المحامي هاني زاهدة
بالأمس تحدثت الاخبار عن وفاة فتى بسقوط مصعد في محل معجنات، وقبل أشهر سقط إبن أختي بالمصعد كاملا في محله على الأرض وتكسرت أرجله، وبقي ملازما الفراش لعدة أشهر، كما توفي ابن صديق لنا ، كان يدرس ويعمل في محل خضار حيث تكسرت جمجمته خلال استخدامه للمصعد، ولابد ان هناك الكثير من مثل هذه الحوادث التي نفقد فيها شبابًا في عمر الورود، بسبب هذه المصاعد القاتلة.
لا يخضع تركيب هذه المصاعد لأي إشراف هندسي ولا يوجد لها مواصفات فنية معتمدة من المواصفات والمقاييس ويقوم بتصنيعها وتركيبها فنيون لا أحد يعرف عن مؤهلاتهم التي هي في أغلب الاحيان تكون خبرات غير معتمدة من أحد، ولا يوجد أي تنظيم قانوني لممارسة هذا العمل البالغ الخطورة، ضمن بيئة لا تؤمن بأهمية السلامة العامة.ويتم تحميل الحوادث التي تنشأ بسبب سوء التركيب والاستخدام في سجلات القضاء والقدر!
مصاعد المحلات الصغيرة هي في الاساس لرفع وتنزيل البضائع ما بين الطابق الارضي والسدة، ولكن واقعيًا يتم استخدامها بشكل مكثف لصعود العمال ونزولهم، خصوصًا انه يتم الاستغناء بهذه المصاعد عن الدرج الداخلي لتوفير المساحة ، مما يجعل المصعد مخصص لحمل الاشخاص وليس البضائع فقط.
لا يجوز استمرار هذه المجازر التي تسببها هذه المصاعد ، ويكفينا هذه الخسائر الفادحة بالارواح والاجسام ،ولا بد من وضع تشريعات تمنع وجود هذه المصاعد في المحلات الا بعد ترخيصها بعد شهادة من مكتب هندسي مختص في الاشراف على تركيب المصاعد بأنها تلبي متطلبات السلامة وصالحة للاستخدام.