بقسوة وأسى، تلقّى أهالي ركاب الغواصة الخمسة التي فُقدت قرب حطام سفينة «تايتانيك»، فاجعة خسارة أحبائهم، الجمعة، بعدما قضوا في كارثة المركبة السياحية الصغيرة، وفق إعلان الشركة المشغِّلة. لم يتوقّعوا أنّ رحلة سياحية ستنتهي بمأساة، وعوض أن يُرسل لهم المستكشفون صوراً مدهشة من أعماق الماء، وصل إليهم الخبر الذي هزَّ العالم.
المفارقة أنّ كلاً من الركاب الخمسة دفع مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام «تايتانيك» التي غرقت قبل 111 عاماً في شمال الأطلسي، في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين. وشاء القدر أن يلقوا هم أيضاً حتفهم بالغرق!
الواقع الأليم جعل أقارب رجل الأعمال الباكستاني - البريطاني شاه زاده داود (48 عاماً) وابنه سليمان (19 عاماً) اللذين قضيا مع الركاب الثلاثة الآخرين في الانفجار الداخلي للغواصة، يُعربون عن «حزنهم العميق» برحيلهما؛ والاثنان ينتميان إلى عائلة أسّست واحدة من أكثر الإمبراطوريات الصناعية ازدهاراً في باكستان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». بلوعة أيضاً، أشادت عائلة رجل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ الناشط في مجال الطيران (58 عاماً) بروحه الشجاعة، ووصفته، في بيان، بأنه «مستكشف شغوف» و«زوج مُحب، وأب كرَّس حياته لابنيه»، وقد منحها العزاء أنه «حقّق في حياته أشياء مميزة، وإذا كنا سنواسي أنفسنا قليلاً (...) نقول إننا فقدناه وهو يفعل ما يحبه».
شارك أيضاً في الرحلة الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه (77 عاماً)، المتخصص بحطام «تايتانيك»، الذي لفرط انشغاله بهذه المسألة لُقِّب بـ«السيد تايتانيك»، فظهر في أفلام وثائقية عن السفينة، وقاد بعثات استكشافية إلى الحطام عشرات المرات. أصدقاؤه ومعجبون سمّوه «المستكشف الحقيقي» ونعوه على موقع متخصص بهواة السفينة الشهيرة، بوجع.
كتبت ريبيكا على الموقع: «كان شخصية أسطورية في عالم (تايتانيك)، وألهم عمله الكثيرين، بمن فيهم أنا. لقد سمح لنا باكتساب وجهات نظر جديدة للكارثة». أما سوزان فرثيته أشبه ما يكون بالصلاة: «ارقد بسلام. أرجو أن تكتشف الأطوال والأعماق التي توفرها لك السماء. سنفتقدك»، في حين استعاد هانز مزاياه: «الدفء واللطف الذي كان يشعّ بهما لم تقابلهما إلا جدّيته وتبجيله لعمله»، ليضيف ديفيد من البرازيل: «أنا عاجز عن الكلام وحزين القلب. ارقد بسلام». الرجال الخمسة وُصفوا بالمستكشفين الحقيقيين الذين يتشاركون روح المغامرة وشغفاً عميقاً.
نهاية الأمل... فاجعة
وبعدما حبس العالم أنفاسه، راجياً نهاية سعيدة بعودة الركاب سالمين، أعلن خفر السواحل الأميركيون والشركة المنظمة للرحلة، الخميس، ما خشيت سماعه العائلات المنكوبة، بالقول إنّ ركاب الغواصة الذين فُقدوا منذ الأحد قضوا في «انفجار داخلي كارثي» للغواصة بسبب الضغط على الأرجح. وتحدّث الأدميرال في خفر السواحل الأميركيين جون موغير، خلال مؤتمر صحافي في بوسطن، عن «توافق» بين «حقل الحطام» الذي عثرت عليه روبوتات البحث قرب الحطام الأسطوري على عمق نحو أربعة آلاف متر، و«الانفجار الداخلي الكارثي» للغواصة، مشيراً إلى أنّ «خسارة كارثية» للضغط هي أصل الحادث.
