فجر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، جدلا كبيرا خلال الساعات الماضية، بعدما قام بسلوك غير رياضي عقب مباراة فريقه النصر مع الهلال، في الدوري السعودي.
وتحدثت العديد من التقارير عن أن "الدون" بات مهددا بالطرد من الدوري السعودي، على غرار ما حدث مع لاعب الاتحاد السابق، الغيني الحسن كيتا، في موسم 2008.
وبمقابلة صحفية للدكتور أيمن الرفاعي، رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم سابقا، للوقوف معه على ما يمكن أن يحدث في تلك القضية التي وصل صداها لمختلف دول العالم في ظل الشعبية الضخمة لرونالدو.. فإلى نص الحوار:
هل يحق للجنة الانضباط التدخل في واقعة رونالدو؟
نعم.. تستطيع لجنة الانضباط التدخل باعتبار أن رونالدو ارتكب سلوكًا مُشينًا، لكن هناك آليات لذلك تفرضها اللوائح المنظمة لعمل اللجنة، حيث يتم الرجوع أولًا لتقرير حكم المباراة ثم تقرير المراقب.
وفي حال الاختلاف فالوقائع داخل الملعب للحكم وخارجه للمراقب، وهنا أوضحت اللوائح مسؤولية كل طرف من هؤلاء حسب تعريف الملعب.
والملعب هو مساحة العشب وتمتد إلى أماكن جلوس اللاعبين الاحتياط، ويقع تحت مسؤولية الحكم، وما عدا ذلك وحتى الأسوار الخارجية فهو مسؤولية مراقب المباراة، ويستطيع الحكم أيضا التدخل في هذه المساحة، وما يتجاوز أسوار الملعب يقع تحت مسؤولية السلطات المختصة العامة.
كيف يكون تدخل لجنة الانضباط؟
تراجع أولًا تقرير الحكم، وإذا لم يسجل الواقعة تلجأ لتقرير مراقب المباراة، وإذا لم يذكرها، تلجأ إلى كاميرات الناقل الرسمي، الذي يسجل كل صغيرة وكبيرة أثناء المباراة بكاميراته حتى وإن لم تظهر على الهواء.
وهذه الأشياء كلها تعتبر أدلة تستند عليها اللجنة في حيثيات قرارها، ولكن إذا لم توجد أي من هذه الدلائل، فإنها تستعين باللقطات المنتشرة والمصورة بالهواتف المحمولة للجماهير، وتكون قرائن وليست أدلة، ولابد من استدعاء اللاعب للتحقيق معه، وتصدر قرارهًا حسب ما يستقر في ضميرها.
ومن وجهة نظرك.. هل سيعاقب رونالدو؟
واقعة رونالدو تصنف حسب لائحة الانضباط على أنها سلوك مشين، ووفقا للمادة 48 من اللائحة تكون العقوبة بالإيقاف مباراتين وغرامة مالية قدرها 20 ألف ريال، لكن هناك المادة 81، وتتضمن عقوبة أشد لكنها موجهة لمخالفات تنطوي على تحرش جنسي أو تصنيف جنسي أو عنصرية، وأعتقد أن حالة رونالدو لا تندرج تحت هذه المخالفات.
هناك من يربط بين واقعة رونالدو وحالة الحسن كيتا.. فما رأيك؟
هناك فارق كبير بين الحالتين، فحالة الحسن كيتا كانت أشنع وأبشع، كما أنها حدثت في مباراة نهائي كأس الملك، وكانت تلك الحركة موجهة لأحد مسؤولي المباراة (مساعد الحكم)، واللائحة تعطي الحق في تشديد العقوبات في المباريات النهائية.
وإذا اطلعنا على اللائحة سنجد أن المخالفة ضد مسؤولي المباراة تصل إلى إيقاف 6 أشهر وغرامة 60 ألف ريال، كما أن من أصدر عقوبة كيتا كان الرئيس العام للرئاسة العامة للشباب والرياضة آنذاك بناء على توصية من لجنة الاحتراف والانضباط، حيث تم فسخ عقد اللاعب وترحيله.
أضف إلى ذلك أنه لم تكن هناك لائحة للجنة الانضباط تتماشى مع المعايير الدولية كما هو الحال الآن.
الآن لا تستطيع فسخ عقد لاعب بدون تحقيق متضمن جميع درجات التقاضي، وحسب اللائحة وإلا سوف تصطدم بعد ذلك بالفيفا.
وأكرر أن واقعة رونالدو أقل بكثير من حادثة كيتا والفوارق بينهما كبيرة وشاسعة.
هل تدخل الحكم واتخاذ قرارات في بعض الحالات أثناء المباريات يمنع الانضباط من التدخل؟
هذه الحالة تحتاج لتفصيل كالتالي:
1- حالة شاهدها الحكم واتخذ قرارا بإشهار البطاقة الصفراء أو الإنذار الشفهي، فلا تتدخل اللجنة.
2- حالة شاهدها الحكم واتخذ قرارا بإشهار البطاقة الحمراء عندها تتدخل اللجنة، وفق تصنيف العقوبات الموجود في اللائحة.
3- حالة لم يشاهدها ولم ينتبه لها الحكم ولم يدونها في تقريره، تسأله اللجنة عنها وهو من يصدر القرار وتطبق الحالتين 1و2 في رأيه من قبل اللجنة.