية وازنة، وهو ما اعتبره مدير 'منظمة حقوق الإنسان العالمية' في جنيف مارك ليمون، في تصريحات أعقبت التصويت، 'تراجعا تاما للغرب في مجلس حقوق الإنسان، إنهم يفقدون الدعم بشكل متزايد'.
وليست فقط عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) هي المتأثرة بمواقف تركيا حيالها، وخصوصاً أن الاعتراض التركي يتجاوز قضايا حرق المصحف ويتعلق بمصالح متبادلة في التجارة والأمن.
القلق الغربي المتزايد يتعلق بحلبة صراع كبرى مع روسيا، وإلى حد ما مع محاولات الصين ترسيخ أقدامها في مناطق حيوية للغرب.
وتقدم موسكو نفسها أكثر فأكثر باستعراضية واضحة على أنها أكثر تفهماً لقضايا العالم الإسلامي، كاحتضان رئيسها فلاديمير بوتين، لنسخة من المصحف في 28 يونيو/حزيران أمام مسجد في استوكهولم.
حملة مضللة
وفي الأسبوع الماضي، انبرى مندوب موسكو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخطاب نقدي لدول الاتحاد الأوروبي ودعم واضح للعالم الإسلامي.
وتشعر السويد، ومعها دول إسكندنافية وغربية أخرى، أن موسكو ساهمت منذ فيراير/شباط 2022 (مع بدء غزوها لأوكرانيا) في 'حملة دعائية ونشر معلومات مضللة حول الوضع في السويد'.
ويستشهد هؤلاء بما يسمى 'قضية خطف أطفال المسلمين في السويد' وبتتبع الصحافة السويدية لعلاقة أحد داعمي السياسي المتطرف راسموس بالودان في حرقه لنسخة من المصحف بأطراف في روسيا، كما اعترفت الخارجية السويدية بأنها تواجه تأثيراً روسياً متزايداً منذ التقدم مع فنلندا لعضوية الناتو.
ويسود في معسكري يسار ويمين الوسط الإسكندنافي اعتقاد بأن 'أذرع الكرملين' في الغرب 'تحاول استغلال الانقسام السياسي' في دولهم، وذلك ليس بسبب توسع الناتو وانخراطه في دعم مواقف كييف العسكرية والمالية فقط، بل أيضاً لـ'إضعاف تحالفات الغرب الخارجية'.إ
وعليه فإن محاولة محاصرة حرق نسخ من المصحف في مملكتي السويد والدنمارك أمر يتعلق بمحاصرة الشرر الأكبر إذا ما انتشرت العدوى إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وغيرها من دول غربية كبيرة وصغيرة.
فمثل ذلك الشرر المتطاير سيدمر تماماً كل جهود الغرب لمواجهة محاولات روسيا اجتذاب دول أفريقية ولاتينية وآسيوية، وبالطبع 57 دولة مسلمة، نحو مربع موسكو عبر الظهور أكثر حرصاً على مشاعر المسلمين حول العالم.
وتشي الأزمة بأنها طويلة الأمد بين روسيا والصين من جهة والعالم الغربي من الجهة الأخرى مما حول قضية حرق نسخ من المصحف إلى قضية تنافس على التحالفات وكسب أصدقاء حول العالم بين المتصارعين.
وتؤشر الاتصالات الأخيرة بين 'منظمة التعاون الإسلامي'، قبيل اجتماعها الطارئ اليوم الاثنين، وبين دول أوروبية على أن البراغماتية الأوروبية تسارع الخطى لمحاصرة الأضرار التي أشعلها حرق نسخ من المصحف، وقضايا أخرى كثيرة تتعلق باختلال علاقاتهم بدول الجنوب عموماً وهو بالطبع ما يضع قصص الحرق على الأجندة الدبلوماسية الكبرى في القارة وفي العالم الإسلامي.
تحولت حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد والدنمارك، خلال الأسابيع الماضية، إلى قضية سياسية كبرى في أروقة الغرب وليس فقط في الدولتين الإسكندنافيتين.
فعلى عكس المواقف الغربية في قضية سلمان رشدي، والموقف من 'أزمة الرسوم' المسيئة في الدنمارك، ورسوم شارلي إيبدو الفرنسية، تبدو الدبلوماسية الغربية أكثر 'براغماتية' و'عقلانية' مع تفجر حرق نسخ من المصحف.
