رغم الهدنة .. استمرار المعارك العنيفة في الخرطوم ودارفور

mainThumb

27-04-2023 09:37 PM

printIcon

تواصلت المعارك الدامية لليوم الثالث عشر في السودان حيث تعيش العاصمة الخرطوم على وقع القنابل وتبادل النيران فيما يحتدم القتال في دارفور بغرب البلاد بعد تجاهل طرفي النزاع اللذين الهدنة المتفق عليها. وشهدت الخرطوم صباحا قصفا من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان.

ووصف الجيش السوداني الوضع العسكري داخل وخارج العاصمة الخرطوم بـ "المستقر"، مشيرا إلى ما يجري في ولاية /غرب دارفور/ من صراع قبلي تجري معالجته من قبل السلطات المحلية. واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باستخدام أسلوب القصف العشوائي لمناطق بوسط /الخرطوم/، ما تسبب في تدمير بعض البنايات والمرافق، مشددا على أن قواته بسطت سيطرتها على معظم الولايات، غير أن الوضع لا يزال معقدا "بعض الشيء" في بعض أجزاء العاصمة لأن معظم قوات الدعم السريع موجودة بها.



وقال شهود إن طائرات حربية حلقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم التي تشهد تبادلا للقصف بالمدفعية الثقيلة على الرغم من هدنة لمدة 72 ساعة بدأت الثلاثاء ووافق عليها الطرفان بعد جهود دبلوماسية من الولايات المتحدة والسعودية. وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني مبدئيا على مبادرة للمنظمة الحكومية بشرق إفريقيا (إيغاد) بتكليف رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على حل الأزمة الحالية.

وبحسب بيان للجيش السوداني فقد شملت المبادرة "تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية" و"إيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن الميليشيا المتمردة إلى جوبا بغرض التفاوض". من جهتها لم ترد بعد قوات الدعم السريع على مقترح تكتل شرق إفريقيا.



تمديد الهدنة



يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس أن بلاده تعمل بجدّ مع طرفي النزاع في السودان لتمديد الهدنة، وقال بلينكن للصحفيين "نحن نعمل بجدّ لتمديد وقف إطلاق النار" بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والذي بدأ الثلاثاء لمدة 72 ساعة.

وبحث أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، مع موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أخر تطورات الأوضاع في السودان. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أن بلينكن وموسى فكي بحثا التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل وقف دائم للأعمال العدائية وإنهاء القتال في السودان.

وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت أن الاشتباكات التي جرت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفترة من 15 وحتى 25 أبريل الجاري، أسفرت عن مقتل 512 شخصا وإصابة 4193.

وتدور المعارك منذ 15 ابريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، في نزاع على السلطة بعدما كانا حليفَين منذ انقلاب 2021 الذي أطاحا خلاله المدنيين. وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر. وأوضحت نقابة الأطباء السودانية على صفحتها على موقع فيسبوك في بيان الخميس أن الخرطوم وحدها شهدت الاربعاء سقوط ثمانية من هؤلاء القتلى.

كذلك أكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات.



تصاعد العنف



وتصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد، وأفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع "اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة". وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، على ما أضاف الشهود. وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة حيث أفاد أطباء بمقتل طبيب برصاصة طائشة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "العنف وتوقف عمل العديد من المستشفيات والقدرة المحدودة على التزود بالمياه ونقص المواد الغذائية واضطرار السكان الى النزوح"، كلها عوامل تشكل "أخطارا كبيرة على الصحة في السودان. وأضافت المنظمة الأممية أن "50 الف طفل في دارفور يعانون من سوء تغذية حاد" ومحرومون من أي مساعدات غذائية نتيجة توقف نشاط منظمات الامم المتحدة بعد مقتل خمسة من موظفيها.

وفي طريقه إلى الحدود مع مصر المجاورة دعا أشرف وهو سوداني فر من الخرطوم، الضابطين المتناحرين إلى "وقف الحرب". وقال الرجل البالغ من العمر 50 عاما لفرانس برس في وسط الصحراء الشمالية إن "السودانيين يعانون ولا يستحقون هذا". وأضاف "إنها حربكم وليست حرب الشعب السوداني". ومع اشتداد حدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين في البلاد نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر.