كتبها: عبدالله محمد الغويري.
ما أنْ يأفل الشتاء.. ويتأبَّط الربيع للرحيل.. تكون السنابل الخضراء قد تيبَّست وأصبحت (صفراءُ فاقعٌ لونها تسر الناظرين) - حينها.. ومع نهاية شهر أيار ومقدمة حزيران يبدأ سكان وادي بيرين بالإنتقال صوب الحقول التي زرعوها قبل الشتاء-مصطحبينَ معهم أغنامهم - ودوابهم التي تحمل أغراضهم وبعض متاعهم الذي يحتاجونه.
كان سكان (وادي بيرين) يتركون بيوت الطين والقُصِّيب التي احتضنت سُبَاتهم في الشتاء وأَوتهم في الربيعِ - ثم يرحلونَ عنها إلى الحقول المُحاذية في مناطق: (الخلَّة وأم البيار والمَرْج والسفوح والسهول في العويليّة ورجم الشُّوف ورجم جمعان وقرية صابر والدَّجاجة والدِّيك وتلعة الصَّانِع وسفح طالب... وغيرها)- تلك الحقول التي حرثوها على الحمير في شهر تشرين ونثروا فيها البذور والعَرَق - وهم يَلْهجون بذكر الله طالبِينَ منه الغيث والبركة..وأنْ يُجنِّبهم مواسم القحط والجَدْبِ.
في أوائل الصيف (موسم الحصيدة) يَنْصبونَ بيوت الشَّعر بالجوارِ من تلك الحقول، حتى إذا فرغوا من حقلٍ انتقلوا بسهولةٍ إلى حقل أخر.. يَشْرعونَ أولاً بمحاصيل البقُوليّات (العدس والحمص) ومحاصيل الأعلاف (الكرسنة والشَّعير) لأنَّها سريعة النمو والنُضج، ثم يُكْمِلون الموسم بمحاصيل الحُبوب (القمح.. والذُّرة أحياناً).
كانت النساء تساعد الرجال في تلك الأعباء - وحتى الصغار أيضاً، وكان الأقارب الذين يسكنونَ في مدينة الزرقاء ينتقِلونَ في عطلة الصيف إلى بيرين لمساعدة أجدادهم وأقاربهم في أعمال الحصيدة، يقضونَ تلك الفترة بِحُلْوِها ومُّرِها وهم يعيشون تلك الأجواء المحفوفة بالحُبِّ والتَّعب.. والمُنْتهية بِجَنْيِ المحاصيلِ والذكريات.
تُرى كيف كانت طقوسهم في الحصيدة.. وماذا كانوا يُرددون .. ما هي أجوائهم وقت الطعامِ والشرابِ أثناء تلك المهام.. وكيف كانت (العُونَة) لبعضهم.. وكيف كانوا يَصطفُّونَ في الحقل كأنَّهم خَرَزات عِقْد من البَرَكة تعبث في تلك الحقول الصفراء.. تلك الحقول المتوهجة كأنَّها سهولٌ من ذهب..!!
يتبع الجزء الثاني....
كتبها: عبدالله محمد الغويري.
ما أنْ يأفل الشتاء.. ويتأبَّط الربيع للرحيل.. تكون السنابل الخضراء قد تيبَّست وأصبحت (صفراءُ فاقعٌ لونها تسر الناظرين) - حينها.. ومع نهاية شهر أيار ومقدمة حزيران يبدأ سكان وادي بيرين بالإنتقال صوب الحقول التي زرعوها قبل الشتاء-مصطحبينَ معهم أغنامهم - ودوابهم التي تحمل أغراضهم وبعض متاعهم الذي يحتاجونه.
كان سكان (وادي بيرين) يتركون بيوت الطين والقُصِّيب التي احتضنت سُبَاتهم في الشتاء وأَوتهم في الربيعِ - ثم يرحلونَ عنها إلى الحقول المُحاذية في مناطق: (الخلَّة وأم البيار والمَرْج والسفوح والسهول في العويليّة ورجم الشُّوف ورجم جمعان وقرية صابر والدَّجاجة والدِّيك وتلعة الصَّانِع وسفح طالب... وغيرها)- تلك الحقول التي حرثوها على الحمير في شهر تشرين ونثروا فيها البذور والعَرَق - وهم يَلْهجون بذكر الله طالبِينَ منه الغيث والبركة..وأنْ يُجنِّبهم مواسم القحط والجَدْبِ.