الحاجة إلى العالم الإسلامي... وغيره
يبدو أن الاهتمام الأوروبي، والغربي عموماً، بنتائج حوادث الحرق الأخيرة يتزامن مع حاجة أوروبا وواشنطن لضمان عدم انفلات الأمور نحو خسائر دبلوماسية وسياسية لمصلحة موسكو وبكين في ظل الحرب الأوكرانية والصراع الواضح على كسب تأييد الدول.
وبين سطور اهتمام كوبنهاغن، المختلف تماماً عن فترة أزمة الرسوم في 2005 و2008، تبدو واضحة بصمة وزير الخارجية ورئيس حكومة يمين الوسط السابق، لارس لوكا راسموسن، وفي السويد تسعى حكومة يمين الوسط، برئاسة أولف كريسترسون، لعدم خسارة الحلفاء المسلمين، خصوصاً السعودية ومصر وباكستان وتركيا وبقية الدول المهددة بفرض مقاطعة.
ومنذ البداية أعلن الدنماركي راسموسن بعد تأسيس حزب 'الاعتدال' العام الماضي أن استراتيجية السياسة الخارجية لبلده ستعتمد البراغماتية، بنفس الدرجة التي يسير عليها عموم المعسكر الليبرالي في أوروبا.
تكرس السياسات الأوروبية، برغبة أميركية واضحة، جهودها لـ 'قطع الطريق' على كل من روسيا والصين أو تقليل الخسائر الدبلوماسية أمامهما، على الأقل، في العلاقة مع العالم الإسلامي وعموم الدول النامية.
فالاهتمام السريع بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي يقدمها الإعلام الأوروبي هذه الأيام على أنها 'تضم 57 دولة وتمثل 1.5 مليارات مسلم'، مؤشر على الصراع في الأروقة الدولية.
وكان واضحاً، للغرب، كيف أخذ الروس زمام المبادرة للظهور 'أقرب للمسلمين' في الأمم المتحدة. والأمر ليس بسيطاً إذا ما تتبعنا الاهتمام الأوروبي، تحديداً، بمواقف السعودية وتركيا وباكستان وماليزيا، وتمكن هذه الدول من فرض ما يشبه خطاباً يأخذ بالاعتبار مصالح الكتلة الإسلامية التي انضمت إليها مؤخراً إيران، بعد مهاجمة سفارة السويد في بغداد.
ومع حصول دول من 'التعاون الإسلامي' على أغلبية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإدانة قضايا استهداف المصحف رغم الاحتجاج الأوروبي والأميركي على ذلك باعتباره 'هجوماً على حرية التعبير'، بدا واضحاً أن الغرب يفقد بشكل متزايد الدعم في كتلة إسلامية وازنة، وهو ما اعتبره مدير 'منظمة حقوق الإنسان العالمية' في جنيف مارك ليمون، في تصريحات أعقبت التصويت، 'تراجعا تاما للغرب في مجلس حقوق الإنسان، إنهم يفقدون الدعم بشكل متزايد'.
وليست فقط عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) هي المتأثرة بمواقف تركيا حيالها، وخصوصاً أن الاعتراض التركي يتجاوز قضايا حرق المصحف ويتعلق بمصالح متبادلة في التجارة والأمن.
القلق الغربي المتزايد يتعلق بحلبة صراع كبرى مع روسيا، وإلى حد ما مع محاولات الصين ترسيخ أقدامها في مناطق حيوية للغرب.
وتقدم موسكو نفسها أكثر فأكثر باستعراضية واضحة على أنها أكثر تفهماً لقضايا العالم الإسلامي، كاحتضان رئيسها فلاديمير بوتين، لنسخة من المصحف في 28 يونيو/حزيران أمام مسجد في استوكهولم.
حملة مضللة
وفي الأسبوع الماضي، انبرى مندوب موسكو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخطاب نقدي لدول الاتحاد الأوروبي ودعم واضح للعالم الإسلامي.
وتشعر السويد، ومعها دول إسكندنافية وغربية أخرى، أن موسكو ساهمت منذ فيراير/شباط 2022 (مع بدء غزوها لأوكرانيا) في 'حملة دعائية ونشر معلومات مضللة حول الوضع في السويد'.
ويستشهد هؤلاء بما يسمى 'قضية خطف أطفال المسلمين في السويد' وبتتبع الصحافة السويدية لعلاقة أحد داعمي السياسي المتطرف راسموس بالودان في حرقه لنسخة من المصحف بأطراف في روسيا، كما اعترفت الخارجية السويدية بأنها تواجه تأثيراً روسياً متزايداً منذ التقدم مع فنلندا لعضوية الناتو.
