دخلت الهدنة في السودان صباح السبت حيز التنفيذ، وسط هدوء حذر يسود العاصمة الخرطوم بعد تسجيل اشتباكات متقطعة وتحليق للطيران في بعض المناطق.
ووافق طرفا النزاع في السودان الجمعة، على هدنة جديدة قصيرة، وفق ما أعلنت الوساطة السعودية-الأميركية، بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة تمسّكه بمبعوثه إلى السودان على رغم إعلان الحكومة أنه بات شخصا 'غير مرغوب فيه'.
ومنذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان اتفاقات لوقف إطلاق النار، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
وأعلنت الرياض وواشنطن موافقة الجيش وقوات الدعم على 'اتفاق وقف إطلاق نار في كافة أنحاء السودان لمدة 24 ساعة اعتباراً من الساعة السادسة من صباح السبت، وفقا للخارجية السعودية.
وعكست الرياض وواشنطن اللتان تقودان وساطة شملت مباحثات في مدينة جدة، خيبتهما من فشل كل محاولات التهدئة.
وأكدتا أنهما 'تتشاركان مع الشعب السوداني حالة الإحباط من عدم الالتزام بالهدن السابقة'، وأن الاتفاق الجديد هدفه 'وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين مما يسمح باستئناف مباحثات جدة'.
وأعلن الوسيطان الأسبوع الماضي، تعليق المباحثات بعد انسحاب الجيش منها، لكنهما حضّا الجانبين على هدنة جديدة، وأكدا بقاء ممثلَي الطرفين في جدة على رغم تعليق المفاوضات المباشرة.
وحذّر بيان الجمعة، من أنه 'في حال عدم التزام الطرفين بهذه الهدنة، فسيضطر المسيّران إلى تأجيل محادثات جدة'.
وأكد الطرفان عزمهما على احترام الهدنة.
وقال الجيش إنه وافق عليها 'مراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها شعبنا جراء العمليات الجارية'، مشددا على احتفاظه 'بحق التعامل مع أي خروقات قد يرتكبها المتمردون' خلالها.
كما تعهدت قوات الدعم الالتزام 'التام' باتفاق وفق النار 'بما يخدم أغراض الهدنة'، آملة في أن يفي الجيش بتعهداته 'وعدم عرقلة جهود المساعدات الإنسانية لرفع معاناة المواطنين'.
ويأتي إعلان الهدنة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض، حيث أقر نظيره السعودي فيصل بن فرحان بأن مساعي وقف النزاع لم تحقق 'نجاحًا كاملًا'، مؤكدا مواصلتها.
غوتيريش يتمسك ببيرتس
أودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص بينهم أكثر من 476 ألفا الى دول الجوار.
والجمعة، رفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اعتبار الحكومة السودانية لموفد المنظمة الألماني فولكر بيرتس شخصا 'غير مرغوب فيه'.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أنطونيو غوتيريش، أن الإجراء الذي أعلنته الخرطوم 'يتنافى' ومبادئ الأمم المتحدة و'لا يمكن تطبيقه'.
وشدد على أن 'صفة السيد بيرتس لم تتبدل راهنا ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي'، في إشارة الى 'الثقة المطلقة' التي أبداها غوتيريش تكرارا حيال موفده الى السودان.
وكانت الخارجية السودانية أعلنت ليل الخميس، أن الحكومة أخطرت الأمين العام بإعلان بيرتس 'شخصا غير مرغوب فيه'.
وأتى ذلك بعد طلب البرهان أواخر أيام/مايو من غوتيريش استبدال بيرتس على خلفية اتهامه بتأجيج النزاع.
وقال مصدر حكومي سوداني لفرانس برس إن بيرتس 'انحاز الى أطراف سياسية محددة'، ونظرا لعدم استجابة غوتيريش مع طلب البرهان 'لم تجد الحكومة السودانية بدّاً من اتخاذ هذا القرار'.
واعتبر الباحث في جامعة غوتنبرغ السويدية علي فرجي أن البرهان يسير على خطى عمر البشير بطرد المبعوث الأممي يان برونك عام 2006.
