في أول ظهور له منذ أشهر، أعتذر قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف «حميدتي» للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب، التي اعتبر أنها مفروضة عليهم من قبل «فلول النظام البائد والانقلابيين»
وظهر الرجل الذي يقود قوات شبه عسكرية في فيديو بثته الصفحة الرسمية لـ «الدعم السريع» وهو يتوسط جنوده، ووجه عددا من الرسائل للجيش، وقواته، وكافة السودانيين.
ودعا الجيش إلى «تغيير هيئة القيادة» التي وصفها بـ «الطغمة الباغية» إذا كان يريد الإيقاف العاجل الحرب، قاطعا بأنهم في تلك الحالة سيصلون مع الجيش إلى حل خلال (24) ساعة.
«لا قيمة لها»
وحيا قواته التي «قدمت دورس كبيرة في القتال وفنون القتال، وتبرأ من المتفلتين» مشيرا إلى أنهم «يحاربون الانقلابيين والمتفلتين في آن واحد».
وفيما طالب من مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا وقف «التصريحات التي لا قيمة لها» أوضح أن «فلول النظام البائد أحمد هارون، علي كرتي، أسامة عبد الله هم من يديرون الحرب ويعطون التعليمات»
وشدد على أنهم «مع السلام» ولكنه عاد وأكد أن ذلك لن يحدث ما لم يسلم (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان ومن معه أنفسهم».
ميدانيا، تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم» بالقرب من شارع الصناعات وداخل أحياء أمبدة في أمدرمان، فيما نفذ سلاح الجو التابع للجيش هجمات على تجمعات لـ «الدعم» في مستودعات الشجرة للنفط، ومعسكر اليرموك للتصنيع الحربي جنوب الخرطوم.
واندلعت المعارك في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وأسفرت عن سقوط الآلاف من القتلى والمصابين وسط المدنيين ونزوح نحو (3) ملايين شخص من العاصمة ومناطق الاشتباكات في دارفور وكردفان.
وفي سياق متصل، انتقدت الحركات المسلحة في دارفور، تصريحات العطا، التي استنكر خلالها موقف الحياد الذي اتخذته تجاه الحرب الدائرة في البلاد.
وأوضحت في بيان أمس، أن «الحرب الدائرة الآن هي بين شركاء السلطة منذ عهد نظام البشير وبعد سقوطه حتى انطلاق رصاصة (15) أبريل/نيسان» مشيرة الى أن المجموعتين اللتين تتقاتلان الآن عرقلتا تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية منذ توقيع وثيقة السلام.
وأشارت الى أن عناصر الحركات الذين تم تخريجهم في دفعة حماية المدنيين ما زالوا عالقين ولم يتم توزيعهم حتى الآن بذريعة انعدام الموارد وما إلى ذلك، في ظل استمرارية معسكرات التجنيد من الطرفين بالآلاف.
ووصفت تصريحات العطا بـ«المناورة التي أريد بها جر الحركات المسلحة حتى تكون طرفا في الحرب العبثية» وفق تعبيرها.
وزادت: «العطا تناسى أن حركات الكفاح المسلح نبعت من رحم المعاناة، ولها قضية وطنية تهدف إلى بناء دولة تسع وتحترم الجميع وترفع شأن وكرامة الإنسان السوداني وقاتلت من أجلها بضراوة لفترة عشرين عاماً».
وأضافت: «ما ورد في حديث العطا ليس سوى دعوة للحرب بنهج استفزازي يشكك في وطنية الآخرين ويبخس من مواقفهم، واصفة إياهم «بانتقاصهم للقيم السودانية كانعدام الرجولة والشهامة، ولكننا لن نحارب بإرادة أحد ودون هدف».
«متاجرة رخيصة»
واعتبرت أن «حديث العطا عن الإهانات والإذلال ليس سوى متاجرة رخيصة، ومحاولة للتنصل من مسؤولية حماية المواطنين، علما أن استباحة مدينة الجنينة، تمت أمام أعين ووجود تام للقوات المسلحة دون أن تتحرك».
وتساءلت: «لماذا لم يحم العطا وعناصر القوات المسلحة أهل الجنينة من الإذلال أم أن أهل الجنينة أيضاً من ذوي الجنسيات الأخرى كما يدعي العطا؟».
