فايزة العماري، أقوى امرأة في عالم كرة القدم، وفي رواية أخرى، ملكة طاولة المفاوضات، إنها والدة الميغا ستار الفرنسي كيليان مبابي، الجزائرية الأصل بنسبة 100%، لأبوين من الجيل الأول المهاجر في بوندي، قبل أن تنتقل مع العائلة إلى باريس، حيث جمعت بين التعليم وممارسة رياضة كرة اليد، وذلك في ظروف اجتماعية معقدة، بسبب ضيق حال الوالدين، ونفس الأمر بالنسبة لزوجها ووالد الأبناء ويلفريد مبابي، قبل أن تبتسم لها الحياة مع اكتشاف موهبة صغيرها كيليان مبابي.
أم المشاغب
تروي السيدة البالغة من العمر 49 عاما في مقابلة مطولة مع «لو باريزيان»، أن تعلقها بلعبة كرة اليد، باعتبارها لاعبة سابقة في نادي بوندي في منتصف التسعينات، كان سببا رئيسيا وراء تعرفها بلاعب ألعاب القوى السابق ويلفريد مبابي، وقد أثمر الزواج عن إنجاب كيليان وشقيقه إيثان، بالإضافة إلى طفل ثالث بالتبني يدعى جيريس كيمبو إكوكو، لم تتخل عنه الأسرة، حتى بعد انفصال فايزة عن والد الأبناء. أما بالنسبة لطفولة هداف باريس سان جيرمان، فتقول كانت مليئة بالدراما والشغب، لكثرة مشاكل كيليان مع زملائه في المدرسة، الى درجة أنها كانت تُستدعى يوميا بسبب شكاوى الأطفال من جنون صغيرها، وكان ذلك في أشد وأصعب سنوات الفقر، التي أصبحت من الماضي، بمجرد أن وصل ابنها الأكبر لعامه الـ12، حيث بدأ موناكو عملية الاستثمار في جوهرته الصاعدة بسرعة الصاروخ. ومع ذلك، لم تقترب فايزة وطليقها من كنز «علي بابا» المفاجئ لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب ما وصفته بفوبيا الفقر، لدرجة أنها كانت تحلم من حين الى آخر بكوابيس تطالب باسترداد المال.
صاحبة المشروع
وقال كيليان في تصريح سابق عن والدته: «هي كل شيء، هي أول من قال لي أنت تستطيع، أنت مختلف»، لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى، تاركا السرد لكشاف تشلسي السابق دانييل بوغا، الذي لا ينسى أبدا أول لقاء بالنجم الفرنسي وعائلته، عندما أرسل النادي اللندني دعوة للمراهق البالغ من العمر 12 عاما وقتها، لخوض تجربة معايشة بعد ظهوره المبشر مع فريق بوندي، وعن هذا اللقاء يقول: «في البداية كنت أتحدث مع والد كيليان، لكن بعد ذلك جاءت أمه وهنا بدأت أشعر بأنها هي من تتحكم في كل شيء. كانت هي الشخص الذي يتحدث الى تشلسي. لم يتحدث الأب كثيرا، إنه هادئ ومرتاح للغاية، أما فايزة فكانت مثل النار. أتذكر خلال تجارب الأداء لم يقل ويلفريد لنجله «مرر» أو «أركض»، ربما كان يقول له ذلك بعد نهاية التجربة، لكن الأم كانت بجوار الملعب وتصرخ وتقول له: «كيليان خذ الكرة، اركض راوغه»، وكل ما سبق في كفة وما فعلته مع المسؤول عن تطوير الناشئين في معقل البلوز جيم فريزر في كفة أخرى، فحين طلب منها العودة مرة أخرى الى اختباره قبل التوقيع معه، صدمته باللغة الفرنسية قائلة: «لا… لن نعود مرة أخرى، قل له إن كان يريد توقيعه فعليه ضمه الآن، وبعد خمس سنوات ستعود إلينا لتحاول ضمه مقابل 50 مليون جنيه إسترليني»، وهي الجملة التي رفض الكشاف ترجمتها للمسؤول عن قطاع الناشئين.
