الخارجية: لم نبلغ عن تعرض أي أردني لأذى إثر الأحداث في السودان

mainThumb

17-04-2023 09:31 PM

printIcon

قال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير سنان المجالي الأحد، إن سفارة الأردن في الخرطوم لم تتبلغ عن تعرض أي أردني لأذى جراء الأحداث المؤسفة في السودان.

وأضاف المجالي لـ"المملكة" أن 340 شخصا حدّثوا بياناتهم عبر نموذج إلكتروني خصصته السفارة في الخرطوم للأردنيين في السودان.

وأكد المجالي أن المطارات والحدود في السودان مغلقة لكن الأردن لن يدّخر جهدا لتأمين سلامة الأردنيين.

وقتل نحو مئة مدني في السودان، حيث تواصلت المعارك، ولا سيّما في الخرطوم، الإثنين في اليوم الثالث من القتال الدائر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وتمّ إخلاء مستشفيين على الأقلّ في العاصمة بعدما "اخترق الرصاص والقذائف جدرانهما"، بحسب ما أعلن أطباء قالوا إنّه لم تعدّ لديهم كذلك أكياس دمّ ولا مستلزمات طبية لعلاج المصابين.

وتنتشر رائحة البارود منذ السبت، في العاصمة وترتفع أعمدة دخان أسود كثيف في سمائها. ولازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد كبير من المنازل.

وأعلنت نقابة أطباء السودان المستقلّة والمؤيدة للديمقراطية الإثنين، مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنياً، سقط 56 منهم السبت، و41 الأحد، نصفهم تقريباً في العاصمة.

وأوضحت النقابة في بيان أنّ "365 شخصاً أصيبوا" بجروح.

وسبق للنقابة أن أشارت إلى أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين تعدّ بـ"العشرات"، لكنّ أيا من الطرفين لم يعلن عن خسائره البشرية.

وينتشر مقاتلون باللباس العسكري مدجّجون بالأسلحة في شوارع العاصمة التي تملؤها أيضا الآليات العسكرية.

وكان التوتر كامنا منذ أسابيع بين البرهان ودقلو المعروف بـ"حميدتي" اللذين أطاحا معا بالمدنيين من السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قبل أن يتحوّل خلافهما السياسي على السلطة خصوصاً، الى مواجهات السبت.

وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة في مناطق عدة في البلاد، فيما تدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقارّ لقوات الدعم السريع، القوة التي كانت معروفة بـ"الجنجويد" في عهد عمر البشير وقاتلت الى جانب قواته في إقليم درافور.

ولاحقاً تحوّلت إلى قوة نظامية شبه عسكرية باسم "قوات الدعم السريع"، وبعد الإطاحة بالبشير شاركت في تقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين.

وعلى تويتر كتبت قوات حميدتي بالإنجليزية إنّ "البرهان يقصف المدنيين من الجو، ونحن مستمرون في القتال وسوف نقدمه للعدالة".

وضع صعب في المستشفيات

ويصعب تشخيص الوضع على الأرض. فقد أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على مطار الخرطوم الدولي السبت، الأمر الذي نفاه الجيش.

وقالت إنها دخلت القصر الرئاسي، لكنّ الجيش ينفي ذلك أيضا ويؤكد أنه يسيطر على المقرّ العام لقيادته العامة، أحد أكبر مجمّعات السلطة في الخرطوم.

أما التلفزيون الرسمي فيؤكّد كلّ من الطرفين سيطرته عليه. لكنّ سكاناً في محيط مقرّ التلفزيون أكّدوا الإثنين، أن القتال متواصل في المنطقة، فيما تكتفي المحطة ببث الأغاني الوطنية على غرار ما حصل خلال انقلاب 2021.

وفيما لا يرتسم في الأفق أيّ وقف لإطلاق النار، دقّ الأطباء والعاملون في المجال الإنساني ناقوس الخطر. فبعض الأحياء في الخرطوم محرومة من التيار الكهربائي والمياه منذ السبت.