وحسب الحركات المسلحة «العطا ومن معه صنعوا قوات الدعم السريع وعددا من الميليشيات للقتال نيابة عنهم ضد حركات الكفاح المسلح وكانت تأتمر وتتحرك بأوامرهم وتدمر وتحرق القرى التي يتحدر منها منسوبو الحركات».
حركات مسلحة تردّ على عطا… ولقاءات لعقار في روسيا… ومناوي يريد إيقاف الحرب
ولفتت إلى أن «خطابات التشكيك بالوطنية وانتقاص سودانية الآخر المختلف ليست بجديدة وإنما هي ضمن الخطابات التي تفكك لحمة ووحدة السودانيين وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وتخلق هوة بين أقاليمها والوصول بالبلاد والعباد الى حالة الفوضى وحرب الكل ضد الكل فيما يظل ورثة السلطة يستمتعون بالمشاهدة».
وشددت على «التزامها الحياد ولو كرهها دعاة الحرب وميليشياتهم». كما حثت طرفي النزاع بالكف عن القتال والبحث عن حلول بديلة، ودعتهم لـ «ضبط قواتهم ومنعهم من تنفيذ أي انتهاك تجاه المواطنين وممتلكاتهم».
وقالت: «لن نقف محايدين أمام من يتعدى على المواطنين وممتلكاتهم».
وكان العطا انتقد أعضاء مجلس السيادة ومسؤولين بالسلطة التنفيذية للدولة من قادة الحركات المسلحة أعلنوا الحياد في الحرب.
وفي غضون ذلك، عقد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، عدة لقاءات، في روسيا على هامش تمثيله السودان في مؤتمر القمة الأفريقية – الروسية.
وحسب عقار فإن «وفد السودان شارك لتعزيز فرص التعاون الشامل والعادل بين السودان وروسيا والدول الأفريقية المشاركة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة ونقل التكنولوجيا والغذاء وأمن الطاقة والرعاية الصحية والتعليم والعلوم ووسائل الإعلام والتبادلات الشبابية، خاصة فيما يتعلق بجهود إعادة البناء والتعمير لما دمرته الحرب اللعينة التي تدور في السودان».
وأشار إلى «ضرورة العمل على آثار الدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية الاساسية ونظم الخدمات الاجتماعية في السودان».
«تهديد لوحدة الدول»
وبين أن «التشكيلات شبه العسكرية والقوات غير الحكومية تشكل تهديداً لوحدة وسلامة الدول في العالم وفي منطقة الساحل الأفريقي على وجه الخصوص».
واعتبر أن «قضية وحدة المؤسسات العسكرية في البلدان ذات السيادة هي قضية مهمة لضمان الأمن والاستقرار والسلام في أفريقيا» لافتا إلى «معاناة السودان الطويلة بسبب الحروب والآثار السالبة لتعدد الجيوش والتشكيلات العسكرية، التي تفتقر إلى الأسس السياسية والاجتماعية في تكوينها.
وعقد عقار لقاءات على هامش القمة مع وفود عدد من الدول من بينها الجزائر وجمهورية توغو التي كانت قد استضافت قبل أيام لقاء تشاوريا لقيادات دارفورية دار حوله لغط كبير داخل السودان.
وأكد وزير خارجية توغو، روبرت دوسي، موقف حكومته الداعم للسودان حكومة وشعبا مقدما شرحا توضيحا حول التصريحات التي فهم منها انحيازهم لجهة ما.
ووفق لبيان صادر من مجلس السيادة السوداني، شدد دوسي على أن «حكومته لن تخطو أي خطوة نحو القضية السودانية إلا بعد التنسيق مع الحكومة» لافتا إلى «خطورة تعدد وتناسل المنابر التفاوضية، وأن ذلك ربما يساهم في إطالة أمد الأزمة، مؤكدا تقديرهم الكامل للنوايا الطيبة.
وجزم بأن أي تدخل لا ينبني على فهم سليم للأزمة في السودان لن يكتب له النجاح وسيساهم في تعقيد الأوضاع.
في الموازاة، اختتم في بروكسل، أمس، اللقاء الموسع بين الاتحاد الأوروبي وعدد من التنظيمات والساسة وقادة المجتمع المدني السوداني حول الأوضاع في البلاد ونتائج الحرب المدمرة التي تشهدها.
ثلاث قضايا
وفي تصريحات صحافية لوسائل إعلام محلية، كشف القيادي في الحرية والتغيير – المجلس المركزي، بابكر فيصل أن المناقشات مع الاتحاد الأوروبي تركزت على ثلاث قضايا أساسية، هي سبل ووسائل وقف الحرب، وتوفير وايصال المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين دمرت الحرب حياتهم، إضافة الى بحث موضوع مشاركة المدنيين في جهود وقف الحرب والترتيبات التي تعقبها.