في أوائل الصيف (موسم الحصيدة) يَنْصبونَ بيوت الشَّعر بالجوارِ من تلك الحقول، حتى إذا فرغوا من حقلٍ انتقلوا بسهولةٍ إلى حقل أخر.. يَشْرعونَ أولاً بمحاصيل البقُوليّات (العدس والحمص) ومحاصيل الأعلاف (الكرسنة والشَّعير) لأنَّها سريعة النمو والنُضج، ثم يُكْمِلون الموسم بمحاصيل الحُبوب (القمح.. والذُّرة أحياناً).
كانت النساء تساعد الرجال في تلك الأعباء - وحتى الصغار أيضاً، وكان الأقارب الذين يسكنونَ في مدينة الزرقاء ينتقِلونَ في عطلة الصيف إلى بيرين لمساعدة أجدادهم وأقاربهم في أعمال الحصيدة، يقضونَ تلك الفترة بِحُلْوِها ومُّرِها وهم يعيشون تلك الأجواء المحفوفة بالحُبِّ والتَّعب.. والمُنْتهية بِجَنْيِ المحاصيلِ والذكريات.
تُرى كيف كانت طقوسهم في الحصيدة.. وماذا كانوا يُرددون .. ما هي أجوائهم وقت الطعامِ والشرابِ أثناء تلك المهام.. وكيف كانت (العُونَة) لبعضهم.. وكيف كانوا يَصطفُّونَ في الحقل كأنَّهم خَرَزات عِقْد من البَرَكة تعبث في تلك الحقول الصفراء.. تلك الحقول المتوهجة كأنَّها سهولٌ من ذهب..!!
يتبع الجزء الثاني....
كتبها: عبدالله محمد الغويري.
ما أنْ يأفل الشتاء.. ويتأبَّط الربيع للرحيل.. تكون السنابل الخضراء قد تيبَّست وأصبحت (صفراءُ فاقعٌ لونها تسر الناظرين) - حينها.. ومع نهاية شهر أيار ومقدمة حزيران يبدأ سكان وادي بيرين بالإنتقال صوب الحقول التي زرعوها قبل الشتاء-مصطحبينَ معهم أغنامهم - ودوابهم التي تحمل أغراضهم وبعض متاعهم الذي يحتاجونه.
كان سكان (وادي بيرين) يتركون بيوت الطين والقُصِّيب التي احتضنت سُبَاتهم في الشتاء وأَوتهم في الربيعِ - ثم يرحلونَ عنها إلى الحقول المُحاذية في مناطق: (الخلَّة وأم البيار والمَرْج والسفوح والسهول في العويليّة ورجم الشُّوف ورجم جمعان وقرية صابر والدَّجاجة والدِّيك وتلعة الصَّانِع وسفح طالب... وغيرها)- تلك الحقول التي حرثوها على الحمير في شهر تشرين ونثروا فيها البذور والعَرَق - وهم يَلْهجون بذكر الله طالبِينَ منه الغيث والبركة..وأنْ يُجنِّبهم مواسم القحط والجَدْبِ.
في أوائل الصيف (موسم الحصيدة) يَنْصبونَ بيوت الشَّعر بالجوارِ من تلك الحقول، حتى إذا فرغوا من حقلٍ انتقلوا بسهولةٍ إلى حقل أخر.. يَشْرعونَ أولاً بمحاصيل البقُوليّات (العدس والحمص) ومحاصيل الأعلاف (الكرسنة والشَّعير) لأنَّها سريعة النمو والنُضج، ثم يُكْمِلون الموسم بمحاصيل الحُبوب (القمح.. والذُّرة أحياناً).
كانت النساء تساعد الرجال في تلك الأعباء - وحتى الصغار أيضاً، وكان الأقارب الذين يسكنونَ في مدينة الزرقاء ينتقِلونَ في عطلة الصيف إلى بيرين لمساعدة أجدادهم وأقاربهم في أعمال الحصيدة، يقضونَ تلك الفترة بِحُلْوِها ومُّرِها وهم يعيشون تلك الأجواء المحفوفة بالحُبِّ والتَّعب.. والمُنْتهية بِجَنْيِ المحاصيلِ والذكريات.
تُرى كيف كانت طقوسهم في الحصيدة.. وماذا كانوا يُرددون .. ما هي أجوائهم وقت الطعامِ والشرابِ أثناء تلك المهام.. وكيف كانت (العُونَة) لبعضهم.. وكيف كانوا يَصطفُّونَ في الحقل كأنَّهم خَرَزات عِقْد من البَرَكة تعبث في تلك الحقول الصفراء.. تلك الحقول المتوهجة كأنَّها سهولٌ من ذهب..!!
يتبع الجزء الثاني....
التعليقات