فاطمة الزهراء - كثيرًا ما نرى في منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من مواقع التوظيف والبحث عن فرص عمل، "مطلوب إناث للتوظيف" ما يبدي امتعاظًا واسعًا بالنسبة للذكور ويدفعهم للتساؤل حول هذه التصرفات من قبل أرباب العمل، حيث يواجه الأمر بموجة واسعة من النقد والتنظير من قبل الباحثين عن عمل والمتعلقين بأي فرصة قد تكون المنفذ امامهم للهروب من شبح البطالة.
مريم مصطفى قالت لـ"اخبار اليوم" أنها لطالما بحثت عن فرص عمل في مواقع قد تجد فيها فرصًا مناسبة "قليلة المتطلبات والخبرات" لتستطيع إعالة نفسها وعائلتها، "رغم أن الراتب لا يرقى لمستوى الحد الأدنى من الأجور حتى" إلا ان حاجتك للعمل تدفعك لترضى، مضيفةً أن أصحاب العمل يطلبون فتيات للعمل لأنهن يرضين بأجور لا يقبل الشباب العمل بها.
وذكرت دعاء صالح أنها جربت أكثر من مرة العمل في أماكن مختلفة وكان الأجر قليلًا إلا أنه يسعف الوضع المادي بالنسبة لهم، وكانت تواجه ضغطًا كبيرًا بالعمل لقاء الأجر الذي تتقاضاه وهذا لن يقبل به أي شاب لديه مسؤوليات او لم يكن، وفي ذلك "استغلال لحاجة الفتيات وقبولهن بمبالغ قليلة ما يجعل أصحاب العمل يتجبرون في الأجور التي يعرضونها"
لا يتوقف ذلك عند حد الأجور البسيطة للوظائف التي تعرض على وسائل التواصل ويطلب للعمل فيها فتيات بل ويتعداها لانخفاض في الأجور إلى جانب تطاول في الحديث عند المقابلة أو الاستفسار عن تفاصيل الوظيفة ينأى بعيدًا عن أصول مقابلات العمل ويأخذ منحى آخر في السؤال.
تقول سميرة حسن أنها عند عثورها على فرصة عمل "كسكرتيرة" في مكتب (...)، وقامت بالاتصال للاستفسار عن التفاصيل وطبيعة الدوام، تم إخبارها بأن المكتب يعمل به مهندس فقط وأنها ستكون وحدها معه داخل المكتب أثناء فترة الدوام "حيث سئلت "إن كان لديها مشكلة في ذلك"، مضيفةً أنها سُئلت كذلك إن كانت محجبة أم لا وعن طبيعة لباسها "قصيرًا كان أم طويلًا"، "وهذا الكلام غير أخلاقي، ورفضتُ إتمام المكالمة أو معرفة اي تفاصيل بعد هذه المحادثة".
وترى الكثير من الفتيات رصدت "أخبار اليوم" آراءهن في مجموعات فرص العمل والتوظيف على منصات التواصل بأنهن رغم قبولهن بأجر متدني وذهابهن للمقابلات الشخصية، كنّ يواجِهْن اسئلة بعيدة عن مقابلة العمل، وتمسهن بشكل مباشر، ما يصل بعض الأحيان إلى تطاول في الكلام و"غزل" من قبل صاحب المقابلة، ما عبرن عن استيائهن منه وعدم معرفة الطريقة السليمة للتصرف في مثل هذه المواقف.
تقول لينا عوض "يبدو أن من تحصل معهن هذه المواقف، يذهبن للمقابلة في شركات أو أماكن غير معروفة، فلن تضيّع الشركات المحترمة سمعتها بسبب موظف موارد بشرية غير خلوق، فيجب السؤال عن الشركة والبحث عنها في الانترنت لتفادي حصول مثل هذه المواقف مع الفتيات"
من جانبها ردّت ميس العبادي بأن بعض الشركات ممن تقوم بهذا الأفعال اللاأخلاقية تظن أنها تعمل باحترافية عالية إلا أنني على الصعيد الشخصي "تقدمت للعمل في مكان يبدو موظف الموارد البشرية لبقًا ومحترمًا، إلا انه اثناء المقابلة لم يسألني حول خبراتي ومهاراتي، وسألني العديد من الأسئلة الشخصية، بينما ذهبت لمقابلة عمل في شركة ناشئة ومكان عمل صغير وكان الموظفون في غاية الاحترام وكانت اسئلتهم في مجال العمل والخبرات وكأنهم ذوو خبرة كبيرة في المجال، مضيفةً إن تعرضت الفتاة لأي موقف "غير محترم" أو فيه من تقليل الشأن عليها مغادرة المكان فورًا".
وعلّق محمد عبد الكريم على الموضوع قائلًا: "أي مقابلة تتكون من شخص واحد والموظف واحد في المكتب هي جلسة تعارف أو جلسة خاصة وليست مقابلة عمل، فالأصل في مقابلة العمل وجود موظف موارد بشرية وموظف اختصاص ومقابلة واحدة لا عشر مقابلات وخمس امتحانات وغيرها، وهذا ما على الفتيات الحذر منه"
ودعت حنين المومني إلى توخي الحذر دائمًا عند أي فرصة تبحث عنها الفتيات للعمل أن تراعي عدم استغلال لقبول أجر متدني لا يكفي "المواصلات للعمل" بحجة لاظروف والحاجة، ففي ذلك انتهاز واضح وقد يتطور لما بعده، مضيفةً أن التقديم للوظائف عليه أن يقتصر على المكاتب المعروفة والتي يعمل بها عدد من الموظفين لا موظف واحد، إضافةً إلى السؤال بشكل كبير عن مكان العمل وتفاصيله وسمعته فهو غالبًا له دور أساسي في ذلك.