أخبار اليوم - أكد نقيب المهندسين الأردنيين المندس احمد سمارة الزعبي، في بيان صادر الثلاثاء ، أن ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جريمة إبادة ممنهجة تُنفذ بدم بارد أمام أنظار العالم، وبدعم مكشوف من القوى التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها تغض الطرف عن هذه الجرائم حين يكون الضحية هو الشعب الفلسطيني.
وإعتبر أن الاحتلال لم يلتزم يومًا بأي هدنة أو اتفاق، يثبت مجددًا أنه كيان قائم على العدوان والتوسع والقهر، ولا يمكن الوثوق به كشريك في أي مسار يؤدي إلى السلام والاستقرار، مشيرة الى أن العدو عاد إلى استهداف المنازل، وقصف المدارس والمستشفيات، ومنع المساعدات الإنسانية، ليعيد الأزمة إلى مربعها الأول، حيث الجوع والدمار والقتل والتشريد، في محاولة لإخضاع أهلنا في غزة وكسر إرادتهم الصلبة.
وتاليا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
تتابع نقابة المهندسين الأردنيين بألم بالغ الجريمة الجديدة التي ترتكبها آلة الإجرام الاسرائيلية بحق أهلنا في قطاع غزة، حيث يعاود الاحتلال عدوانه الوحشي، مستهدفًا المدنيين الأبرياء، وممعنًا في تدمير ما تبقى من البنية التحتية، ضاربًا عرض الحائط بكل النداءات والمواثيق الدولية التي تدعو إلى وقف الاعتداءات وضمان الحماية للسكان المدنيين. هذا العدوان المتجدد يأتي بعد أسابيع فقط من الهدنة، التي لم تكن إلا استراحة للعدو ليرتب أوراقه، ويعيد التخطيط لمشاريعه التوسعية اللا إنسانية التي تهدف إلى فرض واقع جديد بالقوة، في انتهاك صارخ لكافة المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية.
إن ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جريمة إبادة ممنهجة، تُنفذ بدم بارد أمام أنظار العالم، وبدعم مكشوف من القوى التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها تغض الطرف عن هذه الجرائم حين يكون الضحية هو الشعب الفلسطيني. إن الاحتلال ، الذي لم يلتزم يومًا بأي هدنة أو اتفاق، يثبت مجددًا أنه كيان قائم على العدوان والتوسع والقهر، ولا يمكن الوثوق به كشريك في أي مسار يؤدي إلى السلام والاستقرار. لقد عاد العدو إلى استهداف المنازل، وقصف المدارس والمستشفيات، ومنع المساعدات الإنسانية، ليعيد الأزمة إلى مربعها الأول، حيث الجوع والدمار والقتل والتشريد، في محاولة لإخضاع أهلنا في غزة وكسر إرادتهم الصلبة.
إننا في نقابة المهندسين الأردنيين، إذ نستنكر هذا العدوان الهمجي ونرفضه رفضًا قاطعًا، ونعلن تضامننا المطلق مع أهلنا في غزة، الذين يواجهون العدوان بصلابة وإيمان، ويقدمون للعالم نموذجًا في الصبر والتحدي والإصرار على نيل حقوقهم المشروعة. إن هذا الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني هو الرد الحقيقي على آلة القتل الاسرائيلية ، وهو ما يستوجب من جميع الشعوب الحرة دعمه بكل الوسائل الممكنة.
ندعو المجتمع الدولي، بكل مؤسساته ومنظماته، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في غزة، ووقف هذا العدوان فورًا، وعدم السماح للاحتلال بالإفلات من العقاب على جرائمه المستمرة. إن ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية لم تعد مقبولة، فالقوانين التي تطبق بحزم على بعض الدول يجب أن تطبق بالمثل على الاحتلال، الذي يمارس الإرهاب المنظم دون أدنى محاسبة.
نؤكد أن فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة، وأن التطبيع مع هذا الكيان الغاصب هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتشجيع لهذا الاحتلال على مواصلة جرائمه. إننا نرفض أي محاولة لتبييض صورة الاحتلال أو القبول به كأمر واقع، ونؤكد أن حقوق الشعب الفلسطيني ثابتة وغير قابلة للمساومة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
نطالب بفتح جميع المعابر مع قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية دون قيد أو شرط، ووقف استخدام الغذاء والدواء كسلاح لابتزاز الفلسطينيين. إن استمرار الحصار الجائر المفروض على غزة هو جريمة أخرى تضاف إلى سجل الاحتلال، ويجب على الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي التحرك العاجل لإنهائه، وضمان إيصال المساعدات إلى من يحتاجونها دون أي عوائق.
نؤكد على أن المقاومة بكافة أشكالها حق مشروع للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، كما تقر بذلك القوانين والمواثيق الدولية. إن ما نشهده اليوم من صمود وتضحيات هو امتداد لمسيرة طويلة من النضال، أثبت فيها الفلسطينيون أنهم أصحاب حق، وأن محاولات تركيعهم عبر القتل والدمار والحصار لن تفلح في كسر إرادتهم أو دفعهم للتنازل عن حقوقهم التاريخية.
إننا في نقابة المهندسين الأردنيين، إذ نرفع صوتنا عاليًا رفضًا لهذا العدوان، فإننا ندعو كافة النقابات والاتحادات المهنية والشعبية في الأردن والعالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ مواقف واضحة وحازمة في دعم القضية الفلسطينية، وفضح جرائم الاحتلال، وتعزيز الجهود الرامية إلى محاسبته في المحافل الدولية. كما ندعو الشعوب الحرة في العالم إلى التحرك الفاعل لممارسة الضغوط على حكوماتها لاتخاذ إجراءات عملية توقف هذه الجرائم المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.
وأخيرًا، نؤكد أن هذا العدوان، مهما بلغ جبروته، لن يثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بحقه في الحرية والاستقلال، ولن يزيدنا إلا إيمانًا بعدالة هذه القضية، وإصرارًا على مواصلة العمل بكل الوسائل لدعم صمود غزة وفلسطين. ستبقى فلسطين رمزًا للحق والمقاومة، وسيبقى الاحتلال عنوانًا للإجرام والظلم، وسيأتي اليوم الذي يرحل فيه عن أرضنا مهما طال الزمن.
المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والنصر لشعبنا البطل.
نقيب المهندسين الأردنيين