أخبار اليوم - صفوت الحنيني - قال النائب السابق الدكتور محمد القطاطشة إن الدولة الأردنية بدأت اليوم صفحة جديدة من الحزم بتفعيل القانون على جماعة الإخوان المسلمين المنحلة، بعد سنوات من التغاضي والتساهل، معتبرًا أن ما يجري ليس تصعيدًا بل تصحيحًا لمسار وطني انحرف بفعل تغلغل الجماعة في مفاصل الدولة.
وأكد القطاطشة أن هذه الجماعة، التي لم تكن يومًا دعوية، استغلت الحالة الديمقراطية الأردنية لتسويق مشروع سياسي يخدم أجندات إقليمية وخارجية، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا واضحًا بينها وبين أطراف في الإقليم، خصوصًا خلال فترة حكم محمد مرسي في مصر، حين كانت تتحدث بلسان المرجعية وبثقة تعكس دعمًا غير أردني.
وأضاف: "كنّا، ونحن داخل الدولة، نُصدم كيف يُمنح بعض أعضاء هذه الجماعة مواقع وزارية، بينما أشقاؤهم في ذات الوقت يتصدرون قيادة المكتب التنفيذي للجماعة. لقد كانت مفارقة لا تُفهم إلا في إطار تساهل الدولة معهم، وهو ما تغيّر اليوم بشكل حاسم".
وأكد القطاطشة على ضرورة تفكيك البنية الاقتصادية والتعليمية والطبية التي أسستها الجماعة على مدى سنوات، قائلًا إن "لديهم دروعًا اقتصادية ومؤسسات ممتدة في كل المحافظات، ويجب على الدولة أن تلاحق هذا التمدد وتعيد السيطرة الوطنية على هذه الموارد".
وحذّر القطاطشة من خطورة الخطاب الذي تتبناه الجماعة لتجييش الرأي العام واستغلال القضية الفلسطينية، قائلًا: "لا نقبل أن تُتاجر الجماعة بالدين أو بفلسطين لتبرير تحركات تهدد استقرار الأردن. لقد شاركوا سابقًا في البرلمان الذي صادق على اتفاقية وادي عربة، ثم عادوا إلى الشارع للمطالبة بإسقاطها.. أي تناقض هذا؟".
وتابع: "اليوم نرى المشروع الصهيوني يحاول تهجير أهلنا من الضفة الغربية إلى الأردن، والجماعة كانت تنسّق بطريقة أو بأخرى مع هذا التوجه، سواء عن قصد أو عن غفلة مفرطة في العاطفة السياسية. ولذلك فإن المواجهة الآن هي مع فكر اخترق المجتمع وتغلغل فيه عبر الدين، ولم يكن يومًا إلا مشروعًا سياسيًا بمسحة دينية".
وشدّد القطاطشة على أن الأردن دولة مسلمة، حسب الدستور، وأن الشعب الأردني لا يحتاج من يزاود عليه بشعارات الإسلام هو الحل، مضيفًا: "شهدنا الخراب حين تلبست الأحزاب بالدين، ورأينا ما حل في العراق وسوريا، وآن الأوان أن نحمي وطننا من هذا المصير".
واختتم تصريحه بالإشادة بموقف وزير الداخلية مازن الفراية، معتبرًا إعلانه الأخير تأكيدًا لهيبة الدولة وحرصها على أمن المجتمع الأردني، مشيرًا إلى أن "حرية التعبير مكفولة، ولكن عندما ينقلب التعبير إلى تهديد للأمن الوطني، تصبح المواجهة حتمية".
وقال: "كل التحية لجهاز الأمن العام، ولكل مؤسسات الدولة، وللشعب الأردني العظيم، الذي يستحق أن يعيش في وطن خالٍ من التطرف والازدواجية. عاش الأردن وعاشت القيادة الهاشمية، وسنظل على العهد جنودًا لهذا الوطن".