وأضاف لفرانس برس 'التركيز على بيرتس هو في المحصلة ملهاة عن الصورة الأشمل'، وهي ما يمكن للأمم المتحدة القيام به في مواجهة 'ما قد تكون أزمة وجودية بالنسبة إلى السودان؟'.
واعتبر أن 'محاولة الحفاظ على منصب بيرتس لن يساعد كثيرا في حلّ القضايا الأكبر التي يواجهها السودان الآن'.
قصف وحرائق في الخرطوم
ومطلع حزيران/يونيو، مدد مجلس الأمن الدولي لستة أشهر مهمة 'بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان' (يونيتامس)، وعلى رأسها بيرتس.
وكانت البعثة أنشئت في حزيران/يونيو 2020 لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان بعد الإطاحة بنظام البشير. ومددت مهمتها بشكل سنوي لعام واحد.
ميدانيا، تواصلت المعارك الجمعة، في مناطق عدة خصوصا في الخرطوم.
وأفاد شهود فرانس برس عن سماع 'أصوات اشتباكات قرب مصنع اليرموك' للصناعات الدفاعية التي كانت قوات الدعم السريع أعلنت الأربعاء، سيطرتها عليه.
ويعدّ المجمع الواقع في جنوب العاصمة، أبرز منشآت التصنيع العسكري في البلاد. وكان تعرّض في تشرين الأول/أكتوبر 2012 لقصف جوي اتهمت الخرطوم إسرائيل بالوقوف خلفه.
ويشهد محيط المجمّع منذ الأربعاء اشتباكات، رافقها اندلاع حريق جراء انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة الشجرة للنفط والغاز المجاورة.
وأكد شهود الجمعة، أن سحابة الدخان الناتجة من الحريق لا تزال ظاهرة.
وفي شرق الخرطوم، أفاد سكان عن قصف جوي من الطيران التابع للجيش، وسماع أصوات رشاشات ثقيلة مضادة للطيران.
وفي ضاحية أم درمان بشمال العاصمة، تحدث سكان عن قصف مدفعي واشتباكات.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك على أشدها.
وحذّر رئيس بعثة الصليب الأحمر المنتهية ولايته ألفونسو فردو بيريز من أن الوضع الصحي 'قابل للانهيار في أي وقت' على رغم الجهود المبذولة.
وأضاف لصحافيين في جنيف 'في الخرطوم، تقديرنا هو أن 20% من المنشآت الصحية لا تزال تعمل. تواجه نقصا حادا في المياه، الكهرباء، الغذاء، والمواد الطبية الأساسية بدأت تنفد'.
وأشار الى أن الوضع الصحي 'حرج أيضا في العديد من مناطق دارفور'، الإقليم الذي شهد نزاعا داميا على مدى عقدين.
ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاث أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 25 مليونا من أصل 45 مليون نسمة عدد سكان في البلاد يحتاجون إلى مساعدات.
أ ف ب
دخلت الهدنة في السودان صباح السبت حيز التنفيذ، وسط هدوء حذر يسود العاصمة الخرطوم بعد تسجيل اشتباكات متقطعة وتحليق للطيران في بعض المناطق.
ووافق طرفا النزاع في السودان الجمعة، على هدنة جديدة قصيرة، وفق ما أعلنت الوساطة السعودية-الأميركية، بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة تمسّكه بمبعوثه إلى السودان على رغم إعلان الحكومة أنه بات شخصا 'غير مرغوب فيه'.
ومنذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان اتفاقات لوقف إطلاق النار، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
وأعلنت الرياض وواشنطن موافقة الجيش وقوات الدعم على 'اتفاق وقف إطلاق نار في كافة أنحاء السودان لمدة 24 ساعة اعتباراً من الساعة السادسة من صباح السبت، وفقا للخارجية السعودية.
وعكست الرياض وواشنطن اللتان تقودان وساطة شملت مباحثات في مدينة جدة، خيبتهما من فشل كل محاولات التهدئة.
وأكدتا أنهما 'تتشاركان مع الشعب السوداني حالة الإحباط من عدم الالتزام بالهدن السابقة'، وأن الاتفاق الجديد هدفه 'وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين مما يسمح باستئناف مباحثات جدة'.
