أخبار اليوم - "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".. مثال قريب من الحالة الصعبة التي يعيشها البرتغالي جورجي جيسوس مع الهلال، في الوقت الذي يحلم فيه بتدريب منتخب البرازيل عقب نهاية الموسم الجاري.
صحيح أن هناك تأكيدات من عدة مصادر موثوقة أن "جيسوس هو الأقرب لتولي تدريب البرازيل"، ولكن يبدو أن طريقه لن يكون مفروشا بالورد خلال الفترة المقبلة.
فترة صعبة
لم يتوقع أكثر المتشائمين، الحالة التي وصل لها الهلال على مستوى الأداء والنتائج، في فترة هي الأصعب من الموسم الجاري، بسبب المنافسة على لقبي الدوري والنخبة الآسيوية.
فبعد أن كان جيسوس هو رجل المرحلة الأول في الهلال، تحول إلى شخص منبوذ من جانب الجماهير والإعلام الأزرق، نظرا لتراجع النتائج، وآخرها التعادل مع الاتفاق (1-1)، بالجولة 27 من الدوري.
ولا يقتصر التراجع على مباراة الاتفاق فحسب، بل يمتد إلى 4 هزائم أخرى في الدوري، أمام كل من الخليج والقادسية والاتحاد والنصر، جميعها جاءت لتكسر عقد السنوات الطويلة من السقوط ضد "زعيم آسيا".
وانفجرت مدرجات وحسابات جماهير الهلال، بالتعليقات والهتافات السلبية ضد جيسوس، والمطالبة بالتخلص من خدماته خلال الأيام المقبلة، خوفا من خسارة الدوري وآسيا.
هبوط الأسهم
لا شك أن فترة التراجع التي يعيشها جيسوس، ستترك أثرا سلبيا في مسألة توليه تدريب "السليساو"، لا سيما وأن المنتخب اللاتيني يمر بظروف صعبة على مستوى الأداء والنتائج في تصفيات كأس العالم.
فالهدف الأول من تعيين مدرب جديد للبرازيل، هو إعادة الهيبة المفقودة من أجل التأهل للمونديال ثم حصد الكأس الذهبية.
وفي الوقت ذاته، قرر جيسوس إبعاد جميع الأنظار حول مفاوضاته مع البرازيل، بتصريحات قبل أيام قليلة، قال خلالها: "لا أعرف شيئا عن هذا الأمر، فهي أمور ليست صحيحة".
جاء ذلك، بعدما تعرض لانتقادات نارية حول الانشغال بعرض البرازيل، وعدم التركيز مع الهلال خلال هذه الفترة الصعبة.
تصريحات جيسوس جاءت من أجل تهدئة الأوضاع حوله، بالإضافة للخروج من الباب الكبير، واستعادة هيبته، كونه أحد المرشحين البارزين لتدريب "راقصي السامبا".
عاصفة أنشيلوتي
لا يعتبر جيسوس هو المرشح الوحيد لتدريب البرازيل، حتى وإن كانت أغلب التقارير تصب في صالحه، فهو يجد منافسة شرسة مع عدة أسماء، يأتي على رأسها الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
صحيح أن جيسوس يتمتع بخبرات وسيرة ذاتية مذهلة، إلا أن وجود أنشيلوتي يمثل خطرا في هذه المسألة، فهو كان المرشح الأول قبل أشهر قليلة.
ولكن وجود الإيطالي في ريال مدريد، جعل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، يتراجع خطوة، نظرا لاستحالة رحيله بالوقت الحالي.
لكن في الأيام القليلة الماضية، اختلف الوضع كثيرا، بعد خسارة "الميرنجي" المذلة أمام آرسنال، بنتيجة (0-3)، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث أصبح رجال أنشيلوتي قاب قوسين أو أدنى من توديع المسابقة.
فضلا عن صعوبة المنافسة على لقب الدوري الإسباني، وإن كان الريال لا يزال يمتلك حظوظ التتويج، بالإضافة لإمكانية خسارة كأس الملك أمام برشلونة في النهائي، نظرا لفارق المستوى الحالي بين الفريقين.
ويعيش أنشيلوتي هو الآخر فترة صعبة من الانتقادات والمطالبة برحيله، بسبب أسلوبه الدفاعي المستمر، وعدم القدرة على مجاراة الأندية صاحبة الحلول، والاكتفاء بالاعتماد على الفرديات الخاصة بنجومه.
كل هذه الأمور، تجعل كارلو قريبا من الرحيل عقب نهاية الموسم الجاري، حال خسارة دوري أبطال أوروبا، والسقوط أمام البارسا في نهائي الكأس.
وبالتالي، فإن أنشيلوتي قد يصبح خيارا رئيسيا للبرازيل، خاصة وأنه يحظى بعلاقة رائعة مع العديد من نجوم المنتخب وخاصة ثنائي الريال، رودريجو وفينيسيوس جونيور.
تهديد صريح
حال سارت الأمور في اتجاه سقوط ريال مدريد، فإن أنشيلوتي سيشكل خطرا كبيرا على تحقيق حلم جيسوس بقيادة منتخب البرازيل بنهاية الموسم.
في الوقت ذاته، لا يعيش جيسوس أفضل أيامه مع الهلال كما ذكرنا، وأصبح رحيله قريبا من أي وقت مضى، وهو ما يضعه أمام معضلة صعبة.
المدرب البرتغالي يحتاج خلال فترة قصيرة، لتصحيح المسار بشكل عام، من أجل الحفاظ على رصيده مع الهلال، تحسبا لتهديد أنشيلوتي المتوقع على مقعد المدير الفني بالبرازيل، اعتمادا على النتائج المقبلة.
وبالتالي، فإن الكرة ستصبح في ملعب الهلال، فيما يتعلق ببقاء جيسوس أو رحيله، تزامنا مع ارتباط النادي بالتعاقد مع مدير فني جديد.
جاء ذلك، بعدما أبدى جيسوس موافقة على التضحية بالمشاركة في المونديال من أجل البرازيل، ولكن يبدو أن الأيام المقبلة قد تشهد تطورات جديدة.