وقال إن «المناقشات أكدت على أهمية دور المدنيين، وضرورة تمثيلهم بوزن غالب وبمختلف توجهاتهم السياسية بدلا من حصرها في عدد محدود من الناس، وأن يكون هناك ترتيب محكم وجيد للعملية السياسية بمشاركة أكبر جبهة مدنية تستطيع ان تمارس دورها في الضغط على طرفي الحرب وتمثل السلطة المدنية».
غودفري في السعودية
في غضون ذلك، أعلن السفير الأمريكي في الخرطوم جون غودفري، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.
وقال في بيان نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم: «يسعدني أن أعود إلى السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة في السودان» دون مزيد من التفاصيل.
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات «الدعم السريع» إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
كما تم إعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
إلى ذلك، دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إلى «تكثيف الجهود لإيقاف الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار».
جاء ذلك خلال استقباله عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، رئيس «تجمع قوى تحرير السودان» في مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.
وقال مناوي في تدوينة على فيسبوك: «نسعى إلى عقد المزيد من اللقاءات والحوارات لإكمال مباحثات الخروج من الأزمة الواقعة من أجل أمن ووحدة البلاد تحت هذه الظروف الحساسة».
في أول ظهور له منذ أشهر، أعتذر قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف «حميدتي» للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب، التي اعتبر أنها مفروضة عليهم من قبل «فلول النظام البائد والانقلابيين»
وظهر الرجل الذي يقود قوات شبه عسكرية في فيديو بثته الصفحة الرسمية لـ «الدعم السريع» وهو يتوسط جنوده، ووجه عددا من الرسائل للجيش، وقواته، وكافة السودانيين.
ودعا الجيش إلى «تغيير هيئة القيادة» التي وصفها بـ «الطغمة الباغية» إذا كان يريد الإيقاف العاجل الحرب، قاطعا بأنهم في تلك الحالة سيصلون مع الجيش إلى حل خلال (24) ساعة.
«لا قيمة لها»
وحيا قواته التي «قدمت دورس كبيرة في القتال وفنون القتال، وتبرأ من المتفلتين» مشيرا إلى أنهم «يحاربون الانقلابيين والمتفلتين في آن واحد».
وفيما طالب من مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا وقف «التصريحات التي لا قيمة لها» أوضح أن «فلول النظام البائد أحمد هارون، علي كرتي، أسامة عبد الله هم من يديرون الحرب ويعطون التعليمات»
وشدد على أنهم «مع السلام» ولكنه عاد وأكد أن ذلك لن يحدث ما لم يسلم (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان ومن معه أنفسهم».
ميدانيا، تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم» بالقرب من شارع الصناعات وداخل أحياء أمبدة في أمدرمان، فيما نفذ سلاح الجو التابع للجيش هجمات على تجمعات لـ «الدعم» في مستودعات الشجرة للنفط، ومعسكر اليرموك للتصنيع الحربي جنوب الخرطوم.
واندلعت المعارك في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وأسفرت عن سقوط الآلاف من القتلى والمصابين وسط المدنيين ونزوح نحو (3) ملايين شخص من العاصمة ومناطق الاشتباكات في دارفور وكردفان.
وفي سياق متصل، انتقدت الحركات المسلحة في دارفور، تصريحات العطا، التي استنكر خلالها موقف الحياد الذي اتخذته تجاه الحرب الدائرة في البلاد.
وأوضحت في بيان أمس، أن «الحرب الدائرة الآن هي بين شركاء السلطة منذ عهد نظام البشير وبعد سقوطه حتى انطلاق رصاصة (15) أبريل/نيسان» مشيرة الى أن المجموعتين اللتين تتقاتلان الآن عرقلتا تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية منذ توقيع وثيقة السلام.
وأشارت الى أن عناصر الحركات الذين تم تخريجهم في دفعة حماية المدنيين ما زالوا عالقين ولم يتم توزيعهم حتى الآن بذريعة انعدام الموارد وما إلى ذلك، في ظل استمرارية معسكرات التجنيد من الطرفين بالآلاف.
ووصفت تصريحات العطا بـ«المناورة التي أريد بها جر الحركات المسلحة حتى تكون طرفا في الحرب العبثية» وفق تعبيرها.