ويسود في معسكري يسار ويمين الوسط الإسكندنافي اعتقاد بأن 'أذرع الكرملين' في الغرب 'تحاول استغلال الانقسام السياسي' في دولهم، وذلك ليس بسبب توسع الناتو وانخراطه في دعم مواقف كييف العسكرية والمالية فقط، بل أيضاً لـ'إضعاف تحالفات الغرب الخارجية'.إ
وعليه فإن محاولة محاصرة حرق نسخ من المصحف في مملكتي السويد والدنمارك أمر يتعلق بمحاصرة الشرر الأكبر إذا ما انتشرت العدوى إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وغيرها من دول غربية كبيرة وصغيرة.
فمثل ذلك الشرر المتطاير سيدمر تماماً كل جهود الغرب لمواجهة محاولات روسيا اجتذاب دول أفريقية ولاتينية وآسيوية، وبالطبع 57 دولة مسلمة، نحو مربع موسكو عبر الظهور أكثر حرصاً على مشاعر المسلمين حول العالم.
وتشي الأزمة بأنها طويلة الأمد بين روسيا والصين من جهة والعالم الغربي من الجهة الأخرى مما حول قضية حرق نسخ من المصحف إلى قضية تنافس على التحالفات وكسب أصدقاء حول العالم بين المتصارعين.
وتؤشر الاتصالات الأخيرة بين 'منظمة التعاون الإسلامي'، قبيل اجتماعها الطارئ اليوم الاثنين، وبين دول أوروبية على أن البراغماتية الأوروبية تسارع الخطى لمحاصرة الأضرار التي أشعلها حرق نسخ من المصحف، وقضايا أخرى كثيرة تتعلق باختلال علاقاتهم بدول الجنوب عموماً وهو بالطبع ما يضع قصص الحرق على الأجندة الدبلوماسية الكبرى في القارة وفي العالم الإسلامي.
تحولت حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد والدنمارك، خلال الأسابيع الماضية، إلى قضية سياسية كبرى في أروقة الغرب وليس فقط في الدولتين الإسكندنافيتين.
فعلى عكس المواقف الغربية في قضية سلمان رشدي، والموقف من 'أزمة الرسوم' المسيئة في الدنمارك، ورسوم شارلي إيبدو الفرنسية، تبدو الدبلوماسية الغربية أكثر 'براغماتية' و'عقلانية' مع تفجر حرق نسخ من المصحف.
الحاجة إلى العالم الإسلامي... وغيره
يبدو أن الاهتمام الأوروبي، والغربي عموماً، بنتائج حوادث الحرق الأخيرة يتزامن مع حاجة أوروبا وواشنطن لضمان عدم انفلات الأمور نحو خسائر دبلوماسية وسياسية لمصلحة موسكو وبكين في ظل الحرب الأوكرانية والصراع الواضح على كسب تأييد الدول.
وبين سطور اهتمام كوبنهاغن، المختلف تماماً عن فترة أزمة الرسوم في 2005 و2008، تبدو واضحة بصمة وزير الخارجية ورئيس حكومة يمين الوسط السابق، لارس لوكا راسموسن، وفي السويد تسعى حكومة يمين الوسط، برئاسة أولف كريسترسون، لعدم خسارة الحلفاء المسلمين، خصوصاً السعودية ومصر وباكستان وتركيا وبقية الدول المهددة بفرض مقاطعة.
ومنذ البداية أعلن الدنماركي راسموسن بعد تأسيس حزب 'الاعتدال' العام الماضي أن استراتيجية السياسة الخارجية لبلده ستعتمد البراغماتية، بنفس الدرجة التي يسير عليها عموم المعسكر الليبرالي في أوروبا.
تكرس السياسات الأوروبية، برغبة أميركية واضحة، جهودها لـ 'قطع الطريق' على كل من روسيا والصين أو تقليل الخسائر الدبلوماسية أمامهما، على الأقل، في العلاقة مع العالم الإسلامي وعموم الدول النامية.
فالاهتمام السريع بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي يقدمها الإعلام الأوروبي هذه الأيام على أنها 'تضم 57 دولة وتمثل 1.5 مليارات مسلم'، مؤشر على الصراع في الأروقة الدولية.