تخطيط المستقبل
وبعد التحول السريع في مسيرة مبابي في فترة ما بين انفجاره أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا وانتقاله من موناكو إلى باريس، تلقت السيدة فايزة عروضا من قبل أشهر المحامين في فرنسا، لتقديم النصائح القانونية للعائلة في بنود العقد مع ناديه، لقلة خبرة العائلة بهذه الأمور، ومن ذكائها الحاد، أقنعت المحامين بأنها مفوضة من قبل اللاعب للتحدث معهم، من دون أن تخبرهم أنها والدته، لكنها شعرت بأنهم يركزون على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مال ابنها، ما دفعها للتفكير خارج الصندوق، بالبحث عن محامية لا تكترث إلا بعدد ساعات عملها وتقديم النصائح القانونية، فوقع الاختيار على المحامية ديلفين فيرهايدن التي لم تكن مهتمة بكرة القدم وكانت تحصل على أجرها مقابل عدد الساعات التي تعمل فيها معهم، وهو السيناريو الذي لم يعترض عليه كيليان، بل نفذ المطلوب منه على أكمل وجه، تاركا مصيره الكروي معلقا بين امرأتين، حتى لو أصبح بطلا وأفضل لاعب في العالم، وهو الاتفاق المفعل منذ أن بدأت الشراكة بين الأب والأم والمحامية، إلى أن أصبحت مؤسسة تديرها مجموعة من المستشارين ومسؤولي الدعايا والإعلان، بدخل يزيد على 12 مليون يورو سنويا.
قاهرة المفاوضين
تردد اسم فايزة العماري على نطاق واسع للمرة الأولى في فرنسا، بعد رسالة التحذير التي بعثتها لنيمار ومواطنه البرازيلي داني ألفيش، للتوقف عن وصف نجلها ببطل أفلام الكرتون دوناتيلو، مطالبة الجميع في غرفة خلع الملابس في باريس سان جيرمان بالتوقف عن هذا الأمر. وقبلها بفترة، صدمت لويس كامبوس، عندما كان مسؤولا في موناكو، بعدما أخبرته أن ابنها يشعر بالملل من النظام التدريبي للفريق، ليحصل على إذن استثنائي بالتدرب بشكل منفرد، وغيرها من المواقف التي تعكس دورها الكبير في حماية كيليان ودعمه خارج الملعب. لكن فجأة وبدون سابق إنذار، بدأت تتصدر عناوين الصحف والمواقع العالمية، بعد انكشاف دورها المؤثر خلف الكواليس، باعتبارها الشخص الذي يُدير ويتحكم في قرارات أفضل لاعب في العالم في الوقت الراهن، والمرشح الأوفر حظا لاحتكار الجوائز الفردية المرموقة بعد انتهاء عصر كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وكان ذلك على عكس الرواية الرائجة وقتها، بأن الوالد هو الشخص الأكثر تأثيرا على اللاعب، وهذا ما خلصت إليه شبكة «ذا أثلتيك» في تحقيق مطول، بشأن مدى قوتها وصلابتها أمام كبار الرؤساء والمديرين، وفي مقدمتهم رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي ونظيره المدريدي فلورنتينو بيريز.