وأعلن الوسيطان الأسبوع الماضي، تعليق المباحثات بعد انسحاب الجيش منها، لكنهما حضّا الجانبين على هدنة جديدة، وأكدا بقاء ممثلَي الطرفين في جدة على رغم تعليق المفاوضات المباشرة.
وحذّر بيان الجمعة، من أنه 'في حال عدم التزام الطرفين بهذه الهدنة، فسيضطر المسيّران إلى تأجيل محادثات جدة'.
وأكد الطرفان عزمهما على احترام الهدنة.
وقال الجيش إنه وافق عليها 'مراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها شعبنا جراء العمليات الجارية'، مشددا على احتفاظه 'بحق التعامل مع أي خروقات قد يرتكبها المتمردون' خلالها.
كما تعهدت قوات الدعم الالتزام 'التام' باتفاق وفق النار 'بما يخدم أغراض الهدنة'، آملة في أن يفي الجيش بتعهداته 'وعدم عرقلة جهود المساعدات الإنسانية لرفع معاناة المواطنين'.
ويأتي إعلان الهدنة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض، حيث أقر نظيره السعودي فيصل بن فرحان بأن مساعي وقف النزاع لم تحقق 'نجاحًا كاملًا'، مؤكدا مواصلتها.
غوتيريش يتمسك ببيرتس
أودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص بينهم أكثر من 476 ألفا الى دول الجوار.
والجمعة، رفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اعتبار الحكومة السودانية لموفد المنظمة الألماني فولكر بيرتس شخصا 'غير مرغوب فيه'.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أنطونيو غوتيريش، أن الإجراء الذي أعلنته الخرطوم 'يتنافى' ومبادئ الأمم المتحدة و'لا يمكن تطبيقه'.
وشدد على أن 'صفة السيد بيرتس لم تتبدل راهنا ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي'، في إشارة الى 'الثقة المطلقة' التي أبداها غوتيريش تكرارا حيال موفده الى السودان.
وكانت الخارجية السودانية أعلنت ليل الخميس، أن الحكومة أخطرت الأمين العام بإعلان بيرتس 'شخصا غير مرغوب فيه'.
وأتى ذلك بعد طلب البرهان أواخر أيام/مايو من غوتيريش استبدال بيرتس على خلفية اتهامه بتأجيج النزاع.
وقال مصدر حكومي سوداني لفرانس برس إن بيرتس 'انحاز الى أطراف سياسية محددة'، ونظرا لعدم استجابة غوتيريش مع طلب البرهان 'لم تجد الحكومة السودانية بدّاً من اتخاذ هذا القرار'.
واعتبر الباحث في جامعة غوتنبرغ السويدية علي فرجي أن البرهان يسير على خطى عمر البشير بطرد المبعوث الأممي يان برونك عام 2006.
وأضاف لفرانس برس 'التركيز على بيرتس هو في المحصلة ملهاة عن الصورة الأشمل'، وهي ما يمكن للأمم المتحدة القيام به في مواجهة 'ما قد تكون أزمة وجودية بالنسبة إلى السودان؟'.
واعتبر أن 'محاولة الحفاظ على منصب بيرتس لن يساعد كثيرا في حلّ القضايا الأكبر التي يواجهها السودان الآن'.
قصف وحرائق في الخرطوم
ومطلع حزيران/يونيو، مدد مجلس الأمن الدولي لستة أشهر مهمة 'بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان' (يونيتامس)، وعلى رأسها بيرتس.
وكانت البعثة أنشئت في حزيران/يونيو 2020 لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان بعد الإطاحة بنظام البشير. ومددت مهمتها بشكل سنوي لعام واحد.
ميدانيا، تواصلت المعارك الجمعة، في مناطق عدة خصوصا في الخرطوم.
وأفاد شهود فرانس برس عن سماع 'أصوات اشتباكات قرب مصنع اليرموك' للصناعات الدفاعية التي كانت قوات الدعم السريع أعلنت الأربعاء، سيطرتها عليه.
ويعدّ المجمع الواقع في جنوب العاصمة، أبرز منشآت التصنيع العسكري في البلاد. وكان تعرّض في تشرين الأول/أكتوبر 2012 لقصف جوي اتهمت الخرطوم إسرائيل بالوقوف خلفه.
