بخطى ثقيلة مرتجفة، يبدأ مزارعو وادي الأردن تحضيراتهم للموسم المقبل رغم تواضع الإمكانات المادية التى وفرها حصاد الموسم المنقضي، وسط توقعات بتراجع وانحسار المساحات المزروعة.
فبين قلة ممن أسعفتهم قدرتهم على حراثة الأرض وشراء السماد العضوي وتغطيته بالبلاستيك لبدء عملية التعقيم وبين من ينتظر الحصول على تمويل للقيام بهذه العمليات تقبع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية على حالها بانتظار الفرج.
يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن عمليات تجهيز الأراضي للموسم المقبل تواجه تحديا كبيرا نتيجة نقص السيولة، موضحا أن 20 % من المزارعين من استطاعوا الى الآن البدء فعليا بتجهيز أراضيهم والبقية ما تزال تنتظر الحصول على تمويل أو الاختيار بين زراعة الأرض أو التوقف.
ويشير إلى أن ما يقارب من 50 % من مجمل الأراضي الزراعية ما تزال تحمل أثقال الموسم الماضي لعدم قدرة أصحابها على توفير أجور العمال، لافتا إلى أنه ليس من الواضح إلى الآن حجم الأراضي التي ستزرع أو التي ستبقى بورا الموسم المقبل لكنها ستتضح أكثر مع نهاية الشهر الحالي، خاصة وأن الأرض الزراعية سرعان ما تجد من يستأجرها ويزرعها سواء من مزارعين جدد أو وافدين أو شركات زراعية.
ويقول الخدام، 'لا شك أن الخسارة الكبيرة التي تكبدها المزارعون الموسم المنقضي ستلقي بظلالها على التحضيرات للموسم المقبل خاصة مع استمرار التحديات كشح المياه ونقص السيولة وارتفاع أجور العمالة وارتفاع المستلزمات الزراعية'، مرجحا أن تتراجع مساحة الزراعات المحمية بنسبة تزيد على 30 % مقارنة بالموسم الماضي، إذ أن نسبة كبيرة من البيوت البلاستيكية جرى بيعها خارج الوادي في حين سيتم زراعة جزء كبير من المتبقي بالمحاصيل المكشوفة الأقل كلفة.
ويرى أن الفترة الحالية فترة مهمة في حياة الموسم الزراعي كونها الفترة التي يتم فيها تجهيز الأرض وتهيئتها للزراعة، موضحا أن أي تقصير في تعقيم التربة سيكون له انعكاسات خطيرة على الإنتاج وسيضع المزارع في مواجهة فشل الموسم أو تحمل كلف إضافية لمكافحة الآفات.
زياد البلاونة أحد المزارعين الذين عجزوا عن إزالة مخلفات الموسم الماضي والبدء بالتحضير للموسم المقبل إضطر إلى تأجير أرضه لمزارع آخر، إذ أن تكرار الخسارة لعدة سنوات متتالية أفرغت جيوبه وحرمته من الحصول على تمويل من الشركات الزراعية والمؤسسات الإقراضية التي باتت تلاحقه لتحصيل ديونها السابقة.
يقول زياد 'شح الإمكانات وغياب التمويل سيدفع بالمزيد من المزارعين إلى هجر أراضيهم وتأجيرها، خاصة وأن معظم الشركات الزراعية والممولين يرفضون دعم المزارعين بالمستلزمات والسيولة اللازمة للبدء بتجهيز أراضيهم نتيجة تراكم الديون عليهم وعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاهها'، مضيفا 'لا شك أن هذا الأمر سيؤدي إلى تراجع الرقعة الزراعية الموسم المقبل أو على الأقل خروج عدد كبير من صغار المزارعين من هذا المضمار'
ويضيف أن 'ما يقارب من 50 % من البيوت البلاستيكية جرى بيعها بعد نهاية الموسم بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها أصحابها، الأمر الذي سيدفعهم إلى التحول نحو الزراعات المكشوفة بدلا من المحمية لتقليل الكلف والنفقات على حساب حجم الإنتاج وجودته'، موضحا أنه 'ورغم كل هذه التحولات إلا أنه لا يوجد أي مساعدة من قبل الحكومات التي يجب أن تبادر إلى حماية المزارع من تبعات تراكم الديون والتي قد تصل الى الحبس وبيع الأرض بالمزاد العلني'.