ويروي مصدر لنفس الشبكة، أن السيدة فايزة، فعلت في بيريز والرئيس التنفيذي للنادي الملكي جوزيه أنخيل سانشيز، ما لم يفعله أحد في الريال، لافتاً إلى أنها تتسلح بهدوء لا يُصدق على طاولة المفاوضات، وفي نفس الوقت تتصف بالكثير من الاحترام، لكنها لا تقدم أي تنازلات، قائلا: «إنها عنيدة للغاية، تقول لا ولا تترك لك أي شبر بل تريد المزيد»، معترفاً بشكل لا لبس فيه، أنها تفوقت على أعتى المفاوضين في أوروبا، باستغلال قوة موقفها كلما بدأ العد التنازلي لموسمه الأخير في العقد، وهو ما يتكرر الآن للعام الثاني على التوالي، بتوجيه ابنها للخطة المتفق عليها، بتكثيف الضغط على المسؤولين في «حديقة الأمراء»، بالكشف عن نواياه في الهروب من دون مقابل في صيف 2024، بجانب الحصول على مكافأة الولاء، التي تم الاتفاق عليها أثناء تجديد العقد العام الماضي، ما فسر على أنها رسالة واضحة لرغبة الوالدة والمؤثرين على قراره، في الحصول على أعلى عائد مادي، سواء استمر في الليغ1 أو حقق حلم الطفولة بالذهاب إلى ريال مدريد. والمثير للدهشة، أنه بعد انقلاب الإعلام الإسباني على النجم الفرنسي، بعد موافقته على تجديد عقده مع «بي إس جي» في 2022، والدعوات البيضاء الكبيرة لمنعه من ارتداء القميص الأبيض في المستقبل، عاد المسلسل أكثر تشويقا هذا الصيف، كما نتابع في «ماركا» و«آس» بتقارير وأنباء محدثة على رأس الساعة عن اقتراب صفقة العقد، والسؤال الآن: هل ستواصل فايزة العماري تفوقها على كبار المفاوضين وتنجح في تمرير خطتها المادية؟ أم سترضخ هذه المرة وتقدم بعض التنازلات سواء بالموافقة على تفعيل بند التمديد في «حديقة الأمراء» حتى العام 2025 أم تضطر للتنازل عن مكافأة الولاء بعد إرساله إلى الريال؟ هذا ما سنكتشف سويا في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.
فايزة العماري، أقوى امرأة في عالم كرة القدم، وفي رواية أخرى، ملكة طاولة المفاوضات، إنها والدة الميغا ستار الفرنسي كيليان مبابي، الجزائرية الأصل بنسبة 100%، لأبوين من الجيل الأول المهاجر في بوندي، قبل أن تنتقل مع العائلة إلى باريس، حيث جمعت بين التعليم وممارسة رياضة كرة اليد، وذلك في ظروف اجتماعية معقدة، بسبب ضيق حال الوالدين، ونفس الأمر بالنسبة لزوجها ووالد الأبناء ويلفريد مبابي، قبل أن تبتسم لها الحياة مع اكتشاف موهبة صغيرها كيليان مبابي.
أم المشاغب
تروي السيدة البالغة من العمر 49 عاما في مقابلة مطولة مع «لو باريزيان»، أن تعلقها بلعبة كرة اليد، باعتبارها لاعبة سابقة في نادي بوندي في منتصف التسعينات، كان سببا رئيسيا وراء تعرفها بلاعب ألعاب القوى السابق ويلفريد مبابي، وقد أثمر الزواج عن إنجاب كيليان وشقيقه إيثان، بالإضافة إلى طفل ثالث بالتبني يدعى جيريس كيمبو إكوكو، لم تتخل عنه الأسرة، حتى بعد انفصال فايزة عن والد الأبناء. أما بالنسبة لطفولة هداف باريس سان جيرمان، فتقول كانت مليئة بالدراما والشغب، لكثرة مشاكل كيليان مع زملائه في المدرسة، الى درجة أنها كانت تُستدعى يوميا بسبب شكاوى الأطفال من جنون صغيرها، وكان ذلك في أشد وأصعب سنوات الفقر، التي أصبحت من الماضي، بمجرد أن وصل ابنها الأكبر لعامه الـ12، حيث بدأ موناكو عملية الاستثمار في جوهرته الصاعدة بسرعة الصاروخ. ومع ذلك، لم تقترب فايزة وطليقها من كنز «علي بابا» المفاجئ لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب ما وصفته بفوبيا الفقر، لدرجة أنها كانت تحلم من حين الى آخر بكوابيس تطالب باسترداد المال.