وزادت: «العطا تناسى أن حركات الكفاح المسلح نبعت من رحم المعاناة، ولها قضية وطنية تهدف إلى بناء دولة تسع وتحترم الجميع وترفع شأن وكرامة الإنسان السوداني وقاتلت من أجلها بضراوة لفترة عشرين عاماً».
وأضافت: «ما ورد في حديث العطا ليس سوى دعوة للحرب بنهج استفزازي يشكك في وطنية الآخرين ويبخس من مواقفهم، واصفة إياهم «بانتقاصهم للقيم السودانية كانعدام الرجولة والشهامة، ولكننا لن نحارب بإرادة أحد ودون هدف».
«متاجرة رخيصة»
واعتبرت أن «حديث العطا عن الإهانات والإذلال ليس سوى متاجرة رخيصة، ومحاولة للتنصل من مسؤولية حماية المواطنين، علما أن استباحة مدينة الجنينة، تمت أمام أعين ووجود تام للقوات المسلحة دون أن تتحرك».
وتساءلت: «لماذا لم يحم العطا وعناصر القوات المسلحة أهل الجنينة من الإذلال أم أن أهل الجنينة أيضاً من ذوي الجنسيات الأخرى كما يدعي العطا؟».
وحسب الحركات المسلحة «العطا ومن معه صنعوا قوات الدعم السريع وعددا من الميليشيات للقتال نيابة عنهم ضد حركات الكفاح المسلح وكانت تأتمر وتتحرك بأوامرهم وتدمر وتحرق القرى التي يتحدر منها منسوبو الحركات».
حركات مسلحة تردّ على عطا… ولقاءات لعقار في روسيا… ومناوي يريد إيقاف الحرب
ولفتت إلى أن «خطابات التشكيك بالوطنية وانتقاص سودانية الآخر المختلف ليست بجديدة وإنما هي ضمن الخطابات التي تفكك لحمة ووحدة السودانيين وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وتخلق هوة بين أقاليمها والوصول بالبلاد والعباد الى حالة الفوضى وحرب الكل ضد الكل فيما يظل ورثة السلطة يستمتعون بالمشاهدة».
وشددت على «التزامها الحياد ولو كرهها دعاة الحرب وميليشياتهم». كما حثت طرفي النزاع بالكف عن القتال والبحث عن حلول بديلة، ودعتهم لـ «ضبط قواتهم ومنعهم من تنفيذ أي انتهاك تجاه المواطنين وممتلكاتهم».
وقالت: «لن نقف محايدين أمام من يتعدى على المواطنين وممتلكاتهم».
وكان العطا انتقد أعضاء مجلس السيادة ومسؤولين بالسلطة التنفيذية للدولة من قادة الحركات المسلحة أعلنوا الحياد في الحرب.
وفي غضون ذلك، عقد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، عدة لقاءات، في روسيا على هامش تمثيله السودان في مؤتمر القمة الأفريقية – الروسية.
وحسب عقار فإن «وفد السودان شارك لتعزيز فرص التعاون الشامل والعادل بين السودان وروسيا والدول الأفريقية المشاركة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة ونقل التكنولوجيا والغذاء وأمن الطاقة والرعاية الصحية والتعليم والعلوم ووسائل الإعلام والتبادلات الشبابية، خاصة فيما يتعلق بجهود إعادة البناء والتعمير لما دمرته الحرب اللعينة التي تدور في السودان».
وأشار إلى «ضرورة العمل على آثار الدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية الاساسية ونظم الخدمات الاجتماعية في السودان».
«تهديد لوحدة الدول»
وبين أن «التشكيلات شبه العسكرية والقوات غير الحكومية تشكل تهديداً لوحدة وسلامة الدول في العالم وفي منطقة الساحل الأفريقي على وجه الخصوص».
واعتبر أن «قضية وحدة المؤسسات العسكرية في البلدان ذات السيادة هي قضية مهمة لضمان الأمن والاستقرار والسلام في أفريقيا» لافتا إلى «معاناة السودان الطويلة بسبب الحروب والآثار السالبة لتعدد الجيوش والتشكيلات العسكرية، التي تفتقر إلى الأسس السياسية والاجتماعية في تكوينها.
وعقد عقار لقاءات على هامش القمة مع وفود عدد من الدول من بينها الجزائر وجمهورية توغو التي كانت قد استضافت قبل أيام لقاء تشاوريا لقيادات دارفورية دار حوله لغط كبير داخل السودان.
