أخبار اليوم - في أحدث جريمة حرب إسرائيلية بحق القطاع الصحي في غزة، حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة إلى ركام.
كان هذا المستشفى بمثابة أمل لآلاف مرضى السرطان في غزة، حيث اعتبر الملجأ الوحيد لعلاج المرضى الذين يعانون من السرطان في القطاع، بعيدًا عن عناء السفر، وتعقيدات ومتاعب إجراءات التحويلات للعلاج في الخارج.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لتفجير جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى، الذي يتكون من عدة مبانٍ.
المستشفى، الذي بدأ تشييده في 2011 بتمويل من الحكومة التركية، دخل الخدمة في عام 2020 بعد تأخير بسبب الحصار حيث كان يقدم خدماته بشكل أساسي لمرضى السرطان، بإشراف وتنسيق وزارة والجامعة الإسلامية في غزة.
كانت خدمات المستشفى تشمل غرف عمليات مجهزة بالكامل، ليصبح عام 2021، مركزًا متخصصًا لعلاج مرضى السرطان في غزة، يضم في أقسامه طاقمًا صحيًا مؤهلًا من 248 شخصًا ويستوعب ما يصل إلى 30 ألف مريض سنويًا.
مستشفى الصداقة لم يكن مجرد مستشفى بل كان نقطة أمل لمئات الآلاف من المرضى في قطاع غزة، حيث تقدم العلاج لمرضى السرطان في ظل الحصار الصعب الذي يعيشه القطاع. لكن مع بداية العدوان الإسرائيلي، تعرض المستشفى لعدة ضربات جوية، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من بنيته التحتية.
وفي نوفمبر 2023، توقف المستشفى عن تقديم الخدمات بسبب الأضرار البالغة التي لحقت به نتيجة القصف، بالإضافة إلى نقص الوقود والأدوية.
أظهرت صور الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استخدم المستشفى كقاعدة عسكرية، حيث تمركزت عشرات الآليات العسكرية في فناء المستشفى، مما أدى إلى تعطيل العمل فيه بشكل كامل.
كما أُجبر المرضى على مغادرة المستشفى، ليتضاعف معاناتهم نتيجة نقص العلاجات والوقود، وبدون القدرة على السفر إلى الخارج أو إلى أماكن أخرى بحثًا عن علاج.
وفي 21 مارس 2024، أكمل الاحتلال الإسرائيلي جريمته بهدم المستشفى بشكل كامل، وتحويله إلى كومة من الخرسانة. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المنشآت الطبية في قطاع غزة، حيث طال القصف أيضًا مستشفيات أخرى مثل مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان والمستشفى المعمداني.
مستشفى الصداقة كان واحدًا من العديد من المستشفيات التي تعرضت للهجوم في قطاع غزة، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية في المنطقة التي تعاني من أزمات صحية وإغاثية كبيرة، ويؤكد على استهداف الاحتلال للبنية التحتية الطبية في وقت تزداد فيه حاجة السكان للخدمات الصحية بسبب العدوان المستمر.
وتعقيبا على تدمير المستشفى، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن "هذا السلوك الإجرامي للمحتل يأتي منسجما مع التدمير الممنهح للنظام الصحي وإكمالا لحلقات الإبادة الجماعية".
وعدّت وزارة الخارجية التركية "الاستهداف المتعمد لمستشفى يقدم الرعاية الصحية للمدنيين في غزة، هو جزء من سياسات (إسرائيل) لجعل غزة غير صالحة للعيش وإجبار الشعب الفلسطيني على الهجرة".
المصدر / فلسطين أون لاين