الفقدان مأساوي... ولندن تُعزّي
فقدان ثلاثة مواطنين بريطانيين، دفع وزير الخارجية جيمس كليفرلي إلى التغريد عبر «تويتر»، فوصف الأخبار بـ«المأساوية»، وأعرب عن «دعم» حكومته و«تعازيها» للأسر المفجوعة. واستخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصاً، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات «سي-130» و«بي-8» وسفن مجهّزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة «بولار برينس» التي انطلقت منها الغواصة «تيتان». وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع. كذلك، وصلت صباح الخميس سفينة البحث الفرنسية «أتلانت» المجهّزة بروبوت «فيكتور 6000» القادر على الغوص حتى حطام «تايتانيك»، وفق ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار (أنفريمير)، التابعة له.
الإهمال المُحتمَل والإنقاذ المستحيل
وانطلقت الغواصة السياحية التي يبلغ طولها نحو 6,5 متر برحلتها الأحد، وكان يفترض أن تطفو على السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فُقد بعد أقل من ساعتين من إبحارها، وهي تتمتّع نظرياً بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة، لكن إعلان سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الأربعاء، كان أثار الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدّد الجنسيات إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.
ذلك عرَّض «أوشن غيت» للإدانة، مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية. عزّز الظنون، ظهور شكوى رُفعت عام 2018، جاء فيها أنّ مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة، ديفيد لوكريدج، صُرف من عمله لتشكيكه بسلامة الغواصة، حين قال إنّ كوة الرؤية في مقدّمها صُممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.
حان وقت نهاية رحلات «تايتانيك»؟
إثر المأساة، رأى رئيس «جمعية تايتانيك الدولية» تشارلي هاس، أنّ الوقت حان «للنظر بجدية» فيما إذا كان ينبغي إنهاء الرحلات البشرية إلى حطام السفينة «باسم السلامة».
وأكد أنه «لم يتبقَّ سوى القليل نسبياً للتعلُّم من أو عن (تايتانيك)»، مشيراً إلى ضرورة إجراء «تحقيق مكثَّف ومفصَّل من خفر السواحل الأميركي و/أو المجلس الوطني لسلامة النقل و/أو نظرائهم الكنديين» في تصميم «تيتان».
ونقلت عنه «هيئة الإذاعة البريطانية» قوله: «إلى ذلك، يجب أن يكون التفتيش المكثَّف قبل التشغيل للغواصات في أعماق البحار أمراً مطلوباً بموجب اللوائح الدولية»، مؤكداً: «تماماً كما علَّمت (تايتانيك) العالم دروساً عن السلامة، يجب أيضاً أن نتعلّم من فقدان (تيتان)».
ولمح إلى أنّ السفينة الشهيرة «علَّمت العالم أيضاً دروساً عن مخاطر الغطرسة والاعتماد المُفرط على التكنولوجيا. وأظهرت النهاية المأساوية للحملة أنّ هذه الدروس لا تزال بحاجة إلى التعلُّم».
بقسوة وأسى، تلقّى أهالي ركاب الغواصة الخمسة التي فُقدت قرب حطام سفينة «تايتانيك»، فاجعة خسارة أحبائهم، الجمعة، بعدما قضوا في كارثة المركبة السياحية الصغيرة، وفق إعلان الشركة المشغِّلة. لم يتوقّعوا أنّ رحلة سياحية ستنتهي بمأساة، وعوض أن يُرسل لهم المستكشفون صوراً مدهشة من أعماق الماء، وصل إليهم الخبر الذي هزَّ العالم.
المفارقة أنّ كلاً من الركاب الخمسة دفع مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام «تايتانيك» التي غرقت قبل 111 عاماً في شمال الأطلسي، في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين. وشاء القدر أن يلقوا هم أيضاً حتفهم بالغرق!
الواقع الأليم جعل أقارب رجل الأعمال الباكستاني - البريطاني شاه زاده داود (48 عاماً) وابنه سليمان (19 عاماً) اللذين قضيا مع الركاب الثلاثة الآخرين في الانفجار الداخلي للغواصة، يُعربون عن «حزنهم العميق» برحيلهما؛ والاثنان ينتميان إلى عائلة أسّست واحدة من أكثر الإمبراطوريات الصناعية ازدهاراً في باكستان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». بلوعة أيضاً، أشادت عائلة رجل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ الناشط في مجال الطيران (58 عاماً) بروحه الشجاعة، ووصفته، في بيان، بأنه «مستكشف شغوف» و«زوج مُحب، وأب كرَّس حياته لابنيه»، وقد منحها العزاء أنه «حقّق في حياته أشياء مميزة، وإذا كنا سنواسي أنفسنا قليلاً (...) نقول إننا فقدناه وهو يفعل ما يحبه».
