«التربية الاعلامية» .. رهان على المستقبل لمواجهة التحريض

mainThumb
«التربية الاعلامية».. رهان على المستقبل لمواجهة التحريض

29-04-2025 09:16 AM

printIcon

أخبار اليوم - في ظل التحولات المتسارعة التي فرضتها الثورة الرقمية، تتجه المملكة بخطى ثابتة نحو تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس، وذلك استجابةً لما تفرضه ظواهر مثل انتشار الأخبار الكاذبة وتصاعد خطاب الكراهية من تحديات التي تتطلب تنمية التفكير النقدي ومهارات التحقق من المعلومات لدى الطلبة منذ مراحل مبكرة.

ودعا وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني خلال مؤتمر زمالة الصحافة للحوار، إلى ضرورة الاستثمار الجاد في التربية الإعلامية والمعلوماتية، مؤكداً أنها تمثل أداة استراتيجية لإعداد جيل واعٍ قادر على كشف التضليل الإعلامي ومواجهة حملات التحريض وخطاب الكراهية.

وشدد المومني على أن بناء قدرات الطلبة في التفكير النقدي وتحليل المحتوى الإعلامي بات ضرورة وطنية، خاصة في ظل البيئات الرقمية المفتوحة التي تضاعف من حجم التحديات أمام الشباب.

وفي هذا الإطار، تعمل وزارة التربية والتعليم على دمج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية ضمن المناهج الدراسية بشكل تدريجي، انطلاقاً من مواد مثل التربية الوطنية والاجتماعية واللغة العربية، مع خطط مستقبلية لإعداد وحدات دراسية مستقلة تعالج هذه المهارات بشكل أعمق ومتكامل.

على صعيد متصل، أطلقت الوزارة برامج تدريبية مكثفة استهدفت آلاف المعلمين والمعلمات بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية، بهدف إعداد كوادر تربوية قادرة على تقديم التربية الإعلامية بأساليب تفاعلية حديثة تعزز التفكير النقدي لدى الطلبة.

كما تسعى الوزارة إلى تعزيز الشراكة مع مؤسسات الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، سعياً لتوسيع نطاق نشر ثقافة التربية الإعلامية داخل وخارج أسوار المدارس.

وتركز الخطط التعليمية في هذا السياق على تنمية عدد من المهارات الرئيسية لدى الطلبة، أبرزها التفكير النقدي، والتحقق من مصادر المعلومات، وتعزيز حرية التعبير ضمن إطار من المسؤولية الأخلاقية. كما تهدف إلى تمكين الطلبة من إنتاج محتوى إعلامي يلتزم بأخلاقيات النشر ويعزز قيم المواطنة الرقمية.

ورغم التقدم الملحوظ، تواجه عملية إدماج التربية الإعلامية والمعلوماتية بعض التحديات، أهمها نقص الكوادر المؤهلة تدريبياً، وضعف البنية التحتية التكنولوجية في بعض المدارس، مما يحد من قدرة المعلمين على تطبيق الأنشطة التفاعلية بفعالية.

كما أن محدودية وعي المجتمع بأهمية التربية الإعلامية تشكل عائقاً أمام تحقيق الدعم المجتمعي المطلوب لترسيخ هذه الثقافة التربوية الحديثة.

ومع ذلك، تؤكد وزارة التربية التزامها بمواصلة العمل على تطوير التربية الإعلامية، عبر إعداد أدلة متخصصة للمعلمين، وإطلاق حملات توعية موجهة إلى الطلبة وأولياء أمورهم عبر وسائل الإعلام المختلفة.

ويرى المتابعون أن تضمين التربية الإعلامية والمعلوماتية في النظام التعليمي الأردني يشكل خطوة استراتيجية نحو بناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي بثقة ووعي.

ومع استمرار تطوير المناهج وتأهيل الكوادر التربوية، تلوح في الأفق ملامح نظام تعليمي أكثر تفاعلاً مع متغيرات العصر، وأكثر قدرة على صناعة جيل يؤمن بالحقيقة ويدافع عنها.
الرأي