وتعد عملية التعقيم الشمسي مهمة جدا للمزارع، للتخلص من الآفات والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية، ما يسهم بتحسن عملية نمو النبات وزيادة الإنتاج، لكن ذلك يتطلب تغطية الأرض بالملش الأسود لمدة تتراوح بين شهر ونصف إلى شهرين خلال فصل الصيف، لضمان رفع درجة حرارة التربة للقضاء على الآفات الضارة الموجودة فيها.
ويشاركه الرأي المزارع بشير النعيمات، مؤكدا أنه 'ورغم الخسائر الكبيرة التي مني بها المزارعون الموسم الماضي إلا أن كلف الإنتاج بارتفاع مستمر خاصة فيما يتعلق بأجور العمالة الزراعية والحراثة والبلاستيك وأنابيب الري وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها المزارع للتحضير للموسم المقبل'.
ويشير إلى أن 'المزارع يعي أن حل مشكلة التسويق ليس بيد الحكومات كونها تتعلق بقضايا سياسية وتوفر انتاج بديل في الدول التي كانت تعتبر أسواقا رئيسة للمنتج الأردني، إلا أنه يعول على الحكومات العمل على كبح جماح أسعار مستلزمات الإنتاج التي تشهد سنويا ارتفاعات جنونية مستغلة حاجة المزارع لها والتي وصل ارتفاع أسعارها الى 500 % خلال سنوات قليلة'.
ويبين النعيمات أن 'المزارع لا يملك الوقت الكافي للبدء بالتحضيرات لأن العمليات الزراعية كالتعقيم تحتاج لجهد والتزام وسرعة بالتنفيذ للاستفادة من أشهر الصيف الحارة، الأمر الذي يتطلب وجود عمالة قادرة على إنجاز الأعمال كإزالة البلاستيك عن البيوت الزراعية وجمع أنابيب الري وتنظيف الأرض لحراثتها وشراء السماد العضوي والبلاستيك'، منوها أن 'عددا كبيرا من المزارعين ما زالوا عاجزين عن البدء بهذه العمليات والبعض الآخر لجأ الى التعقيم الشمسي بالاكتفاء بحراثة الأرض فقط'.
المزارع سعد النعيمات غير متفائل بمستقبل القطاع في ظل الظروف الحالية التي يمر بها، خاصة في ظل ارتفاع المديونية التي تراكمت عاما بعد عام، مبينا أنه 'ورغم كل الظروف الصعبة إلا أن المساحات المزروعة لن تتناقص كثيرا بسبب خوف المزارع من الملاحقات القضائية، إذ أن عدم زراعة الأرض سيدفع الممولين إلى رفع قضايا على المزارعين لتحصيل حقوقهم في حين أن القيام بزراعتها سيؤجل هذه الإجراءات على أمل السداد'.
ويتابع 'المزارع بات مجبرا على زراعة الأرض وتحمل الخسائر والمزيد من الديون لأن بانسحابه من العمل ستفتح أبواب الجحيم بوجهه'، مضيفا أن 'بقاء المزارع بأرضه سيتيح له توفير لقمة العيش لأبنائه وتوفير متطلباتهم ولو على حساب نفقات المزرعة ودفعات القروض'.
الغد
بخطى ثقيلة مرتجفة، يبدأ مزارعو وادي الأردن تحضيراتهم للموسم المقبل رغم تواضع الإمكانات المادية التى وفرها حصاد الموسم المنقضي، وسط توقعات بتراجع وانحسار المساحات المزروعة.
فبين قلة ممن أسعفتهم قدرتهم على حراثة الأرض وشراء السماد العضوي وتغطيته بالبلاستيك لبدء عملية التعقيم وبين من ينتظر الحصول على تمويل للقيام بهذه العمليات تقبع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية على حالها بانتظار الفرج.
يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن عمليات تجهيز الأراضي للموسم المقبل تواجه تحديا كبيرا نتيجة نقص السيولة، موضحا أن 20 % من المزارعين من استطاعوا الى الآن البدء فعليا بتجهيز أراضيهم والبقية ما تزال تنتظر الحصول على تمويل أو الاختيار بين زراعة الأرض أو التوقف.
ويشير إلى أن ما يقارب من 50 % من مجمل الأراضي الزراعية ما تزال تحمل أثقال الموسم الماضي لعدم قدرة أصحابها على توفير أجور العمال، لافتا إلى أنه ليس من الواضح إلى الآن حجم الأراضي التي ستزرع أو التي ستبقى بورا الموسم المقبل لكنها ستتضح أكثر مع نهاية الشهر الحالي، خاصة وأن الأرض الزراعية سرعان ما تجد من يستأجرها ويزرعها سواء من مزارعين جدد أو وافدين أو شركات زراعية.
