فاطمة الزهراء - يقبل عيد الفطر من كل عام لينشر بهجته وأجواءه بين المواطنين، ويبعث بأُنس في النفوس وفرح بين الناس كهدية فصل الختام بعد شهر من الصوم والتعبد، يحيي الشعب عادةً احتفاله وفرحته بصنع "كعك العيد" ونقشه وتزيينه ليُتوِّج مائدة الضيافة صباح يوم العيد.
تسبق العيد ليالي صنع الكعك والتي تسهر عادة النساء على عجنه وتحضيره وخبزه، لتسعد به الزائرين نهارالعيد وتبهج الصغار الذين ينتظرون العيد و"كعكاته" طويلًا، كانت هذه عادات كل بيت، التي بدأت بالتلاشي تدريجيًا منذ سنوات، وذلك لتراجع الأوضاع المادية للمواطنين وغلاء المواد الأساسية التي يصنع بها الكعك، فقد "صار صنع كعك للعيد هذه الأيام "ترفًا" لا يبلغه المواطن متواضع الدخل في ظل الغلاء المعيشي.
ربة البيت، سمر صالح قالت لـ"أخبار اليوم" أن أبسط المواد "كالتمر" ارتفع سعره، ولا نتحدث هنا عن سعر السمن أو الزبدة اللازمة لتحضير الكعك فأسعارها مرتفعة جدًا، فصار كعك العيد "يحتاج ميزانية" والمواطن بعد رمضان وارتفاع أسعاره حين يوفّر أساسيات بيته وطعام يومه "فهو بألف خير"، والكعك لم يعد ضمن دائرة أولوياته هذه الأيام.
وذكرت أمل عباس أن الكثير من المواطنين منذ سنوات لم يحضِّروا كعك العيد، وذلك لعدم قدرتهم على شراء مكوناته التي تعد "باهضة" بالنسبة للمواطن البسيط، ولا يستطيع تقديمها على أوليات مصروف البيت و"طبخة يومه"، وبات كثيرون يشترون كعك العيد التجاري المصنوع في المخابز أو يباع على البسطات، لتعويض هذه الفرحة لدي الأطفال والشعور بأجواء العيد التي لم يستطيعوا صنعها.
وأوضحت سلام محمد أن الأهل والجيران سابقًا كانوا يعدّون الكعك بمختلف أنواعه "ويتفننون في ذلك، ويتبادلون مع الجيرة أذواقًا مختلفة" إلا أن الحال اليوم لكثير من المواطنين لا يسعفهم ليقوموا بصنع كعك وبأنواع عديدة "فذلك مكلف عليهم" والكعك الجاهز في السوق أو من المخبز أوفر بكثير على جيب المواطن، ناهيك بعائلات لا تستطيع صنعه أو شراءه لسوء الوضع المادي وكثرة المصاريف التي لها الأولوية أمام كعك العيد.