الجيش السوداني يعلن موافقته على وقف جديد لإطلاق النار مع قوات الدعم السريع

mainThumb

19-04-2023 10:52 PM

printIcon

أعلنت القوات المسلحة السودانية موافقتها الأربعاء، على وقف جديد لإطلاق النار في معركتها مع قوات الدعم السريع بعد فشل اتفاق سابق على هدنة للسماح بإجلاء المدنيين.

ومن المقرر أن وقف إطلاق النار الذي سيستمر 24 ساعة بدأ في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش). وأعلنت قوات الدعم السريع عن وقف إطلاق النار في وقت سابق اليوم ولم يتضح ما إذا كان القتال قد توقف.

وفي وقت سابق اليوم، تسنى سماع أصوات قصف مستمر وانفجارات مدوية في وسط الخرطوم حول المجمع الذي يضم مقر القيادة العامة للجيش وعند المطار الرئيسي الذي تدور معارك ضارية للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال مطلع الأسبوع.

وتصاعد دخان كثيف في السماء وخلت الشوارع من المارة إلى حد بعيد في الخرطوم. وتحدثت وكالة رويترز عن إطلاق نار في جنوب المدينة.

وقال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إنه يشرف على الموقف من مقر الجيش بالخرطوم. ولم يتسن التأكد من استمرار وجوده هناك الأربعاء.

وقال الجيش في بيان "القوات المسلحة تتصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير عدد من العربات القتالية".

وعانى سكان الخرطوم المحتمون بمنازلهم من انقطاع الكهرباء ويساورهم القلق من نفاد الإمدادات الغذائية.

وقالت هديل محمد، وهي مهندسة عبرت عن خوفها على شقيقها الذي خرج لجلب الغذاء، إن بعض الضروريات بدأت تنفد.

وفي ظل غياب أي بوادر على السلام في المدينة قبل عيد الفطر، تحدى بعض سكان الخرطوم القصف واتجهوا إلى ولاية الجزيرة القريبة في الجنوب حيث لم ترد أنباء عن نشوب قتال.

واندلع العنف بسبب صراع على السلطة بين البرهان ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع الذي يُعرف باسم "حميدتي"، فيما يتعلق بخطة لدمج مقاتلي الدعم السريع في الجيش النظامي.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد الانقلاب العسكري عام 2021 والإطاحة بعمر البشير في 2019. وكان حميدتي، الذي يقول محللون إنه يقود أكثر من مئة ألف مقاتل، يشغل منصب نائب رئيس المجلس.

وقالت منظمة الصحة العالمية نقلا عن وزارة الصحة السودانية إن القتال أسفر عن مقتل 270 شخصا على الأقل وإصابة 2600 آخرين.

وينذر القتال بجر جيران السودان إليه وقد يزيد من شدة التنافس على النفوذ بالمنطقة بين روسيا والولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع في تشاد المجاورة للسودان من ناحية الغرب الأربعاء، إن القوات المسلحة نزعت سلاح 320 جنديا سودانيا دخلوا أراضي تشاد الاثنين، مضيفا أن تشاد لا تريد أن تتورط في الصراع.

وقالت رويترز إن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع في حي جبرة بغرب الخرطوم حيث توجد منازل لحميدتي وعائلته. ولم يتم الكشف عن مكان حميدتي منذ بدء القتال يوم السبت.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان الأربعاء، إن الجيش انتهك القانون الدولي واستخدم المدفعية الثقيلة في قصف منازل العائلات والمواطنين في جبرة.

ويسيطر الجيش على مداخل الخرطوم التي يقطنها نحو 5.5 مليون نسمة ويحاول على ما يبدو قطع طرق الإمدادات على مقاتلي قوات الدعم السريع في العاصمة.

وقال شهود وسكان إن تعزيزات للجيش وصلت إلى المدينة من مناطق شرقية قرب الحدود مع إثيوبيا.

عرقلة عمليات الإجلاء

تضغط قوى خارجية من بينها الولايات المتحدة ومصر لوقف إطلاق النار للسماح للسكان بالحصول على مواد إغاثية وإمدادات وإجلاء الرعايا الأجانب.

وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق هدنة لمدة 24 ساعة وافقا عليها الثلاثاء. وقالا إنهما سيلتزمان بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارا من السادسة مساء (16:00 بتوقيت غرينتش) اليوم الأربعاء.

ودعت بعثات دبلوماسية في السودان، الأطراف المتحاربة، إلى وقف إطلاق النار وبدء محادثات وحماية المدنيين والدبلوماسيين وموظفي الإغاثة الإنسانية.

ومع اشتعال النيران في طائرات على المدرج في مطار الخرطوم الدولي فإن عمليات الإجلاء تبدو صعبة في الوقت الحالي.

وقال غواص بلجيكي لوكالة رويترز من الخرطوم "ما من سبيل للخروج". وأضاف "إنه (وضع) مزري وبصراحة لا يوجد ما يمكننا فعله في الوقت الحالي".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الوضع الأمني غير الواضح" وإغلاق المطار يحولان دون وضع خطة لعملية إخلاء بتنسيق من جانب الحكومة الأميركية. وقالت تركيا أيضا إنها لن تتمكن من القيام بعمليات إجلاء حاليا.

وذكرت مجلة شبيغل نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها، أن ألمانيا أوقفت الأربعاء مهمة لإجلاء نحو 150 مواطنا على متن ثلاث طائرات نقل من طراز (إيه400إم) تابعة لسلاح الجو الألماني.

وردا على سؤال بشأن تقرير المجلة، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنه كل الخيارات تخضع للتقييم.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن السلطات تعتزم استخدام طائرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي لإجلاء نحو 60 مواطنا يابانيا من السودان.

وقالت الأمم المتحدة إن مسلحين استهدفوا المستشفيات وموظفي الإغاثة الإنسانية وسط أنباء عن حوادث عنف جنسي ضد موظفي الإغاثة. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مسلحين داهموا مخزنا للإمدادات تديره في غرب البلاد.

ويواجه نحو ربع السكان في السودان أزمة جوع حادة حتى من قبل نشوب الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من أكبر عملياته الخاصة بتقديم المساعدات على مستوى العالم في السودان يوم السبت بعد مقتل 3 من موظفيه.

رويترز