أخبار اليوم - أمضى رائد الفضاء الأكبر سناً في العالم على الإطلاق، حيث يبلغ من العمر 70 عاماً، أمضى سبعة أشهر خارج كوكب الأرض وعاد مؤخراً ليتم نقله على الفور إلى المستشفى من أجل استكشاف حالته الصحية والتأثيرات التي قد تكون طرأت على جسده بسبب تواجده طوال هذه المدة خارج الكرة الأرضية. وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إن رائد الفضاء دون بيتيت البالغ من العمر 70 عاماً عاد إلى الأرض بعد 220 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية، حيث كان في حالة صحية هزيلة لدى عودته إلى الأرض.
واحتفل بيتيت بعيد ميلاده السبعين بالانطلاق نحو الأرض في مركبة فضائية، منهياً مهمة استمرت سبعة أشهر. وهبط رائد الفضاء ورائدا فضاء روسيان في كازاخستان على متن كبسولة سويوز يوم الأحد الماضي، وهو يوم عيد ميلاد بيتيت التاريخي.
وأكدت وكالة «ناسا» الهبوط الناجح على الأرض، وقالت: «عودوا إلى دياركم! عاد دون بيتيت رسمياً من محطة الفضاء الدولية بعد إكمال رحلته الفضائية الرابعة، بإجمالي 590 يومًا في الفضاء. مهمة مثالية».
ودار بيتيت وزملاؤه حول الأرض 3520 مرة، وقطعوا مسافة 93.3 مليون ميل خلال مهمتهم.
ويبدو أن مهمته الأخيرة قد أثرت سلباً على صحته، حيث بدا رائد الفضاء أكثر نحافة وضعفاً مما كان عليه عندما غادر الأرض، حسب ما أورد تقرير «دايلي ميل».
وأعرب عالم الفلك جوناثان ماكدويل عن قلقه على بيتيت، واصفاً إياه بأنه «ليس في كامل صحته». وقال: «بدا دون بيتيت الرائع، الذي بلغ السبعين من عمره اليوم، في حالة صحية سيئة عند استخراجه من الكبسولة – آمل ألا تكون إصابته خطيرة، لكنني أتطلع إلى أي مستجدات عن حالته».
وعلى مدار مسيرته المهنية التي امتدت 29 عاماً، أمضى بيتيت، المولود في ولاية أوريغون، أكثر من 18 شهراً في المدار، وكانت هذه الرحلة الفضائية هي الرابعة له.
ومع ذلك، فهو ليس أكبر شخص سناً سافر في المدار على الإطلاق، فقد سافر جون جلين، الذي توفي عام 2016 في مهمة تابعة لوكالة «ناسا» عام 1998 عندما كان يبلغ من العمر 77 عاماً. وبعد عودته، ناقش العديد من محبي الفضاء القلقين مظهره على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس».
وكتب أحد المستخدمين: «أنا قلق جداً بشأن دون. لستُ متأكداً، لكنني أعتقد أنه ربما أغمي عليه أثناء حمله». وأضاف آخر: «آمل أن يكون دون بيتيت بخير، لم يكن يبدو على ما يرام على الإطلاق عندما أخرجوه من الكبسولة. إنه اليوم رائد الفضاء السبعون له، أيها الرائد المخضرم».
ومع ذلك، تؤكد «ناسا» أن بيتيت «بصحة جيدة وفي حدود ما هو متوقع منه». وكتبت ناسا على شبكة «إكس» تقول: «وفقاً لمسؤولي ناسا في موقع الهبوط، فهو بخير وفي حدود ما هو متوقع منه بعد عودته إلى الأرض».
وهبط الثلاثي في منطقة نائية جنوب شرق كازاخستان بعد انفصالهم عن محطة الفضاء قبل أكثر من ثلاث ساعات بقليل. وأظهرت صورٌ خلابة للهبوط الكبسولة الصغيرة وهي تهبط بالمظلة إلى الأرض، مع شروق الشمس كخلفية.
وأشار رواد الفضاء بإبهامهم لأعلى بينما حملهم رجال الإنقاذ من المركبة الفضائية إلى خيمة طبية قابلة للنفخ.
وبعد الهبوط، كان من المقرر أن يتوجه بيتيت إلى مدينة كاراغندا الكازاخستانية قبل أن يستقل طائرة تابعة لناسا إلى مركز جونسون الفضائي التابع للوكالة في تكساس.
وأفادت «ناسا» أن رواد الفضاء، خلال فترة وجودهم على متن محطة الفضاء الدولية، أجروا أبحاثاً في مجالات مثل تكنولوجيا تعقيم المياه، ونمو النباتات في ظروفٍ مختلفة، وسلوك الحرائق في الجاذبية الصغرى.
وكانت رحلة الثلاثي التي استغرقت سبعة أشهر، وهي أقل بقليل من الأشهر التسعة التي قضاها رائدا فضاء «ناسا»، بوتش ويلمور (62 عامًا) وسوني ويليامز (59 عاما)، عالقين بشكل غير متوقع في المختبر المداري بعد أن واجهت المركبة الفضائية التي كانا يختبرانها مشاكل فنية، واعتُبرت غير صالحة لإعادتهما إلى الأرض.
وعاد ويليامز وويلمور إلى الأرض في 19 اذار/ مارس على متن كبسولة سبيس إكس كرو دراغون التي هبطت قبالة سواحل فلوريدا.
وكان الإثنان قد غادرا الأرض في حزيران/يونيو من العام الماضي، وكانا يخططان للقيام برحلة تجريبية لمدة ثمانية أيام لكبسولة بوينغ ستارلاينر الجديدة.
ومع ذلك، بعد أن واجهت كبسولة ستارلاينر العديد من المشاكل الفنية أثناء الرحلة، اضطر رواد الفضاء إلى الانتظار حتى دورة الطاقم التالية للعودة إلى الأرض.
وفي المجمل، أمضى الرائدان 286 يوماً في الفضاء، أي أكثر بـ278 يوماً مما كان مخططاً له في البداية، قبل أن يعودا أخيراً إلى الأرض في 18 اذار/مارس.
وأُثيرت مخاوف في البداية بشأن صحتهما، إذ يواجه رواد الفضاء، خلال فترة انعدام الجاذبية، خطراً كبيراً يتمثل في ضمور العضلات وهشاشة العظام، ما قد يجعل المشي على الأرض أكثر صعوبة. ومع ذلك، يقول الرائدان الآن إنهما تعافيا بسرعة تكاد تكون غير متوقعة بفضل المعرفة العلمية لوكالة ناسا.
ويُعد الفضاء أحد المجالات الأخيرة للتعاون الأمريكي الروسي وسط انهيار شبه كامل في العلاقات بين موسكو وواشنطن بسبب الصراع الأوكراني المستمر الذي بدأ في شباط/فبراير 2022.
وأوقفت الولايات المتحدة، إلى جانب دول غربية أخرى، شراكاتها الأخرى مع وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس كجزء من عدد من العقوبات المفروضة على روسيا خلال الحرب.