ويقول الخدام، 'لا شك أن الخسارة الكبيرة التي تكبدها المزارعون الموسم المنقضي ستلقي بظلالها على التحضيرات للموسم المقبل خاصة مع استمرار التحديات كشح المياه ونقص السيولة وارتفاع أجور العمالة وارتفاع المستلزمات الزراعية'، مرجحا أن تتراجع مساحة الزراعات المحمية بنسبة تزيد على 30 % مقارنة بالموسم الماضي، إذ أن نسبة كبيرة من البيوت البلاستيكية جرى بيعها خارج الوادي في حين سيتم زراعة جزء كبير من المتبقي بالمحاصيل المكشوفة الأقل كلفة.
ويرى أن الفترة الحالية فترة مهمة في حياة الموسم الزراعي كونها الفترة التي يتم فيها تجهيز الأرض وتهيئتها للزراعة، موضحا أن أي تقصير في تعقيم التربة سيكون له انعكاسات خطيرة على الإنتاج وسيضع المزارع في مواجهة فشل الموسم أو تحمل كلف إضافية لمكافحة الآفات.
زياد البلاونة أحد المزارعين الذين عجزوا عن إزالة مخلفات الموسم الماضي والبدء بالتحضير للموسم المقبل إضطر إلى تأجير أرضه لمزارع آخر، إذ أن تكرار الخسارة لعدة سنوات متتالية أفرغت جيوبه وحرمته من الحصول على تمويل من الشركات الزراعية والمؤسسات الإقراضية التي باتت تلاحقه لتحصيل ديونها السابقة.
يقول زياد 'شح الإمكانات وغياب التمويل سيدفع بالمزيد من المزارعين إلى هجر أراضيهم وتأجيرها، خاصة وأن معظم الشركات الزراعية والممولين يرفضون دعم المزارعين بالمستلزمات والسيولة اللازمة للبدء بتجهيز أراضيهم نتيجة تراكم الديون عليهم وعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاهها'، مضيفا 'لا شك أن هذا الأمر سيؤدي إلى تراجع الرقعة الزراعية الموسم المقبل أو على الأقل خروج عدد كبير من صغار المزارعين من هذا المضمار'
ويضيف أن 'ما يقارب من 50 % من البيوت البلاستيكية جرى بيعها بعد نهاية الموسم بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها أصحابها، الأمر الذي سيدفعهم إلى التحول نحو الزراعات المكشوفة بدلا من المحمية لتقليل الكلف والنفقات على حساب حجم الإنتاج وجودته'، موضحا أنه 'ورغم كل هذه التحولات إلا أنه لا يوجد أي مساعدة من قبل الحكومات التي يجب أن تبادر إلى حماية المزارع من تبعات تراكم الديون والتي قد تصل الى الحبس وبيع الأرض بالمزاد العلني'.
وتعد عملية التعقيم الشمسي مهمة جدا للمزارع، للتخلص من الآفات والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية، ما يسهم بتحسن عملية نمو النبات وزيادة الإنتاج، لكن ذلك يتطلب تغطية الأرض بالملش الأسود لمدة تتراوح بين شهر ونصف إلى شهرين خلال فصل الصيف، لضمان رفع درجة حرارة التربة للقضاء على الآفات الضارة الموجودة فيها.
ويشاركه الرأي المزارع بشير النعيمات، مؤكدا أنه 'ورغم الخسائر الكبيرة التي مني بها المزارعون الموسم الماضي إلا أن كلف الإنتاج بارتفاع مستمر خاصة فيما يتعلق بأجور العمالة الزراعية والحراثة والبلاستيك وأنابيب الري وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها المزارع للتحضير للموسم المقبل'.
ويشير إلى أن 'المزارع يعي أن حل مشكلة التسويق ليس بيد الحكومات كونها تتعلق بقضايا سياسية وتوفر انتاج بديل في الدول التي كانت تعتبر أسواقا رئيسة للمنتج الأردني، إلا أنه يعول على الحكومات العمل على كبح جماح أسعار مستلزمات الإنتاج التي تشهد سنويا ارتفاعات جنونية مستغلة حاجة المزارع لها والتي وصل ارتفاع أسعارها الى 500 % خلال سنوات قليلة'.
