بقلم: الإعلامي الدكتور محمد العشي
مع التطور السريع الذي شهدته خدمات التوصيل المتنقلة عبر سيارات الغاز، أصبح من الضروري أن نولي اهتمامًا خاصًا لتأثير هذه الخدمات على راحة المواطنين، خصوصًا في الأوقات التي تتسم بالقدسية والسكينة، مثل فترات الأذان والإقامة لأداء الصلاة.
يعد صوت الأذان، الذي يرفع في كل زاوية من زوايا بلادنا، نداءً مقدسًا يدعو المؤمنين لأداء الصلاة والوقوف بين يدي الله. وفي هذه اللحظات، يجب أن يكون الصوت الأبرز هو صوت المؤذن الذي يعيد للأرواح طمأنينتها. لكن في بعض الأحيان، ومع مرور سيارات الغاز التي تصدر أصوات الموسيقى المرتفعة، يكون هذا الصوت أقوى من صوت الأذان في بعض الأحياء، مما يتسبب في تشويش على المصلين، ويؤثر في أجواء الصلاة التي يتوق المواطنون للسكينة والهدوء فيها.
إن هذا التشويش لا يحدث فقط أثناء فترة الأذان، بل يمتد حتى فترة الإقامة، مما يزعزع تركيز المصلين قبيل أداء الفريضة. وفي هذا الصدد، أطالب رئيس نقابة أصحاب محطات المحروقات ومستودعات ووكالات الغاز المهندس نهار السعيدات بأن يُصدر تعميمًا لجميع الوكالات المتنقلة عبر سيارات التجوال بإطفاء صوت الموسيقى خلال فترتي الأذان والإقامة في الأيام العادية، وخاصة يوم الجمعة، الذي يمثل يومًا مقدسًا في حياة المسلمين.
من خلال هذه الخطوة البسيطة، سنتمكن من الحفاظ على بيئة هادئة تعزز من أجواء العبادة في تلك الأوقات الخاصة. إن إطفاء الموسيقى أثناء الأذان والإقامة لن يؤثر بأي شكل على تقديم الخدمة للمواطنين، بل على العكس، سيعكس احترامًا أعمق للثقافة والروح الدينية التي يتسم بها المجتمع الأردني.
إنني على يقين أن نقابة أصحاب محطات المحروقات ومستودعات ووكالات الغاز ستتفاعل مع هذا المقترح، وستتخذ الخطوات اللازمة لتطبيقه، مما يساهم في تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الحفاظ على هدوء وأجواء الصلاة في الأوقات المحددة.