وأكد وزير خارجية توغو، روبرت دوسي، موقف حكومته الداعم للسودان حكومة وشعبا مقدما شرحا توضيحا حول التصريحات التي فهم منها انحيازهم لجهة ما.
ووفق لبيان صادر من مجلس السيادة السوداني، شدد دوسي على أن «حكومته لن تخطو أي خطوة نحو القضية السودانية إلا بعد التنسيق مع الحكومة» لافتا إلى «خطورة تعدد وتناسل المنابر التفاوضية، وأن ذلك ربما يساهم في إطالة أمد الأزمة، مؤكدا تقديرهم الكامل للنوايا الطيبة.
وجزم بأن أي تدخل لا ينبني على فهم سليم للأزمة في السودان لن يكتب له النجاح وسيساهم في تعقيد الأوضاع.
في الموازاة، اختتم في بروكسل، أمس، اللقاء الموسع بين الاتحاد الأوروبي وعدد من التنظيمات والساسة وقادة المجتمع المدني السوداني حول الأوضاع في البلاد ونتائج الحرب المدمرة التي تشهدها.
ثلاث قضايا
وفي تصريحات صحافية لوسائل إعلام محلية، كشف القيادي في الحرية والتغيير – المجلس المركزي، بابكر فيصل أن المناقشات مع الاتحاد الأوروبي تركزت على ثلاث قضايا أساسية، هي سبل ووسائل وقف الحرب، وتوفير وايصال المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين دمرت الحرب حياتهم، إضافة الى بحث موضوع مشاركة المدنيين في جهود وقف الحرب والترتيبات التي تعقبها.
وقال إن «المناقشات أكدت على أهمية دور المدنيين، وضرورة تمثيلهم بوزن غالب وبمختلف توجهاتهم السياسية بدلا من حصرها في عدد محدود من الناس، وأن يكون هناك ترتيب محكم وجيد للعملية السياسية بمشاركة أكبر جبهة مدنية تستطيع ان تمارس دورها في الضغط على طرفي الحرب وتمثل السلطة المدنية».
غودفري في السعودية
في غضون ذلك، أعلن السفير الأمريكي في الخرطوم جون غودفري، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.
وقال في بيان نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم: «يسعدني أن أعود إلى السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة في السودان» دون مزيد من التفاصيل.
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات «الدعم السريع» إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
كما تم إعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
إلى ذلك، دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إلى «تكثيف الجهود لإيقاف الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار».
جاء ذلك خلال استقباله عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، رئيس «تجمع قوى تحرير السودان» في مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.
وقال مناوي في تدوينة على فيسبوك: «نسعى إلى عقد المزيد من اللقاءات والحوارات لإكمال مباحثات الخروج من الأزمة الواقعة من أجل أمن ووحدة البلاد تحت هذه الظروف الحساسة».
في أول ظهور له منذ أشهر، أعتذر قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف «حميدتي» للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب، التي اعتبر أنها مفروضة عليهم من قبل «فلول النظام البائد والانقلابيين»
وظهر الرجل الذي يقود قوات شبه عسكرية في فيديو بثته الصفحة الرسمية لـ «الدعم السريع» وهو يتوسط جنوده، ووجه عددا من الرسائل للجيش، وقواته، وكافة السودانيين.
ودعا الجيش إلى «تغيير هيئة القيادة» التي وصفها بـ «الطغمة الباغية» إذا كان يريد الإيقاف العاجل الحرب، قاطعا بأنهم في تلك الحالة سيصلون مع الجيش إلى حل خلال (24) ساعة.
«لا قيمة لها»
وحيا قواته التي «قدمت دورس كبيرة في القتال وفنون القتال، وتبرأ من المتفلتين» مشيرا إلى أنهم «يحاربون الانقلابيين والمتفلتين في آن واحد».
وفيما طالب من مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا وقف «التصريحات التي لا قيمة لها» أوضح أن «فلول النظام البائد أحمد هارون، علي كرتي، أسامة عبد الله هم من يديرون الحرب ويعطون التعليمات»
وشدد على أنهم «مع السلام» ولكنه عاد وأكد أن ذلك لن يحدث ما لم يسلم (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان ومن معه أنفسهم».