ويبين النعيمات أن 'المزارع لا يملك الوقت الكافي للبدء بالتحضيرات لأن العمليات الزراعية كالتعقيم تحتاج لجهد والتزام وسرعة بالتنفيذ للاستفادة من أشهر الصيف الحارة، الأمر الذي يتطلب وجود عمالة قادرة على إنجاز الأعمال كإزالة البلاستيك عن البيوت الزراعية وجمع أنابيب الري وتنظيف الأرض لحراثتها وشراء السماد العضوي والبلاستيك'، منوها أن 'عددا كبيرا من المزارعين ما زالوا عاجزين عن البدء بهذه العمليات والبعض الآخر لجأ الى التعقيم الشمسي بالاكتفاء بحراثة الأرض فقط'.
المزارع سعد النعيمات غير متفائل بمستقبل القطاع في ظل الظروف الحالية التي يمر بها، خاصة في ظل ارتفاع المديونية التي تراكمت عاما بعد عام، مبينا أنه 'ورغم كل الظروف الصعبة إلا أن المساحات المزروعة لن تتناقص كثيرا بسبب خوف المزارع من الملاحقات القضائية، إذ أن عدم زراعة الأرض سيدفع الممولين إلى رفع قضايا على المزارعين لتحصيل حقوقهم في حين أن القيام بزراعتها سيؤجل هذه الإجراءات على أمل السداد'.
ويتابع 'المزارع بات مجبرا على زراعة الأرض وتحمل الخسائر والمزيد من الديون لأن بانسحابه من العمل ستفتح أبواب الجحيم بوجهه'، مضيفا أن 'بقاء المزارع بأرضه سيتيح له توفير لقمة العيش لأبنائه وتوفير متطلباتهم ولو على حساب نفقات المزرعة ودفعات القروض'.
الغد
بخطى ثقيلة مرتجفة، يبدأ مزارعو وادي الأردن تحضيراتهم للموسم المقبل رغم تواضع الإمكانات المادية التى وفرها حصاد الموسم المنقضي، وسط توقعات بتراجع وانحسار المساحات المزروعة.
فبين قلة ممن أسعفتهم قدرتهم على حراثة الأرض وشراء السماد العضوي وتغطيته بالبلاستيك لبدء عملية التعقيم وبين من ينتظر الحصول على تمويل للقيام بهذه العمليات تقبع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية على حالها بانتظار الفرج.
يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن عمليات تجهيز الأراضي للموسم المقبل تواجه تحديا كبيرا نتيجة نقص السيولة، موضحا أن 20 % من المزارعين من استطاعوا الى الآن البدء فعليا بتجهيز أراضيهم والبقية ما تزال تنتظر الحصول على تمويل أو الاختيار بين زراعة الأرض أو التوقف.
ويشير إلى أن ما يقارب من 50 % من مجمل الأراضي الزراعية ما تزال تحمل أثقال الموسم الماضي لعدم قدرة أصحابها على توفير أجور العمال، لافتا إلى أنه ليس من الواضح إلى الآن حجم الأراضي التي ستزرع أو التي ستبقى بورا الموسم المقبل لكنها ستتضح أكثر مع نهاية الشهر الحالي، خاصة وأن الأرض الزراعية سرعان ما تجد من يستأجرها ويزرعها سواء من مزارعين جدد أو وافدين أو شركات زراعية.
ويقول الخدام، 'لا شك أن الخسارة الكبيرة التي تكبدها المزارعون الموسم المنقضي ستلقي بظلالها على التحضيرات للموسم المقبل خاصة مع استمرار التحديات كشح المياه ونقص السيولة وارتفاع أجور العمالة وارتفاع المستلزمات الزراعية'، مرجحا أن تتراجع مساحة الزراعات المحمية بنسبة تزيد على 30 % مقارنة بالموسم الماضي، إذ أن نسبة كبيرة من البيوت البلاستيكية جرى بيعها خارج الوادي في حين سيتم زراعة جزء كبير من المتبقي بالمحاصيل المكشوفة الأقل كلفة.
ويرى أن الفترة الحالية فترة مهمة في حياة الموسم الزراعي كونها الفترة التي يتم فيها تجهيز الأرض وتهيئتها للزراعة، موضحا أن أي تقصير في تعقيم التربة سيكون له انعكاسات خطيرة على الإنتاج وسيضع المزارع في مواجهة فشل الموسم أو تحمل كلف إضافية لمكافحة الآفات.
زياد البلاونة أحد المزارعين الذين عجزوا عن إزالة مخلفات الموسم الماضي والبدء بالتحضير للموسم المقبل إضطر إلى تأجير أرضه لمزارع آخر، إذ أن تكرار الخسارة لعدة سنوات متتالية أفرغت جيوبه وحرمته من الحصول على تمويل من الشركات الزراعية والمؤسسات الإقراضية التي باتت تلاحقه لتحصيل ديونها السابقة.