شارك أيضاً في الرحلة الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه (77 عاماً)، المتخصص بحطام «تايتانيك»، الذي لفرط انشغاله بهذه المسألة لُقِّب بـ«السيد تايتانيك»، فظهر في أفلام وثائقية عن السفينة، وقاد بعثات استكشافية إلى الحطام عشرات المرات. أصدقاؤه ومعجبون سمّوه «المستكشف الحقيقي» ونعوه على موقع متخصص بهواة السفينة الشهيرة، بوجع.
كتبت ريبيكا على الموقع: «كان شخصية أسطورية في عالم (تايتانيك)، وألهم عمله الكثيرين، بمن فيهم أنا. لقد سمح لنا باكتساب وجهات نظر جديدة للكارثة». أما سوزان فرثيته أشبه ما يكون بالصلاة: «ارقد بسلام. أرجو أن تكتشف الأطوال والأعماق التي توفرها لك السماء. سنفتقدك»، في حين استعاد هانز مزاياه: «الدفء واللطف الذي كان يشعّ بهما لم تقابلهما إلا جدّيته وتبجيله لعمله»، ليضيف ديفيد من البرازيل: «أنا عاجز عن الكلام وحزين القلب. ارقد بسلام». الرجال الخمسة وُصفوا بالمستكشفين الحقيقيين الذين يتشاركون روح المغامرة وشغفاً عميقاً.
نهاية الأمل... فاجعة
وبعدما حبس العالم أنفاسه، راجياً نهاية سعيدة بعودة الركاب سالمين، أعلن خفر السواحل الأميركيون والشركة المنظمة للرحلة، الخميس، ما خشيت سماعه العائلات المنكوبة، بالقول إنّ ركاب الغواصة الذين فُقدوا منذ الأحد قضوا في «انفجار داخلي كارثي» للغواصة بسبب الضغط على الأرجح. وتحدّث الأدميرال في خفر السواحل الأميركيين جون موغير، خلال مؤتمر صحافي في بوسطن، عن «توافق» بين «حقل الحطام» الذي عثرت عليه روبوتات البحث قرب الحطام الأسطوري على عمق نحو أربعة آلاف متر، و«الانفجار الداخلي الكارثي» للغواصة، مشيراً إلى أنّ «خسارة كارثية» للضغط هي أصل الحادث.
الفقدان مأساوي... ولندن تُعزّي
فقدان ثلاثة مواطنين بريطانيين، دفع وزير الخارجية جيمس كليفرلي إلى التغريد عبر «تويتر»، فوصف الأخبار بـ«المأساوية»، وأعرب عن «دعم» حكومته و«تعازيها» للأسر المفجوعة. واستخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصاً، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات «سي-130» و«بي-8» وسفن مجهّزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة «بولار برينس» التي انطلقت منها الغواصة «تيتان». وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع. كذلك، وصلت صباح الخميس سفينة البحث الفرنسية «أتلانت» المجهّزة بروبوت «فيكتور 6000» القادر على الغوص حتى حطام «تايتانيك»، وفق ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار (أنفريمير)، التابعة له.
الإهمال المُحتمَل والإنقاذ المستحيل
وانطلقت الغواصة السياحية التي يبلغ طولها نحو 6,5 متر برحلتها الأحد، وكان يفترض أن تطفو على السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فُقد بعد أقل من ساعتين من إبحارها، وهي تتمتّع نظرياً بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة، لكن إعلان سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الأربعاء، كان أثار الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدّد الجنسيات إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.
ذلك عرَّض «أوشن غيت» للإدانة، مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية. عزّز الظنون، ظهور شكوى رُفعت عام 2018، جاء فيها أنّ مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة، ديفيد لوكريدج، صُرف من عمله لتشكيكه بسلامة الغواصة، حين قال إنّ كوة الرؤية في مقدّمها صُممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.