ميدانيا، تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم» بالقرب من شارع الصناعات وداخل أحياء أمبدة في أمدرمان، فيما نفذ سلاح الجو التابع للجيش هجمات على تجمعات لـ «الدعم» في مستودعات الشجرة للنفط، ومعسكر اليرموك للتصنيع الحربي جنوب الخرطوم.
واندلعت المعارك في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وأسفرت عن سقوط الآلاف من القتلى والمصابين وسط المدنيين ونزوح نحو (3) ملايين شخص من العاصمة ومناطق الاشتباكات في دارفور وكردفان.
وفي سياق متصل، انتقدت الحركات المسلحة في دارفور، تصريحات العطا، التي استنكر خلالها موقف الحياد الذي اتخذته تجاه الحرب الدائرة في البلاد.
وأوضحت في بيان أمس، أن «الحرب الدائرة الآن هي بين شركاء السلطة منذ عهد نظام البشير وبعد سقوطه حتى انطلاق رصاصة (15) أبريل/نيسان» مشيرة الى أن المجموعتين اللتين تتقاتلان الآن عرقلتا تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية منذ توقيع وثيقة السلام.
وأشارت الى أن عناصر الحركات الذين تم تخريجهم في دفعة حماية المدنيين ما زالوا عالقين ولم يتم توزيعهم حتى الآن بذريعة انعدام الموارد وما إلى ذلك، في ظل استمرارية معسكرات التجنيد من الطرفين بالآلاف.
ووصفت تصريحات العطا بـ«المناورة التي أريد بها جر الحركات المسلحة حتى تكون طرفا في الحرب العبثية» وفق تعبيرها.
وزادت: «العطا تناسى أن حركات الكفاح المسلح نبعت من رحم المعاناة، ولها قضية وطنية تهدف إلى بناء دولة تسع وتحترم الجميع وترفع شأن وكرامة الإنسان السوداني وقاتلت من أجلها بضراوة لفترة عشرين عاماً».
وأضافت: «ما ورد في حديث العطا ليس سوى دعوة للحرب بنهج استفزازي يشكك في وطنية الآخرين ويبخس من مواقفهم، واصفة إياهم «بانتقاصهم للقيم السودانية كانعدام الرجولة والشهامة، ولكننا لن نحارب بإرادة أحد ودون هدف».
«متاجرة رخيصة»
واعتبرت أن «حديث العطا عن الإهانات والإذلال ليس سوى متاجرة رخيصة، ومحاولة للتنصل من مسؤولية حماية المواطنين، علما أن استباحة مدينة الجنينة، تمت أمام أعين ووجود تام للقوات المسلحة دون أن تتحرك».
وتساءلت: «لماذا لم يحم العطا وعناصر القوات المسلحة أهل الجنينة من الإذلال أم أن أهل الجنينة أيضاً من ذوي الجنسيات الأخرى كما يدعي العطا؟».
وحسب الحركات المسلحة «العطا ومن معه صنعوا قوات الدعم السريع وعددا من الميليشيات للقتال نيابة عنهم ضد حركات الكفاح المسلح وكانت تأتمر وتتحرك بأوامرهم وتدمر وتحرق القرى التي يتحدر منها منسوبو الحركات».
حركات مسلحة تردّ على عطا… ولقاءات لعقار في روسيا… ومناوي يريد إيقاف الحرب
ولفتت إلى أن «خطابات التشكيك بالوطنية وانتقاص سودانية الآخر المختلف ليست بجديدة وإنما هي ضمن الخطابات التي تفكك لحمة ووحدة السودانيين وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وتخلق هوة بين أقاليمها والوصول بالبلاد والعباد الى حالة الفوضى وحرب الكل ضد الكل فيما يظل ورثة السلطة يستمتعون بالمشاهدة».
وشددت على «التزامها الحياد ولو كرهها دعاة الحرب وميليشياتهم». كما حثت طرفي النزاع بالكف عن القتال والبحث عن حلول بديلة، ودعتهم لـ «ضبط قواتهم ومنعهم من تنفيذ أي انتهاك تجاه المواطنين وممتلكاتهم».
وقالت: «لن نقف محايدين أمام من يتعدى على المواطنين وممتلكاتهم».
وكان العطا انتقد أعضاء مجلس السيادة ومسؤولين بالسلطة التنفيذية للدولة من قادة الحركات المسلحة أعلنوا الحياد في الحرب.
وفي غضون ذلك، عقد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، عدة لقاءات، في روسيا على هامش تمثيله السودان في مؤتمر القمة الأفريقية – الروسية.
وحسب عقار فإن «وفد السودان شارك لتعزيز فرص التعاون الشامل والعادل بين السودان وروسيا والدول الأفريقية المشاركة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة ونقل التكنولوجيا والغذاء وأمن الطاقة والرعاية الصحية والتعليم والعلوم ووسائل الإعلام والتبادلات الشبابية، خاصة فيما يتعلق بجهود إعادة البناء والتعمير لما دمرته الحرب اللعينة التي تدور في السودان».
وأشار إلى «ضرورة العمل على آثار الدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية الاساسية ونظم الخدمات الاجتماعية في السودان».
«تهديد لوحدة الدول»
وبين أن «التشكيلات شبه العسكرية والقوات غير الحكومية تشكل تهديداً لوحدة وسلامة الدول في العالم وفي منطقة الساحل الأفريقي على وجه الخصوص».
واعتبر أن «قضية وحدة المؤسسات العسكرية في البلدان ذات السيادة هي قضية مهمة لضمان الأمن والاستقرار والسلام في أفريقيا» لافتا إلى «معاناة السودان الطويلة بسبب الحروب والآثار السالبة لتعدد الجيوش والتشكيلات العسكرية، التي تفتقر إلى الأسس السياسية والاجتماعية في تكوينها.
وعقد عقار لقاءات على هامش القمة مع وفود عدد من الدول من بينها الجزائر وجمهورية توغو التي كانت قد استضافت قبل أيام لقاء تشاوريا لقيادات دارفورية دار حوله لغط كبير داخل السودان.
وأكد وزير خارجية توغو، روبرت دوسي، موقف حكومته الداعم للسودان حكومة وشعبا مقدما شرحا توضيحا حول التصريحات التي فهم منها انحيازهم لجهة ما.
ووفق لبيان صادر من مجلس السيادة السوداني، شدد دوسي على أن «حكومته لن تخطو أي خطوة نحو القضية السودانية إلا بعد التنسيق مع الحكومة» لافتا إلى «خطورة تعدد وتناسل المنابر التفاوضية، وأن ذلك ربما يساهم في إطالة أمد الأزمة، مؤكدا تقديرهم الكامل للنوايا الطيبة.
وجزم بأن أي تدخل لا ينبني على فهم سليم للأزمة في السودان لن يكتب له النجاح وسيساهم في تعقيد الأوضاع.
في الموازاة، اختتم في بروكسل، أمس، اللقاء الموسع بين الاتحاد الأوروبي وعدد من التنظيمات والساسة وقادة المجتمع المدني السوداني حول الأوضاع في البلاد ونتائج الحرب المدمرة التي تشهدها.
ثلاث قضايا
وفي تصريحات صحافية لوسائل إعلام محلية، كشف القيادي في الحرية والتغيير – المجلس المركزي، بابكر فيصل أن المناقشات مع الاتحاد الأوروبي تركزت على ثلاث قضايا أساسية، هي سبل ووسائل وقف الحرب، وتوفير وايصال المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين دمرت الحرب حياتهم، إضافة الى بحث موضوع مشاركة المدنيين في جهود وقف الحرب والترتيبات التي تعقبها.
وقال إن «المناقشات أكدت على أهمية دور المدنيين، وضرورة تمثيلهم بوزن غالب وبمختلف توجهاتهم السياسية بدلا من حصرها في عدد محدود من الناس، وأن يكون هناك ترتيب محكم وجيد للعملية السياسية بمشاركة أكبر جبهة مدنية تستطيع ان تمارس دورها في الضغط على طرفي الحرب وتمثل السلطة المدنية».
غودفري في السعودية
في غضون ذلك، أعلن السفير الأمريكي في الخرطوم جون غودفري، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.
وقال في بيان نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم: «يسعدني أن أعود إلى السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة في السودان» دون مزيد من التفاصيل.
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات «الدعم السريع» إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
كما تم إعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
إلى ذلك، دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إلى «تكثيف الجهود لإيقاف الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار».
جاء ذلك خلال استقباله عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، رئيس «تجمع قوى تحرير السودان» في مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.
وقال مناوي في تدوينة على فيسبوك: «نسعى إلى عقد المزيد من اللقاءات والحوارات لإكمال مباحثات الخروج من الأزمة الواقعة من أجل أمن ووحدة البلاد تحت هذه الظروف الحساسة».
التعليقات