تجددت الاشتباكات اليوم الأربعاء في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ثاني أيام الهدنة، فيما تدرس واشطن خطة لإرسال قوات أميركية إلى مدينة بورتسودان للمساعدة في إجلاء الأميركيين.
فقد اندلعت صباح اليوم اشتباكات بشتى أنواع الأسلحة بين الجيش والدعم السريع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم. كما سُجلت انفجارات وإطلاق نار متقطع في بعض أنحاء العاصمة السودانية.
ومع ذلك، بدا أن هناك فرصة لصمود الهدنة الرابعة من نوعها، وذلك وسط دعوات دولية لوقف شامل لإطلاق النار.
وقال مراسل الجزيرة هيثم أويت إن الهدنة التي تنتهي غدا الخميس تبدو أفضل من سابقاتها، مشيرا إلى وجود حركة خفيفة في شوارع الخرطوم.
وخارج الخرطوم، يسود الهدوء أيضا المناطق التي شهدت اشتباكات في الأيام السابقة، وبينها مدينة الأبيض بشمال كردفان بعد سيطرة الجيش عليها وانسحاب قوات الدعم السريع منها.
وفي ظل الهدوء الذي أتاحته الهدنة، تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان.
وقد نقلت "شبكة سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن واشطن تدرس خطة لإرسال قوات أميركية إلى مدينة بورتسودان للمساعدة في إجلاء الأميركيين.
اتهامات متبادلة
على صعيد آخر، أثار فرار قادة من نظام الرئيس السابق عمر البشير من سجن كوبر في الخرطوم جدلا واتهامات متبادلة بشأن من يتحمل مسؤولية ما جرى.
ومن أبرز القياديين الذين خرجوا من سجن كوبر علي عثمان طه (نائب الرئيس المعزول) وأحمد هارون (الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني) وعوض الجاز (قيادي في الحزب).
وبعد أن نشر هارون تسجيلا صوتيا شرح فيه ملابسات مغادرة السجن وأشاد فيها بالقوات المسلحة، رد الجيش السوداني ببيان أكد فيه أنه لا علاقة له بالبيانات الصادرة عن رموز نظام البشير الفارين من سجن كوبر، بما فيها بيان أحمد هارون.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني بأنها وراء إطلاق سراح رموز النظام السابق بالتنسيق مع الإسلاميين.
أما قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي فاعتبرت أن بيان أحمد هارون دليل على أن النظام السابق وحزبه ومن خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية هم من يقفون خلف الحرب الدائرة الآن.
وأضافت قوى الحرية التغيير أن النظام السابق يهدف من خلال الحرب لإعادة ما وصفتها بالطغمة المستبدة إلى الحكم.