حان وقت نهاية رحلات «تايتانيك»؟
إثر المأساة، رأى رئيس «جمعية تايتانيك الدولية» تشارلي هاس، أنّ الوقت حان «للنظر بجدية» فيما إذا كان ينبغي إنهاء الرحلات البشرية إلى حطام السفينة «باسم السلامة».
وأكد أنه «لم يتبقَّ سوى القليل نسبياً للتعلُّم من أو عن (تايتانيك)»، مشيراً إلى ضرورة إجراء «تحقيق مكثَّف ومفصَّل من خفر السواحل الأميركي و/أو المجلس الوطني لسلامة النقل و/أو نظرائهم الكنديين» في تصميم «تيتان».
ونقلت عنه «هيئة الإذاعة البريطانية» قوله: «إلى ذلك، يجب أن يكون التفتيش المكثَّف قبل التشغيل للغواصات في أعماق البحار أمراً مطلوباً بموجب اللوائح الدولية»، مؤكداً: «تماماً كما علَّمت (تايتانيك) العالم دروساً عن السلامة، يجب أيضاً أن نتعلّم من فقدان (تيتان)».
ولمح إلى أنّ السفينة الشهيرة «علَّمت العالم أيضاً دروساً عن مخاطر الغطرسة والاعتماد المُفرط على التكنولوجيا. وأظهرت النهاية المأساوية للحملة أنّ هذه الدروس لا تزال بحاجة إلى التعلُّم».
بقسوة وأسى، تلقّى أهالي ركاب الغواصة الخمسة التي فُقدت قرب حطام سفينة «تايتانيك»، فاجعة خسارة أحبائهم، الجمعة، بعدما قضوا في كارثة المركبة السياحية الصغيرة، وفق إعلان الشركة المشغِّلة. لم يتوقّعوا أنّ رحلة سياحية ستنتهي بمأساة، وعوض أن يُرسل لهم المستكشفون صوراً مدهشة من أعماق الماء، وصل إليهم الخبر الذي هزَّ العالم.
المفارقة أنّ كلاً من الركاب الخمسة دفع مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام «تايتانيك» التي غرقت قبل 111 عاماً في شمال الأطلسي، في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين. وشاء القدر أن يلقوا هم أيضاً حتفهم بالغرق!
الواقع الأليم جعل أقارب رجل الأعمال الباكستاني - البريطاني شاه زاده داود (48 عاماً) وابنه سليمان (19 عاماً) اللذين قضيا مع الركاب الثلاثة الآخرين في الانفجار الداخلي للغواصة، يُعربون عن «حزنهم العميق» برحيلهما؛ والاثنان ينتميان إلى عائلة أسّست واحدة من أكثر الإمبراطوريات الصناعية ازدهاراً في باكستان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». بلوعة أيضاً، أشادت عائلة رجل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ الناشط في مجال الطيران (58 عاماً) بروحه الشجاعة، ووصفته، في بيان، بأنه «مستكشف شغوف» و«زوج مُحب، وأب كرَّس حياته لابنيه»، وقد منحها العزاء أنه «حقّق في حياته أشياء مميزة، وإذا كنا سنواسي أنفسنا قليلاً (...) نقول إننا فقدناه وهو يفعل ما يحبه».
شارك أيضاً في الرحلة الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه (77 عاماً)، المتخصص بحطام «تايتانيك»، الذي لفرط انشغاله بهذه المسألة لُقِّب بـ«السيد تايتانيك»، فظهر في أفلام وثائقية عن السفينة، وقاد بعثات استكشافية إلى الحطام عشرات المرات. أصدقاؤه ومعجبون سمّوه «المستكشف الحقيقي» ونعوه على موقع متخصص بهواة السفينة الشهيرة، بوجع.
كتبت ريبيكا على الموقع: «كان شخصية أسطورية في عالم (تايتانيك)، وألهم عمله الكثيرين، بمن فيهم أنا. لقد سمح لنا باكتساب وجهات نظر جديدة للكارثة». أما سوزان فرثيته أشبه ما يكون بالصلاة: «ارقد بسلام. أرجو أن تكتشف الأطوال والأعماق التي توفرها لك السماء. سنفتقدك»، في حين استعاد هانز مزاياه: «الدفء واللطف الذي كان يشعّ بهما لم تقابلهما إلا جدّيته وتبجيله لعمله»، ليضيف ديفيد من البرازيل: «أنا عاجز عن الكلام وحزين القلب. ارقد بسلام». الرجال الخمسة وُصفوا بالمستكشفين الحقيقيين الذين يتشاركون روح المغامرة وشغفاً عميقاً.