يقول زياد 'شح الإمكانات وغياب التمويل سيدفع بالمزيد من المزارعين إلى هجر أراضيهم وتأجيرها، خاصة وأن معظم الشركات الزراعية والممولين يرفضون دعم المزارعين بالمستلزمات والسيولة اللازمة للبدء بتجهيز أراضيهم نتيجة تراكم الديون عليهم وعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاهها'، مضيفا 'لا شك أن هذا الأمر سيؤدي إلى تراجع الرقعة الزراعية الموسم المقبل أو على الأقل خروج عدد كبير من صغار المزارعين من هذا المضمار'
ويضيف أن 'ما يقارب من 50 % من البيوت البلاستيكية جرى بيعها بعد نهاية الموسم بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها أصحابها، الأمر الذي سيدفعهم إلى التحول نحو الزراعات المكشوفة بدلا من المحمية لتقليل الكلف والنفقات على حساب حجم الإنتاج وجودته'، موضحا أنه 'ورغم كل هذه التحولات إلا أنه لا يوجد أي مساعدة من قبل الحكومات التي يجب أن تبادر إلى حماية المزارع من تبعات تراكم الديون والتي قد تصل الى الحبس وبيع الأرض بالمزاد العلني'.
وتعد عملية التعقيم الشمسي مهمة جدا للمزارع، للتخلص من الآفات والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية، ما يسهم بتحسن عملية نمو النبات وزيادة الإنتاج، لكن ذلك يتطلب تغطية الأرض بالملش الأسود لمدة تتراوح بين شهر ونصف إلى شهرين خلال فصل الصيف، لضمان رفع درجة حرارة التربة للقضاء على الآفات الضارة الموجودة فيها.
ويشاركه الرأي المزارع بشير النعيمات، مؤكدا أنه 'ورغم الخسائر الكبيرة التي مني بها المزارعون الموسم الماضي إلا أن كلف الإنتاج بارتفاع مستمر خاصة فيما يتعلق بأجور العمالة الزراعية والحراثة والبلاستيك وأنابيب الري وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها المزارع للتحضير للموسم المقبل'.
ويشير إلى أن 'المزارع يعي أن حل مشكلة التسويق ليس بيد الحكومات كونها تتعلق بقضايا سياسية وتوفر انتاج بديل في الدول التي كانت تعتبر أسواقا رئيسة للمنتج الأردني، إلا أنه يعول على الحكومات العمل على كبح جماح أسعار مستلزمات الإنتاج التي تشهد سنويا ارتفاعات جنونية مستغلة حاجة المزارع لها والتي وصل ارتفاع أسعارها الى 500 % خلال سنوات قليلة'.
ويبين النعيمات أن 'المزارع لا يملك الوقت الكافي للبدء بالتحضيرات لأن العمليات الزراعية كالتعقيم تحتاج لجهد والتزام وسرعة بالتنفيذ للاستفادة من أشهر الصيف الحارة، الأمر الذي يتطلب وجود عمالة قادرة على إنجاز الأعمال كإزالة البلاستيك عن البيوت الزراعية وجمع أنابيب الري وتنظيف الأرض لحراثتها وشراء السماد العضوي والبلاستيك'، منوها أن 'عددا كبيرا من المزارعين ما زالوا عاجزين عن البدء بهذه العمليات والبعض الآخر لجأ الى التعقيم الشمسي بالاكتفاء بحراثة الأرض فقط'.
المزارع سعد النعيمات غير متفائل بمستقبل القطاع في ظل الظروف الحالية التي يمر بها، خاصة في ظل ارتفاع المديونية التي تراكمت عاما بعد عام، مبينا أنه 'ورغم كل الظروف الصعبة إلا أن المساحات المزروعة لن تتناقص كثيرا بسبب خوف المزارع من الملاحقات القضائية، إذ أن عدم زراعة الأرض سيدفع الممولين إلى رفع قضايا على المزارعين لتحصيل حقوقهم في حين أن القيام بزراعتها سيؤجل هذه الإجراءات على أمل السداد'.
ويتابع 'المزارع بات مجبرا على زراعة الأرض وتحمل الخسائر والمزيد من الديون لأن بانسحابه من العمل ستفتح أبواب الجحيم بوجهه'، مضيفا أن 'بقاء المزارع بأرضه سيتيح له توفير لقمة العيش لأبنائه وتوفير متطلباتهم ولو على حساب نفقات المزرعة ودفعات القروض'.
الغد
التعليقات