ترامب “يحرق” الدولار الأمريكي بحروبه التجارية العدوانية

mainThumb
ترامب “يحرق” الدولار الأمريكي بحروبه التجارية العدوانية

12-04-2025 12:01 PM

printIcon

أخبار اليوم - حذر الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس من أن السياسات التجارية “العدوانية” التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تحرق” عمليا مكانة الدولار الأمريكي، الذي يواجه تواجه تهديدا متزايدا كعملة احتياط عالمية، خاصة مع استمرار الحرب التجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بسياسة الرسوم الجمركية الكبيرة.

وأوضح، في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست”، أن تصاعد التوترات أثارت مخاوف المستثمرين الذين سارعوا إلى بيع الأصول الأمريكية بما في ذلك الأسهم والسندات والدولار نفسه، في إشارة إلى تراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي كخيار استثماري آمن.

ولفت الكاتب إلى أن الخوف عاد بقوة أول أمس الخميس، مع استمرار الأسواق في الانهيار، بعد أن أصبح واضحا أن ترامب ما زال يصعّد الحرب التجارية مع الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم. ويعتقد المحللون أن الأسواق لن تهدأ إلا إذا أعطى ترامب إشارة واضحة برغبته في التفاوض مع بكين.

وأشار الكاتب إلى اعتراف الرئيس نفسه بأن الأسواق “بدأت تشعر بالغثيان” جرّاء التطورات الأخيرة، رغم محاولة مستشاري ترامب التقليل من شأن هذه الاضطرابات، مضيفا أن هذا القلق بات يُنظر إليه كإشارة واضحة على بدء تحوّل عالمي تدريجي نحو “إزالة الدولرة” أي تقليص الاعتماد على الدولار في الاحتياطات والمعاملات الدولية.

تراجعت حصة الدولار من احتياطات البنوك المركزية من أكثر من 70% عام 2000 إلى أقل من 60% في السنوات الأخيرة، مع توجه عدد متزايد من الدول نحو الذهب والعملات البديلة مثل اليوان الصيني.

وذكر أن صندوق النقد الدولي أشار إلى تراجع حصة الدولار من احتياطات البنوك المركزية من أكثر من 70% عام 2000 إلى أقل من 60% في السنوات الأخيرة، مع توجه عدد متزايد من الدول نحو الذهب والعملات البديلة مثل الرنمينبي أواليوان الصيني.

وأورد إغناتيوس أن معهد بروكينغز أحصى 3 تحديات رئيسية تهدد هيمنة الدولار وهي: الإفراط في استخدام العقوبات الاقتصادية، وتفاقم العجز والدين العام الأمريكي، والتطور السريع في التكنولوجيا المالية.

وأكد الكاتب أن الصين فإنها تسعى إلى تسريع هذه التحولات، من خلال تطوير عملة رقمية بديلة للدولار بالتعاون مع العديد من الدول، بما يسمح بتجاوز نظام التحويلات العالمي “سويفت” الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. ورغم أن هناك خبراء يحذرون من الاعتماد الكامل على عملة رقمية تديرها دولة سلطوية، فإن التوجه واضح نحو تنويع أدوات الدفع وتخفيف الاعتماد على الدولار.

ويخلص إغناتيوس إلى أنه إذا استمرت إدارة ترامب في اتباع سياسات متقلبة واستفزازية، فقد يؤدي ذلك إلى تآكل الثقة تدريجيا بالدولار، مما ينذر بتراجع الدور المركزي له في الاقتصاد العالمي.