وكان واضحاً، للغرب، كيف أخذ الروس زمام المبادرة للظهور 'أقرب للمسلمين' في الأمم المتحدة. والأمر ليس بسيطاً إذا ما تتبعنا الاهتمام الأوروبي، تحديداً، بمواقف السعودية وتركيا وباكستان وماليزيا، وتمكن هذه الدول من فرض ما يشبه خطاباً يأخذ بالاعتبار مصالح الكتلة الإسلامية التي انضمت إليها مؤخراً إيران، بعد مهاجمة سفارة السويد في بغداد.
ومع حصول دول من 'التعاون الإسلامي' على أغلبية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإدانة قضايا استهداف المصحف رغم الاحتجاج الأوروبي والأميركي على ذلك باعتباره 'هجوماً على حرية التعبير'، بدا واضحاً أن الغرب يفقد بشكل متزايد الدعم في كتلة إسلامية وازنة، وهو ما اعتبره مدير 'منظمة حقوق الإنسان العالمية' في جنيف مارك ليمون، في تصريحات أعقبت التصويت، 'تراجعا تاما للغرب في مجلس حقوق الإنسان، إنهم يفقدون الدعم بشكل متزايد'.
وليست فقط عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) هي المتأثرة بمواقف تركيا حيالها، وخصوصاً أن الاعتراض التركي يتجاوز قضايا حرق المصحف ويتعلق بمصالح متبادلة في التجارة والأمن.
القلق الغربي المتزايد يتعلق بحلبة صراع كبرى مع روسيا، وإلى حد ما مع محاولات الصين ترسيخ أقدامها في مناطق حيوية للغرب.
وتقدم موسكو نفسها أكثر فأكثر باستعراضية واضحة على أنها أكثر تفهماً لقضايا العالم الإسلامي، كاحتضان رئيسها فلاديمير بوتين، لنسخة من المصحف في 28 يونيو/حزيران أمام مسجد في استوكهولم.
حملة مضللة
وفي الأسبوع الماضي، انبرى مندوب موسكو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخطاب نقدي لدول الاتحاد الأوروبي ودعم واضح للعالم الإسلامي.
وتشعر السويد، ومعها دول إسكندنافية وغربية أخرى، أن موسكو ساهمت منذ فيراير/شباط 2022 (مع بدء غزوها لأوكرانيا) في 'حملة دعائية ونشر معلومات مضللة حول الوضع في السويد'.
ويستشهد هؤلاء بما يسمى 'قضية خطف أطفال المسلمين في السويد' وبتتبع الصحافة السويدية لعلاقة أحد داعمي السياسي المتطرف راسموس بالودان في حرقه لنسخة من المصحف بأطراف في روسيا، كما اعترفت الخارجية السويدية بأنها تواجه تأثيراً روسياً متزايداً منذ التقدم مع فنلندا لعضوية الناتو.
ويسود في معسكري يسار ويمين الوسط الإسكندنافي اعتقاد بأن 'أذرع الكرملين' في الغرب 'تحاول استغلال الانقسام السياسي' في دولهم، وذلك ليس بسبب توسع الناتو وانخراطه في دعم مواقف كييف العسكرية والمالية فقط، بل أيضاً لـ'إضعاف تحالفات الغرب الخارجية'.إ
وعليه فإن محاولة محاصرة حرق نسخ من المصحف في مملكتي السويد والدنمارك أمر يتعلق بمحاصرة الشرر الأكبر إذا ما انتشرت العدوى إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وغيرها من دول غربية كبيرة وصغيرة.
فمثل ذلك الشرر المتطاير سيدمر تماماً كل جهود الغرب لمواجهة محاولات روسيا اجتذاب دول أفريقية ولاتينية وآسيوية، وبالطبع 57 دولة مسلمة، نحو مربع موسكو عبر الظهور أكثر حرصاً على مشاعر المسلمين حول العالم.
وتشي الأزمة بأنها طويلة الأمد بين روسيا والصين من جهة والعالم الغربي من الجهة الأخرى مما حول قضية حرق نسخ من المصحف إلى قضية تنافس على التحالفات وكسب أصدقاء حول العالم بين المتصارعين.
وتؤشر الاتصالات الأخيرة بين 'منظمة التعاون الإسلامي'، قبيل اجتماعها الطارئ اليوم الاثنين، وبين دول أوروبية على أن البراغماتية الأوروبية تسارع الخطى لمحاصرة الأضرار التي أشعلها حرق نسخ من المصحف، وقضايا أخرى كثيرة تتعلق باختلال علاقاتهم بدول الجنوب عموماً وهو بالطبع ما يضع قصص الحرق على الأجندة الدبلوماسية الكبرى في القارة وفي العالم الإسلامي.
التعليقات