وحذّرت متاجر البقالة القليلة التي لا تزال مفتوحة من أنّها لن تصمد أكثر من أيام قليلة إذا لم تدخل شاحنات المؤن إلى العاصمة.

وأكّد أطباء انقطاع التيار عن أقسام الجراحة، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية أنّ "عدداً من مستشفيات الخرطوم التسعة التي تستقبل المدنيين المصابين، تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية".

وقالت نقابة أطباء السودان إنّ المرضى وبينهم أطفال وأقاربهم لا يحصلون على المياه أو الأغذية، مشيرة إلى أنّه لا يمكن إخراج الجرحى الذين عولجوا من المستشفى بسبب الوضع الأمني، ما يؤدّي إلى اكتظاظ يعيق تقديم العناية للجميع.

وأصيب يونانيان في الخرطوم فيما يوجد قرابة 15 آخرين داخل الكنيسة الارثوذكسية في الكديمة ولا يستطيعون الخروج منها بسبب المعارك.

وعجزت "الممرّات الإنسانية" التي أعلنها الطرفان المتحاربان لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر الأحد عن تغيير الوضع، فاستمرّ سماع إطلاق النار ودويّ انفجارات في الخرطوم.

والإثنين، أعرب موفد الأمم المتحدة الى السودان فولكر بيرتيس عن "خيبة أمله الشديدة" من انتهاكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للهدنة الإنسانية التي كانا وافقا عليها.

وقال في بيان إنّ "وقف الأعمال العدائية لأغراض إنسانية الذي التزم به الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يتم الوفاء به إلا جزئيا الأحد. كما أن الاشتباكات اشتدت صباح الاثنين".

"للمرة الأولى في الخرطوم"

وقرّر برنامج الأغذية العالمي تعليق عمله في السودان، بعد مقتل ثلاثة عاملين في البرنامج في إقليم دارفور بغرب السودان السبت، فيما يحتاج أكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليونا إلى مساعدة إنسانية.

ودعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين، إلى "وقف فوري للأعمال العدائية، وإعادة إرساء الهدوء، والانخراط في حوار لحلّ الأزمة" في السودان.

وقال غوتيريش "أدين بشدّة اندلاع المعارك الدائرة في السودان"، محذّراً من أنّ "أيّ تصعيد إضافي" للنزاع بين الجيش والقوات شبه العسكرية "قد يكون مدمّراً للبلاد والمنطقة".

ودعا الأمين العام "كلّ من لديهم نفوذ على الوضع لاستخدامه في سبيل إحلال السلام".

وأضاف أنّ "الوضع الإنساني في السودان كان هشّاً أصلاً وبات الآن كارثياً".

وقالت خلود خير التي أسست مركز الأبحاث "كونفلوينس أدفايزوري" في الخرطوم لوكالة فرانس برس "إنها المرة الأولى في تاريخ السودان منذ الاستقلال (1956) التي يسجّل فيها هذا المستوى من العنف في الوسط، في الخرطوم".

وأضافت الخبيرة "تشكّل الخرطوم مركز السلطة التاريخي ولطالما كانت أكثر مناطق السودان أمنا خلال الحروب ضد المتمردين" في دارفور ومناطق أخرى في مطلع الألفية.

وتابعت "اليوم المعارك تدور في أنحاء المدينة"، وفي مناطق ذات كثافة سكانية، "لأن كلا من الطرفين ظنّ أن الكلفة البشرية المرتفعة قد تردع الطرف الآخر. ندرك الآن أن الغلبة كانت للنزاع على السلطة بأي ثمن".

وتكثفت الدعوات منذ السبت، للتوصّل إلى وقف للقتال.

ودعا وزيرا خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا من اليابان الإثنين، إلى "وقف فوري" للعنف.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى "وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات".

وعقدت جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي اجتماعات طارئة للمطالبة بوقف إطلاق النار والعودة إلى الحل السياسي.