حتى زرتم المقابر .. الشوق يقود الأردنيين إلى زيارة القبور في الأعياد

mainThumb

22-04-2023 09:09 PM

printIcon

رباب دوله - مئات المركبات تتجه في صباحات العيد نحو المقابر، الأهداف والغايات عديدة ولكن يتسيدها الشوق واللهفة لزيارة من في القبور من الأحبة ولو كان اللقاء مجرد الوقوف عند شاهد القبر، فهذا الشاهد قد يكون الحبل السري أو حبل الحياة ما بين هذا الحي وذاك الميت.
كلمات يتمتم بها البعض قد تبدوا غير مفهومة لأقرب المجاورين لمتحدثها لكنها في داخل الجسد قد تبدو صرخات تزلزل حتى الجبال ما بين الدعاء بالرحمة وتلاوة القرآن وبعض تلك الأحاديث التي قد يسهب بها البعض ويخاطب المتوفى وكأنه يسمعه
فكل هذه التعابير الإنسانية الوجدانية تتجلى في أعظم وأصدق اللحظات وأنت تقف عند شاهد القبر.
هذه العادة الأوسع انتشارا لدى الأردنيين فلا عيد دون زيارة الأحبة ممن رحلوا وهنالك من يحجم عن السلام على الأحياء ومعايدتهم قبل أن يسلم على أب أو إم أو أخ أو أخت أو عزيز رحل عنه، ويشاهد على المقابر تبادل السلام يوم العيد وكذلك الدعوات بالرحمة لمن رحلوا ويتردد بين الكلام "عيدكم بالجنة"
فلا أحد ممن يقف على تلك الشواهد إلا وهو على يقين بأن هذا الفقيد بين يدي رب رحيم كريم عزيز.
تبدأ هذه الزيارات لدى البعض ما قبل صلاة العيد والبعض الآخر ما بعد صلاة العيد، والمتفق عليه هي زيارة الموتى حيث يتجمع أهالي المتوفين عند القبور ويتلون القرآن ودعوات الترحم على من فارقوهم إلى رحمة الله، وترى من الزائرين كبار السن وصغارهم ذكورهم وإناثهم مثلما قد يحمل البعض الضيافة كالقهوة أو حلوى العيد ليقوم على توزيعها على المتواجدين في المقابر "عن روح الفقيد".
هذه العادة منتشرة في كافة محافظات المملكة وسط عديد الفتاوى منهم من يحللونها ومنهم من يحرمونها ومع ذلك جميعهم مؤمنين بالموت ولكن أيضا جميعهم يؤمنون بأن المشاعر والشوق لمن رحلوا لا تموت وقد يكون هذا عذرهم في زيارة أحبتهم في المقابر.
رحم الله كل عزيز وأسكنه فسيح جناته ويبقى الدعاء أينما كان يصل للمتوفى على طبق من نور -بإذن الله- .