إلى الغائب عن المكان وما قد غاب عن العيان، سلام لك أيها الطاهر في ثراك، سلام لابتسامتك التي ملأت المكان يوما حبا ومرحا، سلام لقلبك المحمل بالطهر والطيب...
ما كنت أظن يوما أنني سأكتب لولد غاب عن عيني بلا عودة، ما كنت أظن أن الدهر سيمتحنني بهكذا امتحان... وما أصعبه من امتحان.
العادة أن يكتب الأبناء لآبائهم الغائبين، لكنني أكتب لفلذة كبد توارى عن نظري وما توارى عن شغاف قلبي، أكتب لمن ترك المكان فارغا صامتا شحيحا بكل فرح.... أكتب من وراء جدار الفقد متواريا وراء غيابك المضني و طيف صورتك قادما من الخارج تنادي بصوتك علي... (هلا يا غالي يا ابن الغوالي.. هلا في العمدة.. شلونك يابا)
قبل عقدين و نيف فرحنا كأي أب و أم رزق بابنه الأول، رزق بسند من عثرات الكبر و حوادث الزمان، فرحت بك و فرحتي ملأت المكان حولي بقدومك البهي، وما ظننت أني سأنعاك بهذا العمر… - ولكن اللهم لا اعتراض – توارت أحلامك فجأة و غاب صوتك دون سابق إنذار، و أصبح المكان من بعدك يا بني يصرخ بصمت فقدك، كبرت يوما بعد يوم، و تابعت فيك كل تغيير، منذ أن صرخت صراخك الأول حتى صرختُ عليك؛ بهدوء معاتبا طيبتك المفرطة في زمن قذر .
نضجت أمام عيني باكرا، و رأيت فيك ما لا أراه بنفسي، حلمت بك و حلمت لك، بنيت عمري بك يا بني، و ها أنا أجر قلم الخيبة مضمحلاً بحبر الغياب، كنت انتظرك لتحمل المسؤولية عني.. علّي اتنفس قليلا، أما أنت.. فكنت تقول على الدوام (ربنا يطول في عمرك يا ابوي )
يا بني... أي صبر سيضمد جراح غيابك؟ و أي جلد سأتجلده أمام الجميع على انكسار الحياة في عيني؟؟ أي أحلام سأبنيها من بعدك و أنا الذي أقف بعد منتصف الطريق؟ لم يزل ثراك نديا ومن الطبيعي أن يكون الجرح غائرا.. لكنّي لا أظن أنه سيندمل بسهولة، ولن يندمل، ولا أظن أن غيابك سيصبح مستساغا في يوم من الأيام و لكنه بالتأكيد سيكون رفيقا ثقيلا.
قبل أسابيع، قدمت علي في المكتب، دخلت و دخل معك البهاء، تدخلت كعادتك و بحماسك الأولي، و كأنك تنظر في قضيتك الأولى، مرتبكا بين ما يجب و ما لا يجب، و أنا أتابع فيك كل حركة قلقا عليك خائفا من نوائب الدهر ومن لايذات الزمان، و كأنني أنظر في وجعي!
ظننت أنني سأفرح بمرافعتك الأولى أو بحثك الأول كأي أب.. ظننت أنني سأقف يوما شامخا أمام فتاة أخطبها لك، واناديها هلا فيكي عموه، ولكن بين ظني و بين قدر الله – ولا اعتراض على قدر الله – حدث ما لا يحتمل.
بني.. أسأل الله أن يجعلك من أهل النعيم، و أن يرزقك الجنة، وأن يجبر كسر العمر و عثرته بغيابك..
ابوك المحب مصلح
إلى الغائب عن المكان وما قد غاب عن العيان، سلام لك أيها الطاهر في ثراك، سلام لابتسامتك التي ملأت المكان يوما حبا ومرحا، سلام لقلبك المحمل بالطهر والطيب...
ما كنت أظن يوما أنني سأكتب لولد غاب عن عيني بلا عودة، ما كنت أظن أن الدهر سيمتحنني بهكذا امتحان... وما أصعبه من امتحان.
العادة أن يكتب الأبناء لآبائهم الغائبين، لكنني أكتب لفلذة كبد توارى عن نظري وما توارى عن شغاف قلبي، أكتب لمن ترك المكان فارغا صامتا شحيحا بكل فرح.... أكتب من وراء جدار الفقد متواريا وراء غيابك المضني و طيف صورتك قادما من الخارج تنادي بصوتك علي... (هلا يا غالي يا ابن الغوالي.. هلا في العمدة.. شلونك يابا)
قبل عقدين و نيف فرحنا كأي أب و أم رزق بابنه الأول، رزق بسند من عثرات الكبر و حوادث الزمان، فرحت بك و فرحتي ملأت المكان حولي بقدومك البهي، وما ظننت أني سأنعاك بهذا العمر… - ولكن اللهم لا اعتراض – توارت أحلامك فجأة و غاب صوتك دون سابق إنذار، و أصبح المكان من بعدك يا بني يصرخ بصمت فقدك، كبرت يوما بعد يوم، و تابعت فيك كل تغيير، منذ أن صرخت صراخك الأول حتى صرختُ عليك؛ بهدوء معاتبا طيبتك المفرطة في زمن قذر .
