تكتيكات عسكريَّة وراء عدم رد المُقاومة على العدوان

mainThumb
تكتيكات عسكريَّة وراء عدم رد المُقاومة على العدوان

15-04-2025 09:47 AM

printIcon

أخبار اليوم - مع استئناف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة في الثامن عشر من مارس الماضي، وتقطيع أوصال القطاع، وفصل رفح عن محيطها، يتساءل البعض عن أسباب غياب عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال في المناطق التي توغلت فيها. ويعتقد الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، نضال أبو زيد، أن المقاومة تتبع تكتيكات عسكرية محترفة ضمن الحروب غير التقليدية، إذ لا ترغب في كشف أوراقها، أو منح الاحتلال فرصة لاستفزازها والدخول في اشتباكات حاسمة.

ويقول أبو زيد لـ "فلسطين أون لاين": "المقاومة، من خلال هذا التكتيك، لا تريد أن تعطي الاحتلال مجالًا لاستخبار قدراتها وإمكاناتها. والسؤال: أيهما أفضل؟ أن تجرّ المقاومة الاحتلال إلى ما تريده؟ أم يجرّ الاحتلال المقاومة إلى ما يريده؟". ويجيب الخبير العسكري قائلًا: "إذا أدركنا ما يريده الاحتلال، نرى أنه يسعى إلى جرّ المقاومة إلى مناطق تدخل فيها في اشتباكات حاسمة، أما إذا أردنا معرفة ما تسعى إليه المقاومة، فسنجد أنها تهدف إلى حرمان الاحتلال من تحقيق هدفه في تحرير أسراه بالقوة." وتسعى المقاومة، بحسب أبو زيد، إلى الحفاظ على إمكانياتها وفق ما يُعرف عسكريًا بـ"اقتصاد الجهد"، مشيرًا إلى فشل الاحتلال حتى الآن في تحقيق أهدافه. ومؤخرًا، فصل جيش الاحتلال محافظة رفح عن بقية قطاع غزة، بعد إخلائها بالقوة من سكانها، وقيامه بعمليات تدمير واسعة للأحياء السكنية، كما أقام محورًا شمال رفح يفصلها عن محافظة خان يونس.

وعدد الخبير العسكري حاتم الفلاحي خمسة أسباب تقف وراء عدم ردّ المقاومة على العدوان، مشيرًا إلى أن المقاومة تمارس "ضبطًا ناريًا عاليًا"، ولم تردّ على عمليات القصف والتوغّل البري لأسباب متعددة، أبرزها، عدم كشف الإمكانيات والقدرات والترتيبات الدفاعية داخل قطاع غزة، خاصة في ظل وجود العديد من المسيّرات التي ترصد كامل المنطقة، والرغبة في الحفاظ على الجهد والإمكانيات والموارد، وعدم هدرها في ظل الحصار المفروض على القطاع، ودخول جيش الاحتلال إلى منطقة محور نتساريم السابقة، وتجريفها بالكامل، ما جعلها مكشوفة وخالية ولا تصلح للدفاع، وتتيح للآليات المدرعة التحرك بسهولة، والتوغّل لا يغيّر من الواقع شيئًا، إذ إن الاحتلال خلال أكثر من 470 يومًا من القتال أقام منشآت في المحور ذاته، ووسّعه شمالًا وجنوبًا، قبل أن ينسحب، والوصول إلى شارع صلاح الدين أو حتى شارع الرشيد (البحر) ليس هدفًا استراتيجيًا، ولن يحقق سوى فصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.

وكان جيش الاحتلال قد انسحب في 9 فبراير الماضي بشكل كامل من ما يُسمى "محور نتساريم"، الذي فصل غزة عن الجنوب، وذلك بعد احتلال دام أكثر من 15 شهرًا، قبل أن يعود إلى المنطقة ذاتها مع استئناف عدوانه ويعيد إقامة المحور. ووفق الفلاحي، فإن أي عملية برية عسكرية تتطلب أخذ الطبيعة الجغرافية بعين الاعتبار، إلى جانب تقدير موقف استخباراتي دقيق، وبالتالي فإن عدم ردّ المقاومة يجعل إسرائيل عاجزة عن معرفة أماكن انتشار فصائل المقاومة.

وقبيل إعلان وقف إطلاق النار في يناير الماضي، شهد القطاع سلسلة عمليات نوعية للمقاومة، تركزت في مناطق شمال غزة ومحافظة رفح، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال. ويُضيف الفلاحي في تصريحاته لقناة الجزيرة أن الاحتلال يشعر بالقلق لعدم معرفته بترتيبات المقاومة الدفاعية، خاصة في ظل توقف الطلعات الجوية والتجسسية خلال وقف إطلاق النار، واختلاف الطبيعة الجغرافية للمعركة مقارنة ببداية الحرب.




فلسطين أون لاين