صاحبة المشروع
وقال كيليان في تصريح سابق عن والدته: «هي كل شيء، هي أول من قال لي أنت تستطيع، أنت مختلف»، لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى، تاركا السرد لكشاف تشلسي السابق دانييل بوغا، الذي لا ينسى أبدا أول لقاء بالنجم الفرنسي وعائلته، عندما أرسل النادي اللندني دعوة للمراهق البالغ من العمر 12 عاما وقتها، لخوض تجربة معايشة بعد ظهوره المبشر مع فريق بوندي، وعن هذا اللقاء يقول: «في البداية كنت أتحدث مع والد كيليان، لكن بعد ذلك جاءت أمه وهنا بدأت أشعر بأنها هي من تتحكم في كل شيء. كانت هي الشخص الذي يتحدث الى تشلسي. لم يتحدث الأب كثيرا، إنه هادئ ومرتاح للغاية، أما فايزة فكانت مثل النار. أتذكر خلال تجارب الأداء لم يقل ويلفريد لنجله «مرر» أو «أركض»، ربما كان يقول له ذلك بعد نهاية التجربة، لكن الأم كانت بجوار الملعب وتصرخ وتقول له: «كيليان خذ الكرة، اركض راوغه»، وكل ما سبق في كفة وما فعلته مع المسؤول عن تطوير الناشئين في معقل البلوز جيم فريزر في كفة أخرى، فحين طلب منها العودة مرة أخرى الى اختباره قبل التوقيع معه، صدمته باللغة الفرنسية قائلة: «لا… لن نعود مرة أخرى، قل له إن كان يريد توقيعه فعليه ضمه الآن، وبعد خمس سنوات ستعود إلينا لتحاول ضمه مقابل 50 مليون جنيه إسترليني»، وهي الجملة التي رفض الكشاف ترجمتها للمسؤول عن قطاع الناشئين.
تخطيط المستقبل
وبعد التحول السريع في مسيرة مبابي في فترة ما بين انفجاره أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا وانتقاله من موناكو إلى باريس، تلقت السيدة فايزة عروضا من قبل أشهر المحامين في فرنسا، لتقديم النصائح القانونية للعائلة في بنود العقد مع ناديه، لقلة خبرة العائلة بهذه الأمور، ومن ذكائها الحاد، أقنعت المحامين بأنها مفوضة من قبل اللاعب للتحدث معهم، من دون أن تخبرهم أنها والدته، لكنها شعرت بأنهم يركزون على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مال ابنها، ما دفعها للتفكير خارج الصندوق، بالبحث عن محامية لا تكترث إلا بعدد ساعات عملها وتقديم النصائح القانونية، فوقع الاختيار على المحامية ديلفين فيرهايدن التي لم تكن مهتمة بكرة القدم وكانت تحصل على أجرها مقابل عدد الساعات التي تعمل فيها معهم، وهو السيناريو الذي لم يعترض عليه كيليان، بل نفذ المطلوب منه على أكمل وجه، تاركا مصيره الكروي معلقا بين امرأتين، حتى لو أصبح بطلا وأفضل لاعب في العالم، وهو الاتفاق المفعل منذ أن بدأت الشراكة بين الأب والأم والمحامية، إلى أن أصبحت مؤسسة تديرها مجموعة من المستشارين ومسؤولي الدعايا والإعلان، بدخل يزيد على 12 مليون يورو سنويا.
قاهرة المفاوضين
تردد اسم فايزة العماري على نطاق واسع للمرة الأولى في فرنسا، بعد رسالة التحذير التي بعثتها لنيمار ومواطنه البرازيلي داني ألفيش، للتوقف عن وصف نجلها ببطل أفلام الكرتون دوناتيلو، مطالبة الجميع في غرفة خلع الملابس في باريس سان جيرمان بالتوقف عن هذا الأمر. وقبلها بفترة، صدمت لويس كامبوس، عندما كان مسؤولا في موناكو، بعدما أخبرته أن ابنها يشعر بالملل من النظام التدريبي للفريق، ليحصل على إذن استثنائي بالتدرب بشكل منفرد، وغيرها من المواقف التي تعكس دورها الكبير في حماية كيليان ودعمه خارج الملعب. لكن فجأة وبدون سابق إنذار، بدأت تتصدر عناوين الصحف والمواقع العالمية، بعد انكشاف دورها المؤثر خلف الكواليس، باعتبارها الشخص الذي يُدير ويتحكم في قرارات أفضل لاعب في العالم في الوقت الراهن، والمرشح الأوفر حظا لاحتكار الجوائز الفردية المرموقة بعد انتهاء عصر كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وكان ذلك على عكس الرواية الرائجة وقتها، بأن الوالد هو الشخص الأكثر تأثيرا على اللاعب، وهذا ما خلصت إليه شبكة «ذا أثلتيك» في تحقيق مطول، بشأن مدى قوتها وصلابتها أمام كبار الرؤساء والمديرين، وفي مقدمتهم رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي ونظيره المدريدي فلورنتينو بيريز.