ويشهد محيط المجمّع منذ الأربعاء اشتباكات، رافقها اندلاع حريق جراء انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة الشجرة للنفط والغاز المجاورة.
وأكد شهود الجمعة، أن سحابة الدخان الناتجة من الحريق لا تزال ظاهرة.
وفي شرق الخرطوم، أفاد سكان عن قصف جوي من الطيران التابع للجيش، وسماع أصوات رشاشات ثقيلة مضادة للطيران.
وفي ضاحية أم درمان بشمال العاصمة، تحدث سكان عن قصف مدفعي واشتباكات.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك على أشدها.
وحذّر رئيس بعثة الصليب الأحمر المنتهية ولايته ألفونسو فردو بيريز من أن الوضع الصحي 'قابل للانهيار في أي وقت' على رغم الجهود المبذولة.
وأضاف لصحافيين في جنيف 'في الخرطوم، تقديرنا هو أن 20% من المنشآت الصحية لا تزال تعمل. تواجه نقصا حادا في المياه، الكهرباء، الغذاء، والمواد الطبية الأساسية بدأت تنفد'.
وأشار الى أن الوضع الصحي 'حرج أيضا في العديد من مناطق دارفور'، الإقليم الذي شهد نزاعا داميا على مدى عقدين.
ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاث أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 25 مليونا من أصل 45 مليون نسمة عدد سكان في البلاد يحتاجون إلى مساعدات.
أ ف ب
دخلت الهدنة في السودان صباح السبت حيز التنفيذ، وسط هدوء حذر يسود العاصمة الخرطوم بعد تسجيل اشتباكات متقطعة وتحليق للطيران في بعض المناطق.
ووافق طرفا النزاع في السودان الجمعة، على هدنة جديدة قصيرة، وفق ما أعلنت الوساطة السعودية-الأميركية، بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة تمسّكه بمبعوثه إلى السودان على رغم إعلان الحكومة أنه بات شخصا 'غير مرغوب فيه'.
ومنذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان اتفاقات لوقف إطلاق النار، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
وأعلنت الرياض وواشنطن موافقة الجيش وقوات الدعم على 'اتفاق وقف إطلاق نار في كافة أنحاء السودان لمدة 24 ساعة اعتباراً من الساعة السادسة من صباح السبت، وفقا للخارجية السعودية.
وعكست الرياض وواشنطن اللتان تقودان وساطة شملت مباحثات في مدينة جدة، خيبتهما من فشل كل محاولات التهدئة.
وأكدتا أنهما 'تتشاركان مع الشعب السوداني حالة الإحباط من عدم الالتزام بالهدن السابقة'، وأن الاتفاق الجديد هدفه 'وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين مما يسمح باستئناف مباحثات جدة'.
وأعلن الوسيطان الأسبوع الماضي، تعليق المباحثات بعد انسحاب الجيش منها، لكنهما حضّا الجانبين على هدنة جديدة، وأكدا بقاء ممثلَي الطرفين في جدة على رغم تعليق المفاوضات المباشرة.
وحذّر بيان الجمعة، من أنه 'في حال عدم التزام الطرفين بهذه الهدنة، فسيضطر المسيّران إلى تأجيل محادثات جدة'.
وأكد الطرفان عزمهما على احترام الهدنة.
وقال الجيش إنه وافق عليها 'مراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها شعبنا جراء العمليات الجارية'، مشددا على احتفاظه 'بحق التعامل مع أي خروقات قد يرتكبها المتمردون' خلالها.
كما تعهدت قوات الدعم الالتزام 'التام' باتفاق وفق النار 'بما يخدم أغراض الهدنة'، آملة في أن يفي الجيش بتعهداته 'وعدم عرقلة جهود المساعدات الإنسانية لرفع معاناة المواطنين'.
ويأتي إعلان الهدنة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض، حيث أقر نظيره السعودي فيصل بن فرحان بأن مساعي وقف النزاع لم تحقق 'نجاحًا كاملًا'، مؤكدا مواصلتها.
غوتيريش يتمسك ببيرتس
أودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص بينهم أكثر من 476 ألفا الى دول الجوار.