نضجت أمام عيني باكرا، و رأيت فيك ما لا أراه بنفسي، حلمت بك و حلمت لك، بنيت عمري بك يا بني، و ها أنا أجر قلم الخيبة مضمحلاً بحبر الغياب، كنت انتظرك لتحمل المسؤولية عني.. علّي اتنفس قليلا، أما أنت.. فكنت تقول على الدوام (ربنا يطول في عمرك يا ابوي )
يا بني... أي صبر سيضمد جراح غيابك؟ و أي جلد سأتجلده أمام الجميع على انكسار الحياة في عيني؟؟ أي أحلام سأبنيها من بعدك و أنا الذي أقف بعد منتصف الطريق؟ لم يزل ثراك نديا ومن الطبيعي أن يكون الجرح غائرا.. لكنّي لا أظن أنه سيندمل بسهولة، ولن يندمل، ولا أظن أن غيابك سيصبح مستساغا في يوم من الأيام و لكنه بالتأكيد سيكون رفيقا ثقيلا.
قبل أسابيع، قدمت علي في المكتب، دخلت و دخل معك البهاء، تدخلت كعادتك و بحماسك الأولي، و كأنك تنظر في قضيتك الأولى، مرتبكا بين ما يجب و ما لا يجب، و أنا أتابع فيك كل حركة قلقا عليك خائفا من نوائب الدهر ومن لايذات الزمان، و كأنني أنظر في وجعي!
ظننت أنني سأفرح بمرافعتك الأولى أو بحثك الأول كأي أب.. ظننت أنني سأقف يوما شامخا أمام فتاة أخطبها لك، واناديها هلا فيكي عموه، ولكن بين ظني و بين قدر الله – ولا اعتراض على قدر الله – حدث ما لا يحتمل.
بني.. أسأل الله أن يجعلك من أهل النعيم، و أن يرزقك الجنة، وأن يجبر كسر العمر و عثرته بغيابك..
ابوك المحب مصلح
إلى الغائب عن المكان وما قد غاب عن العيان، سلام لك أيها الطاهر في ثراك، سلام لابتسامتك التي ملأت المكان يوما حبا ومرحا، سلام لقلبك المحمل بالطهر والطيب...
ما كنت أظن يوما أنني سأكتب لولد غاب عن عيني بلا عودة، ما كنت أظن أن الدهر سيمتحنني بهكذا امتحان... وما أصعبه من امتحان.
العادة أن يكتب الأبناء لآبائهم الغائبين، لكنني أكتب لفلذة كبد توارى عن نظري وما توارى عن شغاف قلبي، أكتب لمن ترك المكان فارغا صامتا شحيحا بكل فرح.... أكتب من وراء جدار الفقد متواريا وراء غيابك المضني و طيف صورتك قادما من الخارج تنادي بصوتك علي... (هلا يا غالي يا ابن الغوالي.. هلا في العمدة.. شلونك يابا)
قبل عقدين و نيف فرحنا كأي أب و أم رزق بابنه الأول، رزق بسند من عثرات الكبر و حوادث الزمان، فرحت بك و فرحتي ملأت المكان حولي بقدومك البهي، وما ظننت أني سأنعاك بهذا العمر… - ولكن اللهم لا اعتراض – توارت أحلامك فجأة و غاب صوتك دون سابق إنذار، و أصبح المكان من بعدك يا بني يصرخ بصمت فقدك، كبرت يوما بعد يوم، و تابعت فيك كل تغيير، منذ أن صرخت صراخك الأول حتى صرختُ عليك؛ بهدوء معاتبا طيبتك المفرطة في زمن قذر .
نضجت أمام عيني باكرا، و رأيت فيك ما لا أراه بنفسي، حلمت بك و حلمت لك، بنيت عمري بك يا بني، و ها أنا أجر قلم الخيبة مضمحلاً بحبر الغياب، كنت انتظرك لتحمل المسؤولية عني.. علّي اتنفس قليلا، أما أنت.. فكنت تقول على الدوام (ربنا يطول في عمرك يا ابوي )
يا بني... أي صبر سيضمد جراح غيابك؟ و أي جلد سأتجلده أمام الجميع على انكسار الحياة في عيني؟؟ أي أحلام سأبنيها من بعدك و أنا الذي أقف بعد منتصف الطريق؟ لم يزل ثراك نديا ومن الطبيعي أن يكون الجرح غائرا.. لكنّي لا أظن أنه سيندمل بسهولة، ولن يندمل، ولا أظن أن غيابك سيصبح مستساغا في يوم من الأيام و لكنه بالتأكيد سيكون رفيقا ثقيلا.
قبل أسابيع، قدمت علي في المكتب، دخلت و دخل معك البهاء، تدخلت كعادتك و بحماسك الأولي، و كأنك تنظر في قضيتك الأولى، مرتبكا بين ما يجب و ما لا يجب، و أنا أتابع فيك كل حركة قلقا عليك خائفا من نوائب الدهر ومن لايذات الزمان، و كأنني أنظر في وجعي!
ظننت أنني سأفرح بمرافعتك الأولى أو بحثك الأول كأي أب.. ظننت أنني سأقف يوما شامخا أمام فتاة أخطبها لك، واناديها هلا فيكي عموه، ولكن بين ظني و بين قدر الله – ولا اعتراض على قدر الله – حدث ما لا يحتمل.
بني.. أسأل الله أن يجعلك من أهل النعيم، و أن يرزقك الجنة، وأن يجبر كسر العمر و عثرته بغيابك..
ابوك المحب مصلح
التعليقات