ويروي مصدر لنفس الشبكة، أن السيدة فايزة، فعلت في بيريز والرئيس التنفيذي للنادي الملكي جوزيه أنخيل سانشيز، ما لم يفعله أحد في الريال، لافتاً إلى أنها تتسلح بهدوء لا يُصدق على طاولة المفاوضات، وفي نفس الوقت تتصف بالكثير من الاحترام، لكنها لا تقدم أي تنازلات، قائلا: «إنها عنيدة للغاية، تقول لا ولا تترك لك أي شبر بل تريد المزيد»، معترفاً بشكل لا لبس فيه، أنها تفوقت على أعتى المفاوضين في أوروبا، باستغلال قوة موقفها كلما بدأ العد التنازلي لموسمه الأخير في العقد، وهو ما يتكرر الآن للعام الثاني على التوالي، بتوجيه ابنها للخطة المتفق عليها، بتكثيف الضغط على المسؤولين في «حديقة الأمراء»، بالكشف عن نواياه في الهروب من دون مقابل في صيف 2024، بجانب الحصول على مكافأة الولاء، التي تم الاتفاق عليها أثناء تجديد العقد العام الماضي، ما فسر على أنها رسالة واضحة لرغبة الوالدة والمؤثرين على قراره، في الحصول على أعلى عائد مادي، سواء استمر في الليغ1 أو حقق حلم الطفولة بالذهاب إلى ريال مدريد. والمثير للدهشة، أنه بعد انقلاب الإعلام الإسباني على النجم الفرنسي، بعد موافقته على تجديد عقده مع «بي إس جي» في 2022، والدعوات البيضاء الكبيرة لمنعه من ارتداء القميص الأبيض في المستقبل، عاد المسلسل أكثر تشويقا هذا الصيف، كما نتابع في «ماركا» و«آس» بتقارير وأنباء محدثة على رأس الساعة عن اقتراب صفقة العقد، والسؤال الآن: هل ستواصل فايزة العماري تفوقها على كبار المفاوضين وتنجح في تمرير خطتها المادية؟ أم سترضخ هذه المرة وتقدم بعض التنازلات سواء بالموافقة على تفعيل بند التمديد في «حديقة الأمراء» حتى العام 2025 أم تضطر للتنازل عن مكافأة الولاء بعد إرساله إلى الريال؟ هذا ما سنكتشف سويا في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.
فايزة العماري، أقوى امرأة في عالم كرة القدم، وفي رواية أخرى، ملكة طاولة المفاوضات، إنها والدة الميغا ستار الفرنسي كيليان مبابي، الجزائرية الأصل بنسبة 100%، لأبوين من الجيل الأول المهاجر في بوندي، قبل أن تنتقل مع العائلة إلى باريس، حيث جمعت بين التعليم وممارسة رياضة كرة اليد، وذلك في ظروف اجتماعية معقدة، بسبب ضيق حال الوالدين، ونفس الأمر بالنسبة لزوجها ووالد الأبناء ويلفريد مبابي، قبل أن تبتسم لها الحياة مع اكتشاف موهبة صغيرها كيليان مبابي.