والجمعة، رفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اعتبار الحكومة السودانية لموفد المنظمة الألماني فولكر بيرتس شخصا 'غير مرغوب فيه'.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أنطونيو غوتيريش، أن الإجراء الذي أعلنته الخرطوم 'يتنافى' ومبادئ الأمم المتحدة و'لا يمكن تطبيقه'.
وشدد على أن 'صفة السيد بيرتس لم تتبدل راهنا ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي'، في إشارة الى 'الثقة المطلقة' التي أبداها غوتيريش تكرارا حيال موفده الى السودان.
وكانت الخارجية السودانية أعلنت ليل الخميس، أن الحكومة أخطرت الأمين العام بإعلان بيرتس 'شخصا غير مرغوب فيه'.
وأتى ذلك بعد طلب البرهان أواخر أيام/مايو من غوتيريش استبدال بيرتس على خلفية اتهامه بتأجيج النزاع.
وقال مصدر حكومي سوداني لفرانس برس إن بيرتس 'انحاز الى أطراف سياسية محددة'، ونظرا لعدم استجابة غوتيريش مع طلب البرهان 'لم تجد الحكومة السودانية بدّاً من اتخاذ هذا القرار'.
واعتبر الباحث في جامعة غوتنبرغ السويدية علي فرجي أن البرهان يسير على خطى عمر البشير بطرد المبعوث الأممي يان برونك عام 2006.
وأضاف لفرانس برس 'التركيز على بيرتس هو في المحصلة ملهاة عن الصورة الأشمل'، وهي ما يمكن للأمم المتحدة القيام به في مواجهة 'ما قد تكون أزمة وجودية بالنسبة إلى السودان؟'.
واعتبر أن 'محاولة الحفاظ على منصب بيرتس لن يساعد كثيرا في حلّ القضايا الأكبر التي يواجهها السودان الآن'.
قصف وحرائق في الخرطوم
ومطلع حزيران/يونيو، مدد مجلس الأمن الدولي لستة أشهر مهمة 'بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان' (يونيتامس)، وعلى رأسها بيرتس.
وكانت البعثة أنشئت في حزيران/يونيو 2020 لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان بعد الإطاحة بنظام البشير. ومددت مهمتها بشكل سنوي لعام واحد.
ميدانيا، تواصلت المعارك الجمعة، في مناطق عدة خصوصا في الخرطوم.
وأفاد شهود فرانس برس عن سماع 'أصوات اشتباكات قرب مصنع اليرموك' للصناعات الدفاعية التي كانت قوات الدعم السريع أعلنت الأربعاء، سيطرتها عليه.
ويعدّ المجمع الواقع في جنوب العاصمة، أبرز منشآت التصنيع العسكري في البلاد. وكان تعرّض في تشرين الأول/أكتوبر 2012 لقصف جوي اتهمت الخرطوم إسرائيل بالوقوف خلفه.
ويشهد محيط المجمّع منذ الأربعاء اشتباكات، رافقها اندلاع حريق جراء انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة الشجرة للنفط والغاز المجاورة.
وأكد شهود الجمعة، أن سحابة الدخان الناتجة من الحريق لا تزال ظاهرة.
وفي شرق الخرطوم، أفاد سكان عن قصف جوي من الطيران التابع للجيش، وسماع أصوات رشاشات ثقيلة مضادة للطيران.
وفي ضاحية أم درمان بشمال العاصمة، تحدث سكان عن قصف مدفعي واشتباكات.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك على أشدها.
وحذّر رئيس بعثة الصليب الأحمر المنتهية ولايته ألفونسو فردو بيريز من أن الوضع الصحي 'قابل للانهيار في أي وقت' على رغم الجهود المبذولة.
وأضاف لصحافيين في جنيف 'في الخرطوم، تقديرنا هو أن 20% من المنشآت الصحية لا تزال تعمل. تواجه نقصا حادا في المياه، الكهرباء، الغذاء، والمواد الطبية الأساسية بدأت تنفد'.
وأشار الى أن الوضع الصحي 'حرج أيضا في العديد من مناطق دارفور'، الإقليم الذي شهد نزاعا داميا على مدى عقدين.
ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاث أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 25 مليونا من أصل 45 مليون نسمة عدد سكان في البلاد يحتاجون إلى مساعدات.
أ ف ب
التعليقات