نهاية الأمل... فاجعة
وبعدما حبس العالم أنفاسه، راجياً نهاية سعيدة بعودة الركاب سالمين، أعلن خفر السواحل الأميركيون والشركة المنظمة للرحلة، الخميس، ما خشيت سماعه العائلات المنكوبة، بالقول إنّ ركاب الغواصة الذين فُقدوا منذ الأحد قضوا في «انفجار داخلي كارثي» للغواصة بسبب الضغط على الأرجح. وتحدّث الأدميرال في خفر السواحل الأميركيين جون موغير، خلال مؤتمر صحافي في بوسطن، عن «توافق» بين «حقل الحطام» الذي عثرت عليه روبوتات البحث قرب الحطام الأسطوري على عمق نحو أربعة آلاف متر، و«الانفجار الداخلي الكارثي» للغواصة، مشيراً إلى أنّ «خسارة كارثية» للضغط هي أصل الحادث.
الفقدان مأساوي... ولندن تُعزّي
فقدان ثلاثة مواطنين بريطانيين، دفع وزير الخارجية جيمس كليفرلي إلى التغريد عبر «تويتر»، فوصف الأخبار بـ«المأساوية»، وأعرب عن «دعم» حكومته و«تعازيها» للأسر المفجوعة. واستخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصاً، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات «سي-130» و«بي-8» وسفن مجهّزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة «بولار برينس» التي انطلقت منها الغواصة «تيتان». وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع. كذلك، وصلت صباح الخميس سفينة البحث الفرنسية «أتلانت» المجهّزة بروبوت «فيكتور 6000» القادر على الغوص حتى حطام «تايتانيك»، وفق ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار (أنفريمير)، التابعة له.
الإهمال المُحتمَل والإنقاذ المستحيل
وانطلقت الغواصة السياحية التي يبلغ طولها نحو 6,5 متر برحلتها الأحد، وكان يفترض أن تطفو على السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فُقد بعد أقل من ساعتين من إبحارها، وهي تتمتّع نظرياً بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة، لكن إعلان سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الأربعاء، كان أثار الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدّد الجنسيات إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.
ذلك عرَّض «أوشن غيت» للإدانة، مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية. عزّز الظنون، ظهور شكوى رُفعت عام 2018، جاء فيها أنّ مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة، ديفيد لوكريدج، صُرف من عمله لتشكيكه بسلامة الغواصة، حين قال إنّ كوة الرؤية في مقدّمها صُممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.
حان وقت نهاية رحلات «تايتانيك»؟
إثر المأساة، رأى رئيس «جمعية تايتانيك الدولية» تشارلي هاس، أنّ الوقت حان «للنظر بجدية» فيما إذا كان ينبغي إنهاء الرحلات البشرية إلى حطام السفينة «باسم السلامة».
وأكد أنه «لم يتبقَّ سوى القليل نسبياً للتعلُّم من أو عن (تايتانيك)»، مشيراً إلى ضرورة إجراء «تحقيق مكثَّف ومفصَّل من خفر السواحل الأميركي و/أو المجلس الوطني لسلامة النقل و/أو نظرائهم الكنديين» في تصميم «تيتان».
ونقلت عنه «هيئة الإذاعة البريطانية» قوله: «إلى ذلك، يجب أن يكون التفتيش المكثَّف قبل التشغيل للغواصات في أعماق البحار أمراً مطلوباً بموجب اللوائح الدولية»، مؤكداً: «تماماً كما علَّمت (تايتانيك) العالم دروساً عن السلامة، يجب أيضاً أن نتعلّم من فقدان (تيتان)».
ولمح إلى أنّ السفينة الشهيرة «علَّمت العالم أيضاً دروساً عن مخاطر الغطرسة والاعتماد المُفرط على التكنولوجيا. وأظهرت النهاية المأساوية للحملة أنّ هذه الدروس لا تزال بحاجة إلى التعلُّم».
التعليقات