أم المشاغب
تروي السيدة البالغة من العمر 49 عاما في مقابلة مطولة مع «لو باريزيان»، أن تعلقها بلعبة كرة اليد، باعتبارها لاعبة سابقة في نادي بوندي في منتصف التسعينات، كان سببا رئيسيا وراء تعرفها بلاعب ألعاب القوى السابق ويلفريد مبابي، وقد أثمر الزواج عن إنجاب كيليان وشقيقه إيثان، بالإضافة إلى طفل ثالث بالتبني يدعى جيريس كيمبو إكوكو، لم تتخل عنه الأسرة، حتى بعد انفصال فايزة عن والد الأبناء. أما بالنسبة لطفولة هداف باريس سان جيرمان، فتقول كانت مليئة بالدراما والشغب، لكثرة مشاكل كيليان مع زملائه في المدرسة، الى درجة أنها كانت تُستدعى يوميا بسبب شكاوى الأطفال من جنون صغيرها، وكان ذلك في أشد وأصعب سنوات الفقر، التي أصبحت من الماضي، بمجرد أن وصل ابنها الأكبر لعامه الـ12، حيث بدأ موناكو عملية الاستثمار في جوهرته الصاعدة بسرعة الصاروخ. ومع ذلك، لم تقترب فايزة وطليقها من كنز «علي بابا» المفاجئ لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب ما وصفته بفوبيا الفقر، لدرجة أنها كانت تحلم من حين الى آخر بكوابيس تطالب باسترداد المال.
صاحبة المشروع
وقال كيليان في تصريح سابق عن والدته: «هي كل شيء، هي أول من قال لي أنت تستطيع، أنت مختلف»، لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى، تاركا السرد لكشاف تشلسي السابق دانييل بوغا، الذي لا ينسى أبدا أول لقاء بالنجم الفرنسي وعائلته، عندما أرسل النادي اللندني دعوة للمراهق البالغ من العمر 12 عاما وقتها، لخوض تجربة معايشة بعد ظهوره المبشر مع فريق بوندي، وعن هذا اللقاء يقول: «في البداية كنت أتحدث مع والد كيليان، لكن بعد ذلك جاءت أمه وهنا بدأت أشعر بأنها هي من تتحكم في كل شيء. كانت هي الشخص الذي يتحدث الى تشلسي. لم يتحدث الأب كثيرا، إنه هادئ ومرتاح للغاية، أما فايزة فكانت مثل النار. أتذكر خلال تجارب الأداء لم يقل ويلفريد لنجله «مرر» أو «أركض»، ربما كان يقول له ذلك بعد نهاية التجربة، لكن الأم كانت بجوار الملعب وتصرخ وتقول له: «كيليان خذ الكرة، اركض راوغه»، وكل ما سبق في كفة وما فعلته مع المسؤول عن تطوير الناشئين في معقل البلوز جيم فريزر في كفة أخرى، فحين طلب منها العودة مرة أخرى الى اختباره قبل التوقيع معه، صدمته باللغة الفرنسية قائلة: «لا… لن نعود مرة أخرى، قل له إن كان يريد توقيعه فعليه ضمه الآن، وبعد خمس سنوات ستعود إلينا لتحاول ضمه مقابل 50 مليون جنيه إسترليني»، وهي الجملة التي رفض الكشاف ترجمتها للمسؤول عن قطاع الناشئين.
تخطيط المستقبل
وبعد التحول السريع في مسيرة مبابي في فترة ما بين انفجاره أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا وانتقاله من موناكو إلى باريس، تلقت السيدة فايزة عروضا من قبل أشهر المحامين في فرنسا، لتقديم النصائح القانونية للعائلة في بنود العقد مع ناديه، لقلة خبرة العائلة بهذه الأمور، ومن ذكائها الحاد، أقنعت المحامين بأنها مفوضة من قبل اللاعب للتحدث معهم، من دون أن تخبرهم أنها والدته، لكنها شعرت بأنهم يركزون على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مال ابنها، ما دفعها للتفكير خارج الصندوق، بالبحث عن محامية لا تكترث إلا بعدد ساعات عملها وتقديم النصائح القانونية، فوقع الاختيار على المحامية ديلفين فيرهايدن التي لم تكن مهتمة بكرة القدم وكانت تحصل على أجرها مقابل عدد الساعات التي تعمل فيها معهم، وهو السيناريو الذي لم يعترض عليه كيليان، بل نفذ المطلوب منه على أكمل وجه، تاركا مصيره الكروي معلقا بين امرأتين، حتى لو أصبح بطلا وأفضل لاعب في العالم، وهو الاتفاق المفعل منذ أن بدأت الشراكة بين الأب والأم والمحامية، إلى أن أصبحت مؤسسة تديرها مجموعة من المستشارين ومسؤولي الدعايا والإعلان، بدخل يزيد على 12 مليون يورو سنويا.
