حين يكون الدواء "منتهي الصلاحية" هو الأمل الوحيد

mainThumb
حين يكون الدواء "منتهي الصلاحية" هو الأمل الوحيد

22-04-2025 01:13 PM

printIcon

أخبار اليوم - أخذت مها عجور تبحث في الصيدليات عن ثلاثة أنواع من قطرات العين لطفلتها سوار ذات السبعة أعوام. استمر البحث ثلاثة أيام، حتى وجدت أخيرًا صيدلية تبيع نوعين منها، لكنهما منتهيا الصلاحية.

تملّك الخوف عجور في البداية، ورفضت شراءهما خشية تدهور حالة عين ابنتها، التي أُصيبت في أثناء مساعدتها لوالدها في إزالة ركام المنزل، ما تسبب في جرحين في بؤبؤ العين، وحالتها كانت تتدهور بسرعة.

تقول عجور لـ "فلسطين أون لاين": "قطرات العين الثلاث هي عبارة عن مضاد حيوي لترميم جروح العين، وبسبب رفضي شرائها تأزمت حالة صغيرتي، لذا لم أجد حلًا سوى الرجوع للطبيب المشرف عليها في مستشفى العيون بغزة، والذي طمأنني بأن صلاحيتها تمتد لشهر، ولا تشكّل خطرًا على العين".

وتتابع: "أخبرني الطبيب أنني محظوظة لأنني وجدت القطرتين، فهذه الأدوية لم تدخل قطاع غزة منذ عام ونصف، ويجب أن أستخدمها لابنتي لمدة شهر كامل".

منتهي ومتاح

شعرت إيمان أبو راس من حي الدرج بألم في أذنها، فتوجّهت إلى مستوصف قريب. وبعد الفحص، وصفت لها الطبيبة قطرة لعلاج التهاب الأذن. لكن بعد صرفها من صيدلية المستوصف، اكتشفت أنها منتهية الصلاحية.

تقول أبو راس لـ"فلسطين أون لاين": "رغم انتهاء صلاحية قطرة الأذن، إلا أنني استخدمتها، فليس أمامي بديل آخر، فالصيدليات فارغة من الأدوية، وإذا وُجد بعضها يكون منتهي الصلاحية أو شارف على الانتهاء، وأنا مجبرة على تسكين الألم بأي شيء متاح. يخبرني الصيدلي بأنها آمنة حتى وإن انتهت صلاحيتها".

أما عمر دولة، فقد تفاجأ بأن العديد من الأدوية تُباع على أرصفة الشوارع، وفي البسطات داخل الأسواق، حيث تتعرض لأشعة الشمس اللاهبة التي تُفسد تركيبتها الدوائية، بالإضافة إلى أن بعضها منتهي الصلاحية.

يقول دولة لـ"فلسطين أون لاين": "أي دواء لا أجده في الصيدلية أبحث عنه في البسطات. مؤخرًا، احتجت لطفلي كريمًا خاصًا بتسلّخات الجلد، فوجدته على إحدى البسطات وكان تاريخ صلاحيته منتهيًا منذ أسبوع، واشتريته مضطرًا، فلا بديل أمامي".

حل اضطراري

أكد القائم بأعمال مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة في غزة، زكري أبو قمر، أن استخدام أدوية منتهية الصلاحية يتم فقط بعد فحصها وموافقة اللجنة الفنية، واصفًا الأمر بـ"حل اضطراري" في ظل النقص الحاد في الأدوية نتيجة استمرار الحرب واشتداد الحصار على قطاع غزة.

وأوضح أن بعض الأصناف، مثل الهرمونات والأدوية عالية السمية، لا يمكن تمديد صلاحيتها. وأضاف أن الوزارة لا تصرف أي دواء منتهي الصلاحية إذا كان هناك بديل متوفر له.

وبحسب أبو قمر، بلغ العجز في الأدوية 37%، في حين وصلت نسبة النقص في المستلزمات الطبية إلى 59%. وقال إن الرصيد من 229 صنفًا من أصل 622 صنفًا متداولًا في مستشفيات ومراكز الوزارة هو "صفر"، كما نفدت 597 صنفًا من أصل 1006 من الأصناف المتداولة.

وأشار إلى أن خدمات الرعاية الأولية، وجراحة العظام، والقسطرة، وجراحات القلب المفتوح، وخدمة مرضى غسيل الكلى، من أكثر الخدمات تأثُّرًا بهذا النقص الحاد.

وحذّر أبو قمر أهالي قطاع غزة من تناول أي دواء منتهي الصلاحية بناءً على اجتهاد شخصي، أو صرفه من أي صيدلية دون رأي فني وإفادة من وزارة الصحة، لما يترتب على ذلك من مخاطر كبيرة.

المصدر / فلسطين أون لاين