قاهرة المفاوضين
تردد اسم فايزة العماري على نطاق واسع للمرة الأولى في فرنسا، بعد رسالة التحذير التي بعثتها لنيمار ومواطنه البرازيلي داني ألفيش، للتوقف عن وصف نجلها ببطل أفلام الكرتون دوناتيلو، مطالبة الجميع في غرفة خلع الملابس في باريس سان جيرمان بالتوقف عن هذا الأمر. وقبلها بفترة، صدمت لويس كامبوس، عندما كان مسؤولا في موناكو، بعدما أخبرته أن ابنها يشعر بالملل من النظام التدريبي للفريق، ليحصل على إذن استثنائي بالتدرب بشكل منفرد، وغيرها من المواقف التي تعكس دورها الكبير في حماية كيليان ودعمه خارج الملعب. لكن فجأة وبدون سابق إنذار، بدأت تتصدر عناوين الصحف والمواقع العالمية، بعد انكشاف دورها المؤثر خلف الكواليس، باعتبارها الشخص الذي يُدير ويتحكم في قرارات أفضل لاعب في العالم في الوقت الراهن، والمرشح الأوفر حظا لاحتكار الجوائز الفردية المرموقة بعد انتهاء عصر كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وكان ذلك على عكس الرواية الرائجة وقتها، بأن الوالد هو الشخص الأكثر تأثيرا على اللاعب، وهذا ما خلصت إليه شبكة «ذا أثلتيك» في تحقيق مطول، بشأن مدى قوتها وصلابتها أمام كبار الرؤساء والمديرين، وفي مقدمتهم رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي ونظيره المدريدي فلورنتينو بيريز.
ويروي مصدر لنفس الشبكة، أن السيدة فايزة، فعلت في بيريز والرئيس التنفيذي للنادي الملكي جوزيه أنخيل سانشيز، ما لم يفعله أحد في الريال، لافتاً إلى أنها تتسلح بهدوء لا يُصدق على طاولة المفاوضات، وفي نفس الوقت تتصف بالكثير من الاحترام، لكنها لا تقدم أي تنازلات، قائلا: «إنها عنيدة للغاية، تقول لا ولا تترك لك أي شبر بل تريد المزيد»، معترفاً بشكل لا لبس فيه، أنها تفوقت على أعتى المفاوضين في أوروبا، باستغلال قوة موقفها كلما بدأ العد التنازلي لموسمه الأخير في العقد، وهو ما يتكرر الآن للعام الثاني على التوالي، بتوجيه ابنها للخطة المتفق عليها، بتكثيف الضغط على المسؤولين في «حديقة الأمراء»، بالكشف عن نواياه في الهروب من دون مقابل في صيف 2024، بجانب الحصول على مكافأة الولاء، التي تم الاتفاق عليها أثناء تجديد العقد العام الماضي، ما فسر على أنها رسالة واضحة لرغبة الوالدة والمؤثرين على قراره، في الحصول على أعلى عائد مادي، سواء استمر في الليغ1 أو حقق حلم الطفولة بالذهاب إلى ريال مدريد. والمثير للدهشة، أنه بعد انقلاب الإعلام الإسباني على النجم الفرنسي، بعد موافقته على تجديد عقده مع «بي إس جي» في 2022، والدعوات البيضاء الكبيرة لمنعه من ارتداء القميص الأبيض في المستقبل، عاد المسلسل أكثر تشويقا هذا الصيف، كما نتابع في «ماركا» و«آس» بتقارير وأنباء محدثة على رأس الساعة عن اقتراب صفقة العقد، والسؤال الآن: هل ستواصل فايزة العماري تفوقها على كبار المفاوضين وتنجح في تمرير خطتها المادية؟ أم سترضخ هذه المرة وتقدم بعض التنازلات سواء بالموافقة على تفعيل بند التمديد في «حديقة الأمراء» حتى العام 2025 أم تضطر للتنازل عن مكافأة الولاء بعد إرساله إلى الريال؟ هذا ما سنكتشف سويا في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.
التعليقات